لجريدة عمان:
2024-07-06@03:22:22 GMT

تربية بالحرمان

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT

لا أدري هل هي الصُدفة وحدها التي قادتهم إلى طرح الموضوع نفسه «الأسلوب الأمثل لتعليم الأبناء الاعتماد على النفس» في جلستهم تلك أم لأن الإنسان أصبح حائرًا وبحاجة فعلية إلى من يعينه على فهم أساليب التربية السليمة بسبب ما يحدث حوله من تطور هائل ومتسارع في وسائل الاتصالات وكمية المعلومات التي يتلقاها عبر مواقع التواصل ؟

كنت مُنصتًا عندما كان الجميع يطرحون وجهات نظرهم حول الطرق المثالية لجعل الابن قادرًا على بناء حياة مستقلة بعيدًا عن عين والده ورعايته وإمكاناته المالية.

. انقسموا بين مؤيد بشِدة للأساليب التقليدية القديمة وبين مقتنع بضرورة الإفادة من الأساليب التي تنادي بها النظريات الحديثة.

كان الاختلاف في وجهات النظر بين الفريقين قد ظهر جليا من خلال ما أورده كل فريق من حجج وقناعات تبلورت نتيجة التنشئة ومستوى التعليم وعوامل أُخرى.

من الأفكار التي لفتت انتباهي رؤية شخص يؤمن إيمانا مُطلقا بنظرية «خليه يكِد ويتعب ويصير رجّال» تبيّنتُ لاحقًا أنه رجل ثري يُقاتل من أجل الحصول على شهادة الدكتوراة في إدارة الموارد المالية.

من سياق حديثه يبدو أنه رافع يديه عن ابنه الموظف الحكومي ويرفض رفضًا تامًا دعم مشروعه الخاص أو إقالة عثرته بسبب الديون من باب الدفع به إلى معترك الحياة حتى يُحسن التعامل معها أوقات الأزمات.

ورغم أنني في الغالب لا أزج بنفسي في حوارات تدور في دائرة مفرغة من مبدأ أن «الباب اللي تجيلك منه الريح سده واستريح» إلا أنني هذه المرة لم أطق صبرًا ووجهت إليه سؤالا يتصل بالفكرة من حرمان ابنه الاستفادة من إمكانيات ستؤول إليه يومًا ما.

جاءت مبررات رجل الأعمال وصاحب أكبر محل لاستيراد مواد البناء في المنطقة أن والده مات عنه فقيرًا لا يملك ريالًا واحدًا وهذا علمه الصبر والجَلد والمعاناة ما صنع منه رجلاً صلبًا «ما متنغنغ» أما أن تُحسب تلك الطريقة لغير صالِحهِ كأن يُعد بخيلًا مُقتِرًا في حق أبنائه أو أن تُحيل تلك الممارسة العلاقة بهم إلى علاقة فاترة خالية من مشاعر الأُبوة «فهذا لا يعنيه».

واصل الرجل مبررًا: «ربما هم يكرهونني الآن ويتمنون موتي لكنني أؤكد لكم أنها طريقة للتربية مُجربة ولا تقوم على الحرمان.. إنني تركتهم يؤسسون لحياتهم بأنفسهم ويصنعون أحلامهم لتكون حقيقة أمام أعينهم يعانون مثلما عانى أبوهم.. سيقولون إنه أناني مُسرف في الغِلظة لكنني لا أرى عيبًا أن يقود ابني سيارة أُجرة أو يقوم بتوصيل طلبات أو أن يعمل معاونًا في أحد الأسواق الشعبية.. أليس بيننا بشر يقومون بتلك الأعمال؟!».

آخر نقطة:

«إن من يخاطرون بالدخول إلى المجهول هم فقط من يمكنهم أن يدركوا إلى أي مدى يُمكن للمرء أن يتقدم».

ت. س. إيليوت

عمر العبري كاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

تربية ميسان توجه انذاراً الى مصرف الرافدين وتهدد بالغاء العقد بسبب حالات سحب سلفة بدون علم الموظفين

شبكة انباء العراق ..

وجهت المديرية العامة للتربية في محافظة ميسان إنذاراً إلى مصرف الرافدين بسبب حالات سحب سلفة بدون علم الموظفين والمعلمين والمدرسين من خلال قرصنة البيانات والمعلومات الكترونياً”.

وقالت المديرية في بيان :” ان بعض منسوبي المديرية تم سحب سلفة بأسمائهم بدون علمهم وموافقتهم من خلال تطبيق خدمات كي التابع الى المصرف خلافاً للعقد المبرم بين المديرية والمصرف ، مهددة بإلغاء العقد ورفع دعوى قضائية ضد المصرف”.

user

مقالات مشابهة

  • بايدن: أنا مقتنع أنني الشخص الأنسب لهزيمة دونالد ترامب
  • بايدن: مقتنع أنني الشخص الأنسب لهزيمة دونالد ترامب
  • تربية ميسان توجه انذاراً الى مصرف الرافدين وتهدد بالغاء العقد بسبب حالات سحب سلفة بدون علم الموظفين
  • وظائف للمدرسين بمحافظة قنا.. اعرف التخخصات المطلوبة وآخر موعد للتقديم
  • سحب سلف دون علم الموظفين.. تربية ميسان تتوعد مصرف الرافدين
  • مأساة عائلة سعودية في سويسرا.. أكاديمي يقفز إلى شلال لإنقاذ ابنه فيتوفى معه
  • رسالة من تحت الأكياس
  • فودين: ألقي اللوم على اللاعبين.. وليس على ساوثجيت
  • الدكتور بن حبتور يعزي في وفاة الدكتور يحيى زيد الشامي
  • انهاء تكليف مدير عام تربية الديوانية (وثيقة)