لجريدة عمان:
2025-04-22@13:37:58 GMT

تربية بالحرمان

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT

لا أدري هل هي الصُدفة وحدها التي قادتهم إلى طرح الموضوع نفسه «الأسلوب الأمثل لتعليم الأبناء الاعتماد على النفس» في جلستهم تلك أم لأن الإنسان أصبح حائرًا وبحاجة فعلية إلى من يعينه على فهم أساليب التربية السليمة بسبب ما يحدث حوله من تطور هائل ومتسارع في وسائل الاتصالات وكمية المعلومات التي يتلقاها عبر مواقع التواصل ؟

كنت مُنصتًا عندما كان الجميع يطرحون وجهات نظرهم حول الطرق المثالية لجعل الابن قادرًا على بناء حياة مستقلة بعيدًا عن عين والده ورعايته وإمكاناته المالية.

. انقسموا بين مؤيد بشِدة للأساليب التقليدية القديمة وبين مقتنع بضرورة الإفادة من الأساليب التي تنادي بها النظريات الحديثة.

كان الاختلاف في وجهات النظر بين الفريقين قد ظهر جليا من خلال ما أورده كل فريق من حجج وقناعات تبلورت نتيجة التنشئة ومستوى التعليم وعوامل أُخرى.

من الأفكار التي لفتت انتباهي رؤية شخص يؤمن إيمانا مُطلقا بنظرية «خليه يكِد ويتعب ويصير رجّال» تبيّنتُ لاحقًا أنه رجل ثري يُقاتل من أجل الحصول على شهادة الدكتوراة في إدارة الموارد المالية.

من سياق حديثه يبدو أنه رافع يديه عن ابنه الموظف الحكومي ويرفض رفضًا تامًا دعم مشروعه الخاص أو إقالة عثرته بسبب الديون من باب الدفع به إلى معترك الحياة حتى يُحسن التعامل معها أوقات الأزمات.

ورغم أنني في الغالب لا أزج بنفسي في حوارات تدور في دائرة مفرغة من مبدأ أن «الباب اللي تجيلك منه الريح سده واستريح» إلا أنني هذه المرة لم أطق صبرًا ووجهت إليه سؤالا يتصل بالفكرة من حرمان ابنه الاستفادة من إمكانيات ستؤول إليه يومًا ما.

جاءت مبررات رجل الأعمال وصاحب أكبر محل لاستيراد مواد البناء في المنطقة أن والده مات عنه فقيرًا لا يملك ريالًا واحدًا وهذا علمه الصبر والجَلد والمعاناة ما صنع منه رجلاً صلبًا «ما متنغنغ» أما أن تُحسب تلك الطريقة لغير صالِحهِ كأن يُعد بخيلًا مُقتِرًا في حق أبنائه أو أن تُحيل تلك الممارسة العلاقة بهم إلى علاقة فاترة خالية من مشاعر الأُبوة «فهذا لا يعنيه».

واصل الرجل مبررًا: «ربما هم يكرهونني الآن ويتمنون موتي لكنني أؤكد لكم أنها طريقة للتربية مُجربة ولا تقوم على الحرمان.. إنني تركتهم يؤسسون لحياتهم بأنفسهم ويصنعون أحلامهم لتكون حقيقة أمام أعينهم يعانون مثلما عانى أبوهم.. سيقولون إنه أناني مُسرف في الغِلظة لكنني لا أرى عيبًا أن يقود ابني سيارة أُجرة أو يقوم بتوصيل طلبات أو أن يعمل معاونًا في أحد الأسواق الشعبية.. أليس بيننا بشر يقومون بتلك الأعمال؟!».

آخر نقطة:

«إن من يخاطرون بالدخول إلى المجهول هم فقط من يمكنهم أن يدركوا إلى أي مدى يُمكن للمرء أن يتقدم».

ت. س. إيليوت

عمر العبري كاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

رسائل والد أسير أميركي بغزة لابنه: الجميع يكافح من أجلك ونأمل أن تكون حيا

قال عدي ألكسندر Adi Alexander والد الأسير الأميركي الإسرائيلي عيدان المحتجز في قطاع غزة إنه لا يزال يأمل أن يكون ابنه البالغ من العمر 21 عاما على قيد الحياة، بعد أن أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مصيره غير معروف.

ودعا عدي -الذي كان ابنه يخدم في الجيش الإسرائيلي عندما أسر في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023- الولايات المتحدة إلى إجراء محادثات مباشرة لتحرير الأسرى المتبقين، الأحياء والأموات، الذين أسروا خلال عملية طوفان الأقصى التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية قبل أكثر من عام ونصف.

وقال الأب في مقابلة أجريت معه أمس السبت "أعتقد أنه يجب علينا التواصل معهم مباشرة لنرى ما يمكن فعله بشأن ابني، والرهائن الأميركيين الأربعة القتلى، وجميع الآخرين".

وأضاف "يبدو أن المفاوضات متوقفة، كل شيء عالق، ونعود إلى ما كنا عليه قبل عام تقريبا. إنه أمر مقلق حقا".

رسالة الأب لابنه

وكانت حماس قد وافقت سابقا على إطلاق سراح عيدان ألكسندر الذي يُعتقد أنه آخر أسير أميركي على قيد الحياة في غزة، بالإضافة إلى جثث 4 أميركيين آخرين أسروا في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

إعلان

وقال والد عيدان -الذي يحمل جنسية مزدوجة ونشأ في نيوجيرسي- إن ابنه كان "شابا أميركيا بامتياز، رياضيا رائعا… يا له من فتى محب" وجد نفسه "في المكان الخطأ، والوقت الخطأ".

وأشار إلى أنه لو استطاع التحدث إلى ابنه الآن لقال له "تأكد، لم ينسك أحد، ولا والداك بكل تأكيد، والجميع يكافح من أجل إطلاق سراحك على أعلى مستوى في الولايات المتحدة، وأعتقد أيضا في إسرائيل".

ولم يعلق متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية على وضع ألكسندر، لكنه أكد أنه يتعين على حماس أن تطلق سراحه فورا هو وجميع الأسرى المتبقين، محملا حماس "وحدها المسؤولية عن الحرب واستئناف العمليات القتالية".

تصريحات للقسام

وكان أبو عبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد قال أمس السبت إن المقاومة "تمكنت من انتشال شهيد كان مكلفا بتأمين الأسير عيدان ألكسندر، وما زال مصير الأسير والآسرين مجهولا".

وأكد أن حياة الأسرى في خطر بسبب "عمليات القصف الإجرامية التي يقوم بها جيش العدو".

وشدد على أن الاحتلال يكذب في دعوى معاملة الأسرى بطريقة غير إنسانية.

وجاء في تصريحات أبو عبيدة أن الاحتلال يزوّر شهادات لأسرى سابقين للتحريض على المقاومة والتغطية على فضيحة قتل أسراه.

وأوضح أن المقاومة تعمل على حماية جميع الأسرى والمحافظة على حياتهم رغم همجية العدوان.

مقالات مشابهة

  • محمد رمضان بعد حفله الثاني في أمريكا: التاريخ لن ينسى أنني أول مصري غنّى هناك
  • رفضوا الإفراج عنه ليشهد ولادة ابنه.. السلطات الأمريكية تواصل حجز الناشط الفلسطيني محمود خليل
  • زوجة الناشط الفلسطيني محمود خليل لـCNN: السلطات الأمريكية منعته من حضور ولادة ابنه
  • تربية إدلب تستقبل طلبات المعلمين المفصولين من الخدمة زمن النظام البائد
  • بسبب تربية كلب.. شاب يدهس جاره عمدا بسيارته في حلوان| صور
  • أفراح الحميدي بخطبة «خالد» وقران «بدر»
  • ‏الأردن يرحب بالتوافق الذي توصّلت إليه واشنطن وطهران خلال الجولة الثانية من المباحثات التي عُقِدَت في العاصمة الإيطالية روما
  • لتمكين طلابها فى سوق العمل.. تربية جامعة حلوان تطلق حاضنة ريادة الأعمال التعليمية «Edu Talent»
  • والد أسير أميركي .. مصير ابني مجهول المفاوضات متوقفة
  • رسائل والد أسير أميركي بغزة لابنه: الجميع يكافح من أجلك ونأمل أن تكون حيا