هل هو جيل ذهبي فعلًا؟!
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
سلطان بن ناصر القاسمي
قبل أيام قليلة خرج علينا الناقد الرياضي أحمد الرواس، بتصريح أثار حفيظة الكثير من الرياضيين السابقين والإعلاميين والناقدين الرياضيين؛ حيث رأى الرواس أنه لا يوجد جيل ذهبي لمنتخب عُمان لكرة القدم، خلال العقود السابقة على المستوى الآسيوي أو العالمي، وبالتالي فإنَّ ما يسمى بـ"الجيل الذهبي" لمنتخب عُمان ما هو إلا جيل ذهبي على المستوى الخليجي فقط!
وعليه فإن- من وجهة نظري المتواضعة- كلامه ليس تقليلًا في حق هذا الجيل، وإنما يعكس طموحًا لدى الشارع الرياضي بأن يرى جيلًا نستطيع من خلاله أن ننافس المنتخبات على المستوى الآسيوي- على أقل تقدير- ونحرز به بطولة كأس آسيا، كما فعلها بعض المنتخبات العربية والخليجية.
والمتتبع للرياضة في سلطنة عُمان- وكرة القدم بالأخص- يجدُ عِللًا متفرقة؛ منها ضعف التخطيط وربطه بالواقع والطموح، وضعف الإمكانيات وعدم قدرة من هم على دفة القيادة في اتحاد كرة القدم التأقلم مع تلك الإمكانيات وربطها بالطموح. نعم ذلك الجيل أسعدنا وأفرح الشارع الرياضي في تلك الفترة، وكل الشارع الرياضي كان يأمل ويتأمل في وصول ذلك الجيل إلى أبعد من دور الستة عشر في بطولة آسيا ولو أعطى المسؤولين عن كرة القدم- آنذاك- زيادة الإمكانيات لرأينا فعلًا ذلك الجيل يقارع المنتخبات الآسيوية الكبيرة.
نعم.. ذلك الجيل هو مشروع كروي جميل تدرج من مرحلة الناشئين إلى المنتخب الأول كسبنا من خلاله احترام الخليج كله ورأينا جل اللاعبين محترفين في الدوريات الخليجية عدا الكابتن الكبير علي الحبسي الذي شرفنا في الدوريات الأوروبية، وكنَّا نأمل أن تستمر بعض المغامرات لبعض اللاعبين في الدوريات الأوربية على غراره، ولكن لم تكتب لتلك المحاولات النجاح، حيث إن إمكانيات اللاعب العُماني- آنذاك- وثقافة الاحتراف لديه غير كافية، وغيرها من المسببات.
إذن لماذا ردود الفعل الغاضبة تلك حيال تصريح الرواس؟ لما لا نأخذ ذلك التصريح لتصحيح أخطاء الرياضة وكرة القدم في البلد؟ لماذا لا نعمل ونخطط من الصفر في بناء أجيالًا لكرة القدم العُمانية؟ لماذا لا نستغل الأكاديميات المنتشرة ونبني كرة قدم حقيقية، ونعود هذه الأجيال على احتراف كرة القدم من الصغر ويشرفونا كما شرفنا منتخبنا للناشئين في الإكوادور ومصر وترينداد وتوباجو على سبيل المثال؟
ولتحقيق ذلك علينا أولًا التحرك في معالجة المحسوبية والتدخلات الخارجية في كرة القدم، ونبدأ في اختيار الأفضل في قيادة دفة كرة القدم من خلال تقديم رؤى واستراتيجيات تقدم ممن لديه الرغبة في قيادة كرة القدم واختيار الأفضل من خلال طرحها على الشارع الرياضي أجمع ولا تقتصر فقط على الجمعية العمومية فقط التي من الواضح جدًا لدى الشارع الرياضي بأنها فقط تعمل لمصالح شخصية أو جزئية وهنا أقصد مصلحة أندية لا أكثر، وبالتالي نخسر المصلحة العامة والمتمثلة في المنتخبات الوطنية والمردودات الإيجابية لها من خلال إحراز النتائج التي يتمناها الجمهور العُماني العاشق والمحب لكرة القدم.
إنَّ الجيل الذهبي على مستوى دورات كأس الخليج نُكِنُ له كل الاحترام والتقدير؛ حيث إنه أعطى للجمهور العُماني الفرحة الخليجية في تلك الفترة، وبإمكاننا أن نستفيد منه الآن في تواجد النخبة منهم في العمل الفني المساعد للمنتخب الأول، وكذلك منتخبات المراحل السنية، كما بالإمكان الاستفادة من خبراتهم الإدارية والفنية من خلال اللجان المساندة لعمل الاتحاد والمدربين، وأن يكملوا مسيرتهم الذهبية كما يراها البعض في معالجة نقاط الخلل والوهن التي من الممكن أن تصيب كرة القدم في سلطنة عُمان.
لفت نظر تصريح لأحد اللاعبين القُدامى ممن يرى نفسه أنه من الجيل الذهبي لكرة القدم العُمانية في تصريحه لأحد البرامج الرياضية بإحدى القنوات، عندما قال إن لديه اتصال مباشر مع اللاعبين أثناء مشاركة المنتخب في بطولة آسيا الأخيرة المقامة في دولة قطر، وأنه يُسدي لهم النصائح والتوجيهات كما يراها هو! وهذا يمثل- من وجهة نظري- تدخلًا في العمل الإداري والفني للمنتخب، وبالتالي تشتيت فكر اللاعبين وضياع التركيز عن توجيهات من هُم على رأس الجهاز الفني والإداري للمنتخب.
إن هذا الفعل جاء من شخص واحد، ولا ندري إذا ما كان هذا الفعل قد أتى أيضًا من أشخاص آخرين، وبالتالي كل ذلك ينصب في تشتيت تركيز اللاعبين في البطولة!
هذه هفوة وضعف لهذين الجهازين للأسف؛ حيث وجب عليهم التنويه مُسبقًا بهذه التصرفات. كما إن ما حدث من تصريحات متناقضة خلال البطولة حول مستقبل ومصير المدرب من استمراريته مع المنتخب من عدم، تنم عن تخبط في العمل الإداري لاتحاد القدم.
إن ما أفرزه خروج المنتخب من البطولة، واتفاق الاتحاد مع مدرب جديد ما هو إلّا حالة من عدم المسؤولية الوطنية تجاه كرة القدم العُمانية، وبالتالي ضعف الطموح في إمكانية وصول المنتخب الى أبعد نقطة في البطولة، والدليل على ذلك، التواصل مع نفس الوسيط للتعاقد مع مدرب جديد وإنهاء مسيرة المدرب برانكو إيفانكوفيتش مع المنتخب.
إنَّ ما نحتاجه في الأيام المقبلة أن نتبنى الأداء الاحترافي في التعامل مع كرة القدم، لإيجاد أجيال ذهبية قادمة، وعلينا التعامل مع جميع القضايا المطروحة؛ سواء من الوزارة الموقرة المختصة أو اتحاد كرة القدم أو الإعلام الرياضي والذي يضم الناقدين الرياضيين واللاعبين القدامى للمنتخب الذين يعملون كمحللين في القنوات الرياضية في عُمان ودول المنطقة، من هنا فقط ستكون لدينا فرصة حقيقية لتحقيق تقدم في عالم كرة القدم في سلطنة عُمان.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
سرق حقيبة سفر تحتوي على مبالغ ماليّة ومصاغ ذهبي.. وقوى الامن توقفه وتعيد بعضاً منها
أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة أنه وبتاريخ 26-11-2024، ادّعى أحد المواطنين ضدّ سائق سيّارة أجرة، مجهول الهويّة، بجرم سرقة حقيبة السّفر التي كانت بحوزته عندما استقل وزوجته سيّارة الأجرة للهروب من مدينة بيروت، إبّان العدوان الإسرائيلي، وتحتوي على مبالغ ماليّة ومصاغ ذهبي، مقدّراً قيمة المسروقات بمائتي ألف دولار أميركي.
بنتيجة الاستقصاءات والتحريّات التي قامت بها مفرزة بيروت القضائية في وحدة الشّرطة القضائيّة، بالتّنسيق مع المجموعة الخاصّة في هذه الوحدة، تمّ توقيف السّائق (ع. خ.) وقد ضُبِطَ معه سيّارة نوع مرسيدس ومبلغ ألفي دولار أميركي وجهاز خلوي نوع IPhone.
بالتّحقيق معه، اعترف بالاستيلاء على الحقيبة وسرقة محتوياتها وأنّه اشترى السّيّارة والجهاز الخلوي المضبوطَين معه بجزء من المبلغ المسروق، وخَسِرَ قسمًا كبيراً من المبلغ في ألعاب القِمار.
من خلال التّوسّع بالتّحقيق مع أكثر من 10 أشخاص مقرّبين من المدّعى عليه، جرى ضبط سيارتَين من نوع مرسيدس C300 صنع ٢٠١٦ و BMW X6 صنع ٢٠١١ ومبلغ 27 ألف دولار أميركي، ومصاغ ذهبي، و3 أجهزة خلويّة، وفرش منزل كامل.
تمّ تسليم المضبوطات كافّة إلى المدّعي، وأودع الموقوف القضاء المختص، عملاً بإشارته.