جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-09@23:29:17 GMT

هل هو جيل ذهبي فعلًا؟!

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT

هل هو جيل ذهبي فعلًا؟!

 

سلطان بن ناصر القاسمي


قبل أيام قليلة خرج علينا الناقد الرياضي أحمد الرواس، بتصريح أثار حفيظة الكثير من الرياضيين السابقين والإعلاميين والناقدين الرياضيين؛ حيث رأى الرواس أنه لا يوجد جيل ذهبي لمنتخب عُمان لكرة القدم، خلال العقود السابقة على المستوى الآسيوي أو العالمي، وبالتالي فإنَّ ما يسمى بـ"الجيل الذهبي" لمنتخب عُمان ما هو إلا جيل ذهبي على المستوى الخليجي فقط!

وعليه فإن- من وجهة نظري المتواضعة- كلامه ليس تقليلًا في حق هذا الجيل، وإنما يعكس طموحًا لدى الشارع الرياضي بأن يرى جيلًا نستطيع من خلاله أن ننافس المنتخبات على المستوى الآسيوي- على أقل تقدير- ونحرز به بطولة كأس آسيا، كما فعلها بعض المنتخبات العربية والخليجية.

والمتتبع للرياضة في سلطنة عُمان- وكرة القدم بالأخص- يجدُ عِللًا متفرقة؛ منها ضعف التخطيط وربطه بالواقع والطموح، وضعف الإمكانيات وعدم قدرة من هم على دفة القيادة في اتحاد كرة القدم التأقلم مع تلك الإمكانيات وربطها بالطموح. نعم ذلك الجيل أسعدنا وأفرح الشارع الرياضي في تلك الفترة، وكل الشارع الرياضي كان يأمل ويتأمل في وصول ذلك الجيل إلى أبعد من دور الستة عشر في بطولة آسيا ولو أعطى المسؤولين عن كرة القدم- آنذاك- زيادة الإمكانيات لرأينا فعلًا ذلك الجيل يقارع المنتخبات الآسيوية الكبيرة.

نعم.. ذلك الجيل هو مشروع كروي جميل تدرج من مرحلة الناشئين إلى المنتخب الأول كسبنا من خلاله احترام الخليج كله ورأينا جل اللاعبين محترفين في الدوريات الخليجية عدا الكابتن الكبير علي الحبسي الذي شرفنا في الدوريات الأوروبية، وكنَّا نأمل أن تستمر بعض المغامرات لبعض اللاعبين في الدوريات الأوربية على غراره، ولكن لم تكتب لتلك المحاولات النجاح، حيث إن إمكانيات اللاعب العُماني- آنذاك- وثقافة الاحتراف لديه غير كافية، وغيرها من المسببات.

إذن لماذا ردود الفعل الغاضبة تلك حيال تصريح الرواس؟ لما لا نأخذ ذلك التصريح لتصحيح أخطاء الرياضة وكرة القدم في البلد؟ لماذا لا نعمل ونخطط من الصفر في بناء أجيالًا لكرة القدم العُمانية؟ لماذا لا نستغل الأكاديميات المنتشرة ونبني كرة قدم حقيقية، ونعود هذه الأجيال على احتراف كرة القدم من الصغر ويشرفونا كما شرفنا منتخبنا للناشئين في الإكوادور ومصر وترينداد وتوباجو على سبيل المثال؟

ولتحقيق ذلك علينا أولًا التحرك في معالجة المحسوبية والتدخلات الخارجية في كرة القدم، ونبدأ في اختيار الأفضل في قيادة دفة كرة القدم من خلال تقديم رؤى واستراتيجيات تقدم ممن لديه الرغبة في قيادة كرة القدم واختيار الأفضل من خلال طرحها على الشارع الرياضي أجمع ولا تقتصر فقط على الجمعية العمومية فقط التي من الواضح جدًا لدى الشارع الرياضي بأنها فقط تعمل لمصالح شخصية أو جزئية وهنا أقصد مصلحة أندية لا أكثر، وبالتالي نخسر المصلحة العامة والمتمثلة في المنتخبات الوطنية والمردودات الإيجابية لها من خلال إحراز النتائج التي يتمناها الجمهور العُماني العاشق والمحب لكرة القدم.
إنَّ الجيل الذهبي على مستوى دورات كأس الخليج نُكِنُ له كل الاحترام والتقدير؛ حيث إنه أعطى للجمهور العُماني الفرحة الخليجية في تلك الفترة، وبإمكاننا أن نستفيد منه الآن في تواجد النخبة منهم في العمل الفني المساعد للمنتخب الأول، وكذلك منتخبات المراحل السنية، كما بالإمكان الاستفادة من خبراتهم الإدارية والفنية من خلال اللجان المساندة لعمل الاتحاد والمدربين، وأن يكملوا مسيرتهم الذهبية كما يراها البعض في معالجة نقاط الخلل والوهن التي من الممكن أن تصيب كرة القدم في سلطنة عُمان.

لفت نظر تصريح لأحد اللاعبين القُدامى ممن يرى نفسه أنه من الجيل الذهبي لكرة القدم العُمانية في تصريحه لأحد البرامج الرياضية بإحدى القنوات، عندما قال إن لديه اتصال مباشر مع اللاعبين أثناء مشاركة المنتخب في بطولة آسيا الأخيرة المقامة في دولة قطر، وأنه يُسدي لهم النصائح والتوجيهات كما يراها هو! وهذا يمثل- من وجهة نظري- تدخلًا في العمل الإداري والفني للمنتخب، وبالتالي تشتيت فكر اللاعبين وضياع التركيز عن توجيهات من هُم على رأس الجهاز الفني والإداري للمنتخب.

إن هذا الفعل جاء من شخص واحد، ولا ندري إذا ما كان هذا الفعل قد أتى أيضًا من أشخاص آخرين، وبالتالي كل ذلك ينصب في تشتيت تركيز اللاعبين في البطولة!

هذه هفوة وضعف لهذين الجهازين للأسف؛ حيث وجب عليهم التنويه مُسبقًا بهذه التصرفات. كما إن ما حدث من تصريحات متناقضة خلال البطولة حول مستقبل ومصير المدرب من استمراريته مع المنتخب من عدم، تنم عن تخبط في العمل الإداري لاتحاد القدم.

إن ما أفرزه خروج المنتخب من البطولة، واتفاق الاتحاد مع مدرب جديد ما هو إلّا حالة من عدم المسؤولية الوطنية تجاه كرة القدم العُمانية، وبالتالي ضعف الطموح في إمكانية وصول المنتخب الى أبعد نقطة في البطولة، والدليل على ذلك، التواصل مع نفس الوسيط للتعاقد مع مدرب جديد وإنهاء مسيرة المدرب برانكو إيفانكوفيتش مع المنتخب.

إنَّ ما نحتاجه في الأيام المقبلة أن نتبنى الأداء الاحترافي في التعامل مع كرة القدم، لإيجاد أجيال ذهبية قادمة، وعلينا التعامل مع جميع القضايا المطروحة؛ سواء من الوزارة الموقرة المختصة أو اتحاد كرة القدم أو الإعلام الرياضي والذي يضم الناقدين الرياضيين واللاعبين القدامى للمنتخب الذين يعملون كمحللين في القنوات الرياضية في عُمان ودول المنطقة، من هنا فقط ستكون لدينا فرصة حقيقية لتحقيق تقدم في عالم كرة القدم في سلطنة عُمان.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اليمن واحد من اللاعبين الكبار

تحتلّ المقاربة اليمنية الجديدة تجاه الحرب على غزة مكانة لم تكن لها بعد طوفان الأقصى، وقد صارت عيون العالم شاخصة على ما يصدر عن اليمن بعدما كان الكثير من المحللين والمتابعين لا يُعيرون الموقف اليمني أهمية في قراءة توازنات المنطقة. وعندما أعلن اليمن فتح جبهة الإسناد لدعم غزة لم يتوقّع أحد أن تكون جبهة اليمن جبهة رئيسية ثم الجبهة الرئيسية في إسناد غزة، وأن تنجح بإلحاق أذى اقتصادي ومعنوي حقيقي بالكيان، عبر الحصار البحريّ المحكم في البحر الأحمر لكل تجارة يكون الكيان وجهتها، وبدا الكيان عاجزاً رغم حجم الأضرار وعاجزاً عن فعل شيء حقيقي، ونجح اليمن بإظهار ضعف صورة الردع التي يدّعيها الكيان، بعدما نجح في تحقيق ما هو أهم، عندما تحدّى قوة الردع الأمريكية في البحر الأحمر الذي يمثل محور استراتيجية الأمن القومي الأمريكي في المنطقة.
بعد الخسائر الضخمة التي لحقت بجبهة لبنان، والتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي كرّس توازناً بين قدرة المقاومة على منع الاحتلال من التقدم البرّي من جهة، وتفوّق الاحتلال الناري والاستخباري والتكنولوجي من جهة مقابلة، تحمّل اليمن عبء الإسناد وحيداً بعدما كان العراق قد خرج أيضاً من جبهة الإسناد لظروف مشابهة لظروف لبنان، بينما عجز الأمريكي والإسرائيلي ومَن معهما من محاصرة اليمن بظروف مشابهة، ولم يكن الأمر صدفة، بل كان ثمرة التكامل الاستثنائي الذي أظهره اليمن بين قيادته وقواته المسلحة من جهة وشعبه من جهة موازية، أسوة بما صنعته المقاومة في غزة، وكانت نقطة الضعف اللبنانية والعراقية بوجود فئات شعبية وسياسية في البلدين تتربّص بالمقاومة وتكيد لها المكائد، ما جعل القبول بالتموضع وراء صيغة تحفظ الوحدة الوطنية والسلم الأهلي ضرورة لإسقاط خطط الأمريكي والإسرائيلي.
يحمل اليمن من جهة أعباء أنه بات يمثل منفرداً محور المقاومة، ومن جهة أن قائده السيد عبد الملك الحوثي معنيّ بتعويض غياب السيد حسن نصرالله بعد استشهاده كقائد لمحور المقاومة، وبالرغم من التهديدات الأمريكية المباشرة مرفقة بعقوبات وتصنيف على لوائح الإرهاب يمضي اليمن بقوة في خياره، وهو يدرك الموازين الحقيقيّة للقوة خارج النصوص الخطابية الترامبية، ذلك أن معادلة حماية غزة من خطر الحرب تستقيم إذا جرى جمع قدرة المقاومة في غزة على إمساك ورقتي الأسرى والحرب البرّية، وأمسك اليمن بورقتي الحصار البحريّ وتهديد تل أبيب بالصواريخ والطائرات المسيّرة.. وبهذا التوازن الرادع يُصبح التفكير بالعودة للحرب من الجانب الأمريكيّ الإسرائيلي بحاجة للمراجعة.
يتقدم اليمن خطوة إلى الأمام ويضع مهلة أربعة أيام لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مهدّداً بعودة الحصار البحري على الكيان إن لم يبدأ إدخال المساعدات إلى غزة قبل انتهاء المهلة، فتصير حرب غزة بين تهديدين، تهديد يطال غزة ويهدّدها بالجحيم ما لم تترك الأسرى دون الحصول على إعلان نهاية الحرب وانسحاب قوات الاحتلال، وتهديد يحمي غزة، ويقول الإسرائيلي والأمريكي إن الحصار البحري على الكيان عائد ما لم تدخل المساعدات إلى غزة.. وبينما يقيم الكيان حساباً للعودة إلى الحرب رغم الدعم الأمريكي الذي أحال على الكيان عبء تنفيذ التهديد، فيخشى أن يقتل أسراه ويخشى مخاطر الحرب البرية، وبات يخشى تداعيات الدور اليمني، يأتي التهديد اليمني لفرض إدخال المساعدات محسوباً، فالكيان يقبل ببقاء التهدئة لكنه يوقف المساعدات وإن عادت المساعدات لا تمانع المقاومة بانتظار وقت أطول حتى تتم العودة إلى المرحلة الثانية، واليمن يعلم أنه يهدّد بفرض الحصار الذي سوف تنتج عنه عودة المواجهة بين اليمن والأمريكي والإسرائيلي في البحر الأحمر ما يعني عودة اليمن إلى استهداف عمق الكيان وربما القواعد الأمريكية في الخليج وليس فقط الحاملات والسفن الأمريكية الحربية بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
يدرك اليمن أنه دخل لعبة الكبار ويتصرّف كواحد من اللاعبين الكبار.

رئيس تحرير جريدة البناء اللبنانية

مقالات مشابهة

  • بوغبا يدعم سكان غزة بوجبات غذائية خلال شهر رمضان المبارك
  • هواوي تستعرض أحدث حلولها المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتعزيز إمكانات شبكات الجيل الخامس خلال المؤتمر العالمي للجوال 2025
  • «أبوظبي الرياضي للسيدات» يغادر إلى هانوي 19 مارس
  • اليمن واحد من اللاعبين الكبار
  • رئيس الجيل الديمقراطي: السلام هو الخيار الأول لمصر والدول العربية
  • صيام اللاعبين في رمضان يثير الجدل في الاتحاد الفرنسي
  • توقيف خمسة قاصرين بتهمة الشغب الرياضي وإضرام النار بوجدة
  • إنجلترا وفرنسا.. موقفان متناقضان إزاء صيام اللاعبين خلال رمضان
  • صيام اللاعبين في رمضان.. موقفان متناقضان من إنجلترا وفرنسا
  • محكمة التحكيم الرياضي تقبل طعن صمويل إيتو ضد "كاف"