مقال بجيروزاليم بوست: حرب غزة تُرهق اقتصاد إسرائيل
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
على وقع خفض تصنيفها الائتماني للمرة الأولى في تاريخها إلى "إيه 2" (A2) مع نظرة مستقبلية سلبية، وبينما تواجه إسرائيل تحديات الحرب الحالية على غزة، تتعاظم التهديدات الاقتصادية التي تلوح في الأفق على اقتصاد الإسرائيلي.
وكشفت المناقشات الأخيرة في مؤتمر "التوقعات الاقتصادية لعام 2024" في تل أبيب عن إجماع على القلق بين الخبراء والقادة، مما سلط الضوء على الحاجة إلى إعادة تقييم عاجل للأولويات.
ومع تعاظم الضغوط الاقتصادية الناجمة عن تصاعد النفقات العسكرية، يرى خبراء أن التركيز على ضرورة المسؤولية المالية واتخاذ القرارات الإستراتيجية لحماية الاستقرار الاقتصادي في مواجهة التحديات غير المسبوقة تعد أولوية في هذه المرحلة.
وفي مقال رأي للكاتبة المختصة بالشؤون المالية شوشانا تيتا نشرته في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، أعربت عن قلقها إزاء تأثير الحرب المستمرة في غزة على الاقتصاد، وشددت على ضرورة إحداث تحول في أولويات الحكومة.
ويستمد المقال رؤى من مؤتمر عقد في تل أبيب بعنوان "التوقعات الاقتصادية لعام 2024" حيث اتفق كبار الخبراء بالإجماع على أن إسرائيل لا يمكنها الاستمرار في العمل كالمعتاد بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول.
الإنفاق العسكري لإسرائيل بلغ 75 مليار شيكل منذ بداية الحرب على غزة (رويترز)وتسلط الكاتبة الضوء على النمو السريع الذي شهده الاقتصاد الإسرائيلي خلال العقدين الماضيين، مما ساهم في تقليل العجز. ومع ذلك تقول إن الصراع الحالي يتطلب إعادة تقييم الأولويات بسبب الزيادة الكبيرة في النفقات العسكرية.
وبالمقارنة مع الفترة الحرجة لعام 1974، تؤكد الكاتبة على أهمية تجنب تكرار العقد الضائع الذي أعقب حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.
واقترحت الكاتبة "صفقة جديدة" شبيهة بمبادرة فرانكلين ديلانو روزفلت بعد الكساد الكبير عام 1933، بهدف معالجة النفقات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي تواجه إسرائيل.
وبرأي الكاتبة فإن غزة منزوعة السلاح عام 2024 ستتطلب "خطة مارشال" تمولها أوروبا والولايات المتحدة، مما يفيد إسرائيل نهاية المطاف.
وتشير إلى الضغوط المالية التي سببتها الحرب، وأن تكلفة كل صاروخ اعتراضي من طراز "القبة الحديدية" تتراوح بين 50 ألف دولار و70 ألفا. وقد وصل الإنفاق العسكري بالفعل 75 مليار شيكل (20.4 مليار دولار) منذ بداية الحرب، مع توقعات بأنه قد يصل 125 مليار شيكل (34 مليار دولار) هذا العام، باستثناء حرب واسعة النطاق محتملة مع حزب الله في الشمال.
وتشير الكاتبة إلى دعوة دوف كوتلر (الرئيس التنفيذي لبنك هبوعليم) للحكومة إلى ممارسة المسؤولية المالية لتمويل النفقات العسكرية المتصاعدة ونفقات إعادة البناء جنوب وشمال إسرائيل.
وينقل المقال تحذير إيال بن سيمون (الرئيس التنفيذي لشركة فينيكس القابضة) من أن إسرائيل دخلت عام 2024 بأوضاع اقتصادية ضعيفة بسبب أولويات اقتصادية مضللة، مشددا على ضرورة اتخاذ خيارات صعبة في مفترق الطرق الاقتصادية التي تواجهها إسرائيل.
ومن جانبه، أعرب زعيم المعارضة يائير لبيد عن قلقه إزاء عدم التوازن بين حجم الحكومة والجيش. وقال إن الحفاظ على زيادة قدرها 25 مليار شيكل بالميزانية العسكرية سيتطلب جهدا جماعيا من جميع قطاعات السكان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ملیار شیکل
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: نتائج اعتماد إسرائيل الذكاء الاصطناعي في حرب غزة كارثي ومروع
سلّطت صحف إسرائيلية وعالمية الضوء على التطورات الميدانية المرتبطة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إضافة إلى مستجدات المشهد السوري بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وقالت مجلة التايم الأميركية إن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في الحرب الإسرائيلية على غزة يفسر الحصيلة المفزعة للقتلى حتى الآن، لافتة إلى أن خبراء ومحاربين قدامى أكدوا أن وتيرة القصف الإسرائيلي في حروب سابقة كانت أبطأ بكثير.
ووفق المجلة، فإن إسرائيل تعترف بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي كأسلوب حرب، مؤكدة أن نتائجها كارثية على مدنيي غزة "حتى إن نجحت في استهداف شخص مطلوب لدى إسرائيل".
بدورها، تحدثت صحيفة الغارديان البريطانية عن إستراتيجية انتهجتها إسرائيل في تدمير مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وتهجير معظم المدنيين قسرا.
وقالت الصحيفة في تحليلها المستند إلى صور أقمار صناعية إن "التدمير المنهجي في شمال غزة جزء من خطة الجنرالات القائمة على طرد المدنيين، ثم إعلان مناطق عسكرية مغلقة".
ورأت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن صاروخ اليمن الأخير "تذكير للإسرائيليين بأن الحرب لم تنتهِ بعد"، مؤكدة أنه "لا أمل في أن تردع أي هجمات إسرائيلية على اليمن الحوثيين عن محاولة استهداف إسرائيل مرة أخرى".
إعلانوكان المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع أعلن أن الحوثيين نفذوا عملية عسكرية استهدفت "هدفين عسكريين نوعيين وحساسين للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة (تل أبيب الكبرى)، وذلك بصاروخين باليستيين فرط صوتيين من طراز (فلسطين 2)".
وشددت الصحيفة على أن أزمة الأسرى الإسرائيليين تظل أكبر مشاكل حرب إسرائيل دون حل.
الملف السوري
واهتمت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية بوصول وفد أميركي إلى العاصمة السورية دمشق، واعتبرته "أول اتصال رسمي بين واشنطن والحكام الجدد في سوريا".
ووفق الصحيفة، فإن المسؤولين الأميركيين تفاءلوا بتصريحات رئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع التي بدت تصالحية، وتضمنت تعهدات برؤية جامعة وموحدة لكل السوريين.
وأشارت إلى أن الزيارة تأتي بعد مطالبات رفع العقوبات الغربية عن سوريا، وبعد وصول العديد من الوفود الغربية إلى دمشق.
بدورها، نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا عن أحد مظاهر القمع إبان حكم الأسد بعد أيام من سقوط نظامه، مشيرة إلى اكتشاف مقابر جماعية لمن يرجح أنهم ضحايا التعذيب والإعدامات خلال سنوات الحرب، وأيضا ضحايا قمع ثورة 2011.
وقالت الصحيفة إنه "لن يكون سهلا تحديد هوية المدفونين في منطقة مُسيجة تقع بين دمشق وحمص، كان يمنع الاقتراب منها في عهد الأسد، واتضح في ما بعد أنها مقبرة جماعية".