جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-27@19:20:30 GMT

الإعلام الأمني.. والضرورة القيمية

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT

الإعلام الأمني.. والضرورة القيمية

 

سلطان بن محمد القاسمي

يُمثل الأمن جوهر الحياة، والمعنى الحقيقي للعيش الرغيد، لكونه يعني أمن الإنسان، حياته، أسرته، وطنه، ممتلكاته، علاقاته، وضعه النفسي. من هنا يلتحق بهذا الجوهر الإعلام الأمني بصفته موجهًا ومساندًا لتعزيز الأمن الإنساني بمختلف مستوياته. من هنا لابد أن يكون الإعلام مرتبطًا ارتباطا قيميًا بالواقع الإنساني، خاصة فيما يتعلق بأمنه وسلامته واستقراره.

يرتكز الإعلام الأمني على تعزيز العلاقة بين المواطن والشخصية الأمنية سواء كان شرطي مرور أو شرطي نجدة، وهو في الحقيقة ليس مرتبطا بشخص بحد ذاته، وإنما بالقيم الأمنية التي يحملها الشرطي، والأطر الوقائية التي تخدم الإنسان وسلامته حياته؛ فهي علاقة تخدم أولًا المواطن نفسه، لأن الإعلام الأمني سيكون أيضًا مسؤولا عن التوعية الأمنية، وبيان أهمية التعاون المتبادل بين المواطن والجهة الأمنية للحفاظ على الوطن والإنسان.

ويهدف الإعلام الأمني فضلًا عن خلق صورة ذهنية إيجابية لدى المواطنين عن الأجهزة الأمنية ومهامها، إلى تنمية روح المشاركة والارتباط بين أجهزة الأمن وأبناء المجتمع على أساس أن تحقيق الأمن يمثل ضرورة أساسية لكل أبناء المجتمع وأن تحقيق الأمن والاستقرار يتطلب تكاتف جهود الكافة، والسعي إلى غرس المفاهيم الأمنية لدى المواطنين وتحصينهم وتشكيل بيئة حاضنة للأنشطة الأمنية وخلق رأي عام مساند لها.

ومن أهم ما يجب على القائمين على الإعلام الأمني هو بناء الثقة المتبادلة بين الجهة الإعلامية المتصدية للأمن الإنساني والجمهور من جهة، وبين القيم التي يدعو لها والجمهور أيضًا من جهة ثانية، وهذا يتم من خلال المصداقية التي يقرأها ويشعرها كل مواطن في المادة الإعلامية، والأسلوب الإقناعي المؤثر القائم على الحقائق والمعلومات الصحيحة. فضلًا عن التعريف بالمنجزات الأمنية واستقصاء المعلومة وتفنيد الشائعات. ويرتكز الإعلام الأمني على وضع استراتيجية توعوية تعزز من وعي المواطن بواجباته الأمنية، وأساليب المحافظة على أمنه وأمن منطقته، ومؤسسته، وأولاده، وتبصيره بالطرق والظواهر الجديدة التي يلجأ إليها المجرمون، وآليات التعامل معها واكتشافها، والتبليغ عنها.

لا بُد من القول، إن سر نجاح الإعلام الأمني يكمن في مخاطبة الشعور والوجدان؛ إذ لا يكفي أن تكون المعلومات مجردة؛ فالإنسان بطبعه يميل إلى ما يؤثر فيه ويلامس مشاعره وكوامنه، فلهذا لكي ينجح الإعلام الأمني في رسالته عليه أن يضمن استراتيجيته الكثير من معاني القيم والمشاعر برفقة المعلومات الأمنية لكي يعزز من تأثيره ويضمن استجابة الجمهور.

أضف إلى ذلك، ضرورة مواكبة الإعلام الأمني للتطورات التي تشهدها المجتمعات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وانعكاسات تلك التطورات على المجتمع والأفراد، وعلاقتها بالمتغيرات الأخرى التي ترافق الفرد مثل تكنولوجيا الاتصال، والاندماج الثقافي، والانفتاح الفكري، وغير ذلك. وقد تنوعت اليوم أساليب التلاعب بالعمليات الاقتصادية، والاحتيال على الآخرين، وكذلك التظاهر الثقافي وإبطان ثقافة دخيلة، وهذا يعني أن الإعلام الأمني لا يكتفي بعرض مُنجزاته؛ بل يحرص على التوعية المبصرة بأساليب التلاعب على جميع المستويات، والعمل على حث المعنيين لإيجاد قنوات اتصال مباشرة وغير مباشرة بالمجتمع وفئاته المختلفة من أجل توفير أرضية مشتركة بين الأجهزة الأمنية والمواطنين.

وهذا الدور يتطلب من مؤسسات الإعلام الأمني إكمال دورة الاتصال بشكل تام، بمعنى دراسة ردود أفعال الجمهور، وقياس مستوى التأثير، ومعرفة المؤشرات المتحققة الدالة على اكتساب المعرفة والسلوك، وهذا ما يطلق عليه بالتغذية الراجعة.

أما عناصر الإعلام الأمني، فتتمثل في القائم بالاتصال وهي الجهات الأمنية أو من يمثلها، وهنا يجب على القائم بالاتصال أن يصيغ المادة الإعلامية صياغة محكمة، وأن يحرص على كسب ثقة المتلقي، ويتجنب الإسهاب الممل، والعرض غير الموضوعي، والكلام الخالي من الحقائق والأساسيات. والعنصر الآخر هو الرسالة، بمعنى موضوع وجوهر الحدث أو مادة الإعلام الأمني من ناحية المضمون والغاية. ويمثل الجمهور العنصر الآخر الذي يجب أن يكون محور الرسالة، ومضمونها، وهدف الإعلام بحد ذاته. وفي ضوء نوع الجمهور يتم اختيار القناة الاتصالية المناسبة، والملائمة للرسالة الاتصالية وبما يحقق الهدف المراد، وعليه يمكن أن تتعدد القنوات الاتصالية للرسالة الواحدة.

وفي الختام.. أدعو طلبة الجامعات لا سيما في تخصصات الإعلام أن يُولوا الإعلام الأمني حضورًا عميقًا في دراساتهم وأبحاثهم واهتماماتهم العلمية، وتقديم الرؤى والاستراتيجيات المُناسبة والمواكبة للتطورات التي تشهدها المجتمعات المعاصرة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ما حقيقة انسحاب القوات الأمنية من الساحل السوري بعد شائعات عودة ماهر الأسد؟

تداولت منصات على مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا شائعات حول عودة ماهر الأسد شقيق رئيس النظام المخلوع بشار الأسد إلى الساحل، وسط ادعاءات عن انسحاب قوات الإدارة السورية الجديدة من المنطقة.

وأثارت الشائعات موجة من السخرية في الأوساط السورية، مساء الجمعة، في حين أكدت الجهات الرسمية عدم صحة الأنباء المتداولة حول سحب القوات الأمنية من محافظة اللاذقية التي تطل على البحر الأبيض المتوسط.

عمر رحمون يحذف التغريدة التي تحدث فيها عن انسحاب الدولة السورية من اللاذقية وعودة ماهر الاسد ???????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????? pic.twitter.com/wmCAvRIjId — عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) January 24, 2025
ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن المقدم مصطفى كنيفاتي مدير الأمن في محافظة اللاذقية، قوله "تناقلت بعض وسائل التواصل معلومات كاذبة حول انسحاب قوات الأمن العام من عدة مواقع في محافظة اللاذقية".

وأضاف أن "هذه الشائعات والأعمال تهدف إلى زعزعة الأمن العام والاستقرار في المنطقة"، مشددا على ضرورة "توخي الحذر وعدم الانجرار وراء الأخبار الكاذبة، وسنتخذ إجراءات صارمة ضد أي شخص يحاول المساس بأمن البلاد".


وبحسب "سانا"، فقد "استغل هذه المعلومات بعض العناصر الخارجين عن القانون لتنفيذ أعمال إجرامية باستهداف مواقع تابعة لوزارة الداخلية".

وأشارت الوكالة إلى أن هذه المحاولات "فشلت"، وأسفرت عن "تحييد ثلاثة من المهاجمين، فيما تستمر عملياتنا في ملاحقة المجرمين الفارّين"، حسب تعبيرها.

وأظهرت لقطات ومقاطع مصورة انتشار قوات الأمن في مناطق مختلفة من الساحل السوري لدحض صحة الشائعات حول انسحاب قوات الأمن من اللاذقية.

الأمن العام يبحث
عن ماهر الأسد في اللاذقية
???????????? pic.twitter.com/pRBcrWmTBl — أحمد رحال Ahmed Rahhal (@pressrahhal) January 24, 2025 انتشار لقوات الأمن في مدينة اللاذقية بمشاركة وحدات k9 لتعزيز الاستقرار وضبط الأمن.#سانا pic.twitter.com/AnxAxRBkrs — الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@SanaAjel) January 24, 2025
يأتي ذلك في ظل مواصلة قوات الأمن السورية مطاردة "فلول" النظام المخلوع بوتيرة مختلفة في العديد من المدن السورية، لاسيما في محافظات مثل حمص واللاذقية.

وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.

وجرى تكليف المهندس محمد البشير، وهو رئيس حكومة الإنقاذ التي كانت تدير إدلب، بتشكيل حكومة لإدارة شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية، إلى غاية الأول من شهر آذار/ مارس المقبل.

مقالات مشابهة

  • زياني: “هذه الصعوبة التي واجهها ديلور وسليماني في البطولة المحلية”
  • الأمن النيابية:الملف الأمني لبعض المحافظات سيكون بيد الداخلية خلال النصف الأول من العام الحالي
  • الأمن النيابية: نقل الملف الأمني لخمس محافظات خلال النصف الأول من 2025
  • ضبط مستودع صواريخ في حمص.. الأمن العام السوري يواصل حملته الأمنية
  • العميد باعش يناقش سير العمل في مركز الإعلام الأمني وجهود الحملة الوطنية الأمنية التعبوية
  • لماذا أصبحت العلامات الشخصية ضرورة في عصر الإعلام الرقمي؟
  • الموسيقار عمرو سليم: أعشق الظهور على المسرح.. وهذا سر ابتعادي عن التلحين
  • محافظ أسوان يقدم التهنئة لمدير الأمن والقيادات الأمنية بمناسبة عيد الشرطة الـ73
  • محافظ أسوان يهنئ مدير الأمن والقيادات الأمنية بمناسبة عيد الشرطة
  • ما حقيقة انسحاب القوات الأمنية من الساحل السوري بعد شائعات عودة ماهر الأسد؟