لجريدة عمان:
2025-03-17@14:00:00 GMT

رد حماس بين نقاط القوة ومحاذير الضعف

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT

وصل طرفا الحرب المباشران، المقاومة الفلسطينية الباسلة ودولة العدوان والاحتلال إلى مرحلة مماثلة، كالتي جعلت هدنة وتبادل الأسرى في نوفمبر الماضي ممكنة. الإنهاك العسكري وإنهاك المجتمعين المتحاربين لأسباب مختلفة، وما يمليه ذلك من حاجة الطرفين الماسة إلى فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب القوات والتسليح وحل مشكلات جوهرية.

المقاومة -رغم كل كذب ماكينة الدعاية الحربية الإسرائيلية الغربية وأبواقهم من بعض العرب- مشاكلها أقل ونقاط ضعفها محددة، بينما تتراكم مشاكل الطرف الإسرائيلي وتتعدد نقاط ضعفه وبالتالي حساباته، فيصبح في وضع المماطلة والعجز عن اتخاذ القرار الذي صار محط سخرية الجميع.

مشاكل إسرائيل معروفة وباتت مثار الحديث ليل نهار، خاصة بعد عجزها عن تحقيق هدف واحد من أهدافها في الحرب. وما قاد إليه ذلك من تزايد الشروخ في الطبقة السياسية الحاكمة وبين القيادة السياسية والقيادة العسكرية وداخل المجتمع الإسرائيلي، الذي لولا صدمة الحرب التي توحد مشاعره لقلنا إنه بلد على شفا حرب مجتمعية أهلية.

لكن ما لا يلقي الضوء عليه كثيرا هي حسابات المقاومة ونقاط ضعفها وقوتها، والتي مثل ردها على مقترح باريس للهدنة وتبادل أسرى جديد، انعكاسا دقيقا وذكيا لها.

بعد أربعة أشهر ونصف تقريبا من الصمود الأسطوري لفصائل المقاومة -التي لم تتلق أي دعم عربي أمام عدوان إسرائيلي يتلقى دعما عسكريا غير محدود من أمريكا وحلف الناتو - تبلور هاجسان مقلقان الأول عسكري والثاني شعبي.

الهاجس العسكري، هو هاجس مزدوج تمثل في تزايد القلق على قدرة المقاومة التي تركت لوحدها على الصمود لفترة قادمة أخرى، وتزايد القلق على مدى اقتراب جيش الاحتلال من الوصول إلى قادتها السبعة الكبار، وعلى رأسهم السنوار ومعهم مدى اقتراب جيش الاحتلال من أسراه المحتجزين في قبضة المقاومة.

رغم كل أكاذيب آلة الحرب الإسرائيلية، أكدت مصادر موثوقة للمقاومة لكاتب هذا المقال، أنها لم تخسر أكثر من ٢٥ إلى ٣٠٪ من قوتها البشرية والتسليحية، وأن عددا من كتائبها مثل كتائب رفح مازال بكامل قوته لم يخسر مقاتلا ولا سلاحا.

وإنها قادرة عمليا على مواصلة قتال حرب المدن والشوارع وهي حرب انهاك واستنزاف للعدو، بإلحاق أكبر قدر من الخسائر البشرية (نحو ٧٠٠ جندي وضابط قتلى ونحو ١٢ ألف جريح)، وأكبر قدر من الخسائر في المعدات (أكثر من ألف آلية عسكرية تشمل دبابات وجرافات وناقلات جنود ومعدات سلاح الهندسة الإسرائيلي).

الأهم من ذلك أن وسائل الإعلام الإسرائيلية وجنرالاتها السابقين المخضرمين هم من كذبوا مزاعم وزير الدفاع جالانت الذي زعم أنهم يقتربون كثيرا من مكان السنوار، وأن السنوار أصبح في حالة هروب مستمر وفقد وقادته نظام القيادة والسيطرة على قوات كتائب القسام.

ويدللون على ذلك ليس فقط باستمرار المقاومة في تكبيد العدو خسائر يومية موجعة، ولكن أيضا وصول رد حماس المحكم على مقترح باريس الذي تلاعب بأعصاب الإسرائيليين أسبوعا كاملا أخذوا وقتهم فيه بكل تمهل وتروٍ.

حسب مصادر المقاومة أيضا، هذا الرد الشامل لم يكن ليتم لولا أن التواصل بين قيادة حماس في الخارج مع السنوار وقيادة الداخل متواصل ومتدفق على مدى الـ٢٤ ساعة، وما يعنيه ذلك من هدوء أعصاب قيادة المقاومة في غزة وقدرتها على الرد على مقترحات باريس المركبة بين الهدنة والأسرى وسؤال اليوم التالي بهذا الشمول والتأني.

هذا لا يعني أن قدرة المقاومة عامة وحماس خاصة القتالية ومخزونها من السلاح لم يتضررا وأنهما في حاجة إلى فرصة استعراض وإعادة انتشار وترتيب أوراق ومواقع، ولكن هي ليست نقطة ضعف تجبرها على تقديم تنازلات فادحة في أي صفقة كما يأمل الأمريكيون والإسرائيليون.

بقي الهاجس الأكبر الذي يمثل نقطة ضعف لابدّ أن تأخذها حماس والجهاد والشعبية وهم يتشاورون معا حول الحد الذي يمكن أن ينزلوا إليه في مفاوضات هذه الصفقة.

هذا الهاجس هو الوضع الإنساني الكارثي لنحو مليونين من أهل غزة الأبطال، الذين تحملوا ويتحملون ما لم يتحمله شعب في التاريخ المعروف. فغزة التي عجز أشقاؤها حتى الآن عن إجبار أمريكا أن تأمر إسرائيل بوقف الحرب والتدمير رغم مرور ١٣٠ يوما على العدوان واستشهاد وإصابة أكثر من مائة ألف فلسطيني وتدمير ٩٠٪ من القطاع، هي نفسها غزة التي يعاني شعبها بسبب عجز عربي آخر عن إلزام أمريكا بإلزام إسرائيل بدخول المساعدات من مخاطر الموت جوعا أو مرضا أو بردا في عراء الشتاء القارس.

حماس والمقاومة لا تستطيعان تجاهل حاضنتهما الشعبية ولا تستطيعان سوى رد الجميل لوقوفها الجبالي معهما الذي فاق كل خيال والذي حطم كل محاولات واشنطن وإسرائيل لقلب الغزاويين على المقاومة، مستخدمين كل الطرق وكل الأطراف بما في ذلك -للأسف الشديد- روافع عربية وفلسطينية.

الناظر في رد المقاومة يستطيع أن يلمح بشكل لا لبس فيه أن هدفها الأول من عقد اتفاق الهدنة ذي الثلاث مراحل وتبادل الأسرى، هو تخفيف معاناة شعبهم الفلسطيني في غزة ورد الجميل لهم على احتضانهم المجتمعي للمقاومة ولعملها الجريء المظفر في ٧ أكتوبر.

كل الأقواس المفتوحة عن تفاوض لنقاط معقدة خلال مراحل التفاوض وعدم الإصرار على حسمها هي مستوى عال ومتقدم من المرونة السياسية تركها رد حماس فقط لكي يشجع على عقد الصفقة التي تخفف معاناة شعبها واستمرار الجمهور الفلسطيني في تأييد المقاومة نهجا وثقافة وسلاحا ورموزا.

هل هذا معناه أن إسرائيل والولايات المتحدة عثرا أخيرا على «كعب آخيل» المقاومة ونقطة ضعفها التي سيستغلونها حتى تقدم تنازلات مهينة تضيع نصر ٧ أكتوبر الاستراتيجي وتجعل تضحيات غزة وشعبها من دمار وقتل وضياع مدخرات عمر معظم السكان هباء وبلا ثمن؟

الجواب هو النفي؛ فحسب مصدر في المقاومة يوجه بوصلتنا فلسطيني من غزة استطاع الوصول للعلاج في القاهرة قائلا لأهل المقاومة: «فقدت أسرتي كاملة عن بكرة أبيها، ها هي فاتورة الدم قد دفعتها كاملة، فأين هو مكسب فلسطين ومكسب شعبها في غزة وفي كامل الجغرافيا الفلسطينية؟؟»، المعنى واضح وهو أن هذا الشعب نفسه الذي تضع المقاومة إنقاذه من التدمير والقتل والمجاعة والأوبئة هو نفسه الذي لن يقبل منها أن تقدم تنازلا استراتيجيا يضيّع تضحياته الجسيمة في أولاده وذويه.

المقاومة ستتفاوض وستقبل مثلا أن تنزل عن هدفها في إفراغ السجون الإسرائيلية من جميع الأسرى الفلسطينيين «نحو ٧ آلاف» وتقبل بنحو ٤ أو ٥ آلاف منهم مقابل الأسرى الإسرائيليين ولكنها لن تتخلى عن هدف أن يقود التفاوض في نهاية المراحل الثلاث أي بعد ١٣٥ يوما من عقد الاتفاق المزمع إلى نهاية الحرب وتدفق تام للمساعدات وإعادة الإعمار. المقاومة قد تقبل بالتنازل عن حكم غزة سياسيا ولكنها لن تقبل أن يبقى جندي إسرائيلي واحد محتل لقطاع غزة. كما أنها لن تتنازل لسلطة مؤقتة إقليمية ودولية ولكن ستتنازل لحكومة كفاءات وطنية متفق عليها وطنيا من المقاومة والسلطة الفلسطينية وبقية الفصائل. الأهم أن حماس والجهاد والشعبية لن توافق على نزع سلاح المقاومة قبل الوصول النهائي إلى حقوق الشعب الفلسطيني، أقله في دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

حسين عبد الغني إعلامي وكاتب مصري

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

لهذه الأسباب نتنياهو خائف

تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، شهد جمودًا في الأسابيع الأخيرة رغم استدامة الاتصالات السياسية، بسبب تهرّب نتنياهو وعدم التزامه، لا سيّما رفضه الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، مع محاولاته المتكررة تمديد المرحلة الأولى والاستمرار في إطلاق سراح الأسرى، كشرط لعودة تدفّق المساعدات والأدوية إلى القطاع.

خطورة فكرة التمديد التي يعمل عليها نتنياهو، أنها لا تلزمه، باستكمال استحقاقات الاتفاق الأصلي، لا سيّما التعهّد بوقف العدوان والانسحاب التام من قطاع غزة لبدء الإعمار، وتخلق أيضًا مسارًا جديدًا عنوانه؛ المساعدات مقابل الأسرى على مراحل، حتى يتم سحب ورقة القوة والضامن الواقعي لدى الطرف الفلسطيني.

نتنياهو ومحاولة الهروب

يُفضّل نتنياهو عدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّع عليه مكرهًا بضغط من المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، لعدة أسباب أهمها:

أولًا: التزامه بوقف الحرب على غزة والانسحاب التام، حسب الاتفاق، قد يؤدّي لانهيار ائتلافه الحكومي، ومن ثم الذهاب لانتخابات برلمانية، ترجّح كافة استطلاعات الرأي أنه لن يفوز فيها، بمعنى تحوّله إلى أقلّية في الكنيست، وخروجه من رئاسة الحكومة، وهذا يشكّل له نهاية لحياته السياسية البائسة.

ثانيًا: سيتعرض نتنياهو للجنة تحقيق رسمية، ربما تحمّله مسؤولية تاريخية عن الفشل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول (طوفان الأقصى)، وعن فشله في تحقيق أهداف الحرب المتوحّشة على غزة، والتي كان لها تداعيات إستراتيجية على إسرائيل داخليًا وخارجيًا.

إعلان

ثالثًا: الاتفاق يُعدّه اليمين المتطرف هزيمة تاريخية لإسرائيل، التي فشلت في حربها على غزة، وفقدت صورتها كقوّة رادعة مُهابة في الشرق الأوسط، بفقدان جيشها سمة الجيش الذي لا يُقهر، في وقت تنظر فيه محكمة العدل الدولية بارتكاب إسرائيل إبادة جماعية، ورئيس وزرائها نتنياهو مطلوب بمذكرة اعتقال صادرة عن الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

تلك الأسباب لليمين الإسرائيلي المتطرف، ليست متطابقة بالضرورة مع وجهة نظر الإدارة الأميركية، التي تسعى لتحقيق:

وقف الحرب على قطاع غزة، لأن استمرارها قد يُلقي بظلال سلبية على زيارة الرئيس ترامب إلى السعودية بعد شهر أو شهرٍ ونصفٍ تقريبًا، في وقت يسعى فيه لعقد شراكات اقتصادية، وإحلال "السلام" من خلال التطبيع مع إسرائيل. إطلاق سراح الأسرى ولا سيّما حَمَلة الجنسية الأميركية، كاستحقاق يريد الرئيس ترامب توظيفه كإنجاز تاريخي لإدارته في شهورها الأولى.

هذا يفسّر سبب قيام المبعوث الأميركي لشؤون الأسرى آدم بولر بالتواصل مع حركة حماس مباشرة، ورده على قلق إسرائيل واتصال وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، بقوله؛ "إننا لسنا عملاء لإسرائيل، وأميركا لديها مصالح محدّدة تجعلها تتواصل مع حركة حماس".

هذا التباين في المواقف بين واشنطن ونتنياهو، لم يصل بعد إلى النقطة الحرجة التي تدفع فيها الإدارة الأميركية نتنياهو للمضي قدمًا في استحقاقات وقف إطلاق النار، لا سيّما المرحلة الثانية من الاتفاق، حيث يقوم نتنياهو باستنفار أصدقاء إسرائيل في واشنطن للضغط على إدارة ترامب لوقف تواصلها المباشر مع حركة حماس، والانحياز إلى شروطه، لأنه يخشى من توصّل الإدارة الأميركية لاتفاق مع حماس، واضطراره للموافقة عليه مكرهًا، لأنه لن يستطيع قول لا للرئيس ترامب.

علاوة على أن التواصل الأميركي المباشر مع حماس، يحرمه من حصرية المعلومات التي ترد واشنطن من طرف إسرائيل فقط، والمعنية بشيطنة حماس والفلسطينيين بوصفهم إرهابيين وحيوانات بشرية.

إعلان حماس والواقع الصعب

تواجه حركة حماس واقعًا إنسانيًا صعبًا ومعقّدًا في قطاع غزة، وهي تحاول جاهدة إحداث اختراق ما في جدار الحصار المضروب على غزة، بتوفير متطلبات الحياة الكريمة للشعب الفلسطيني مع المحافظة على الحقوق الوطنية.

ويلاحظ أن إستراتيجية حماس التفاوضية تتكئ على عدة محدّدات أهمها:

أولًا: المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع، والمعمّد بدماء الشعب الفلسطيني، حيث حقّق الاتفاق لقطاع غزة، استحقاقات مهمّة؛ كعودة النازحين، وإمكانية وقف إطلاق نار مستدام، وانسحاب كامل لجيش الاحتلال، وإعادة الإعمار وإدخال المساعدات. ثانيًا: أي مناورات تفاوضية أو مقترحات من الوسطاء، تتعامل معها الحركة بإيجابية، شرط أن تكون جزءًا من الاتفاق أو تُفضي لاستحقاقات الاتفاق الأساس، القاضية بانسحاب جيش الاحتلال ووقف العدوان والإعمار، بمعنى أن الحركة يهمّها الجوهر وليس الشكل.

وفي هذا السياق يجري تداول بعض الأفكار أو المقترحات، مثل؛ إطلاق سراح عدد محدود من الأسرى، وقد يكون منهم حَمَلة الجنسية الأميركية، قُبيل الشروع في المرحلة الثانية وتفعيلها بالضرورة أو إطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة مع الالتزام بكامل استحقاقات الاتفاق الموقّع.

لكن نتنياهو يتهرّب ويحاول تجاوز نهاية الشهر الجاري مارس/ آذار، دون اتفاق يُلزمه بوقف الحرب، حفاظًا على ائتلافه الحكومي المتطرف، ولتمرير قانون الموازنة نهاية الشهر الجاري، لأن عدم المصادقة على الموازنة، قد يؤدي إلى سقوط الحكومة دستوريًا، ومن ثم الذهاب إلى انتخابات مبكّرة، ما يشكّل تحديًا لنتنياهو، ولشريكه وزير المالية سموتريتش الذي قد يفشل في العودة إلى الكنيست (البرلمان) مجدّدًا.

هل تحسمها واشنطن؟

أصبح واضحًا للجميع أن حسابات نتنياهو، هي حسابات شخصية تتعلق بمستقبله السياسي وبمستقبل ائتلافه الحكومي المتطرف، وهي حسابات لا ترقى إلى مستوى الإجماع ولا تحظى بتأييد أغلبية الرأي العام الإسرائيلي الذي يُطالب بإطلاق سراح الأسرى دفعة واحدة، ووقف الحرب، حتى لو بقيت حماس جزءًا من المشهد السياسي في غزة.

إعلان

مجريات التفاوض، تشير إلى أن الوسيط القطري والمصري معنيان بتنفيذ الاتفاق الموقّع، ولكن الإدارة الأميركية، مع أنها ضغطت على نتنياهو لتوقيع الاتفاق، إلا أنها تنحاز لإسرائيل وتحاول مساعدة نتنياهو في مناوراته السياسية التفاوضية، علّها تستطيع عبر التلويح بـ "الجحيم" لغزة، وسكوتها عن جريمة وقف المساعدات والبروتوكول الإنساني كاستحقاق من استحقاقات المرحلة الأولى، أن تنزع من حركة حماس تنازلات تتناسب مع اشتراطات نتنياهو التعجيزية.

المعركة التفاوضية مستمرّة، وهي تحمل في بطنها فرضيات متعدّدة، إلا أنها بعيدة عن استئناف الحرب والعدوان المفتوح على قطاع غزة لرفض الرأي العام الإسرائيلي الحرب التي تتعارض أيضًا مع رؤية الرئيس ترامب المعلنة إلى اللحظة.

وبسبب استبعاد فرضية الحرب، فإن الاحتلال الإسرائيلي لجأ لاستخدام منع دخول المساعدات والإغاثة كأداة حربية ضد المدنيين في غزة، لتحقيق أهداف سياسية، ما يعد عقابًا جماعيًا وجريمة ضد الإنسانية.

وإذا كان الفلسطيني يتعرّض لأزمة وكارثة إنسانية قاهرة، فإن نتنياهو ليس في أحسن حالاته لفرض شروطه، لا سيّما بعد فشله في المقاربة العسكرية، وتراجع ثقة الجمهور الإسرائيلي به، والصراع الدائر بينه وبين قيادات الأجهزة الأمنية، الذي كان آخره الاشتباك الإعلامي بينه وبين رئيس الشاباك رونين بار، والذي إحدى خلفياته ملف الأسرى المتهم نتنياهو بتعطيله لحسابات شخصية.

تعتقد الأجهزة الأمنية بأن الفرصة متاحة الآن لإطلاق سراح الأسرى، بعد أن ضيّع نتنياهو العديد من الفرص سابقًا، فيما يرى نتنياهو أن استمرار التصعيد ورفع شعار الحرب أولوية له تهرّبًا من المحاسبة الداخلية على فشله في أهداف الحرب، ما يجعل ملف الأسرى حلقة صراع إسرائيلية داخلية أيضًا.

يبقى العامل الحاسم في المشهد التفاوضي هو العامل الأميركي الأقدر على كسر الحلقة المفرغة التي صنعها بنيامين نتنياهو، فهل تفعلها إدارة الرئيس ترامب أم أن نتنياهو سينجح في جرّ الإدارة الأميركية الجديدة إلى متاهاته السياسية تهربًا من الاتفاق واستحقاقاته؟

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • حديث أركو مناوي ..الذي نفذ في خضّم المعركة ورغم مرارات الحرب
  • ارتفاع أسعار المنتجات الأميركية بسبب الحرب التجارية التي أطلقها ترمب
  • ???? عبد الرحمن عمسيب ، الرائدُ الذي لا يكذبُ أهلَه
  • لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟
  • المقاومة تلعب بذكاء والعدو يكرس فشله أكثر.. الهُدنة إلى أين؟
  • لهذه الأسباب نتنياهو خائف
  • حماس: المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش العدو في بيت لاهيا تصعيد خطير
  • فصائل فلسطينية تعقب على القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا
  • كيكل: الوحدة التي حدثت بسبب هذه الحرب لن تندثر – فيديو
  • حماس تستنكر قرار حجب قناة الأقصى