10 فبراير، 2024

بغداد/المسلة الحدث: في ظل الأزمة السياسية المستمرة في العراق، تتصاعد التوترات بين الأطراف السياسية الرئيسية حول مصير وجود القوات الأمريكية وقوات التحالف في البلاد.

وتعبيرًا عن هذه الخلافات، أدلى مسؤولون وقادة سياسيون من مختلف التيارات بتصريحات متناقضة حول هذا الموضوع الحساس.

من جانبه، أشار محافظ صلاح الدين، احمد الجبوري الذي يمثل المكون السني، إلى أن التحشيد السياسي في البرلمان بشأن وجود القوات الأمريكية يشكل تصعيدًا خطيرًا يستدعي التفكير فيه بجدية، مؤكدًا على أهمية توجيه القرارات من خلال آليات الحكومة الرسمية بدلاً من التصعيد السياسي.

من جهة أخرى، أعرب القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني عرفات ستوني عن مخاوفه من خروج القوات الأمريكية، مشيرًا إلى أن ذلك قد يؤدي إلى استغلال الفراغ الأمني من قبل أطراف متطرفة تهدد استقرار المنطقة الكردية.

من ناحية ثالثة، أعرب القيادي السني مشعان الجبوري عن توجهات العرب السنة والكورد السنة لدعم بقاء القوات الأمريكية في العراق، مشيرًا إلى أن غياب التوازن السياسي والمماطلة في تشكيل المؤسسات الاتحادية تجعل وجود القوات الأمريكية ضروريًا كعنصر أمني للمجتمع.

ومع ذلك، تصر القوى الشيعية، وخاصة فصائل الاطار والفصائل، على ضرورة خروج القوات الأمريكية وقوات التحالف من العراق، مما يعكس الانقسامات العميقة داخل البلاد بشأن هذا الموضوع.

تجسد هذه التصريحات الخلافات السياسية العميقة التي تعتري المشهد العراقي، حيث يبدو أن القرارات السياسية والبرلمانية تحولت إلى وسيلة لتحقيق مصالح بنوك وأشخاص بدلاً من مصلحة العراق واستقراره.

وخروج القوات الأمريكية من العراق يتأثر بشكل كبير بالخلافات السياسية الحالية والتي تندرج تحت عدة جوانب، منها  الخلافات بين الشيعة والسنة والكرد تعكس الانقسامات الطائفية والعرقية في العراق. هذه الانقسامات تجعل من الصعب التوافق على قضية خروج القوات الأمريكية، حيث يتباين الرأي بين الأطراف بشأن الضرورة الحتمية لبقائها أو الرغبة في خروجها.

وهناك جماعات وأفراد يستفيدون من وجود القوات الأمريكية في العراق سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية.  وهذه الأطراف قد تعمل على عرقلة أي مساعي لخروج القوات الأمريكية حتى تحافظ على مصالحها الخاصة.

و بعض الدول والجهات الإقليمية قد تسعى إلى استغلال الوضع السياسي في العراق لتحقيق مصالحها الخاصة، سواء بالتأثير على قرارات البرلمان أو بتقديم الدعم المالي والعسكري للجماعات المحلية التي تؤيد بقاء القوات الأمريكية.

وترى تحليلات انه يجب أخذ آراء الشعب العراقي بعين الاعتبار. فالتحركات الشعبية والاحتجاجات المستمرة ضد التدخل الأمريكي يمكن أن تؤثر على موقف السلطات الحكومية وتدفعها نحو اتخاذ قرارات تتجه نحو خروج القوات الأمريكية.

بناءً على هذه الخلافات والتحديات، يصعب تحديد فرص خروج القوات الأمريكية من العراق بشكل قاطع، واذا كانت الأطراف المعنية قادرة على التوافق والتعاون لتجاوز الانقسامات الحالية ووضع مصلحة البلاد فوق المصالح الشخصية والحزبية، فإن هذا قد يفتح الباب أمام فرصة لخروج القوات الأمريكية بشكل سلس ومنسق.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: وجود القوات الأمریکیة خروج القوات الأمریکیة فی العراق

إقرأ أيضاً:

قاسم الأعرجي وقبر جاؤون: رسائل مختلطة

29 مارس، 2025

بغداد/المسلة: زار مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي محلة قنبر علي في بغداد، حيث يقع قبر الحاخام اليهودي إسحاق جاؤون، مما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية.

وتزامنت الزيارة مع توترات إقليمية متصاعدة، لا سيما مع استمرار الحرب الإسرائيلية على لبنان وفلسطين واليمن، ما جعل التوقيت يثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذا التحرك.

وأثارت الزيارة موجة من التكهنات، حيث رأى البعض أنها قد تعكس محاولة من الأعرجي لتقديم نفسه كشخصية وسطية قادرة على التواصل مع مختلف الأطراف، بما في ذلك الطوائف الدينية التاريخية في العراق.

وتصاعدت الآراء المتباينة حول دلالات الزيارة، إذ ذهب البعض إلى ربما استجابة لضغوط خارجية على دول المنطقة لتبني سياسات اكثر اعتدالا مع الدولة العبرية، فيما أشار متابعون في التواصل الاجتماعي إلى  التوقيت “المريب” الذي  يحمل إشارات سياسية أعمق .

و رفض آخرون هذا التفسير، معتبرين أن الزيارة تأتي في إطار جهود الحكومة العراقية للحفاظ على التراث التاريخي والديني للبلاد.

آراء ترى أن هناك فرقاً بين التعامل مع اليهود كجزء من تاريخ العراق وبين أي توجه نحو التطبيع مع إسرائيل، التي يرفضها القانون العراقي رسمياً بموجب تشريع أقر عام 2022 يعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد على أي محاولة تطبيع.

ويبقى الحاخام إسحاق جاؤون، الذي كان أميناً لبيت المال في فترات تاريخية سابقة، رمزاً للتنوع الثقافي في العراق قبل تهجير اليهود في منتصف القرن العشرين.

وتظل الزيارة محاطة بحساسية بالغة، إذ أن أي تلميح للتطبيع يواجه رفضاً شعبياً وسياسياً واسعاً، ما يجعل دوافعها الحقيقية موضع تساؤل مستمر.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • المسلة تهنئ العراقيين بحلول عيد الفطر المبارك
  • خلاف سني-سني يربك إعلان عيد الفطر في العراق
  • مسؤول إيراني يعلن نقل 43 محكوما من العراق إلى بلاده
  • قاسم الأعرجي وقبر جاؤون: رسائل مختلطة
  • الخارجية الأمريكية تدعو رعاياها لمغادرة سوريا فورا
  • خلافات تعرقل استئناف تصدير النفط من كردستان العراق عبر الخط التركي
  • «مصطفى بكري» يدعو للتظاهر دعما للقيادة السياسية و مواجهة الضغوط الأمريكية «فيديو»
  • الزبير محافظة أم تمرد على البصرة؟ الصراع يشتعل
  • السوداني: لا يوجد أي طلب أمريكي بحل الحشد
  • درس قرداحي مع السعودية لم يستوعب: “قواويد”.. بلعتها الطبقة السياسية