لوموند: لا أمل قريباً لإنهاء الحرب في السودان
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
سرايا - ذكر تقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية أنه بعد أكثر من 9 أشهر من الحرب بين القوات المسلحة السودانية بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، لا يوجد أي احتمال لإنهاء الحرب قريبا.
وأوضح الكاتب إليوت براشي في تقريره أن جميع المنظمات الإنسانية العاملة في البلاد تدق ناقوس الخطر، ففي حين فر ما يقارب من 8 ملايين شخص من مناطق القتال، منهم مليون شخص إلى البلدان المجاورة، فإن الصراع في السودان يعد الآن أكبر أزمة نزوح سكاني في العالم، وفقا للأمم المتحدة.
كما يعاني نصف السكان البالغ عددهم 44 مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي الخطير، علما أن الصراع لحد الآن خلف عشرات آلاف القتلى والجرحى.
وذكر إليوت براشي أن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، كشف مؤخرا أن الطرفين اتفقا على الاجتماع تحت رعاية الأمم المتحدة لبحث إيصال المساعدات الإنسانية إلى البلاد. ومن الممكن أن يعقد اللقاء في سويسرا، لكن لم يتم تحديد موعد بعد، وتدعو اللقاءات السابقة إلى الحذر الشديد، حيث باءت كل المحاولات لجمع المعسكرين حول طاولة واحدة بالفشل.
وأضاف الكاتب أن آخر مبادرة تعود إلى يناير/كانون الثاني الماضي. وبحسب عدة مصادر، فقد جرت محادثات سرية 3 مرات في المنامة، عاصمة البحرين، بين المتحاربين.
ونقل عن الباحثة السودانية خلود خير، من مؤسسة كونفلونس الاستشارية قولها إن مباحثات المنامة قد تكون خطوة إلى الأمام، لكنها أضافت أن تلك المناقشات لا يمكن أن تؤدي إلا إلى وقف إطلاق النار في أحسن الأحوال، دون أن تتمكن من حل النزاع على المدى الطويل.
وقال الكاتب إنه منذ الأسابيع الأولى للصراع، أنشئت منصة مفاوضات في جدة بالسعودية، بقيادة الرياض وواشنطن. لكن الاتفاقيات المتعاقبة المبرمة بين المتحاربين، والهدنة المؤقتة، والممرات الإنسانية، لم تُحترم قط.
وبعد الفشل المتكرر لمحادثات جدة، ثم بعد محاولة الوساطة الفاشلة بقيادة مصر وتشاد مع الدول الأخرى المتاخمة للسودان، استعادت الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) التي تضم رؤساء دول القرن الأفريقي، زمام المبادرة بشأن القضية السودانية. وحاولت المنظمة الإقليمية، من ناحية، تنظيم لقاء مباشر بين الجنرالين، ومن ناحية أخرى، إشراك ممثلين سياسيين مدنيين سودانيين في المفاوضات.
لكن عملية إيغاد انتهت في نهاية المطاف في يناير/كانون الثاني الماضي. وخلال جولة غير مسبوقة في القارة، استقبل حميدتي كرئيس دولة في عدة عواصم للدول الأعضاء في المنظمة، ثم دعي لحضور قمة "إيغاد" في مدينة عنتيبي في 18 يناير/كانون الثاني الماضي. وكان من المفترض أن يجلس الجنرال البرهان هناك، لكنه قاطع الاجتماع، وأوقف مشاركة السودان في هذه الهيئة.
وتابع الكاتب أنه في مواجهة الإنجاز الدبلوماسي الذي حققه حميدتي، يحاول خصمه البرهان استعادة زمام المبادرة. فقد استقبله الرئيس عبد المجيد تبون في الجزائر، حيث يبحث زعيم القوات المسلحة السودانية عن حليف قوي داخل الاتحاد الأفريقي.
ومن المقرر عقد اجتماع لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي على هامش قمة رؤساء الدول في 15 فبراير/شباط القادم.
وبالنسبة للعديد من مراقبي الصراع، فإن تزايد اقتراحات الوساطة يؤخر حل الصراع، وحسب خبير عسكري غربي "ما زلنا بعيدين عن التوصل إلى موقف يكون فيه الطرفان المتحاربان مستعدين لإيجاد حل عن طريق التفاوض. ففي الخارج، يقومان بتقييم بعضهم بعضا، ويحاولان تعزيز شبكة تحالفاتهما. لكن على الأرض، لم ينته القتال بعد، وما زالا مقتنعين بأن الحل لا يمكن أن يكون إلا عسكريّا".
وأشار الكاتب إلى أن الانتكاسات المتتالية التي تعرض لها الجيش النظامي وضعت القوات المسلحة السودانية في موقف ضعيف للدخول في المفاوضات. ووفقا للخبير العسكري الغربي كانت قوات الدعم السريع أكثر ميلا إلى التفاوض. ولكن إذا كانوا يتمتعون بالأفضلية على الصعيد العسكري، فإنهم يواجهون مشكلة كبرى: وهي إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم، والتي تضم سكانا معادين لهم في كثير من الأحيان، وكلما زاد عدد انتصاراته، قلت شعبية حميدتي.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
خارجية أمريكا: لهذه الأسباب فرضنا عقوبات على حميدتي.. ليس دعما للجيش السوداني
أعلنت السلطات الأمريكية عن فرض عقوبات على قائد قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية في السودان، محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"، معددة اتهامات وإدانات له في بيان تفصيلي.
وورد في البيان الصادر عن مكتب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن: "حدد وزير الخارجية أنتوني بلينكن قيام عناصر من قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بارتكاب إبادة جماعية في السودان، وأتى ذلك بعد مراجعة متأنية للوقائع وتحليل قانوني شامل.. ويبني تحديد وقوع الإبادة هذا على إعلان الوزير بلينكن في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2023 عن مسؤولية عناصر من قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها عن ارتكاب أعمال تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية. وقد حدد الوزير بلينكن في العام 2023 أيضا مسؤولية عناصر من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية عن ارتكاب جرائم حرب"، بحسب شبكة "سي ان ان" الإخبارية.
وتابع: "بالإضافة إلى تحديد وقوع الإبادة الذي نعلن عنه اليوم، تم فرض عقوبات على سبع شركات تمتلكها قوات الدعم السريع وتقع مقراتها في الإمارات العربية المتحدة وعلى فرد مسؤول عن شراء أسلحة لقوات الدعم السريع".
وقال البيان إن "قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي تجاهل بشكل متعمد الالتزامات بموجب القانون الإنساني الدولي، وإعلان جدة للعام 2023 والخاص بالالتزام بحماية المدنيين في السودان، ومدونة قواعد السلوك للعام 2024 التي أطلقتها مبادرة ’متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان‘".
وأضاف البيان: "ينبغي تحقيق المساءلة عن هذه الفظائع، لذا فرضت الولايات المتحدة إلى جانب تحديد وقوع الإبادة عقوبات على حميدتي لدوره المحوري في تأجيج الحرب في السودان.. وقد تم أيضا إدراج حميدتي على قوائم العقوبات بموجب المادة 7031(ج) لتورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات اغتصاب جماعية لمدنيين على يد جنود قوات الدعم السريع تحت أمرته".
وأردف: "فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (أوفاك) التابع لوزارة الخزانة اليوم عقوبات على حميدتي بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098 الخاص بـ “فرض عقوبات على بعض الأشخاص الذين يزعزعون استقرار السودان ويقوضون هدف الانتقال الديمقراطي”.
وأكد البيان أنه "تم فرض العقوبات بسبب قيام قوات الدعم السريع بقتل عشرات الآلاف وتشريد 12 مليون شخص والتسبب بمجاعة واسعة النطاق في مختلف أنحاء السودان".
وحذر البيان من أن الولايات المتحدة "لا تدعم أيا من طرفي هذه الحرب، ولا تشير هذه الإجراءات ضد حميدتي وقوات الدعم السريع إلى أي دعم للقوات المسلحة السودانية أو محاباة لها".
واتهم البيان القوات المسلحة السودانية بـ"توجيه ضربات جوية وهجمات مدفعية ضد المدنيين، وتواصل عرقلة عمليات تسليم إيصال المساعدات الإنسانية. ويتحمل الطرفان المتحاربان مسؤولية أعمال العنف والمعاناة التي تشهدها السودان ويفتقران إلى الشرعية لحكم السودان بشكل سلمي في المستقبل".
ومضى البيان يقول: "كان ينبغي أن يقوم الطرفان المتحاربان بالتخلي عن سلاحهما منذ وقت طويل، وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية بلا عوائق، والوفاء بالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي، فالشعب السوداني يطالب بالحماية والسلام والعدالة ويستحق الحصول على مطالبه هذه".
وأضاف البيان أن وزير الخارجية الأمريكية "دعا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي منذ اندلاع هذه الحرب إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لوضع حد لهذه المعاناة التي تفوق التصور، وقام بالدعوة إلى عقد اجتماعات عديدة ضمن مجلس الأمن الدولي وخارجه، إلا أن ذلك ليس بكاف".
وأكد البيان أن العقوبات على حميدتي "خطوة صغيرة تهدف إلى اتخاذ إجراءات باتجاه مساءلة الطرفين المتحاربين". موضحا أن "الولايات المتحدة هي أكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية للشعب السوداني، وتبقى ملتزمة بتخفيف معاناة العديد من السودانيين الضعفاء العالقين في هذه الحرب، وهي ملتزمة بمساعدة الشعب السوداني ليكون له صوت ويبني مستقبله بنفسه".
وأوضح البيان أن الولايات المتحدة ستواصل في الأيام المقبلة "اتخاذ إجراءات ضد من يقوضون الأمن والاستقرار في السودان واستخدام كافة الأدوات المتاحة لتعزيز السلام والمساءلة والديمقراطية للشعب السوداني".