الانتهاكات تدفع البرلمان لـحله المعتاد: رفع التخصيصات لبلد يفوق دولًا عظمى بإنفاقه العسكري!- عاجل
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
مع تمكن العراق من تحقيق تقدم واضح فيما يخص "الأمن الداخلي" بعد سنوات دامية، قادت الخروقات الأمنية التي تكون الدول الخارجية طرفا فيها مثل تركيا وإيران وأمريكا، إلى فتح النقاش عن مدى قدرات وجاهزية القوة العسكرية في العراق مقابل ما يتلقاه من ضربات وخروقات استخبارية وقصف صاروخي "لايجرؤ" العراق على الرد عليه، في الوقت الذي ترى لجنة الأمن النيابية ضرورة "رفع التخصيصات العسكرية" كوسيلة، تظهر الأرقام التي تستعرضها "بغداد اليوم" والمقارنات المالية والعسكرية العالمية، ان العراق "ليس فقيرًا" بالانفاق العسكري أساسًا بل يعد هذا القطاع من اكبر قطاعات الانفاق مقارنة بالقطاعات الاخرى، بل وتفوق انفاق دول لديها جيوش تنفق اقل من العراق لكنها أعلى قوة وتصنيفًا منه.
جيش العراق الـ 45 عالميًا.. ومناوئيه "الأول والثامن والـ14"!
ولعل الامر لايحتاج الى مؤشر "غلوبال فاير بور"، للمقارنة مع أهم الجيوش والبلدان التي تعد "مناوئة" او عدو محتمل للعراق، وهي ايران وتركيا وامريكا، للتوصل الى مدى الفارق بين قدرات المؤسسة العسكرية والجيش العراقي مع جيوش هذه البلدان، فوفق اخر تحديث للمؤشر، جاء الجيش العراقي بالمرتبة 45 من اصل 145 دولة، بينما يحتل الجيش الأمريكي المرتبة الأولى عالميًا، وتركيا الثامن عالميًا، وإيران الـ14 عالميًا.
بالرغم من ان فارق القدرات ليس هو السبب الوحيد لعدم اتخاذ العراق قرار الحرب في الدفاع عن نفسه، بل ان فارق القدرات هو نتيجة وليس سببًا، نتيجة لطبيعة النظام الجديد الذي أصبح عليه العراق لتكون "ضريبة ما كان عليه في السابق كبلد محارب".
هل تحتاج القدرات العسكرية الى الاموال؟
وبالرغم من ذلك، تعتقد لجنة الامن والدفاع النيابية، أن القوة العسكرية العراقية تحتاج إلى "زيادة التخصيصات المالية"، ودعم مالي كبير لتطوير قدراتها.
وقال عضو اللجنة مهدي تقي امرلي اليوم السبت (10 شباط 2024)، لـ"بغداد اليوم"، ان "التخصيصات المالية للمؤسسة العسكرية والأمنية بمختلف صنوفها وتشكيلاتها غير كافية، وهذه المؤسسات بحاجة الى مزيد من الدعم المالي الكبير من أجل تطوير قدراتها على مختلف الأصعدة، وخاصة بما يتعلق بشراء الأسلحة المتطورة والحديثة".
وأضاف امرلي اننا "سنعمل على زيادة المخصصات المالية لكافة المؤسسات الأمنية والعسكرية من أجل تطوير قدراتها والسعي الحقيقي لشراء منظومات دفاع جوي متطورة تمكن العراق من حماية سماءه والدفاع عن السيادة، وهذا الامر سنعمل عليه خلال موازنة سنة 2024".
وختم عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية ان "الفساد خطر حقيقي على المؤسسة الأمنية والعسكرية، وسنعمل على متابعة أي ملف تعاقد داخل هذه المؤسسات لمنع أي هدر بالمال او سرقة او أي شبهات أخرى".
هل انفاق العراق قليل؟
لكن في الحقيقة، يعد العراق كواحد من بين اكبر البلدان في الانفاق العسكري من اجمالي ناتجه المحلي الاجمالي، او من موازنته السنوية ففي مراجعة لموازنة 2023 و2021، بلغت تخصيصات القطاع الامني والعسكري اكثر من 15% من اجمالي تخصيصات الموازنة لجميع الوزارات والمشاريع الاخرى.
اما على صعيد الانفاق من اجمالي الناتج المحلي الاجمالي، جاء العراق في المرتبة 54 عالميًا من اصل 166 دولة، بنسبة الانفاق العسكري من اجمالي الناتج المحلي الاجمالي، حيث بلغ انفاق العراق العسكري 2.1% من اجمالي الناتج المحلي الاجمالي، بينما جاءت الولايات المتحدة بالمرتبة 21 عالميا بانفاق 3.5% من اجمالي الناتج المحلي الاجمالي للاغراض العسكرية، اما ايران جاءت بالمرتبة 43 عالميًا بانفاق 2.5% من اجمالي الناتج المحلي الاجمالي، يعني برقم وفارق ليس كبير مع العراق.
اما تركيا الذي يعد جيشها ثامن اقوى جيش في العالم، جاءت بالمرتبة 104 عالميًا بنسبة انفاق تبلغ 1.3% من اجمالي الناتج المحلي الاجمالي، اي انفاقها اقل من العراق وتأتي بعده بـ50 مرتبة عالميًا بالانفاق العسكري، لكن جيشها بتصنيف القوة متقدم على الجيش العراقي بـ37 مرتبة.
يتضح مما تقدم ان "انفاق العراق العسكري" ليس بالقليل، وهناك دول اقل منه لكنها متقدمة عليه بالقوة، لحسابات ومعايير اخرى.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الانفاق العسکری عالمی ا
إقرأ أيضاً:
القوات الأمريكية واستنساخ تجربة صحوات العراق في البادية السورية - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
أكد الخبير الأمني أحمد التميمي، اليوم السبت (1 اذار 2025)، أن القوات الأمريكية كثفت من لقاءاتها مع شيوخ ووجهاء العشائر في سوريا، في محاولة لاستنساخ تجربة صحوة العراق ونقلها إلى البادية السورية.
وقال التميمي في حديثه لـ"بغداد اليوم"، إن "الكثير من منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، بما في ذلك الغربية، تناولت مؤخراً سلسلة من الاجتماعات التي عقدتها قيادات أمريكية مع شيوخ ووجهاء وشخصيات من العشائر العربية في سوريا، التي تسكن المناطق الحدودية المتاخمة للعراق. وبالتالي، فإنها محاولة لتوحيد الرؤى بهدف استنساخ تجربة صحوة العراق ونقلها إلى هذه المناطق ذات الجغرافيا المعقدة، التي تشهد منذ سنوات نشاطاً متفاوتاً لخلايا تنظيم داعش وتنظيمات أخرى متطرفة مثل حراس الدين القريبين من القاعدة".
وأضاف التميمي، أن "القوات الأمريكية تسعى إلى دعم تلك العشائر من خلال التسليح والتدريب، إضافة إلى جمع المعلومات وخلق قنوات تفاعل مع قياداتها عبر الدعم والانفتاح على بعض المتطلبات الخدمية العاجلة، ما يشكل ورقة ضغط نفسية ستعزز من التفاعل مع تلك القوات".
وأشار إلى أن "العقوبات الأمريكية بدأت تشعر بقلق من بروز تنظيمات أخرى إلى جانب داعش، مثل حراس الدين، وغيرها من التنظيمات المتطرفة. وبالتالي، وجدت القوات الأمريكية نفسها مهتمة بملف هذه العشائر، بهدف توحيد جهودها لتشكيل تكتلات عشائرية تعرف جغرافيا الأرض، مما يتيح لها تشكيل مسار قتالي لمواجهة خطر تمدد هذه التنظيمات".
وأوضح التميمي، أن "القوات الأمريكية تسعى من خلال هذه الاجتماعات إلى بلورة خارطة طريق لإدارة ملف أمن هذه المناطق، خاصة وأنها قريبة من بعض القواعد الأمريكية، ووجود أحزمة بشرية أمنية مؤيدة أو متحالفة معها أمر ضروري لتفادي أي إشكاليات أمنية في المستقبل".
ودخلت القوات الأمريكية سوريا عام 2015 بموجب تفويضات استخدام القوة العسكرية لعامي 2001 و2002، والتي أُصدرت لشن حرب ضد تنظيم القاعدة في أفغانستان، وغزو العراق للإطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وقد رأى الرئيس الأمربكي السابق باراك أوباما أنه بإمكانه استخدام تلك التفويضات لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية أيضا.
ومع توسع تنظيم الدولة، وبسط سيطرته على مناطق سورية عام 2013، وتبنيه هجمات عسكرية في أوروبا عام 2015، نفّذت الولايات المتحدة وحلفاؤها آلاف الضربات الجوية على مواقع للتنظيم في سوريا، ودعمت عمليات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضد التنظيم.
وبدأت الولايات المتحدة عام 2018 سحب معظم قواتها من سوريا، وأبقت على قوة طوارئ، بلغ تعدادها نحو 400 جندي، وازداد العدد لاحقا، حتى وصل في صيف عام 2024، وفق بيانات معهد بحوث الكونغرس، إلى نحو 800 جندي، بتمويل مقداره 156 مليون دولار، خُصصت لصندوق التدريب والتجهيز ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وتبقي الولايات المتحدة قوات لها في سوريا، لتحقيق مجموعة من الأهداف، حددها معهد أبحاث الكونغرس، في تقريره "سوريا وسياسة الولايات المتحدة" بالنقاط التالية:
الحيلولة دون قيام تنظيم الدولة الإسلامية من جديد، ومعالجة التهديدات التي تشكلها بقاياه.مكافحة تنظيم القاعدة.تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا.معالجة تحديات روسيا وتركيا وإيران للعمليات الأمربكية في سوريا.وتُنظَّم العمليات العسكرية الأمريكية في سوريا في إطار عملية العزم الصلب التي أطلقتها الولايات المتحدة عام 2014، للقضاء على تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
وتتمركز القوات الأمريكية في سوريا في 17 قاعدة و13 نقطة عسكرية، وفق دراسة صادرة عن مركز جسور للدراسات، نُشرت في تموز 2024، سُجلت فيها نقاط الوجود العسكري الأجنبي في سوريا، وتم الاقتصار على إحصاء القواعد والنقاط الثابتة، التي تمارس فيها تلك القوات قيادة وصلاحيات كاملة، دون حواجز التفتيش والنقاط المتحركة والمؤقتة.
وتنتشر معظم تلك القواعد والنقاط، بحسب الدراسة، في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا، وتعتبر تلك المواقع قواعد ارتكازية، مهمتها دعم قوات سوريا الديمقراطية في عملياتها العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقع 17 موقعا منها في محافظة الحسكة، و9 في محافظة دير الزور، و3 في محافظة الرقة وتضم كل من محافظات حمص وحلب وريف دمشق واحدة لكل منها.
ومن أبرز القواعد الأمريكية في سوريا:
قاعدة كوباني أو عين العرب بريف حلب الشمالي.قاعدة تل أبيض على الحدود السورية مع تركيا.قاعدة رميلان شرق القامشلي.قاعدة تل بيدر شمال محافظة الحسكة.قاعدة الشدادي قرب مدينة الشدادي النفطية.قاعدة عين عيسى شمال سوريا.المصدر: بغداد اليوم+ وكالات