فى ذكرى ميلاده.. برتولت بريشت اضاء الزمن المظلم بقصائده الشعرية
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب المسرحى برتولت بريشت، أحد أهم الشعراء السياسيين الألمان، الذى عُرف عربيًا بـ "بريخت" فكان له حضور كبير في العالم العربي في ستينات القرن الماضى.
ولد برتولت بريشت في 10 فبراير 1898 في مدينة أوجسبورج. درس الطب في ميونخ، وعمل في مسرح كارل فالنتين، وفي عام 1922 حصل بريشت على جائزة كلايست عن أول أعماله المسرحية.
أعماله المسرحية
يُعد "بريشت" أحد رواد المسرح، حيث ترجمت اعماله المسرحية الى معظم لغات العالم، خلال الاربعينيات والخمسينيات، ونقلت له عدد كبير من اعماله المسرحية مثل "الاستثناء والقاعدة" و"دائرة الطباشير القوقازية" و"الأم شجاعة" و"غاليليو".
تأثر "بريشت " فى أولى أعماله المسرحية ”بعل" Baa بفترة التعبيرية، وحقق نجاحا عالميًا في مسرحية “أوبرا الثلاثة قروش” ، فقد تم اقتباسها في أكثر من بلد عربي، ثم توالت كتاباته المسرحية مثل " طبول في الليل"، و " حياة إدوارد الثاني ملك إنجلترا"، و "الرجل هو الرجل"، و " صعود وسقوط مدينة مهاجوني"، و" حياة جاليليو"، و " البؤس والخوف في الرايخ الثالث"، و" الاستثناء والقاعدة"، و "الإنسان الطيب من سيتشوان"، و " الأم"، كما كتب مسرحيات من فصل واحد منها " الزفاف"، و " الشحاذ، أو اليد الميتة"، و كم يكلف الحديد"، و "الخطايا السبعة المهلكة".
الشعر فى حياة “بريشت”
ظلت اشعار "بريشت" مجهولة الى حد كبير، حيث تأخر اهتمامه بالشعر، الى ان عرفه القارىء العربى، وذلك من خلال المترجم وأستاذ الفلسفة عبد الغفار مكاوي ، بجمع القصائد المبعثرة في المجلات وأعاد طباعتها في كتاب بعنوان "هذا هو كل شيء"، صدر عن "دار شرقيات" بالقاهرة.
توفى برتولت بريشت فى عام 1956 وظل يعمل فى المسرح الألمانى حتى رحيله.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: كاتب مسرحي اخبار الثقافة
إقرأ أيضاً:
أمة على هامش الزمن
(1)
نحن أمة لا تقرأ التاريخ، ولكنها تفتخر بماضيها، لا تتعظ من سيرة الأحداث، ولذلك تعيد أخطاءها، تعتقد أنها «خير أمة»، ومع ذلك فهي في مؤخرة الدول في مختلف المجالات، تمجّد «أصنامها» وتصنع كل مرة أصناما جديدة، وتصنع الفساد وتشجعه، وتستثمر في الآلة، والإسمنت، وتهمل الإنسان، تعيد صناعة الفشل، وتحبط الناجحين، وتضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب، وتضخّم صورة الأجنبي، وتقزّم إنجازات شبابها، أمة تعلي شأن القبيلة، وتستصغر شأن الدولة، تدفع مليارات الدولارات لبناء ترسانة عسكرية، لا تعرف لمن توجهها، وتقيم موائد البذخ بالملايين بينما يموت نصفها جوعًا، وعوزًا.
(2)
أمة تنتخي بعظام قادتها الذين فنوا منذ مئات السنين لينقذوا كرامتها، وتنسى أن تبني حاضرها، تسير عكس عقارب الساعة، تدرّس سير شخصياتها في كتب التاريخ، ومع ذلك تنسى أن تخرجهم من الكتب إلى الواقع، تحمل الشعارات الضخمة، وهي تعيش عكس مضامينها، تتغنّى بالسمات المشتركة بين شعوبها، ومع ذلك لا تفكّر كيف توحّد صفوفها، تضرب المثل بالإنجليز في دقة المواعيد، بينما تغفل أن دينها يقدّس الوفاء بالوعد، والموعد، يعيش كثير من أفرادها في ثالوث الجهل، والمرض، والتخلّف، بينما تستحوذ القلّة منهم على الثروات، ومقدرات دولهم، ولذلك ترى أن العدالة الاجتماعية تكاد تكون مفقودة في الأمة.
(3)
الأمة العربية في أردأ مراحلها التاريخية، لم يصنع النفط منها دولا متقدمة، بل حولت الثروة سكانها إلى شعوب كسولة مستهلكة، تأكل من عرق جبين غيرها، وتطرد عباقرتها، وكفاءاتها إلى الخارج؛ كي يبنوا دول الغرب، وتستورد كل شيء، دون أن تستفيد من كنوزها البشرية، ومواردها الطبيعية، أصبحت تستجدي عدوها كي يحل مشاكلها، وتعلق آمالها على خصومها لينقذوا أحلامها، وتنكّل بمثقفيها، وتحتفي بجهلتها، وتقطع ألسنة كتّابها، وترقص على دفوف مطبليها، وتجد تبريرًا لكل فشل، وتمريرًا لكل قرار يخدم فئة المتنفذين فيها، وتشعل الحروب الداخلية بين طوائف شعوبها تحت شعار «الوطنية»، وتعتقل كل من يخالفها تحت بند «مصلحة الدولة»، ولذلك فالأمة العربية آخر الركب، وأول من تدور عليه الدائرة حين تدور.
(3)
لدى الأمة العربية الكثير من المقومات، والثروات، والموارد الطبيعية، والعقول الفذة، و«الثيمات» المشتركة، ولكن ينقصها الإرادة، والقرار السياسي الحازم، ويتملك مسؤوليها الكثير من التردد، والخوف من المستقبل، لا على بلادهم، بل على مناصبهم، ونفوذهم، كما ينقصها الثقة المتبادلة بين دولها، ولذلك هي دول هامشية في نظر العالم الذي يقاتل من أجل التفوق، بينما تقاتل أمتنا من أجل سكونها، وستر عيوبها، رغم ما تملكه من أوراق مهمة، ولكنها أوراق ممزقة، لا تلتفت إليها، ولا تهتم باستغلالها، ولذلك ستظل هذه الأمة دائمًا في مؤخرة الدول، إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.
(4)
أخيرًا.. لن تقوم لهذه الأمة قائمة إلا إذا امتلكت ثلاثة أشياء:
«قرارها، وغذاءها، وسلاحها».