بعد وفاته.. من هو دريس فان آغت رئيس وزراء هولندا السابق الذي دعم القضية الفلسطينية؟
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
توفي دريس فان أغت، الرئيس السابق لوزراء هولندا الديمقراطي المسيحي الذي شغل المنصب من عام 1977 إلى عام 1982، بعد اختتامه لرحلته عبر القتل الرحيم، برفقة زوجته.
فقد توفي الزوجان، اللذان يبلغان من العمر تسعة وتسعون عامًا، ولديهما ثلاثة أبناء.
حيث أعلن منتدى حقوقي يوم الجمعة عن وفاتهما، مشيرًا إلى أنهما سيتم دفنهما في مراسم خاصة في مدينة نايميخن شرقي هولندا.
وجاء في بيان المنتدى غير الربحي: "رحل دريس فان أغت برفقة زوجته أوجيني، التي عاش معها لأكثر من سبعين عامًا، والتي كان يشير دائمًا إليها بحب كأبنائه".
كانت حالة الزوجين الصحية هشة منذ فترة، وقد ألم به فان أغت نزيف دماغي أثناء إلقائه خطابًا في حفل تذكاري للفلسطينيين في عام 2019، لم يتعافى تمامًا منه.
وتحول فان أغت إلى مواقف تقدمية بعد انسحابه من الحياة السياسية، وخرج من حزبه في عام 2017 بسبب خلافات أيديولوجية حول القضية الإسرائيلية الفلسطينية.ا
وقد أشاد رئيس الوزراء الهولندي الحالي مارك روته بفان أغت، وصفه بأنه "جده الأكبر في المنصب"، مشيدًا بلغته الفصيحة وقناعاته الواضحة التي أضفت جاذبية خاصة على الساحة السياسية الهولندية.
كما أشادت العائلة المالكة الهولندية بفان أغت، حيث أشار الملك ويليم ألكسندر والملكة ماكسيما والأميرة بياتريكس في بيان مشترك إلى إلهامه للكثيرين بشخصيته الفريدة وأسلوبه الساحر، وسط ظروف مضطربة.
ودريس فان آغت هو شخصية سياسية هامة في هولندا، وقد لعب دورًا بارزًا في السياسة الهولندية على مدى سنوات عديدة.
حيث وُلد في 8 ديسمبر 1966 في أمستردام، ودرس الاقتصاد في جامعة فروتيج في أمستردام، وانخرط في العمل السياسي منذ صغره، حيث انضم إلى حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD) في سن المراهقة.
وفي 2003، تولى دريس فان آغت منصب وزير الهجرة والاندماج في حكومة بالكنن الثانية، وظل في هذا المنصب حتى 2006، ثم عاد إلى الحكومة كوزير للصحة والرعاية والرياضة في الفترة من 2006 إلى 2007، وفي هذه الفترة، واجهت حكومته تحديات كبيرة في مجال الصحة العامة والرعاية الصحية.
وتم تعيينه رئيسًا لحزب VVD في 2006، وتم اختياره كزعيم للحزب بشكل رسمي في 31 مايو 2006، وبتوليه رئاسة الحزب، سعى لتعزيز موقفهم في الساحة السياسية الهولندية وتعزيز التواجد الليبرالي في الحكومة.
وفاز حزبه بالانتخابات البرلمانية في 2010، وتم تعيينه رئيسًا للوزراء في هولندا، وخلال فترة رئاسته، كانت لديه تحديات كبيرة في مجالات متعددة بما في ذلك الهجرة والأمن والاقتصاد.
وأحد الأحداث المهمة التي واجهها كانت أزمة اللاجئين في أوروبا، حيث اتخذت هولندا سياسات صارمة تجاه استقبال اللاجئين.
كما كان له دور بارز في تشكيل السياسة الأوروبية، حيث انتقد بشدة بعض سياسات الاتحاد الأوروبي.
واستقال فان آغت من منصب رئيس الوزراء في يناير 2017 بعد استقالة حزبه من الائتلاف الحكومي بسبب خلافات سياسية، وبعد تركه منصبه، عاد إلى الحياة السياسية كعضو في البرلمان.
وعلى الرغم من تنازله عن منصبه كرئيس للوزراء، إلا أن دريس فان آغت لا يزال له تأثير كبير في الساحة السياسية الهولندية ويظل شخصية مهمة في الحزب الليبرالي الهولندي والسياسة الدولية.
بالإضافة إلى دوره السياسي، دريس فان آغت يُعتبر أيضًا رمزًا للتغيير في الحكومة الهولندية وللتحولات السياسية التي شهدتها البلاد في العقود الأخيرة.
وواجهت حكومته تحديات عدة، بما في ذلك التوترات العرقية والثقافية في المجتمع الهولندي، والتحديات الاقتصادية والبيئية المعقدة، وتبنت حكومته سياسات اقتصادية لتعزيز النمو وخلق فرص العمل، بالإضافة إلى التركيز على التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية.
واستمر فان آغت في تعزيز العلاقات الخارجية لهولندا، خاصة في إطار الاتحاد الأوروبي والعلاقات الدولية.
وكان له دور بارز في العديد من المحافل الدولية، وكان يعتبر صوتًا مؤثرًا في القضايا الدولية المتعلقة بالأمن والسلام وحقوق الإنسان.
وبعد استقالته من رئاسة الحكومة، توجه فان آغت إلى الحياة الأكاديمية والاستشارات، حيث تحدث في العديد من المؤتمرات والفعاليات الدولية حول السياسة والاقتصاد والقضايا الاجتماعية.
يذكر أن دريس فان آغت هو شخصية سياسية بارزة في هولندا، وترك بصمة قوية في الساحة السياسية الهولندية والعالمية، واستطاع خلال فترة حكمه وبعد تركه للحكم أن يثبت أهمية وتأثيره في توجيه مسار البلاد وتحديد سياساتها المستقبلية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: رئيس وزراء هولندا هولندا
إقرأ أيضاً:
القضية الفلسطينية في قلب مصر منذ عام 1948.. تضحيات بالعرق والدم
على مدار التاريخ ومصر تحمل القضية الفلسطينية على عاقتها، منذ عام 1948 وصولا ببدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023 وحتى التوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار داخل القطاع، والوصول إلى هدنة من الجانبين، كل هذا كانت مصر حاضرة فيه، وكان لها النصيب الأكبر من المجهود، حيث اعتبرت أن القضية الفلسطينية قضية أمن قومي مصر وهى قضية كل المصريين قيادة وشعبا.
ورصد المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، في دراسة لها، المجهودات المصرية منذ عام 1948، حيث عملت مصر طوال عقود على حشد الجهود السياسية الدبلوماسية والعسكرية أيضًا للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في أراضيهم، وتنوع الجهد المصري ما بين المشاركة والدعوة لعقد المؤتمرات الداعمة للقضية وطرح الحلول العادلة، ومنها التالي:
- مشاركة مصر في المؤتمر الإسلامي الأول بالقدس عام 1931، ومؤتمر بلودان في عام 1937، والمؤتمر البرلماني للبلاد العربية والإسلامية بالقاهرة في 1938، كما دعت مصر لإقامة المؤتمر الإنساني الشرقي في القاهرة في نفس العام، وشاركت في مؤتمر لندن عام 1939، وفي نفس العام، فضلا عن تنظيم مصر بتنظيم المؤتمر النسائي العربي بالقاهرة في عام 1944.
إنشاء جامعة الدول العربيةوحرصت مصر مع محاولات إنشاء جامعة الدول العربية على بلورة موقف عربي جماعي تجاه الأوضاع في فلسطين، وهو ما تبلور عبر صدور قرار عن اجتماع الإسكندرية المنعقد خلال الفترة من 25 سبتمبر- 7 أكتوبر1944، والذي نص على أن فلسطين ركن هام من أركان البلاد العربية.
- استضافت مصر أول مؤتمر عربي في أنشاص في مايو 1946، وحرصت خلال المؤتمر على تأكيد أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب جميعًا.
وردا على ما ارتكبه إسرائيل من مجازر بحق العديد من القرى الفلسطينية واستيلائهم على مدينة حيفا، أعلنت الحكومة المصرية الموافقة على التدخل العسكري المسلح، ولكن من خلال إرسال المتطوعين إلى فلسطين تحت مظلة الجامعة العربية مع قيام ضباط الجيش المصري بالإشراف على تدريبهم وتأهليهم عسكريًا.
ما بعد عام 1948لجأ عدد من الفلسطينيين إلى مصر ممن نزحوا قبل اندلاع الحرب في 15 مايو 1948، فشكلت الحكومة المصرية لجنة خاصة لمتابعة شؤونهم وخصصت لهم النفقات اللازمة لرعايتهم.
وشاركت مصر في مؤتمر بيروت خلال الفترة من 31 مارس إلى 15 أبريل 1949 وأصرت خلاله على وضع مشكلة اللاجئين على رأس الأولويات.
قدمت مصر تضحيات بالدم من أجل القضية الفلسطينية، فخلال معارك فلسطين عامي 1948 و1949، استشهد عددًا كبيرًا من ضباط وأفراد الجيش المصري ومن المدنيين.