وقف إريك لانغيماك، مبتكر قاذفة صواريخ "كاتيوشا BM-13"، على أصول صناعة الصواريخ المحلية وكان بإمكانه تحقيق اختراق في علوم الفضاء لولا إعدامه بتهمة تجسس زائفة.

  "كاتيوشا".. منتجو أشهر منظومة قتالية روسية يذكرون بسلاح النصر في الحرب العالمية الثانية

صرح بذلك ميخائيل مياغكوف، المؤرخ والمدير العلمي للجمعية التاريخية العسكرية الروسية، خلال مقابلة مع وكالة "نوفوستي".

قبل 125 عاما بالضبط، في 20 يوليو 1898، ولد إريك لانغيماك (1898-1938) - أحد مطوري قذائف "آر إس – 28" و"آر إس -132"، التي أصبحت من أهم الصواريخ الأسطورية "كاتيوشا" (قاذفة صواريخ بي إم -13) - "سلف" كل مدفعية الصواريخ السوفيتية والروسية. وفي المجموع، تم تصنيع 11 ألف منظومة خلال سنوات الحرب.

وقال مياغكوف: "مصير لانغيماك، للأسف كان مأساويا. في بداية عام 1938، تم اعتقاله بناء على إدانة كاذبة، في نفس الوقت الذي تم فيه اعتقال زملائه المصممين المشهورين فالنتين غلوشكو، وسيرغي كوروليف وكثيرين آخرين. فقط بسبب جنسيته تم التشهير به على أنه جاسوس ألماني وحُكم عليه بالإعدام. لولا وفاة صاحب الـ 39 عاما فقط، لكان بإمكانه تحقيق اختراق في تكنولوجيا الفضاء السوفييتية".

وأكد المؤرخ أن لانغيماك، أثناء عمله في معهد أبحاث الطائرات المعروف باسم "إن إي إي – 3"، لم يكن مهتما فقط بالقذائف العسكرية، بل فكر أيضا في إنشاء محركات صاروخية يمكن استخدامها للأغراض السلمية، وفي المقام الأول استكشاف الفضاء.

وأضاف، "من الجدير بالذكر أن لانغيماك هو من استخدم لأول مرة في العلوم الروسية كلمة "رواد الفضاء". وشدد مياغكوف، على أنه كان يعتقد أنه يجب أيضا تكييف تقنيات الصواريخ للأغراض السلمية - لإطلاق الصواريخ في الفضاء مع وجود شخص على متنها.

وفي حديثه عن مساهمة مبتكر "كاتيوشا" في العلوم المحلية، ذكر المؤرخ أنه بالتعاون مع أحد مؤسسي صناعة الصواريخ والفضاء السوفيتية، فالنتين غلوشكو، كتب لانغيماك أول كتاب في الاتحاد السوفيتي، والذي لخص التجربة تصميم الصواريخ السائلة والصلبة بعنوان "الصواريخ: أجهزتها وتطبيقها" (1935).

"جهاز ستالين"

لم يتم استخدام الصواريخ التي طورها المهندس لأول مرة مع قاذفة "كاتيوشا"، ولكن مع مقاتلات "إي – 16" خلال معركة "خالخين غول" عام 1939. بعد ذلك، في إحدى المعارك، دمرت هذه الصواريخ ثلاث طائرات يابانية، وكان ذلك أول انتصار حققته قذائف "آر إس – 28" و"آر إس -132" للجيش الأحمر.

وكان القدر، أن المخترع لم يكن متجها لرؤية عمل "من بنات أفكاره الرئيسية": لأول مرة، تم استخدام "كاتيوشا" بواسطة بطارية الكابتن إيفان فليروف في 14 يوليو 1941، على تجمع للآليات الألمانية في أورشا (الآن منطقة فيتيبسك في بيلاروس). لقد تركت هذه الضربة انطباعا "صادما" لدى النازيين.

وقال المؤرخ: "عندما كنت أعمل بوثائق ألمانية، أتيحت لي الفرصة لقراءة انطباعات النازيين عن العمل عليها "كاتيوشا". كتب بعض الجنود الألمان في رسائلهم من وقت معركة موسكو أنهم "يستلقون بلا حراك" و"سلاح ستالين" يسبب لنا خسائر فادحة".

وشدد مياغكوف على أن القيادة العسكرية السوفيتية راهنت بشكل خاص على استخدام المدفعية الصاروخية - فقد كانت تابعة مباشرة للقيادة العليا. تم تعويض الدقة المنخفضة لقذائف الهاون ذات الدفع الصاروخي بنيران كثيفة - قامت فرقة "كاتيوشا" بحرث مواقع العدو في منطقة مماثلة للعديد من ملاعب كرة القدم.

وأوضح المؤرخ: "بأمر من مفوضية الدفاع الشعبية، كان لابد من استخدام "كاتيوشا" كجزء من فرقة، أي 12 منشأة من طراز بي إم – 13، ثم كان لكل منشأة 14 دليلا، أي في غضون ثوان قليلة تطلق آلة واحدة 14 صواريخ. إذا ضاعفنا هذا الرقم في 12، فسيتم الحصول على قوة الضرب هذه التي يمكن أن تدمر أجسام العدو على الأرض في منطقة تضم ملعبي كرة قدم أو ثلاثة".

في الهجوم والدفاع

منذ نهاية عام 1941، لم تكتمل أي عملية هجومية كبيرة للجيش الأحمر بدون استخدام "بي إم – 13"، وكانت فعالة أيضا في التصدي لهجوم العدو.

وقال المؤرخ: "خلال معركة ستالينغراد، كان مركز قيادة قائد الجيش 62 آنذاك، الجنرال فاسيلي تشويكوف، على بعد 300 متر فقط من مواقع العدو، لكن العدو لم يستطع الاقتراب منه، لأن الفضاء بين الطرفين المتعارضين كان "تحت نيران" قصفنا الصاروخي. بمجرد أن دخل العدو في المعركة، تطلق الكاتيوشا النار على هذه المنطقة، ويتراجع العدو بخسائر فادحة".

المصدر: نوفوستي

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا الجيش الروسي الحرب العالمية الثانية النازية تاريخ روسيا صواريخ

إقرأ أيضاً:

شواهد مأزق العدوّ تتصادم مع تهديداته وتؤكّـد حتمية فشل مساعيه: اليمن العنيد الذي لا يُردَع

يمانيون../
استمرت أصداءُ المأزِقِ الصهيوني في مواجهة جبهة الإسناد اليمنية بالتوسع، على الرغم من الجهود “الإسرائيلية” الحثيثة للتغطية على هذا المأزِق، من خلال التهديدات والتضليل الإعلامي ومساعي التحشيد العدواني، حَيثُ واصلت وسائلُ إعلام ومحللو جبهة العدوّ التأكيد على حقيقة استحالة ردع صنعاء ووقف عمليات الإسناد اليمنية المتصاعدة لغزة في ظل العجز الاستخباراتي والعملياتي للجيش الصهيوني، والفشل المتراكم والفاضح لشركائه الأمريكيين والغربيين، والتجارب الفاشلة للأدوات الإقليمية التي يتطلع إلى الاستعانة بها، والأهم من ذلك كله صلابة الموقف اليمني الصارم الذي لا يتزعزع أمام الضغوط.

وفي جديد هذه الأصداء، نشرت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، الجمعة، تقريرًا تناولت فيه مأزق العدوّ، مؤكّـدة على أن “اليمن، العدوّ البعيد عن “إسرائيل”، أثبت أنه يشكل تهديدًا عنيدًا لها” حسب وصفها.

وَأَضَـافَ التقرير أن “تصعيدَ الهجمات الصاروخية من اليمن على “إسرائيل” يؤدي إلى هروب الآلاف من الإسرائيليين إلى الملاجئ في منتصف الليل، وإبعاد شركات الطيران الأجنبية، والحفاظ على ما يمكن أن يكون آخر جبهة رئيسية في حروب الشرق الأوسط”.

وذكرت الوكالة أن أحد المستوطنين الصهاينة يُدْعَى “يوني يوفيل” كان قد غادر مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلّة أواخر العام الماضي لتجنب إطلاق الصواريخ من حزب الله، ثم أُصيبت شقته مؤخّرًا في منطقة يافا (تل أبيب) بأضرار بالغة؛ بسَببِ صاروخ يمني.

وأشَارَ التقرير إلى أنه برغم القصف “الإسرائيلي” المتكرّر على اليمن، والتهديد بقتل قيادات يمنية و”محاولة تحشيد العالم” ضد صنعاء، فَــإنَّ الهجمات اليمنية استمرت.

وأضاف: “في الأسابيع الأخيرة، ضربت الصواريخ والطائرات بدون طيار من اليمن “إسرائيل” كُـلّ يوم تقريبًا، بما في ذلك في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة؛ مما أَدَّى إلى إطلاق صفارات الإنذار في مساحات واسعة من “إسرائيل”، وفي بعض الحالات، اخترقت هذه الصواريخ والطائرات نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المتطور”.

وأكّـدت الوكالةُ أن تأثيرَ عملياتِ الإسناد اليمنية لا يقتصرُ على المستوى الأمني فقط، بل يشمل أَيْـضًا المستوى الاقتصادي، حَيثُ أوضحت أن “إطلاق الصواريخ من اليمن يشكِّل تهديدًا للاقتصاد الإسرائيلي، حَيثُ يمنع العديد من شركات الطيران الأجنبية من السفر إلى البلاد، كما يمنع من إنعاش صناعة السياحة المتضررة بشدة”.

وأضافت أن عمليات الإسناد اليمنية في البحر “أدت إلى إغلاق ميناء مدينة إيلات بالكامل تقريبًا، ودفعت السفن المتجهة إليه إلى اتِّخاذ طريق أطول وأكثر تكلفة حول أفريقيا إلى موانئ “إسرائيل” على البحر الأبيض المتوسط”.

وبحسب الوكالة فَــإنَّ تأثيرَ الضربات اليمنية والفشل في إيقافها أَو الحد مها يصل إلى أَيْـضًا إلى المستوى الاستراتيجي فيما يتعلق بمكانة وصورة الردع والتفوق الإسرائيليين في المنطقة، حَيثُ قال التقرير إنه: “بسبب فشل الضربات المضادة الإسرائيلية في ردع الحوثيين، فَــإنَّ هجماتِهم المُستمرّةَ تتحدَّى صورة إسرائيل كقوة عسكرية إقليمية” حسب وصف الوكالة.

وفي هذا السياق، نقلت الوكالةُ عن داني سيترينوفيتش، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث في تل أبيب قوله: إن اليمنيين “هم الوحيدون الذين ينشطون ضد إسرائيل حاليًا” معتبرًا أنهم “يشكّلون تحديا من نوع مختلف”.

وقالت الوكالة: إن المتحدثَ باسم جيش العدوّ الصهيوني، دانيال هاجاري “اعترف بأن المعركة ستكون معقدة، واعترف بأن النشاط الاستخباراتي الإسرائيلي في اليمن يمثل مشكلة وقال: إن الجيش يعمل على تحسين الأمر” بحسب ما نقل التقرير، وهو ما يعتبر تأكيدًا رسميًّا لما اكتظت به تقاريرُ وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث العبرية مؤخّرًا من تحليلات عن الصعوبات العملياتية والمعلوماتية التي تجعل الجبهة اليمنية مأزقًا صعبًا بالنسبة للعدو الذي لم يعد قادرًا على حتى الاستفادة من قدراته المتطورة.

وقد ذكرت الوكالة في هذا السياق أنه “على الرغم من القوة الجوية الإسرائيلية الهائلة، فقد واصل الحوثيون هجماتهم” في إشارة واضحة إلى عدم فاعلية الخيارات العسكرية للعدو برغم توفر الإمْكَانات.

وأوضحت الوكالة أن “اليمن لا تقع على حدود إسرائيل، ولا تستطيع إسرائيل بسهولةٍ أن تنفذ غزوًا بريًّا كما فعلت في غزة ولبنان لتفكيك البنية الأَسَاسية لأعدائها، ويتعين على إسرائيل أن تنظم مهامَّ جويةً معقدةً للطيران إلى اليمن، وهي مهام مكلفة ومحدودة في ما يمكن أن تحقّقه”.

وقالت إن “أسلحة الحوثيين وبنيتهم التحتية أقل انكشافًا بالنسبة لإسرائيل؛ مما يجعل ضرباتها المضادة أقل فعالية”.

ونقل تقرير الوكالة عن إيال بينكو، المسؤول الدفاعي الصهيوني السابق وكبير الباحثين في مركز “بيجين- السادات” الإسرائيلي للدراسات الاستراتيجية قوله: إن “كان لدى إسرائيل سنوات عديدة من المعرفة بأعدائها الآخرين، وكانت هناك معلومات استخباراتية وعنصر مهم للمناورة البرية، لكن في اليمن لا يمكن القيام بذلك، النطاق هنا مختلف”.

وَأَضَـافَ بينكو “إن الحوثيين تعلموا على مدى سنوات من القتال ضد التحالف الذي تقوده السعوديّة كيفية التعافي من الضربات الجوية”.

وتعتبر مثل هذه التصريحات التي تذكر بالتجارب الفاشلة للتحالف السعوديّ الإماراتي وَأَيْـضًا تجربة القوات الأمريكية والغربية في البحر الأحمر، تأكيدات واضحة على حتمية فشل كُـلّ مساعي العدوّ الصهيوني للتحشيد ضد اليمن؛ فكل الأطراف التي يسعى الصهاينة للاستعانة بها قد فشلت بشكل ذريع في مواجهة اليمن، ولم تجد أية حلول لنفس المشاكل التي تعاني منها “إسرائيل” الآن.

وقد عبّر داني سيترينوفيتش، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي “الإسرائيلي” عن ذلك بوضوح، حَيثُ قال إنه “لا يوجد حَـلّ سريع، وحتى لو انتهت الحرب في غزة، فَــإنَّ هذا التهديد لن يختفي” وفقًا لما نقلت الوكالة.

وفي السياق نفسه نشر موقع “تايمز أوف إسرائيل” تقريرًا جديدًا، الجمعة، أكّـد فيه أن اليمنيين “أثبتوا أنهم ليسوا ضعفاء أمام إسرائيل” مُشيرًا إلى أن “عمليات إطلاق الصواريخ الليلية المتكرّرة أَدَّت إلى تسليط الضوء على الخطر القادم من اليمن”.

وأضاف: “ثمانيَ مرات خلال الأسبوعين الماضيين، بما في ذلك فجر الجمعة، اضطر ملايينُ الإسرائيليين إلى البحث عن ملجأ؛ بسَببِ هجمات الصواريخ الباليستية التي تطلق من اليمن، وعادة في منتصف الليل” مُشيرًا إلى أن هذه الهجمات تطلقها قوات تبعُدُ عن الكيان الصهيوني نحو ألفَي كيلو متر، وبرغم هذه المسافة فقد “تمكّنت من مضايقة إسرائيل من بعيد، وأثبتت مقاومتها العنيدة لمحاولات القمع الغربية”.

وقال التقرير: إن التهديد الذي يشكِّله اليمن لكيان العدوّ “يتفاقم؛ بسَببِ البُعد عن إسرائيل؛ مما يقيّد الضربات الجوية، والمعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية المحدودة عن الأهداف المحتملة”.

لكنه اعتبر أن العامِلَ الأهَمَّ في هذا التهديد هو العقيدة اليمنية الذي قال إنها “مزيجٌ متفجِّرٌ من معادَاة الصهيونية والحماسة الدينية، والاستعداد الذي لا مثيلَ له للاستشهاد والتضحية” حسب وصفه.

ونقل التقرير عن مايكل نايتس المحلل البارز في معهد واشنطن قوله: إن اليمنيين “عقائديون خالصون تمامًا عندما يتعلق الأمر بالاستعداد لقبول الشهادة” مُضيفًا أن “الطريقة الأكثر وضوحًا بالنسبة لإسرائيل لوقف هجمات الحوثيين هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة” حسب ما نقل الموقع.

واعتبر التقرير أن اليمنيين “يمثلون تحديًا مختلفًا تمامًا عن الجماعات الأُخرى التي تمكّنت إسرائيل من مواجهتها، وقد يكون من الصعب القضاءُ على قياداتهم” مُشيرًا إلى أنهم “يتبنون أيديولوجية صارمة، لا تتراجع أمام الضغوط العسكرية أَو الاقتصادية”.

المسيرة

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: استمرار إطلاق الصواريخ من غزة يعني فشل الحرب
  • طائرات دون طيار.. سلاح التخريب الجديد في الحرب الهجينة ضد الغرب
  • سليمان: شرعية الجيش أقوى من الصواريخ
  • تحقيق أمريكي يفضح تعامل أحد أكبر البنوك السويسرية مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية
  • شواهد مأزق العدوّ تتصادم مع تهديداته وتؤكّـد حتمية فشل مساعيه: اليمن العنيد الذي لا يُردَع
  • الكورد وأيام الحرب العالمية الأولى السوداء.. صدور كتاب جديد في مهاباد
  • سباق التسلح العالمي.. كيف جعلت التكنولوجيا الإيرانية من الصعب على إسرائيل اعتراض الصواريخ الحوثية؟ (ترجمة خاصة)
  • ما الذي يخطط له حزب الله؟
  • ثلث السودانيين يودعون من المنافي «العام الأكثر مأساوية»
  • الاحتلال: قوة خاصة نفذت عملية دمرت خلالها موقعا تحت الأرض لإنتاج الصواريخ الدقيقة