خبير عسكري يشرح الأهداف التي يسعى الاحتلال لتحقيقها من عدوانه المرتقب في رفح
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
لم يكترث الاحتلال بالتحذيرات الدولية المتواصلة بشأن عمليته العسكرية المرتقبة في رفح، ويبدو أنه ماض في خطته لنقل العدوان إلى المدينة الحدودية الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقة، إذ يتكدس هناك ما يزيد عن مليون وثلاثمئة ألف نازح دفع بهم الاحتلال إلى هذه المنطقة منذ بدء عملياته البرية في السابع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تحت ذريعة أنها مناطق آمنة.
لكن مع إصرار الاحتلال على تنفيذ تهديده باجتياح رفح، تبرز أسئلة عدة عن الأهداف الحقيقة من وراء هذا الهجوم، والقيمة العسكرية لهذه العملية، وعلاقة ذلك بالأزمة السياسية التي تعيشها حكومة الاحتلال، برئاسة بنيامين نتنياهو؟
الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي، شرح لـ"عربي21" الأبعاد العسكرية للعدوان المحتمل على رفح، والهدف من ورائه، والنتائج التي قد تترتب عليه من ناحية الخسائر البشرية في صفوف النازحين.
وقال الفلاحي، إن موضوع رفح معقد جدا، بسبب كُثرة النازحين من شمال ووسط القطاع ومن خانيونس إلى المنطقة، بحيث أصبح هناك اكتظاظ كبير بالسكان حيث تجاوز عدد النازحين فيها مليون ونصف تقريبا، مشيرا إلى أن أي عملية عسكرية في هذه المنطقة قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه بالنسبة للخسائر في المدنيين.
ورأى الخبير العسكري أن هجوم رفح، يمثل آخر أوراق جيش الاحتلال في الحرب التي هدف من خلالها إلى الوصول للمحتجزين والقضاء على حركة حماس، مشيرا إلى أن الاحتلال حال فشله في رفح سيضطر إلى اللجوء إلى المفاوضات من أجل تحقيق أهدافه.
وتاليا إجابات الخبير الفلاحي على أسئلة طرحتها "عربي21" بشأن هجوم رفح:
هدد الاحتلال مرارا بشن عملية في رفح.. هل يقدم فعلا على تنفيذها رغم كل التحذيرات من ارتكاب مجازر هناك؟
العملية العسكرية التي ينوي الاحتلال القيام بها في هذه في رفح، سيقدم عليها نتنياهو بقرار سياسي، إذا لم يتم التوصل لاتفاق حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وما إلى ذلك.
وهذا الدخول له أسباب، السبب الرئيسي أن الاحتلال لا يزال يبحث عن الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، ونتنياهو لا يزال يراهن على مسألة الوصول إلى الأسرى من خلال القوة، وبالتالي هو يعتقد الآن أن خمّنه في البداية بأن الأسرى وقيادات المقاومة تتواجد في مستشفيات القاطع الشمالي، تراجع عن ذلك وقال إنهم موجودين في خانيونس، باعتبار أن هذه المنطقة تمثل المقر الرئيسي للقيادات سواء العسكرية أو السياسية بالنسبة للقسام وبقية الفصائل الأخرى.
فعندما دخل خانيونس لم يجد شيء، وبالتالي تتجه أنظاره الآن إلى رفح باعتبار أن رفح تتواجد فيها أعداد كبيرة من الأسرى بالإضافة إلى القيادات، فلذلك هو سيحاول عسكريا الدخول إلى رفح، وإذا ما تم الدخول إلى رفح ولم يتم التوصل إلى القيادات أو إلى الأسرى، عندئذ سيذهب إلى صفقة التبادل، وهذا في تقديري هو الرأي الذي يعمل عليه قادة الاحتلال سياسيا في الكيان الصهيوني.
إذن برأيك هو سينفذ عملية دخول رفح فقط على أمل الوصول لقيادات حماس؟
نعم، هو في الحقيقية يرمي إلى تحقيق عدة أهداف من هذه العملية العسكرية، أولا الوصول إلى كل المناطق التي كانت تسيطر عليها حماس بما فيها رفح، ثانيا، تدمير أكبر ما يمكن من القدرات العسكرية لفصائل المقاومة في قطاع غزة بما فيها مدينة رفح.
النقطة الأهم من هذا كله، أنه هو يحاول الوصول للأسرى وإلى القيادات السياسية والعسكرية لحماس وبقية الفصائل الأخرى من خلال هذه العملية، وهو هدف رئيسي من أهداف العملية.
لذلك هو يقول بأنه هناك انجازات تكتيكية، لكنها لم ترتق إلى إنجاز استراتيجي بالنسبة للعملية العسكرية، لذلك هو يحاول أن يصل إلى أقصى مدى في هذه العملية من خلال الدخول إلى جميع المناطق في قطاع غزة، وإذا لم يتم التوصل إلى هذه الأهداف عندئذ سيذهب مُجبرا إلى مسألة التفاوض على اطلاق سراح الأسرى من خلال وقف إطلاق النار وتبادل أسرى ما بين الطرفين.
هل تتوقع أن تكون العملية شاملة في مدينة رفح، أم فقط الشريط الحدودي؟
مسألة الشريط الحدودي في الحقيقة هي معقدة، لأنها ترتبط باتفاقات كامب ديفيد التي وُقعت عام 1979 مع مصر، وبالتالي إذا لم تكن هناك تفاهمات مع الجانب المصري على هذه العملية العسكرية فأعتقد أنه سيكون هناك مشكلة كبيرة جدا.
خصوصا وأن مصر الآن تُشدد على مسألة التعامل مع الكيان الصهيوني بعد الاتهامات بتهريب السلاح من منطقة سيناء باتجاه قطاع غزة، وبالتالي هناك إشكال في هذه القضية، ولكن اعتقد بأنه إذا ما أرادوا يمكن أن تكون هذه القضية مؤجلة إلى وقت أخر، ويتم الدخول في المناطق القريبة بعيدا عن هذا الشريط، وهذا قد يكون أحد الخيارات.
أما الخيار الأخر، فيتم الاتفاق مع مصر على أنه يتم الدخول عسكريا إلى هذه المنطقة، على أن يتم انسحاب القوات الإسرائيلية بعد انتهاء المعركة أو بعد التفتيش إلى منطقة أخرى وتعود الأمور إلى ما كانت عليه، وهذا أيضا خيار ثاني يُطرح بالنسبة للعملية العسكرية التي يمكن أن تقوم بها في هذه المنطقة.
أو بأن العملية العسكرية تقتصر على مناطق محددة من رفح وتنتهي العملية العسكرية بهذا الأمر.
وأما فيما يخص المدنيين المتواجدين فقد يُطلب منهم الآن النزوح إلى مناطق أخرى، ولكن ليس باتجاه مصر، وإنما باتجاه مناطق القطاع، خانيونس أو القطاع الأوسط في هذه المناطق.
الخيارات ليست كثيرة بالنسبة للجيش الصهيوني، ولكن يبدو بأن نتنياهو يُصر على هذه العملية العسكرية، وهذا الأمر يرتبط ببقاء حكومته في الحكم، ويحاول تحقيق شيء يمكن أن يقوي موقف حكومته في التحقيقات التي يمكن أن تكون في مسألة 7 تشرين الأأول/ أكتوبر وتداعياتها على الكيان الصهيوني سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
كيف ترى مستقبل عمليات قوات الاحتلال في قطاع غزة، وهل نشهد انتهاء لها قريبا؟
حقيقة مسألة العمليات العسكرية، أنت تعرف بأنه التكلفة كبيرة جدا، يعني عندما تتكلم كتائب القسام عن تدمير ما يقارب 1108 آلية، إذن هذا رقم كبير جدا، فنحن نتكلم عن ثلاثة فرق مدرعة تقريبا أُخرجت من العمل العسكري في القطاع خلال هذه المعركة.
وبالتالي التكلفة كبيرة، ولا يتناسب أداء قوات الجيش الصهيوني مع القدرات العسكرية التي يمتلكها هذا الجيش، ولا تتناسب مع القدرات التدميرية بحيث تم تدمير القطاع بشكل كامل، ومع ذلك الخسائر كبيرة في الضباط والخسائر كبيرة في الجنود، وأيضا الخسائر كبيرة جدا في القوات المدرعة والقوات الآلية.
وهذا يعني بأن فصائل المقاومة لا زالت قادرة على أن تواجه هذه الآلة على الرغم من قلة الامكانيات وعلى الرغم من الطاقة التدميرية الكبيرة، ولكن لا زالت فصائل المقاومة قادرة على المواجهة، فلذلك أنا أعتقد بأن حماس لا تسعى للحسم عسكريا من خلال حرب العصابات، وإنما تسعى إلى الحسم سياسيا من خلال ارتفاع فاتورة الخسائر للجيش الصهيوني، والأمر الأخر من خلال الضغط الذي يُمارس الآن دوليا وعالميا على الولايات المتحدة الأمريكية وعلى الكيان الصهيوني بسبب الجرائم التي اقترفها بالنسبة للمدنيين.
يُضاف إلى هذا أن الوضع الاقتصادي ليس جيدا بالنسبة للكيان الصهيوني، وبدأ يضغط بشكل كبير جدا.
أخيرا فيما يخص استمرار العملية العسكرية بشكل كامل في قطاع غزة هل سيتحدد من خلال عملية رفح أم عوامل أخرى؟
نعم، لا شك بأن ارتفاع فاتورة الخسائر يمكن أن تحدد من خلال العملية العسكرية، ولكن بشكل عام إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق على تبادل الأسرى سيتم الذهاب إلى رفح، وإذا تم الذهاب إلى رفح ولم يتم التوصل إلى الأسرى ولا التوصل إلى قيادات عسكرية أو سياسية للفصائل عندئذ سيُجبر الاحتلال على الذهاب إلى صفقة تبادل الأسرى من جديد بتقديم تنازلات وبضغوطات داخلية وخارجية، لأنه لم يبق له مبرر على استمرار العملية العسكرية، على اعتبار أن العملية انتهت في جميع المناطق تم الدخول فيها، ولم يتم الوصول إلى الأسرى، أو إلى قيادات في المقاومة، إذن يكون هنا لا توجد حاجة إلى استمرار العملية العسكرية، حيث أصبحت مبررات العملية العسكرية غير قائمة، لم يتم تحقيق أهداف العملية العسكرية، وبالتالي سيُجبر على الذهاب إلى التفاوض.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات الاحتلال رفح العدوان غزة الأهداف فلسطين غزة الاحتلال رفح العدوان المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لم یتم التوصل إلى العملیة العسکریة الکیان الصهیونی هذه العملیة هذه المنطقة فی قطاع غزة إلى الأسرى الذهاب إلى إلى رفح من خلال یمکن أن فی هذه فی رفح إذا لم
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى الجيش الروسي إلى 772 ألفا و280 جنديا منذ بدء العملية العسكرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن الجيش الأوكراني اليوم /السبت/ ارتفاع عدد قتلى الجنود الروس إلى 772 ألفا و280 جنديا، وذلك منذ بدء العملية العسكرية الروسية.
وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية - حسبما ذكرت وكالة أنباء "يوكرين فورم" - أن الجيش الروسي خسر خلال الساعات الـ24 الماضية، 1860 جنديا ما بين قتيل وجريح.
وبحسب هيئة الأركان الأوكرانية، فقدت روسيا أيضا منذ بدء العملية العسكرية "9 آلاف و594 دبابة و19 ألفا و841 مركبة مدرعة و21 ألفا و252 من النظم المدفعية و1256 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق و1027 من أنظمة الدفاع الجوي و2947 من صواريخ كروز و369 طائرة مقاتلة و329 مروحية و28 سفينة حربية، فضلًا عن 3 آلاف و662 من المعدات الخاصة وغواصة واحدة و31 ألفا و891 من المركبات وخزانات الوقود و20 ألفا و685 طائرة بدون طيار".