خيري بشارة: المنصات تقضي على سحر الشاشة الفضية
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
أقيم ظهر اليوم، السبت، "مستر كلاس للمخرج خيري بشارة"، ضمن فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته الثالثة عشرة، بحضور السيناريست سيد فؤاد رئيس ومؤسس المهرجان، والنجم محمود حميدة رئيس شرف المهرجان، والمخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان، وإدارة الناقد الفني عصام زكريا.
وفي بداية اللقاء قال الناقد عصام زكريا، "إن هناك العديد من الشباب الذين يريدون أن يتعلموا من هذه المهنة، ولذلك اليوم في تكريم وماستر كلاس للمخرج خيري بشارة، نريد أن نعلم كيفية صناعة الفيلم بناء على تجارب وخبرة خيري بشارة".
وأضاف "زكريا"، أنه "لابد للمخرج أن يكون على دراية بكافة العناصر الفنية، ودارسا جيدا للكاميرا والتصوير والديكور، والرؤية بشكل عام، ولابد أن تكون كل هذه الأدوات والآليات لها علاقة بالذات وتنمية الذات، وهذه معادلة صعبة كيف يستطيع المخرج المبتدئ أن يحقق تلك المعادلة".
وأوضح رئيس مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، أن "كل المصادر حاليا متاحة أكثر من خلال الإنترنت سواء كانت روايات أو تاريخ السينما أو أنواع الموسيقى والمعرفة، لكن هناك تعجلا في دراسة هذه الفنون والمعرفة، ولا أريد أن أقول إن هناك سطحية في دراسة تلك الفنون".
من جانبه وفي بداية حديثه قال المخرج خيري بشارة: "إن المخرج بشكل عام هو رؤية للعالم، واليوم لو تحدثنا عن السينما فأنا لدي رؤية واضحة عنها، ومن الممكن أن أحب أفلاما ليست شبهي أو شبه المخرجين الآخرين، وهذا ما يجعلني أقول هناك مخرج شاطر لديه رؤية فنية ومخرج ذكي، وأنا مع كل المخرجين الذين لديهم رؤية واضحة، بعيدا عن الخيال المجرد من الواقعية".
واضاف "بشارة": "أنا أعتبر أن السينما ليست شيئا واحدا، وليست تجارية بمعناها السيئ، ولكن بمعناها الشعبي". مشيرا إلى أن "السينما ولدت في المقاهي ووسط الناس العادية، ومثل ما أحب السينما الخاصة التي أنجبت مخرجين كبار، أنا أيضا أحب السينما التي تعكس الواقع سواء حاليا أو قديما، وأعتقد أن نشأة المخرج عموما تعود إلى دور ورؤية الممثل في العرض المسرحي، ومن الممكن لكاتب السيناريو إلغاء السيناريو، والمخرج عاطف الطيب كانت أفلامه تحمل هوية ولم تعبر عن رؤيته الخاصة".
وأشار "بشارة" إلى أن "سينما المؤلف التي يتم تداولها بأن من يكتب سيناريو لابد أن يكون مؤلف العمل هذا غير حقيقي، ولكن السيناريست شخص لديه رؤية خاصة بالرواية، وأساس الإخراج أيضا ليس فقط الحرفية ولكنها الرؤية والخبرة، وأنا عملت كمساعد مخرج في بداياتي مع المخرج عباس كامل وبدأت أرى أن هناك صراعا خفيا يتجلّى في أول تجربة لي ولكنني بعد ذلك أصبحت مدللا ومفضلا لدى المخرج عباس كامل".
وعن تكريمه في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، قال خيري بشارة: "تكريمي في مهرجان الأقصر هو احتفاء بجيل كامل، وأرى أن كل عصر يكون فيه إيجابياته وله رموزه الناجحة"، ونصح "بشارة" المخرجين الشباب قائلا: "أنت كمخرج لم تكتشف نفسك وتحب نفسك لن تكون مخرجا جيدا". لافتا إلى أن اختيار السيناريو ليس بالضرورة أن يعكس انحيازاتك، ولابد أن يكون للمخرج رؤية وملاحظة. مشددا على أنه "من الأشياء السيئة أن يرى المخرج بأنه يتخيل العمل كاملا أو يقوم بتطبيق الفكرة التي تم تأليفها بالكامل، لأنه لابد أن يعمل وفقا لمتطلبات الواقع، والخيال لا يمكن أن يبنى على متجردات، ولابد أن يكون هناك أساس وواقع ولابد أن يكون هناك قوة ملاحظة".
وتابع "بشارة" أن "صورة الذات تعكس أهواء وانحيازات خاصة للمخرج، وأنت لن تستطيع أن تكون مخرجا جيدا بدون اكتشافك لنفسك، وعن انحيازاتك، وأرى أن هناك مخرجا ينحاز للفقراء، وهناك مخرج يحتقر الفقراء، وهناك من يشعر بمعاناة الآخر، لذلك الرأسمالية في صناعة السينما فكرة بشعة وغير إنسانية".
وتساءل الناقد عصام زكريا، عن كيفية إيجاد شباب المخرجين عن مصادر تفيد عملهم في الصناعة، ليرد عليه "بشارة"، بأن "هناك مصادر من الأفلام نفسها لأن هناك من يقوم بتطوير نفسه من خلال مشاهدة الأفلام، وهناك أيضا الإطلاع والثقافة في جميع أنواع الفنون، ولا يمكن للمخرج أن يكون جاهلا عن باقي أنواع الفنانين". واستطرد: "أكون مخرجا جاهلا عندما لا أشاهد أفلاما، ولا أعلم ما هي العملية الإنتاجية، ولا أعلم فن المسرح ولا أعلم ما هي الدراما، وكلها مصادر مهمة لأنه لابد للمخرج أن يكون ملما بها ومثقفا".
وأوضح "بشارة": "أرى بشكل عام أن السينما ظاهرة اجتماعية عبارة عن أشخاص لا يعرفون بعضهم لكن يجلسون بجوار بعضهم، ويتوحدون على مشاهدة عمل واحد، وهذه ظاهرة من جوهر اختراع السينما، لذلك السينما كانت أهم ظاهرة اجتماعية تجعل منها سحرا خاص، بينما حاليا ونحن في عصر المنصات أين سحر السينما؟ بل أوشك أن يضيع سحرها عندما أصبحنا نشاهد السينما بشكل سريع كل شخص بمفرده دون الالتفات إلى الاجتماع على شيء واحد وتوحيد الثقافة".
واختتم خيري بشارة، موضحا: "المعرفة بالنسبة لي وإلهامي كان من الأدب، ومن أكثر أنواع الأدبيات الذي أثرت بداخلي هو الأدب الروسي، وأهم شيء أحب أن أركز فيه هو رؤية المخرج ودرايته بالمجتمع الذي يعيش فيه والوحي في مشاركة الصناعة من خلال الخيال المرتبط بالواقع."
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية سيد فؤاد محمود حميدة عصام زكريا مهرجان الإسماعيلية خيري بشارة لابد أن یکون خیری بشارة ولابد أن
إقرأ أيضاً:
الحكومة الأسترالية تعتزم حظر وسائل التواصل الاجتماعي لمن دون السادسة عشرة
أعلن رئيس الوزراء الأسترالي الخميس عزمه على منع الأطفال دون سن 16 عاما من استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، وهي خطوة تضيّق الخناق على الشركات التكنولوجية الكبرى التي تُنتَقَد لعدم توفيرها حماية كافية للمستخدمين الصغار.
وقال رئيس الحكومة أنتوني ألبانيز للصحافيين “إنه إجراء للأمهات والآباء. فالشبكات الاجتماعية تضرّ كثيرا بالأطفال، وقررّت وضع حد لذلك”.
وكان ألبانيز أعلن خلال أيلول/سبتمبر عن مشروع في هذا الاتجاه، لكن لم يحدد حينها حدّا أدنى للسنّ.
وأوضح زعيم حزب العمال أنّ الإجراء سيُعرَض على قادة الولايات والأقاليم الأسترالية هذا الأسبوع، قبل رفعه إلى البرلمان في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.
وشدد على أن مسؤولية التأكد من أن المستخدمين في السنّ المسموح بها ستقع على شركات التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي، تحت طائلة توقيع غرامات عليها، بدلا من أن تكون هذه المسؤولية على عاتق الأهل الذين “يشعرون بقلق كبير على سلامة أطفالهم عبر الإنترنت”.
وأوضح أن “المسؤولية لن تقع على كاهل الآباء أو الشباب ولن تُفرَض عقوبات على المستخدمين”.
وحظي اقتراح سابق باعتماد حدّ أدنى للسن في موضوع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بدعم واسع من المسؤولين السياسيين في أستراليا.
وستُعطى المنصات فترة سنة واحدة لتتحضّر لبدء التطبيق.
وأكدت شركة “ميتا” (انستغرام وفيسبوك)، أنها ستطبق “أي قيود مرتبطة بالسنّ” ترغب الحكومة الأسترالية في فرضها.
لكنّ المسؤولة عن الاستخدام الآمن لدى “ميتا” أنتيغون ديفيس أشارت إلى أنّ على أستراليا أن تفكّر مليا في كيفية تنفيذ هذه القيود.
وأوضح ألبانيز أنّ خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي عرضت محتويات غير لائقة للأطفال والمراهقين.
وقال “تظهر أمور على هاتفي لا أرغب في مشاهدتها. تخيّلوا أن تظهر لطفل يبلغ 14 عاما”.
وأضاف انّ “الشابات يشاهدن صورا لأنواع معينة من الأجسام، وهو ما يؤثّر عليهنّ”.
وقد شكك عدد من الخبراء في الجدوى التقنية لإجراء مماثل.
“لم تتصرف بالمستوى المُتوقَّع”وقال الباحث في جامعة ملبورن توبي موراي “نعلم أنّ الأساليب الحالية للتحقق من العمر لا يمكن الوثوق بها ومن السهل جدا التحايل عليها، وتشكل مخاطر على خصوصية المستخدمين”.
وفي أيلول/سبتمبر، أحالت حكومة كانبيرا على البرلمان مشروع قانون يهدف إلى مكافحة المعلومات المضللة.
ويشير النص خصوصا إلى فرض غرامات على الشركات التكنولوجية الكبرى تصل إلى 5% من إيراداتها السنوية، في حال عدم امتثالها لالتزاماتها في مجال مكافحة المعلومات المضللة.
وتخوض منصة “اكس” للتواصل الاجتماعي المملوكة لإيلون ماسك، معركة قانونية مع هيئة تنظيم الإنترنت الأسترالية بشأن إشرافها على المنشورات العنيفة.
من جهتها، اعتبرت وزيرة الاتصالات ميشيل رولاند أن تحديد سنّ دنيا لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي من الإجراءات الأكثر تقدما على مستوى العالم، قائلة إن المنصات “لم تتصرف بالمستوى المُتوقَّع”.
وقالت خلال مؤتمر صحافي الأربعاء “تم إبلاغ شركات التواصل الاجتماعي” بالإجراء وسيتم فرض غرامات مالية عليها في حال عدم الوفاء بالتزاماتها.
وقرر عدد كبير من البلدان والأقاليم فرض حد أدنى للسنّ على الشبكات الاجتماعية.
في ولاية فلوريدا الأميركية، من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في كانون الثاني/يناير المقبل قانون يمنع فتح حساب في مواقع التواصل لمن تقل أعمارهم عن 14 عاما. وأصدرت إسبانيا قانونا في حزيران/يونيو يحظر استخدام الأطفال دون سن 16 عاما وسائل التواصل.
لكن في هاتين الحالتين، لم يتم بعد تحديد طريقة للتحقق من العمر في المنصات.
وفي فرنسا، لم يدخل حيّز التنفيذ بعد قانون أُقرّ عام 2023 وينص على السماح باستخدام “غالبية المنصات الرقمية” لمَن تبدأ أعمارهم من 15 سنة، في انتظار رد من المفوضية الأوروبية بشأن تماشيه مع القانون الأوروبي. وقد تحدث الرئيس إيمانويل ماكرون عن حظر الهواتف للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 11 عاما.
وتطلب الصين التي تفرض منذ العام 2021 قيودا على استخدام القاصرين وسائل التواصل الاجتماعي، عرض وثيقة رسمية تعرّف عن المستخدم كبطاقة الهوية مثلا. ولا يمكن لمن تقل أعمارهم عن 14 عاما قضاء أكثر من 40 دقيقة يوميا على “دويين”، وهي النسخة الصينية من تيك توك، كما أن وقت اللعب عبر الإنترنت للأطفال والمراهقين محدود.
المصدر أ ف ب الوسومأستراليا التواصل الاجتماعي