لم تكن محنة تعاطي المخدرات في يوم من الأيام للمتعاطي وحده، ولكنها لأسرته أيضا، ولهذه المحنة الكثير من الخبايا التي يمكن من خلالها فهم الكثير من التفاصيل وتقودنا لفهم التحولات التي تحدث للمدمن في البدايات، وكذلك من سرد قصص المدمنين عبر أسرهم لأخذ العبر وبناء وعي مجتمعي. فالكثير من قصص المدمنين تلتقي في نقاط متشابهة قبل أن تصل إلى نهايات مؤلمة جدا.

«عمان» عبر سرد هذه القصص الواقعية تحاول بناء وعي مجتمعي، وهو وعي يمكن أن يشكل حصانة أسرية تحمي الأبناء من الوقوع في براثن الإدمان؛ لذلك قررت 3 نساء منحنا قصصهن الحقيقية والتحدث بصوت عالٍ وتجاوز حاجز الخوف من المجتمع.

الابن غالٍ

القصة الأولى التي نقتفي تفاصيلها تتحدث فيها «أم أنور» التي اكتفت بكنيتها دون اسمها الصريح.. وأم أنور فقدت ابنها بعد قصة مؤلمة، إلا أنها تقول «إن القصة علمتها المعنى الحقيقي للصبر والحب والتوازن والكثير من الخصال الطيبة».

تقول «أم أنور»: الإنسان لا ينمو إذا لم يتألم.

تقترب «أم أنور» من تفاصيل قصتها فتقول: نشأ في عائلتين مترابطتين اجتماعيا، كما أن تحصيل ابني الدراسي كان متميزا وكان من الأوائل، إضافة إلى أنه كان مرحا وذكيا وقريبا من القلب ومحبوبا من الجميع، وعطوفا ويحب مساعدة الآخرين.. هنا تغير صوت «أم أنور» قبل أن تعود للقول: لاحقا تعلمتُ أنها أحد عيوب ابني الذي لم يتعلم أن يقول كلمة «لا»، كما أن ابني كان يحب المغامرة والتجربة سواء في لبسه أو أكله أو لعبه، وحب التجربة هو أحد الأسباب الرئيسية التي جرّته إلى مستنقع الإدمان!

تواصل «أم أنور» سرد قصة ابنها الذي راح ضحية الإدمان: بالنسبة لحياتنا الأسرية كنا أنا ووالده موظفين مثل معظم الأسر لتوفير الحياة الكريمة لأبنائنا، والدخل المادي للأسرة كان جيدا جدا، وكانت أولويات الأولاد وتدريسهم على عاتقي، بسبب ظروف عمل والدهم، حيث كان كثير السفر وكانت إجازاته قليلة، وكان بعيدا عن الأبناء لا يعرف الكثير عن تطلعاتهم ودراستهم ومشاكلهم، وكان ابني يتذمر لعدم وجود والده، ويتوق إلى مصاحبته في رحلاته ومشاويره، فأضفت مسؤوليات الأبناء إلى مسؤوليتي لتلبية احتياجاتهم المنزلية والاجتماعية، وعند بلوغ ابني صف الحادي عشر بدأ تذمره يزيد لعدم وجود والده الدائم، ليتمكن من الخروج معه مثل أقرانه، وتحميلي اللوم على ذلك، رغم محاولتي ملء الفراغات التي تركها غياب الأب، إلا أن النتيجة كانت مزيدا من المشاحنات بيني وبين زوجي لعدم وجوده كثيرا، وزاد تركيزي على ابني مع وصوله للصف الثاني عشر ليتسنى له الحصول على مجموع يمكنه من الحصول على بعثة دراسية، ولاحظت أن مستواه الدراسي في انخفاض من خلال السؤال عنه في المدرسة، وبدأت فترات جلوسه معنا في البيت تقل، وزيادة خروجه مع الأصدقاء بحجة الدراسة معهم، ومع الأسف فإن التعاطي يبدأ عند الشباب في السنوات الأخيرة من سن المدرسة.

ورغم غياب الأب، إلا أن «أم أنور» كانت لا تتحرج من الذهاب إلى مدرسة ابنها للسؤال عن مستواه الدراسي، وأوضحت أنها كانت تتحدث مع المعلمين، ومع الأخصائي الاجتماعي في المدرسة ولكنه للأسف، لم يكن قادرا لأسباب كثيرة على قراءة المتغيرات التي تحدث مع الطلبة في المدرسة، واعتقد من الأهمية بمكان أن تعزز وزارة التربية والتعليم دور الأخصائي الاجتماعي وتمكنّه وتطوّر مهاراته ليستطيع التعامل بشكل أكبر مع مختلف الفئات، فقد كان رد الأخصائي الاجتماعي في المدرسة «أحنا نشوف من ونخلي من؟!». تقول «أم أنور»: لم أحسن قراءة كل المتغيرات التي كانت تظهر على ابني نظرا لأننا لم نمر بمثل هذه التجربة المريرة، مع غياب الوعي حول قراءة مثل هذه السلوكيات، وبعد سنوات مع الأسف اكتشفنا أن ابني بدأ التعاطي خلال السنوات الأخيرة من المدرسة.

وتسرد «أم أنور» بقية التفاصيل فتقول: أنهى ابني الدبلوم العام والتحق ببعثة داخلية بعدما كنت بجانبه خطوة بخطوة خلال سنة الدبلوم العام، وكانت البعثة الدراسية في منطقة غير منطقتنا، وطلب من والده مرافقته لاختيار السكن المناسب له، إلا أن والده رفض وفضّل أن يعتمد ابنه على نفسه، وسكن ابني مع أصدقائه الثلاثة الذين رافقهم منذ الصغر، إذ تم قبولهم جميعا في البعثة نفسها، اثنان منهم للدراسة على حسابهما. وقد أرهقتنا مصاريفه كثيرا أثناء الدراسة بحجة السكن والوقود والاحتياجات الأخرى، ورغم أن مدة الدراسة الطبيعية كانت 4 سنوات، إلا أنها امتدت إلى 6 سنوات قضّاها في اللعب والنوم، ووصل الأمر إلى أن يتم توقيفه في بعض الامتحانات، ويقوم بتغيير التخصص، ما أدى إلى تعثره في كل فصل تقريبا، ورغم وضوح كل المعطيات، إلا أننا ولغياب الوعي لم نكن مدركين أن ابني يتعاطى؛ لأن مثل هذه التجربة لم تمر علينا، وكنت متيقنة أن شيئا ما يحدث، إلا أنني لم أستطع معرفته، وقد قمنا بزيارة ابني في سكنه عدة مرات ولم ألاحظ أي شيء غير طبيعي، إذ أن المدمن مراوغ ذكي، وهذه الأمور أرهقتنا ماديا وجسديا، وبعد سنوات قرر ابني أن يترك الدراسة ويعود إلى البيت وقام بالتوقيع على أوراق تنازله عن البعثة الدراسية.

وأضافت: عندما عاد إلى البيت زادت طلعاته وسهراته، وحاولنا إقناعه بالعودة إلى الدراسة، وبالفعل عاد إلى الدراسة ولكن على حسابه، واضطررنا إلى دفع مبالغ كبيرة، وبقي نحو عام ونصف فقط، وعاد إلى البيت مرة أخرى ولسهراته في الخارج، كنت قلقة عليه كثيرا لدرجة أنني لا أستطيع النوم، إلا عندما يعود إلى البيت، وعرفت لاحقا بمرض الإدمان المصاحب للأسر ويحدث لأحد أفراد الأسرة، كالأم من القلق والخوف على أبنائنا نتيجة وجودهم خارج البيت ليلا، وبدأت حالة ابني تزداد سواء مع قلة النوم والأكل، وكلما ازداد ابني سوءا زادني أيضا سوءا، وقضيت أوقاتا طويلة في البكاء والدعاء والصلاة، وكل تفكيري ابني، وكيفية إصلاح وضعه وعودة ذلك الابن الذي أعرفه .. وتضيف «أم أنور»: كان ابني يعاني ويحاول أن يتوقف عن التعاطي لكنه لم يستطع طلب المساعدة، وزاد الوضع سوءا في البيت مع سؤال المحبين عن وضع ابني وتركه للبعثة الدراسية؟ ما جعلني أصبح انطوائية وأقلل مشاركاتي مجتمعيا، وأصبحت مراوغة مثل ابني وهي من أعراض الإدمان المصاحب للأسر للتغطية على أخطاء ابني التي لا أستطيع التحدث عنها أمام الناس وحتى أمام أقاربي.

وأوضحت «أن الأمر وصل بابني إلى مد يده على محافظ إخوانه ومحفظتي عندما أرفض إعطاءه المال، وقد اكتشفت أن ابني مدمن بعدما تلقيت اتصالا من والدة أحد أصدقائه الذين يقضي معهم ابني الكثير من الوقت في بيتهم مع مجموعة من الأصدقاء، بإلقاء القبض على ابنها بتهمة التعاطي، وأخبرتني أن أبناءنا مدمنو مخدرات، ونزل هذا الخبر علينا كصاعقة، ثم واجهنا أنا وزوجي ابننا الذي لم ينكر التعاطي، بل أخذ يبكي وأكد لنا محاولاته التوقف عن المخدرات وخوفه من مواجهتنا، وعلى ضوء ذلك تواصلت مع إحدى الأمهات التي أخذت ولدها للعلاج في دولة خليجية، إلا أن ابني فضل العلاج في سلطنة عمان، وتم أخذه لإحدى العيادات التي وصفت له بعض الأدوية لإخراج السموم، وهذا ليس العلاج الصحيح لعلاج الإدمان، موضحة: حاولنا احتواءه بكل الطرق بمراقبته وتفتيش أغراضه، مما جعلني دائمة القلق، ومع الأسف هذه الجهود لم تحصد أي نتيجة تذكر، وذلك لأن معظم الأسر ليست لديها معرفة بآليات التعامل مع مثل هذه الحالات، وهي توعية يجب أن تشمل مختلف الأسر مجتمعيا لتعزيز التعامل الصحيح مع حالات الإدمان.

واكتشفت «أم أنور» بعد ذهاب ابنها لأداء صلاة العيد مع والده وقيامها بتفتيش غرفته، قطعة صغيرة في محفظة ابنها عبارة عن مخدرات، وكانت تلك المرة الأولى التي ترى فيها «أم أنور» المخدرات.. وواجهته بالدليل، وفي هذه المواجهة عبّر عن رغبته في العلاج بمستشفى المسرة والمكوث في بيوت التعافي، وتم حجز موعد له في مستشفى المسرة بعد أسبوعين، وخلال هذه المدة للأسف كان لا يزال يتعاطى، من ثم دخل المستشفى، وبعدها دخل بيوت التعافي لمدة 9 أشهر، وفي بيوت التعافي تعلمت أن الإدمان مرض انتكاسي، والانتكاسة واردة.

ولكن بعد التأهيل يتعلم المدمن كيف يتعامل مع الانتكاسة، وهذا ما حصل مع ابني عند الانتكاسة طلب المساعدة بنفسه وذهب إلى المصحة وتحمل جزءا من التكلفة بنفسه واستمر في التعافي مع الزمالة، ولكن تكلفة المصحات الخاصة باهظة الثمن وليست في متناول الجميع، والمركز الوحيد لبيوت التعافي التابع للحكومة للأسف طاقته الاستيعابية قليلة، وقد تعافى ابني لمدة 3 سنوات، أكمل فيها دراسته وحصل على وظيفة، وبقي مستمرا في برنامجه مع بيوت التعافي المكون من 12 خطوة، وحضور الاجتماعات مع المتعافين، -ولله الحمد- تغيرت سلوكياته للأفضل، وبعد التعافي استطعت أن أشرح لأفراد العائلة الكبار وأصدقائه وضع ابني السابق، وللأسف انتكس بعد نحو عام ونصف من الوظيفة، لكنه عاد مرة أخرى للعلاج في إحدى المصحات الخاصة، وعاد لوظيفته واستمرت حياته للأفضل لسنوات، ويمكن أن أصف هذه الفترة بأسعد أيام حياتي مع ابني.

واستطردت قائلة: وفي يوم من الأيام كان فيها ابني برفقة أعمامه وأخواله وأبنائهم في رحلة استجمام مع والده وشقيقه الأصغر الذي يدرس في الخارج، أصر ابني على العودة إلى البيت مع شقيقه الأصغر، بينما عاد والده في اليوم التالي، وجلس معنا تلك الليلة ولعب مع أبناء أخته، وكان طبيعيا، وخرج لشراء العشاء وعاد إلى البيت في حدود الساعة العاشرة، ولأنه كان في فترة الخطوبة أخذنا الحديث عن الإعداد للزواج، وبعد منتصف الليل، قال لي: «تصبحين على خير أمي ـ أعرف أن الكل يحبني-» ثم قبّل رأسي وذهب إلى غرفته، وتلك كانت آخر مرة أراه فيها حيا، إذ في صباح اليوم التالي لم أره على مائدة الإفطار، إذ كان ينهض من نومه في الساعة التاسعة صباحا، واعتقدت أنه مرهق ويريد أن يرتاح قبل الدوام، وعندما طرقت باب غرفته ظهرا لم يجب وكان الباب مقفلا، واتصلت به على هاتفه وكان الهاتف يرن دون مجيب، وفي تلك اللحظة وصل والده وكسر الباب وكان على سريره مفارقا للحياة، سألت والده -ما إذا كان قد حدث شيء أثناء الرحلة؟- وأقرب أصدقائه وشباب العائلة وشقيقه، الذين أكدوا أنه كان في أحسن أحواله، علمت من شقيقه أن آخر رقم متصل بابني هو لأحد أصدقائه المتعاطين وهو مازال نشطا.

وقالت «أم أنور»: الأمر الذي ساعدني لفهم الإدمان وطبيعة المدمن، والتعامل مع سلوكيات المدن وتحسينها بشكل أفضل هو حضور الاجتماعات التي كانت تعملها بيوت التعافي للأسر والانتظام في حضورها، إضافة إلى حضور لقاءات الأسر التي تعاني من مشكلة مشتركة وهي وجود عزيز مدمن في حياتها وتأثرت بإدمانه.

الإيمان والأمل

القصة الثانية لـ«أم عادل» التي تقول: لاحظت بعد مضي 4 سنوات من زواج ابني -دون أن يرزق بأطفال- بعض التغيرات غير الطبيعية في سلوكه، ورغم سؤال زوجته عنه، إلا أنها أكدت أنه بخير، ولكن الحقيقة لم يكن ابني على طبيعته التي عهدتها عليه، وفي أحد الأيام أثناء ذهابه للعمل، أحسست أن أمرا ما وقع لابني، ولم يصل إلى مقر عمله، وفي المساء جاء إخوته من أبيه ليخبروني أن ابني تم القبض عليه لتعاطيه المخدرات، وقضى بعدها شهرا في السجن، وبعد خروجه تجمع إخوته لتقديم النصح له بعدم العودة إلى طريق المخدرات.

وأضافت: تم إدخال ابني إلى مستشفى المسرة لتلقي العلاج، إلا أنه لم يمكث إلا يوما واحدا، ومن ثم تم تسفيره للعلاج في جمهورية مصر العربية، إلا أنه انتكس عند عودته منها، وتلقى كذلك العلاج في مملكة البحرين وتكرر الانتكاس مرة أخرى، وعدنا إلى مستشفى المسرة مرة أخرى لكنه لم يبق أكثر من يوم واحد حتى يعود إلى المنزل في اليوم الثاني، مضيفة: في أحد أيام شهر رمضان المبارك، اكتشفنا تعاطيه جرعة زائدة من المخدرات، وقمنا على إثرها أنا وزوجته بحمله إلى مستشفى المسرة، وطوال الطريق وأنا اتحسّسه هل هو على قيد الحياة؟ فقدموا له في المستشفى الإسعافات الأولية ثم تم نقله إلى المستشفى السلطاني وتم إيواؤه بغرفة العناية المركزة، وكنت متمسكة برحمة الله والرضا بأقداره، ولم أعلم حينها أن هذه اللحظة هي محطة تغيير لابني، مضيفة: قام الأطباء والأطقم الطبية في المستشفى بإنعاش ابني، ولله الحمد أفاق، وعندما علم إخوته بما حدث تخلوا عنه، وتخلى عني الأهل لأن ابني مدمن، واتهموني باطلا بأني أم لم تعرف تربية أبنائها، ولكن كل هذا لم أعره اهتماما، بل صببتُ تركيزي على تربية أبنائي، وتعافي ابني من التعاطي، لذلك أمرت ابني بالمكوث في جمهورية مصر العربية عاما كاملا لتلقي العلاج، وتحملت أنا عنه دفع أقساط سيارته وجمعيته رغم أن راتبي لا يتعدى 300 ريال عماني.

واستطردت قائلة: لم أكن أعرف عن الإدمان شيئا وكنت أعاني معاناة شديدة ولم أعرف الراحة عندما يتأخر ابني في العودة إلى المنزل، بل ابحث عنه ليلا في الطرقات، وأتفاجأ بالعثور عليه وهو نائم في مركبته والسيارة في وضع التشغيل، ولله الحمد، خرج ابني من نفق الإدمان إلى التعافي وأصبح أبا، وأتمنى من هذا المنبر تعزيز الوعي في المدارس والمجتمع للحد من وقوع أبنائنا في براثن المخدرات، وتزويد كل أسرة بكيفية التعامل مع الإدمان، إذ لا تزال بعض البيوت لديها مدمن دون أن تعرف كيف تتعامل مع مثل هذه الحالات.

كفاح الأمهات

القصة الثالثة، لـ«أم معاذ» التي تقول: قبل أن أسرد لكم وقوع أحد أبنائي ضحية آفة المخدرات، فقد كان ابني مجتهدا وذكيا في المدرسة حتى الصف الثامن، إذ تم تكريمه من قبل إدارة المدرسة بشهادات تقدير وتكريمه في الطابور المدرسي، كما أنه الابن المدلل والمحبوب من قبل والده، وكان حافظا للقرآن الكريم ومرتلا وصوته جميل، وكلما أنهى الامتحانات، كان يطلب من والده اصطحابه معه إلى صلالة كون الأب يعمل في محافظة ظفار.وتقول «أم معاذ»: بدأ مستواه الدراسي بالتراجع في الصف التاسع بعد زواج والده، إذ لم يعد الأب يسأل عنه مثلما كان يفعل من قبل، وعندما يتم استدعاء والده من قبل المدرسة يقوم الأخير بتأنيب ابنه أمام زملائه والأساتذة، وينهال عليه بالضرب عندما يعود الابن إلى البيت، ويصل الأمر في بعض الحالات إلى أن يقوم الأب بطرد ابنه من البيت، مما أدى بالابن إلى العناد، ونتيجة لذلك قام الأب بنقل ابنه إلى مدرسة أخرى بعيدة عن المنطقة التي نسكن فيها مع عدم توفر حافلات مدرسية كون منطقتنا لا تشملها الحافلات المدرسية، واقترح الأب أن أقوم أنا بتوصيله في الصباح على أن يقوم هو بجلبه من المدرسة، وكوننا نعمل في مؤسستين مختلفتين، استمر الوضع بأن أقوم بإيصاله للمدرسة صباحا، فيما يعود الابن مشيا على الأقدام من المدرسة، ما أدى به إلى الإرهاق وعدم مقدرته على المذاكرة ومراجعة الدروس، وفي ضوء هذا ونتيجة لمشكلة ما، دخل سجن الأحداث وهو قاصر، وعندما أذهب لزيارته يبكي كثيرا ويطلب مني أن أخرجه، ولكن ما باليد حيلة رغم ألمي، وقد أكمل الصف التاسع هناك، وقضى مدة محكوميته وخرج، وتعلم من هذه التجربة إصلاح المركبات والدراجات وتطورت مهاراته في هذا المجال، إلا أنه عندما خرج رفض إكمال دراسته، وامتهن إصلاح الدراجات النارية لأصدقائه مقابل أسعار رمزية، واشترى لمرتين دراجة نارية، إلا أن والده قام ببيعها دون أن يعطيه ثمنها، ما أدى إلى مشادات بينهما وقام والده بطرده من البيت، ونظرا لانشغال الأب ببيته الثاني، وقع على عاتقي البحث عن ابني الذي يغيب لأيام عديدة عن المنزل، وما يلبث أن يعود إلى البيت حتى يقوم والده بطرده مرة أخرى، ووسط هذه الدوامة تعرض ابني للطرد من البيت مرات عديدة حتى أثناء حظر التجوال في جائحة كوفيد-19، وكان ينام في الأنفاق والحدائق، وكان لهذه الأحداث أثر بالغ عليّ كأم. وأضافت: لاح في الأفق أمل بعودة ابني مرة أخرى إلى مقاعد الدراسة لاستكمال الصف العاشر، إلا أن هذا الأفق تحول إلى نفق، سلك ابني من خلاله طريقا مع رفقاء السوء، وعاد إلى تعاطي المخدرات، لنبدأ بعد ذلك في دوامة أخرى لم تنتهِ فصولها بعد حتى مشاركتكم قصتي هذه، لم أستطع اجتثاثه من هذا المستنقع، وما لبث بقاؤه معنا أياما حتى دخل السجن بسبب التعاطي، وعندما يخرج لا يكاد يستقر حتى يعود مرة أخرى إلى الانتكاس وتعاطي المخدرات، ثم يدخل السجن مرة أخرى، وللأسف لم يبادر والده بزيارته في السجن، وعندما يخرج يقطع وعدا بعدم العودة إلى مستنقع التعاطي، وفي إحدى المرات حجزت له موعدا في إحدى المصحات وما إن دخل صباحا حتى عاد إلى البيت في الساعة الخامسة عصرا من ذات اليوم، وطالبت المصحة بعدم السماح له بالخروج، لكنهم أكدوا أنه ليس من صلاحيتهم منعه من الخروج، وعاد ابني إلى انتكاسته وللأسف ابني لا يزال محبوسا حتى مشاركتكم قصتي.

وأشارت «أم معاذ» إلى أن هذه التجربة تسببت لأسرتها بما يسمى الإدمان المصاحب من اكتئاب وأمراض نفسية لا يعلمها إلا الله، إضافة إلى الوحدة القاتمة. تقول: عندما أدخل غرفة ابني وافتح دولابه وأبحث بين أغراضه أبكي بحرقة على الحياة الصعبة لامرأة ترى ابنها يغرق ولا تستطيع مساعدته في العودة إلى الطريق الصحيح.. مشيرة إلى أهمية وجود بيوت للتعافي ومصحات في مختلف محافظات سلطنة عمان لتعزيز العلاج من هذه الآفة التي تحصد أبناءنا في عمر الزهور.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مستشفى المسرة هذه التجربة فی المدرسة العودة إلى الکثیر من مرة أخرى یعود إلى مثل هذه إلا أنه إلا أن ما أدى إلى أن من قبل

إقرأ أيضاً:

ياو أنور يسجل أسرع هدف في تاريخ الدوري المصري الممتاز «فيديو»

أسرع هدف في تاريخ الدوري المصري الممتاز.. وضع التوجولي ياو أنور، لاعب البنك الأهلي، اسمه بين النجوم التاريخيين لبطولة الدوري الممتاز، بعد تسجيله الهدف الأول في شباك المقاولون العرب.

وتمكن ياو أنور من تسجيل هدف البنك الأهلي، في اللقاء المقام حاليا ضد المقاولون العرب على ملعب الأخير، ضمن منافسات الجولة الثامنة والعشرين من بطولة الدوري الممتاز.

وجاء هدف ياو أنور في الثانية 10 من عمر اللقاء، ليصبح أسرع هدف يسجل في الدوري الممتاز على مر التاريخ، وفقا لقناة "أون تايم سبورتس".

من صاحب أسرع هدف في تاريخ الدوري الممتاز؟

وفقا للصفحة الرسمية لقناة "أون تايم سبورتس" فإن ياو أنور هو صاحب أسرع هدف في تاريخ الدوري الممتاز، بعد التسجيل في شباك المقاولون العرب اليوم بعد 10 ثواني فقط.

ووفقا لموقع egyptianfootball، فإن حسام سلامة الشهير بـ"باولو" نجح في إحراز هدف مع فريقه السابق سموحة ضد المصري في نسخة 2016، بعد مرور 11 ثانية.

ويأتي خلف "باولو"، أحمد علي كامل في الثانية 11.32، عندما ارتدى قميص المقاولون العرب وجاء ذلك في شباك الداخلية في نسخة 2019.

مقالات مشابهة

  • "منعه من تعاطي المخدرات تحت البيت".. شقيقة ضحية بلطجي الوراق تكشف تفاصيل الواقعة
  • حزب المصريين الأحرار بمطروح ينظم ندوة حول مبادرة "أمهات تصنع أبطال"
  • ضبط 8 مراكز علاج إدمان غير مرخصة في حملات أمنية
  • «أمهات مصر»: صعوبة امتحان الفيزياء وتباين الآراء حول امتحان التاريخ للثانوية العامة
  • أمهات طلاب الثانوية العامة يترقبون خروج أبنائهم من الامتحان
  • البيت الأبيض والسلام في أوكرانيا
  • طارق نصير يكتب: سفينة النجاة للمصريين
  • ياو أنور يسجل أسرع هدف في تاريخ الدوري المصري الممتاز «فيديو»
  • «خناقة حريمي على رشة مياه».. حكاية مقتل شاب أمام أعين والدته بأوسيم
  • «زي ابني».. أول تعليق على واقعة نزول والدة لاعب حرس الحدود لأرض الملعب