فورين بوليسي: تدمير إسرائيل القطاع الصحي بغزة جريمة حرب
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
يجب على المحكمة الجنائية الدولية محاكمة الإسرائيليين المسؤولين عن تدمير نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة عبر قصف المستشفيات وسيارات الإسعاف ومنع الأدوية واللقاحات والتسبب في أضرار جسيمة للمدنيين.
ذلك ما خلص إليه كل من آني سبارو وهي طبيبة في مناطق الحرب وأستاذ مشارك في كلية إيكان للطب في ماونت سيناي بنيويورك، وكينيث روث وهو أستاذ زائر في كلية برينستون للشؤون العامة والدولية والمدير التنفيذي السابق لقسم الشؤون الإنسانية في منظمة هيومن رايتس ووتش.
وقالت سبارو وروث، في مقال بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية (Foreign Policy) ترجمه "الخليج الجديد"، إنه "بحلول 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قصف الجيش الإسرائيلي 30 من أصل 36 مستشفى في غزة. كما استهدف سيارات الإسعاف وقوافل المساعدات الطبية وطرق الوصول".
وأضافا أنه "حتى 30 يناير/كانون الثاني الماضي، أبلغت منظمة الصحة العالمية عن وقوع 342 هجوما ضد نظام الرعاية الصحية؛ مما خلَّف مئات القتلى والجرحى. وفي هذه المرحلة، كل مستشفى في غزة إما متضرر أو مدمر أو خارج الخدمة بسبب نقص الوقود".
وتابعا أنه "تم إضعاف المستشفيات وسيارات الإسعاف والعيادات التي نجت من القصف من خلال الحصار وعرقلة قوافل المساعدات الإنسانية؛ مما حرم مقدمي الرعاية الصحية ليس فقط من الماء والوقود والكهرباء ولكن أيضا من الإمدادات الطبية الحيوية، مثل الأكسجين والدم والتخدير".
اقرأ أيضاً
دون تخدير أو رعاية صحية.. نازحات غزة يلدن على أرض المخيمات
عواقب أخرى
و"الرقم المذهل، الذي يصل إلى أكثر من 67 ألف جريح في غزة حتى الآن لا يأخذ في الاعتبار عواقب الرعاية الطبية الروتينية التي يُحرم منها السكان المدنيون"، بحسب سبارو وروث.
وأوضحا أنه "من تطعيمات الأطفال إلى علاج السرطان وغسيل الكلى، توقفت الرعاية الطبية الحديثة إلى حد كبير لنحو 2.3 مليون فلسطيني في غزة".
وأردفا أن سكان غزة "يقل متوسط العمر المتوقع لديهم بالفعل بمقدار 10 سنوات عن أولائك الذين يعيشون على بعد أميال قليلة في إسرائيل، ومعدلات إصابة حديثي الولادة والرضع ووفيات الأمهات أعلى بينهم بنحو خمس مرات".
و"المستشفى الوحيدة في غزة التي تقدم العلاج للبالغين والأطفال المصابين بالسرطان، هي المستشفى التركي الفلسطيني"، كما أضافت سبارو وروث.
اقرأ أيضاً
تحقيق: العدوان الإسرائيلي أخرج جميع مستشفيات شمال غزة تقريبا من الخدمة بشهرين
جريمة صارخة
سبارو وروث قالا إنه "في 26 يناير الماضي، أصدرت محكمة العدل الدولية في لاهاي (بهولاندا) حكما أوليا في دعوى جنوب إفريقيا التي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة".
وبيَّنا أن "المحكمة لم تطالب بوقف فوري لإطلاق النار (المستمر منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي)، ولم تحكم فيما إذا كانت إسرائيل ترتكب بالفعل جريمة إبادة جماعية، لكنها أصدرت تعليماتها إلى إسرائيل باتخاذ تدابير مؤقتة لمنع أعمال الإبادة الجماعية".
وتابعا: "لاحظت المحكمة في حكمها "سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، فضلا عن الدمار الهائل للمنازل، والتهجير القسري للغالبية العظمى من السكان، والأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية المدنية".
"لكن الركيزة الأقل شهرة في القضية ضد إسرائيل هي هجومها المنهجي على البنية التحتية الطبية في غزة، إذ استهدفت بشكل متكرر مرافق الرعاية الصحية وسيارات الإسعاف وطرق الوصول، واعتقلت العاملين في مجال الرعاية الصحية، وحاصرت الوقود اللازم للمولدات، وحجبت الإمدادات الطبية والجراحية الحيوية، بهدف تقويض نظام الرعاية الصحية في غزة"، كما استدركت سبارو وروث.
وشددا على أن "تدمير إسرائيل لنظام الرعاية الصحية في غزة لا يشكل فقط جزءا مهما من تهم الإبادة الجماعية، بل هو أيضا جريمة حرب صارخة يجب أن تحاكم عليها المحكمة الجنائية الدولية (في لاهاي)، التي تجري تحقيقا نشطا في جرائم الحرب في فلسطين".
ولفتا إلى أن "التحقيق الذي أجراه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان لم يسفر حتى الآن عن اتهامات جنائية. وبينما يتناول حتما تداعيات الحرب، عليه أن يدرج الاعتداء على نظام الرعاية الصحية ضمن تهم جرائم الحرب".
اقرأ أيضاً
رايتس ووتش تندد بحصار غزة.. والقطاع يدخل مرحلة الانهيار الصحي الكبير
المصدر | آني سبارو وكينيث روث/ فورين بوليسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة إسرائيل الرعاية الصحية جريمة حرب المحكمة الجنائية نظام الرعایة الصحیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
هيئة الصحة تسلط الضوء على مبادرات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية
نظمت هيئة الصحة بدبي بالتعاون مع “روش دياجنوستكس الشرق الأوسط” ورشة عمل، ركزت على استخدام الذكاء الاصطناعي والتكامل التشخيصي في قطاع الرعاية الصحية بدبي، وذلك ضمن سلسة من ورش العمل التي تنظمها الهيئة بالتعاون مع القطاع الطبي الخاص، لمناقشة أحدث التطورات في منصة “نابض”، وأهمية بيانات التصوير الطبي كجزء من التزام دبي بالابتكار في الصحة الرقمية.
وتمكنت منصة “نابض” خلال الفترة الماضية من ربط أكثر من 9.47 مليون سجل طبي للمرضى ودمج أكثر من 1300 منشأة صحية، مع مشاركة 81% من العاملين في القطاع الصحي بدبي في المنصة، التي توفر وصولاً سهلاً إلى الملفات الطبية الكاملة للمرضى، لدعم الرعاية الصحية واتخاذ القرار الطبي الصحيح في الوقت المناسب.
وأكدت منى بجمان، المدير التنفيذي لقطاع خدمات الدعم المؤسسي المشترك في هيئة الصحة بدبي على أهمية الذكاء الاصطناعي الذي أصبح يمثل ثورة حقيقية في مجال الرعاية الصحية، تساهم في تعزيز جودة الخدمات المقدمة للمرضى، وزيادة كفاءة الإجراءات الإدارية والطبية، وعمليات التشخيص المبكر للأمراض، وتحسين فرص العلاج والشفاء للمرضى.
وأشارت إلى التزام الهيئة بتوفير حلول ذكية متطورة تدعم أهداف دبي في الاستدامة الصحية ورفاهية المجتمع، من خلال تبني العديد من المبادرات لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدماتها بما في ذلك منصة “نابض” التي أحدثت تحولاً كبيراً في مجال تحسين وتطوير خدمات الرعاية الصحية بدبي من خلال الربط بين المنشآت الصحية، وتوفير البيانات الشاملة للمعنيين في هذه المنشآت لدعم اتخاذ قرارات مستنيرة تخدم الخطة العلاجية للمرضى، وتساهم في تعزيز القدرة التنافسية للنظام الصحي على مواجهة التحديات الصحية المحتملة.
وأشارت إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الهيئة للتحسين المستمر لمنصة “نابض”، بما في ذلك دمج بيانات التشخيص، بهدف تعزيز مبادرة السجل الطبي الموحد للمريض في دبي، وبما يتماشى مع الهدف الاستراتيجي للهيئة لتحسين نتائج المرضى وتبسيط تقديم خدمات الرعاية الصحية.
وأوضحت بجمان أن المنصة تمثل بيئة آمنة وفعالة لتبادل البيانات الصحية الموثوقة، مما يتيح لمقدمي الرعاية الصحية في القطاعين العام والخاص الوصول إلى سجلات مرضى موحدة مع الحفاظ على أعلى معايير الخصوصية والدقة والسرعة في تقديم خدمات رعاية صحية متميزة تدعم منظومة الصحة الرقمية المتنامية في إمارة دبي.
وقال الدكتور محمد الرضا، مدير إدارة المعلومات الصحية الذكية بهيئة الصحة بدبي إن دمج التشخيص، والتصوير الطبي، والذكاء الاصطناعي في منصة “نابض” يمثل خطوة مهمة ضمن استراتيجية دبي للصحة الذكية، كما يؤكد التزام هيئة الصحة بدبي بتحسين نتائج المرضى من خلال تزويد العاملين في القطاع الصحي برؤى شاملة في الوقت المناسب عن حالة المرضى، مما يعزز مكانة دبي وتقدمها في مجال الرعاية الصحية الذكية.
ومن جانبه قال موريتز هارتمان، الرئيس العالمي لأنظمة المعلومات في روش: “يوفر التحول الرقمي في مجال الرعاية الصحية فرصاً هائلة بدءاً من التشخيص المبكر للأمراض وصولًا إلى حلول الوقاية والعلاج”.
وأشار إلى أن روش منذ تأسيسها قبل 127 عاماً، تصدرت مشهد الابتكار في مجال الرعاية الصحية، وها نحن اليوم نشهد تسارعاً ملحوظاً في أساليب استخدام البيانات لتقديم الرؤى وتحقيق النتائج وتقديم خدمات رعاية صحية أكثر ملاءمة لاحتياجات الأفراد، مشيراً إلى أن التكامل الناجح للبيانات يسهم في توفير دعم ورعاية أفضل للمرضى، ويحسّن إجراءات التنسيق الداخلية، مع تعزيز الكفاءة وتخفيض التكاليف المرتبطة بمقدمي خدمات الرعاية الصحية.
وأشاد بالجهود التي تقوم بها هيئة الصحة بدبي في مجال رقمنة نظام الرعاية الصحية في الإمارة، معرباً عن سعادته بالتعاون مع الجهات المحلية المشغلة لخدمات الرعاية الصحية بهدف تحسين الاستفادة من أحدث التقنيات وإجراءات التشخيص القائمة على البيانات، وبما يعود بالفائدة على المرضى داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة.