يجب على المحكمة الجنائية الدولية محاكمة الإسرائيليين المسؤولين عن تدمير نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة عبر قصف المستشفيات وسيارات الإسعاف ومنع الأدوية واللقاحات والتسبب في أضرار جسيمة للمدنيين.

ذلك ما خلص إليه كل من آني سبارو وهي طبيبة في مناطق الحرب وأستاذ مشارك في كلية إيكان للطب في ماونت سيناي بنيويورك، وكينيث روث وهو أستاذ زائر في كلية برينستون للشؤون العامة والدولية والمدير التنفيذي السابق لقسم الشؤون الإنسانية في منظمة هيومن رايتس ووتش.

وقالت سبارو وروث، في مقال بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية (Foreign Policy) ترجمه "الخليج الجديد"، إنه "بحلول 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قصف الجيش الإسرائيلي 30 من أصل 36 مستشفى في غزة. كما استهدف سيارات الإسعاف وقوافل المساعدات الطبية وطرق الوصول".

وأضافا أنه "حتى 30 يناير/كانون الثاني الماضي، أبلغت منظمة الصحة العالمية عن وقوع 342 هجوما ضد نظام الرعاية الصحية؛ مما خلَّف مئات القتلى والجرحى. وفي هذه المرحلة، كل مستشفى في غزة إما متضرر أو مدمر أو خارج الخدمة بسبب نقص الوقود".

وتابعا أنه "تم إضعاف المستشفيات وسيارات الإسعاف والعيادات التي نجت من القصف من خلال الحصار وعرقلة قوافل المساعدات الإنسانية؛ مما حرم مقدمي الرعاية الصحية ليس فقط من الماء والوقود والكهرباء ولكن أيضا من الإمدادات الطبية الحيوية، مثل الأكسجين والدم والتخدير".

اقرأ أيضاً

دون تخدير أو رعاية صحية.. نازحات غزة يلدن على أرض المخيمات

عواقب أخرى

و"الرقم المذهل، الذي يصل إلى أكثر من 67 ألف جريح في غزة حتى الآن لا يأخذ في الاعتبار عواقب الرعاية الطبية الروتينية التي يُحرم منها السكان المدنيون"، بحسب سبارو وروث.

وأوضحا أنه "من تطعيمات الأطفال إلى علاج السرطان وغسيل الكلى، توقفت الرعاية الطبية الحديثة إلى حد كبير لنحو 2.3 مليون فلسطيني في غزة".

وأردفا أن سكان غزة "يقل متوسط العمر المتوقع لديهم بالفعل بمقدار 10 سنوات عن أولائك الذين يعيشون على بعد أميال قليلة في إسرائيل، ومعدلات إصابة حديثي الولادة والرضع ووفيات الأمهات أعلى بينهم بنحو خمس مرات".

و"المستشفى الوحيدة في غزة التي تقدم العلاج للبالغين والأطفال المصابين بالسرطان، هي المستشفى التركي الفلسطيني"، كما أضافت سبارو وروث.

اقرأ أيضاً

تحقيق: العدوان الإسرائيلي أخرج جميع مستشفيات شمال غزة تقريبا من الخدمة بشهرين 

جريمة صارخة 

سبارو وروث قالا إنه "في 26 يناير الماضي، أصدرت محكمة العدل الدولية في لاهاي (بهولاندا) حكما أوليا في دعوى جنوب إفريقيا التي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة".

وبيَّنا أن "المحكمة لم تطالب بوقف فوري لإطلاق النار (المستمر منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي)، ولم تحكم فيما إذا كانت إسرائيل ترتكب بالفعل جريمة إبادة جماعية، لكنها أصدرت تعليماتها إلى إسرائيل باتخاذ تدابير مؤقتة لمنع أعمال الإبادة الجماعية".

وتابعا: "لاحظت المحكمة في حكمها "سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، فضلا عن الدمار الهائل للمنازل، والتهجير القسري للغالبية العظمى من السكان، والأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية المدنية".

"لكن الركيزة الأقل شهرة في القضية ضد إسرائيل هي هجومها المنهجي على البنية التحتية الطبية في غزة، إذ استهدفت بشكل متكرر مرافق الرعاية الصحية وسيارات الإسعاف وطرق الوصول، واعتقلت العاملين في مجال الرعاية الصحية، وحاصرت الوقود اللازم للمولدات، وحجبت الإمدادات الطبية والجراحية الحيوية، بهدف تقويض نظام الرعاية الصحية في غزة"، كما استدركت سبارو وروث.

وشددا على أن "تدمير إسرائيل لنظام الرعاية الصحية في غزة لا يشكل فقط جزءا مهما من تهم الإبادة الجماعية، بل هو أيضا جريمة حرب صارخة يجب أن تحاكم عليها المحكمة الجنائية الدولية (في لاهاي)، التي تجري تحقيقا نشطا في جرائم الحرب في فلسطين".

ولفتا إلى أن "التحقيق الذي أجراه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان لم يسفر حتى الآن عن اتهامات جنائية. وبينما يتناول حتما تداعيات الحرب، عليه أن يدرج الاعتداء على نظام الرعاية الصحية ضمن تهم جرائم الحرب".

اقرأ أيضاً

رايتس ووتش تندد بحصار غزة.. والقطاع يدخل مرحلة الانهيار الصحي الكبير

المصدر | آني سبارو وكينيث روث/ فورين بوليسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة إسرائيل الرعاية الصحية جريمة حرب المحكمة الجنائية نظام الرعایة الصحیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

إطلاق برنامج تدريبي لتعزيز تجربة المريض والابتكار في الرعاية الصحية بالإسماعيلية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أطلقت الهيئة العامة للرعاية الصحية برنامجًا تدريبيًا جديدًا لتعزيز إدارة تجربة المريض والابتكار في تقديم الخدمات الصحية، وذلك بالتعاون مع شركة “شمسية” الناشئة المتخصصة في حلول الرعاية الصحية المجتمعية، وبالشراكة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).

وشهد فرع الهيئة بالإسماعيلية انطلاق فعاليات البرنامج التدريبي الذي يهدف إلى تحسين تجربة المنتفعين من خلال تقييم الأدوات والتحديات الحالية، وتوفير الدعم الفني والاستشاري، بالإضافة إلى تبادل الخبرات وطرح حلول مبتكرة لتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة.

واستهدف البرنامج مسؤولي رضا المنتفعين في مراكز الرعاية الأولية والمستشفيات، حيث تناول عدة محاور رئيسية، من بينها إدارة تجربة المريض، قياس وتطوير تجربة المرضى، الابتكار في الخدمات الصحية، أدوات اتخاذ القرار، وإدارة الأزمات بشكل فعال، إلى جانب أدوات دمج وإشراك المنتفعين.

شهد التدريب حضور الدكتور أحمد دنقل، مدير الإدارة العامة لرضا المنتفعين، والدكتور علي رفعت، مدير فرع الهيئة بالإسماعيلية، والدكتورة شيماء عبد العال، المشرف العام على التقارير الفنية ومؤشرات الأداء ومدير مشروع الابتكار في الخدمات الصحية، والدكتورة هدير عبد المحسن، مدير إدارة رضا المنتفعين بالفرع.

وأكد الحاضرون أن هذا البرنامج يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية مصر لتطوير قطاع الرعاية الصحية، من خلال تقديم خدمات صحية مبتكرة ذات جودة عالية تلبي احتياجات المواطنين.

تم تنسيق البرنامج التدريبي بواسطة فريق إدارة التدريب بفرع الهيئة بالإسماعيلية، في إطار الجهود المستمرة لتحسين كفاءة الخدمات الصحية وتعزيز رضا المرضى.

مقالات مشابهة

  • إطلاق برنامج تدريبي لتعزيز تجربة المريض والابتكار في الرعاية الصحية بالإسماعيلية
  • الدفاع المدني بغزة: يجب إعادة تأهيل المنظومة الطبية
  • رئيس هيئة الرعاية الصحية: اعتماد منشآت الإسماعيلية بنسبة 100%
  • إيهاب أبو عيش: نقل صورة واقعية عن"حلم المصريين" في الرعاية الصحية الشاملة
  • الإغاثة الطبية بغزة: على العالم أجمع أن يقف معنا في هذه المرحلة الحرجة
  • إسرائيل تسحب لواء غفعاتي بعد 470 يوما من القتال بغزة
  • المدير التنفيذي لهيئة الرعاية الصحية يتفقد عدد من المنشآت بالسويس
  • الصحة بالفيوم تُدرب الأطقم الطبية على تحسين برامج الرعاية الصحية للأم والطفل
  • الإسماعيلية: الرعاية الصحية الأولية هى العمود الفقري بمنظومة التأمين الصحي
  • الرعاية الصحية: تقديم 60.5 مليون خدمة طبية لمستفيدي التأمين الصحي الشامل