دخلوا مصر وهم قلة قليلة، عاشوا بإحدى المحافظات، ذكرتهم الكُتب السماوية، وُعدوا بأرض الميعاد وخلفوا عهدهم مع الله فحُكم عليهم بالتيه، أربعين سنة يسيرون دائما لا يهتدون للخروج، فعلى الرغم من معرفة نسلهم من البداية فهم نسل سيدنا يعقوب، الذي لقب بـ«إسرائيل» وعددهم اثنا عشر ولداً ذكراً (منهم النبي يوسف) وبنتاً واحدة، إلا إن أغلب المصادر الإسلامية، تذهب بأن قوم بني إسرائيل كان مصيرهم التفرقة بحيث لا يعرف لهم نسب.

 

كيف تحدثت الأديان السماوية عن مكان بني إسرائيل في مصر؟

أين عاشوا بني إسرائيل، هل هم «الإسرائيليون»؟، وما المدينة المصرية التي احتضنتهما؟ أسئلة كثيرة قد تراود ذهنك، فعلى الرغم من إن الإجابة معروفة بإن لا علاقة بهم بـ«المحتل»، فبنو إسرائيل في الدين الإسلامي هم أولاد نبي الله يعقوب الملقب بإسرائيل، وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ (سورة مريم آية 58)، وفي التوراة، هم أبناء يعقوب الاثنا عشر. 

وفقًا لما أكده الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن مصر أرض مباركة نزل عليها الأنبياء عليها، وخاصة أرض سيناء التي جمعت أكثر من نبي، وكان منهم نبي الله موسى، ويوشع بن نون (فتى موسى) الذي حمل مسؤوليته، وكان يقود بني إسرائيل للدخول لأرض المعاد، قبل أن يحكم الله عليهم بالتيه لنقض عهدهم. 

والجدير بالذكر إن الكثير من المؤرخين، ذهبوا بإن بني إسرائيل عاشوا في مدينة تُدعى أرض جاسان، أو أرض جوشن، وهي منطقة في مصر سكنها بني إسرائيل، من  (‏1728-‏1513 ق‌.م)‏، بحسب ما جاء في سفر (التكوين 45: 10؛ 47: 27).

ربما من من المعروف أين وقعت المدينة بالتحديد، لكنها وفقًا للمؤرخين توجد في الجهة الشرقية من دلتا النيل،‏ عند المدخل الى الأراضي المصرية الفعلية، وأرض جوشن، هي أرض خصيبة كثيرة المرعى للقطعان والمواشي واقعة في شرق الدلتا.

 

ما اسم المدينة المصرية التي عاش فيها بني إسرائيل قديما؟

إجابة اتفق عليها المؤرخ، الدكتور عماد المهدي، الباحث الأثري، وعضو اتحاد الأثريين المصريين، إن بني إسرائيل سكنوا منطقة تدعى «جوشن» بالتحديد محافظة الشرقية: «وفقًا للتأرخ، فالمكان ده لأنها الصحراوي لها وللإسماعيلية، وأرض خصبة لأنهم برعوا في الزراعة جدًا».

وبحسب ما شرحه المؤرخ والخبير الأثري لـ«الوطن» فإن بني إسرائيل هم نسل سيدنا يعقوب، الذي دخلوا ولم يتعدوا الـ 70 شخصًا: «سيدنا يوسف لما دخل مصر وتولى الحكم، جم وتمكنوا هنا، وكانوا لا يتعدوا الـ 70 شخصا، وهم إخوته وزوجاتهم وأولادهم، ومن ثم بعض من أبناء مدينته، واختار لهم نبي الله هذه المنطقة».

وعن سبب اختيار هذا المكان، أشار إلى أنه يبتعد عن الجنوب، حيث عبادات المصريين القدماء: «هم كانوا موحدين بالله، ولم يعبدوا آلهة مختلفة كبعض الأسر الفرعونية، لذا أبعدهم نبي الله، غير إن المكان ده على مقربة من حدودهم الأصلية».

وتابع الدكتور عماد المهدي، الباحث الأثري، وعضو اتحاد الأثريين المصريين: «بني إسرائيل خرجوا بعدد يفوق الـ200 ألف، خرجوا من  الظهير الصحراوي للإسماعيلية، وهي الشرقية، ومن ثم على البحيرات المرة التي شق الله فيها البحر إلى موسى، ثم عبروا لسيناء ثم كان مصيرهم المتاهة التي حُكم عليهم بها».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: بني إسرائيل نبي الله موسى علي جمعة بنی إسرائیل نبی الله

إقرأ أيضاً:

كنيسة مار يعقوب بالقدس.. جوهرة الأرمن في قلب البلدة القديمة

كنيسة مار يعقوب من أقدم وأهم الكنائس في مدينة القدس، إذ بنيت عام 1165م. تقع داخل حارة الأرمن في الجزء الجنوبي الغربي من البلدة القديمة. وهي مركز روحي وتاريخي للطائفة الأرمنية في المدينة، وتُعرف بعمارتها الفريدة وأهميتها الدينية والثقافية منذ العصور الوسطى.

الموقع

تقع كنيسة مار يعقوب داخل دير الأرمن، وهو ثالث أكبر أحياء البلدة القديمة بعد الحيين الإسلامي والمسيحي.

يدخل الرواد والزوار إلى الكنيسة عبر البوابة الرئيسية لحي الأرمن، ومن ثم فإنها تُغلق عند إغلاق الحي نفسه.

وليس للكنيسة سور مستقل، بل إن أسوار الحي وبوابته هي حدودها الخارجية، مما يمنحها طابعا من الهدوء والعزلة.

التاريخ

بُنيت الكنيسة عام 1165م، في الفترة الصليبية، فوق موقع يُعتقد أنه كان يضم كنيسة بيزنطية أقدم.

وقد سُمّيت باسم القديس يعقوب الكبير، أحد تلاميذ المسيح الـ12، حسب التقاليد الأرمنية، وترتبط أيضا باسم يعقوب الصغير، أول أسقف للقدس.

وعلى مر العصور، تحوّلت الكنيسة إلى ملاذ للفقراء الأرمن، وخاصة بعد إنشاء دار رعاية كبيرة فيها.

وأسهم التجار الأرمن المحليون في تجميل الكنيسة وتوسيعها، وتوطدت علاقتها بالمجتمع الأرمني في القرن الـ17، عندما أصبحت مقرًا للكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية في القدس، وتأسس حولها حي الأرمن.

التصميم الهندسي

الكنيسة تحفة معمارية بُنيت على الطراز الصليبي-البيزنطي، وتتكون من قاعة رئيسية واسعة ذات سقف مرتفع، وقبة مركزية فريدة، ترتكز على هيكل معماري يتخذ شكل نجمة سداسية، مما جعل باحثين ومؤرخين يؤكدون أن النجمة السداسية ليست حكرًا على الرمزية اليهودية، بل استخدمها الأرمن في البناء قبل أكثر من 800 عام.

حجر قديم أعلى مدخل الحي الأرمني كتب عليه مرسوم صادر من السلطان الملك الظاهر أبي سعيد محمد بتاريخ 854 ه (الجزيرة) الزخارف الداخلية

جدران كنيسة مار يعقوب مغطاة جزئيًا بألواح من القيشاني والخزف الأرمني الملون، خاصة الخزف الأزرق الذي يُعد من أجمل ما يميز الكنيسة.

وهناك أجزاء أخرى من الجدران مزينة برسومات أيقونات لقديسين أرمن مسيحيين، تعكس الطابع الروحي والفني لهذا المعلم التاريخي.

بعض مقاطع الأرضية والجدران مغطاة بالسجاد الأرمني اليدوي الفاخر، والإضاءة داخل الكنيسة خافتة، تعتمد بشكل أساسي على الشموع والفوانيس النحاسية المعلقة.

إعلان

كما تزين الجدران والأعمدة شمعدانات برونزية، وأيقونات مذهبة، وزخارف خشبية منحوتة يدويًا.

أقسام الكنيسة

الهيكل الرئيسي: حيث يُقام القداس، ويُعتبر قلب الكنيسة.

المذبح: مزين بالقماش المطرّز والأيقونات.

مزار القديس يعقوب الكبير: يوجد قبره في الجهة الشمالية من الكنيسة.

قبر يعقوب الصغير: يقع قرب المذبح المركزي.

الجناح الجنوبي: يُستخدم أحيانا للصلاة الخاصة أو الطقوس الخاصة بالرهبان.

معرض الأيقونات: يحتوي على عدد من الأيقونات التاريخية النادرة.

الدور السياسي والاجتماعي

رغم قلة عدد الأرمن في مدينة القدس، فإن كنيسة مار يعقوب تظل رمزا لصمود الوجود الأرمني في المدينة، وهي أيضا مقر للإدارة الذاتية للأرمن في الحارة، بما يشمل القضاء والتعليم والحفاظ على الممتلكات.

وتتمتع الكنيسة بوضع قانوني خاص بموجب الوضع القائم، الذي ينظم العلاقات بين الطوائف المسيحية في الأماكن المقدسة منذ العهد العثماني.

الطقوس

تُقام الصلوات اليومية باللغة الأرمنية، ويوم الأحد يُحتفل بالقداس الإلهي، ويحضره رجال الدين وسكان الحي والزوار الأرمن.

أما في عيد القديس يعقوب (الذي يُحتفل به مرتين في السنة حسب الطقس الأرمني)، فتُقام طقوس خاصة، وتتزين الكنيسة بشكل استثنائي.

تُستخدم الكنيسة أيضا للاحتفالات بالأعياد الكبرى مثل الميلاد والفصح، وفق التقويم الأرمني القديم.

الكنيسة وسياسات الاحتلال

تعاني الكنيسة، كغيرها من المعالم المسيحية في القدس، من ضغوط متزايدة بفعل سياسات الاحتلال الإسرائيلي، التي تشمل الاستيطان والضرائب الجائرة ومصادرة الأملاك، فضلا عن الاعتداءات المتكررة على رجال الدين والمصلين المسيحيين من متطرفين يهود.

وتسعى بطريركية الأرمن إلى حماية ممتلكاتها التاريخية، بما فيها كنيسة مار يعقوب، في وجه محاولات التهويد والتهديدات القانونية التي تطال الوجود المسيحي عامة، والأرمني خاصة.

مقالات مشابهة

  • فتاوى وأحكام .. حكم التشاؤم من شهر صفر حكم جمع الصلوات أو قصرها قبل الخروج من المنزل ووقت العمل حكم إمامة الصبي المُميِّز للصلاة هل يجوز الكذب لإخفاء الصدقة
  • كنيسة مار يعقوب بالقدس.. جوهرة الأرمن في قلب البلدة القديمة
  • تعلن محكمة خدير والصلو وسامع بأن على المدعى عليه يعقوب طه علي الحضور إلى المحكمة
  • الكشف عن حقيقة الأهداف التي استهدفها العدو بالحديدة
  • الأولى منذ وقف إطلاق النار مع إيران.. ما الأهداف الحوثية التي ضربتها إسرائيل؟
  • ما هي الصلاة التي تحرم جسد المسلم على النار؟.. 8 ركعات اعرف توقيتها
  • هل يجوز الخروج من المنزل على جنابة؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز الخروج من المنزل على جنابة؟.. أمينة الفتوى تجيب
  • بنعبد الله ينتقد استمرار ظاهرة العزوف السياسي والأحزاب التي لا يمكنها كسب مقاعد دون مال أو قفف
  • مصادر: التعديلات اللبنانية ستنص على تنفيذ مرحلي لتسليم السلاح بما يضمن إلزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية التي تحتلها