وردة تروي عن عادة يومية لبليغ حمدي: لولاها كان هيبقى مليونير
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
قصة حب كبيرة نشأت بين الموسيقار بليغ حمدي والفنانة وردة الجزائرية، ولمعت حكايتهما في الوسط الفني بالكامل وقتها، وكُللت بالزواج رغم المعوقات التي كانت بينهما، لكنها انتهت بالانفصال بعد 6 سنوات، وكانت تلك العلاقة هي الوقود الذي استوحى منه بليغ معظم مشاعره وأحاسيسه وإبداعه، ومنها ما غنته وردة وغناه غيرها من ألحانه.
بدأت شرارة الحب بين الموسيقار بليغ حمدي عندما ذهب إليها للمرة الأولى ليحفظها لحن أغنية «يا نخلتين في العلالي»؛ وهو ما أوضحه الإعلامي وجدي الحكيم، خلال تصريحات سابقة له، لأنه كان حاضرا في اللقاء: وقال «بليغ حمدي بعد اللقاء قال لي إنه لم ينجذب لأي امرأة إلا عندما رأى وردة لأول مرة».
وفي لقاء تليفزيوني سابق روت الفنانة وردة الجزائرية موقفا يدل على مدى حب بليغ حمدي لها إذ قالت: «لو بليغ حوش المبالغ اللي صرفها عليا في الورد، كان بليغ مات مليونير، إنما هو فنان، كل يوم يصحي مراته بالورد، كلمة تتقال للحق في ذكراه»، معلقة على سؤال المذيع «كان بيحبك أوي صح؟، وأنا كمان كنت بحبه».
أغانٍ عدة قدمها الموسيقار بليغ حمدي للفنانة وردة، ليعبِّر لها عن مدى حبه، وكان من بينها كلمات أغنية «العيون السود»: «قد اللي جاي من عمري بحبك.. قد اللي فات من عمري بحبك.. وشوف قد إيه بحبك»، وكتب بعد فراقها «بودعك».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وردة وردة الجزائرية بليغ حمدي بلیغ حمدی
إقرأ أيضاً:
مثلث حمدي أم مثلث ماكمايكل؟
(2010)
نقترب من الذكرى السادسة والخمسين لذكرى الاستقلال. وبدا لي من مناقشات أخيرة في مناسبة صدور كتابي "بخت الرضا: الاستعمار والتعليم" أن تنصلنا من الاستقلال ربما أكتمل. والتنصل مفهوم أذعته منذ سنوات. وهو ظاهرة فكرية لم يعد بها الاستعمار استعماراً بالمعني المعروف، بل من أهل الدار. فيسأل بعضنا إن كنا أهلاً للاستقلال أو دفعنا مستحقه. بل سمعت من قال أكنت تريدنا بدون الإنجليز نعيش في عصر الخليفة عبد الله وورثته إلى يوم الناس هذا بغير شكسبير وأضرابه؟
قال لي أحدهم إذا كانت بخت الرضا مؤسسة استعمارية فهل مشروع الجزيرة منشأة استعمارية كذلك. فقلت له "بلحيل". وربما كان مشروع الجزيرة ترتيباً استعمارياً بأكثر من بخت الرضا. وطلبت منه فقط تأمل احتجاج ناشطي الهامش على "مثلث حمدي" لتعرف أن حمدي بريء من المثلث. فتاريخه بدأ مع الإنجليز الذين استثمروا في الشمال النيلي الأكثر عائداً. فلم يكونوا دولة وطنية ملزومة (نظرياً إن لم يكن عملياً) بخدمة السودانيين قاطبة. وبلغت من ذلك أن أعلنت المناطق التي لن تطالها، ولا ترغب في ذلك، مثل الجنوب "مناطق مقفولة" تركتها لحالها أو عهدت للتبشير المسيحي فيها بخدمات الصحة والتعليم والروح. وجاء الإنجليز بآخرة جداً بمشروع الزاندي في آخر الأربعينات بمثابة الاعتذار للجنوب الذي اختار أن يلحق بالشمال في تطوره الدستوري.
فمثلث حمدي هو نفسه ما وصفناه في أدبنا اليساري ب"النمو غير المتساوي الاستعماري". فالمستعمر كالموت يختار الجياد أي المناطق التي ينتفع من الاستثمار فيها ويترك غيرها للإهمال. وطرقنا هذه المسألة ودعونا إلى تفكيك البنية الاستعمارية وتوسيع نطاق التنمية إلى مناطق صارت في الوطن وستطلب حقوقها كما لم تفعل مع الإنجليز الغاصبين. فطلبنا أن يتنازل مثلث حمدي من امتيازه التاريخي الزائف وأن يعتبر القطر كله في تنمية متسارعة وصفناها ب"الطريق غير الرأسمالي". ولكن من يسمع؟ كان أول ما سمعناه من الزعيم الأزهري، اول رئيس وزراء في 1954، إنه إنما جاء للتحرير لا التعمير. ويعني بذلك أنه يريد استكمال تحرر الوطن لا تنميته. وهنا أصل المأساة. فلم تقم الدولة المستقلة بتنمية تجعل مثلث حمدي أثراً بعد عين. وبقي فينا بجزيرته وسكك حديده وغردونه وبخت رضاه.
لقد اقام الأزهري تناقضاً زائفاً بين التحرير والتعمير كأن التحرير سيكتمل في يوم معلوم ما ليبدأ التعمير. وكأن هناك من طلب الاستقلال لذاته لا لعائده أيضاً. ومن أطرف ما سمعت عن زيف هذا التناقض المزعوم ما رواه أحد أشد المخلصين للرجل. فقال إنه تنادى أهل مدينة بربر لبناء مستشفاهم. واتصلوا بأزهري ليعين. فقال لهم بالحرف الواحد إنه جاء محرراً لا معمراً. ولكنهم بالطبع لم يسمعوا من ذلك واستخدموا نفوذهم عنده ليبنوا مستشفاهم الذي هو باب في التعمير والتحرير معاً.
ibrahima@missouri.edu