يمن مونيتور/ وكالات

قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت، منطقة رفح في أقصى جنوب قطاع غزّة، في وقت أمر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قواته بإعداد “خطّة لإجلاء” مئات آلاف المدنيّين من المدينة قبل هجوم برّي مُحتمل.

وفجر السبت، أفاد شهود بحصول غارات في محيط مدينة رفح التي يحتشد فيها نحو 1,3 مليون فلسطيني، أي أكثر من نصف سكّان قطاع غزّة، وهم في غالبيّتهم العظمى نازحون لجأوا إليها هربًا من العنف شمالًا.

وحذرت حركة حماس اليوم من “مجزرة” في حال شن عملية عسكرية إسرائيلية فيرفح، المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة على الحدود المصرية والتي تُشكّل ملاذا أخيرا للنازحين من الحرب.

وقالت الحركة في بيان “نحذر من كارثة ومجزرة عالمية قد تُخلِّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى في حال تم اجتياح محافظة رفح” مضيفة “نحمّل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال المسؤولية الكاملة”.

وحدد رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو هدفه المقبل في الحرب التي أعلنها على حركة حماس قبل أكثر من أربعة أشهر ووجه بوصلة عملياته العسكرية صوب مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، ضاربا عرض الحائط بالتحذيرات الدولية من مغبة الإقدام على هذه الخطوة.

تحذيرات دولية من التوغل في رفح

وفي أحدث تحذير قال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في تغريدة أمس الجمعة “يوجد 1,4 مليون فلسطيني حاليا في رفح دون مكان آمن للذهاب إليه يواجهون المجاعة… التقارير عن هجوم عسكري إسرائيلي على رفح مثيرة للقلق، وستكون لها عواقب كارثية تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الرهيب بالفعل والخسارة المدنية لا تحتمل”.

وأفادت السلطات الصحية في غزة عن سقوط 110 شهيد يومي الخميس الجمعة، بينهم 25 قتلوا في ضربات في رفح، مشيرة إلى معارك عنيفة تدور اليوم في مستشفى ناصر في خان يونس.

وكانت القوات الإسرائيلية اقتحمت الجمعة مستشفى الأمل الذي يديره الهلال الأحمر الفلسطيني في خان يونس. وفي رفح، دُمّرت الجمعة خلال النهار مبانٍ عدّة، وفقًا لمصوّري فرانس برس. وفي أحد الأحياء، شوهد أشخاص يحملون جثث ثلاثة أطفال قُتِلوا في قصف.

وحذرت وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيربوك بشدة مجددا من شن هجوم عسكري إسرائيلي في رفح.

وكتبت السياسية، المنتمية لحزب الخضر، عبر منصة إكس، اليوم السبت، أن “هجوم الجيش الإسرائيلي على رفح سيكون بمثابة كارثة إنسانية متوقعة بشكل مسبق”، وأردفت: أن “الناس في غزة لا يمكن أن يختفوا في الهواء”.

وأشارت بيربوك إلى أن الأزمة في رفح الآن لا يمكن تصديقها بالفعل، وقالت إن هناك مليون و300 ألف شخص يبحثون داخل أضيق الأماكن في قطاع غزة عن حماية لهم من المعارك في القطاع.

كذلك حذّرت وزارة الخارجيّة الأمريكية هذا الأسبوع من أنّ “تنفيذ عمليّة مماثلة الآن (في رفح)، بلا تخطيط وبقليل من التفكير، في منطقة يسكنها مليون شخص، سيكون كارثة”.

وفي انتقاد ضمنيّ نادر لإسرائيل منذ بدء الحرب قبل أكثر من أربعة أشهر، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنّ “الردّ في غزّة… مُفرط”، مؤكّدا أنّه بذل جهودًا منذ بدء الحرب لتخفيف وطأتها على المدنيّين.

 

من جانبها، ذرت القاهرة، من تطورات الأوضاع في محافظة رفح جنوبي قطاع غزة المتاخمة للحدود المصرية، قائلة إنها “تنذر بتدهور في القطاع، وتداعيات وخيمة”.

جاء ذلك على لسان وزير الخارجية سامح شكري، خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة، مع نظيرته البلغارية ماريا غابرييل.

حذّر شكري من أن “اتساع رقعة العمليات العسكرية له في غزة تداعيات وخيمة”، وقال إن “التطورات في رفح تنذر بمزيد من التدهور في غزة”.

من جانبها، دعت السعودية، السبت، إلى انعقاد عاجل لمجلس الأمن الدولي لمنع إسرائيل من تنفيذ كارثة إنسانية ضد الفلسطينيين، محذرة من تداعيات اقتحام إسرائيلي محتمل لمدينة رفح بغزة المتاخمة للحدود المصرية.

جاء ذلك في بيان للخارجية السعودية، وسط ترقب لعملية عسكرية إسرائيلية في مدينة رفح، التي تؤوي نحو مليون 300 ألف نازح وهي آخر ملاذ لهم بعد تهجيرهم من شمال ووسط القطاع.

ووفق البيان، “حذّرت السعودية من التداعيات بالغة الخطورة لاقتحام واستهداف مدينة رفح في قطاع غزة”.

وأكدت أن رفح “الملاذ الأخير لمئات الألوف من المدنيين الذين أجبرهم العدوان الإسرائيلي الوحشي على النزوح”، مشددة على “رفضها القاطع وإدانتها الشديدة لترحيلهم قسرياً”.

وجددت السعودية، في البيان ذاته، “مطالبتها بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار”.

وقالت إن “هذا الإمعان في انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي يؤكد ضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي عاجلاً لمنع إسرائيل من التسبب بكارثة إنسانية وشيكة يتحمل مسؤوليتها كل من يدعم العدوان”.

بدورها، طالبت فلسطين، السبت، واشنطن بـ”تحرك جدي لوقف الجنون” الإسرائيلي، مع استعداد تل أبيب لاجتياح محافظة رفح، آخر ملاذ للنازحين بقطاع غزة.

وقال المتحدث الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن “الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح (جنوبي قطاع غزة)، ومحاولة تهجير المواطنين الفلسطينيين، لا يعفيان الإدارة الأمريكية من المسؤولية”.

وأضاف: “المطلوب من الإدارة الأمريكية هو إجبار الاحتلال على وقف مجازر الإبادة التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني، وآخرها ما حصل اليوم في مدينة رفح، وذهب ضحيتها 25 شهيدا وعشرات الجرحى، والتي ستدفع الأمور إلى حافة الهاوية”.

وتابع: “على الإدارة الأمريكية أن تتحرك بشكل مختلف وجدي لوقف هذا الجنون الإسرائيلي، الذي أدى إلى توسع ساحات الحرب في المنطقة، ويمهد لحروب إقليمية مستمرة”.

ودعا متحدث الرئاسة الفلسطينية العالم إلى “الوقوف صفا واحدا لوقف هذا العدوان الإسرائيلي وشلال الدم الفلسطيني ووقف التهجير”.

ومدينة رفح التي نزح إليها أكثر من مليون شخص منذ بدء الحرب الإسرائيلية والتي باتت مكتظة بخمسة أمثال طاقتها الاستيعابية هي آخر نقطة في القطاع ذهب إليها النازحون تحت نيران الجيش الإسرائيلي، ليحيا الكثيرون منهم ظروفا مأساوية في خيام يحاصرهم فيها الجوع والبرد والأمراض.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي المقاومة رفح غزة فلسطين الإدارة الأمریکیة ة الأمریکیة مدینة رفح قطاع غزة أکثر من فی رفح فی غزة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يكشف عن تنفيذه عملية برية في العمق السوري قبل أشهر

قالت قناة كان العبرية، إن قوة خاصة للاحتلال نفذت عملية سرية في أيلول/سبتمبر الماضي، استهدفت مركز الدراسات والأبحاث العلمية التابع للصناعات الدفاعية السورية، ومصنعا تحت الأرض قالت إنه لصواريخ تتبع الحرس الثوري الإيراني.

وأوضحت القناة، أن العملية جرت في عمق 200 كيلومتر داخل الأراضي السورية، وقام الاحتلال بإبلاغ الولايات المتحدة بها مسبقا.

وجرت العملية في منطقة مصياف جنوب غرب حماة، ولفتت إلى أن العملية جاءت بعد نحو عقد مراقبة الاحتلال للمركز البحثي، بعد رصد نقل الإيرانيين مكونات مشروع صواريخ دقيقة إلى داخله.



وأوضحت: "يعتقد أن قرار تنفيذ العملية البرية جاء في ظل الحرب الدائرة في المنطقة، والخوف من بدء الإنتاج الكمي للصواريخ في المصنع الإيراني، وهي صواريخ كانت معدة لتصل إلى حزب الله".

يشار إلى أنه خلال العدوان على لبنان، قامت قوات الاحتلال بعملية برية، داخل الأراضي السورية، بالقرب من معبر حدودي مع لبنان، واعتقلت شخصا سوريا، ونقلته إلى الداخل المحتل. 

وزعمت أن المعتقل، وهو سوري الجنسية، من سكان تلك المناطق بين سوريا ولبنان، مجند من قبل الحرس الثوري، لرصد التحركات في المنطقة، وتقديم تقارير بها.

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري: الاحتلال نفذ عملية برية عميقة في لبنان تحت غطاء وقف إطلاق النار
  • مخاوف وتحذيرات من استخدام ورقة داعش للضغط على العراق
  • الاحتلال يكشف عن تنفيذه عملية برية في العمق السوري قبل أشهر
  • مخاوف على الهدنة الهشّة وتحذيرات غربية من الحرب الشرسة
  • الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية نسف كبيرة في ميس الجبل ويفجر منازل في مارون الراس
  • بزعم مواجهة تهديدات أمنية.. الاحتلال يطلق عملية برية في بيت حانون
  • استشهاد مواطن وزوجته في قصف للاحتلال شمال مدينة رفح
  • شهيدان “رجل وزوجته” في قصف العدو الصهيوني على شمال مدينة رفح
  • 36 شهيدا جراء غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم
  • استشهاد 10فلسطينيين في قصف الاحتلال الإسرائيلي مدينة بيت حانون بغزة