موقع النيلين:
2025-04-26@02:18:56 GMT

الذكاء الاصطناعي.. محاذير ومنافع

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT


نتفاجأ يومياً بأخبار حول تقنية حديثة تغزو عالمنا وتنتشر في مجالات حياته، ومن هذه التقنيات المبتكرة حديثاً تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الذي يعد ثورة جديدة في عالم التقنية الدقيقة. ويمثل هذا الابتكار قفزةً نوعية هائلة في عالم التقنيات المعلوماتية، وهو يقدم للإنسان فرصاً كبيرة وإمكاناتٍ واعدةً في مجال الخدمات الطبية والعمليات المعقدة الكبرى إذا تم استغلالها لصالح الجانب الإنساني وجرى العمل على توظيفها لصالح البشرية.

لكن ثمة مخاطر وتحديات تشتمل عليها هذه التكنولوجيا لو تم استخدامها في الجانب السلبي، إذ من شأن ذلك أن يعرقل تقدم الإنسان ومشاريعَه التنموية.
ولذا يتعين أخذ هذه الأبعاد بعين الاعتبار والانتباه والحذر، ولعل ذلك ما دفع بمجلس الأمن الدولي إلى عقد أول اجتماع بشأن الذكاء الاصطناعي وتأثيره في السلام والأمن العالميين، وهو أيضاً ما جعل العديد من الحكومات أنحاء العالم ترصد كيفية الحد من مخاطر استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مختلف مناحي الحياة، بما يساعد على دفع الاقتصاد العالمي نحو آفاق أخرى. واتخذ مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قراراً يدعو المجتمعَ الدولي إلى اتخاذ تدابير وقائية ورقابية في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي الذي ابتُكر حديثاً وأذهل العالمَ بإمكاناته التوليدية.

ويدعو القرار إلى تعزيز شفافية أنظمة الذكاء الاصطناعي ومراقبتها بشدة، لضمان البيانات المخصصة لهذه التكنولوجيا، وبغية مشاركها وتخزينها والتعامل معها وفق طرق تتوافق مع حقوق الإنسان ومصالحه. ومما دفع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى التحذير من أن الذكاء الاصطناعي قد يشكل خطراً على السلم والأمن الدوليين كونه يخترق قدرات الإنسان ومشاعره ومهاراته الطبيعية، داعياً الدولَ الأعضاءَ إلى وضع ضوابط ملزمة ورادعة، لإبقاء التقنية تحت السيطرة والرقابة الصارمة لكي لا تفلت الأمور مِن عقالها. وقال غوتيريش في جلسة مجلس الأمن المذكورة آنفاً: «مِن الواضح أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير في جميع مناحي الحياة»، مشيراً إلى أن هذه التقنية قادرة على المساعدة في وضع حد للفقر وفي علاج الإمراض المستعصية، لكن قد تكون لها «عواقب خطرة جداً على السلام والأمن العالميين».
وحذّرت منظمة «اليونيسكو» من أن استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز التطور في مجال التكنولوجيا العصبية، كما في حالة غرزات الدماغ وربط الجهاز العصبي البشري بأجهزة إلكترونية محفزة، يشكل تهديداً للحياة العقلية للأفراد ويخترق خصوصيتهم، داعيةً إلى وضع إطار أخلاقيات صارمة يتعلق بحماية حقوق الإنسان في مواجهة التكنولوجيات الدقيقة التي تهدف إلى اختراق الجهاز العصبي للإنسان.. ولو كان ذلك بهدف علاج الحالات العصبية واستعادة الوظائف المتعلقة بالحركة.
كما حذّر الاتحاد الأوروبي من تداعيات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على العامل البشري وتعطيل مهامه الإنسانية، في الوقت الذي ظهرت فيه دعوات لإنشاء هيئة تابعة للأمم المتحدة لإدارة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، على غرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ووصل الأمر إلى حد أن عرّاب الذكاء الاصطناعي «جيفري هينتون»، وهو عالم نفس وكومبيوتر (بريطاني كندي) عمل لعقد من الزمن مع شركة غوغل، حذّر من المخاطر الكبيرة لأنظمة الذكاء الاصطناعي الحديث، مشيراً إلى أنها قد تخرج عن السيطرة وتعطل الأعمال والوظائف.

وهناك مَن يقول بأن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى الانقراض البشر وتهميشهم، وقد يتسبب في كارثة عالمية تشل حركة الإنسان وممارساته العادية، على اعتبار أن تفوق الذكاء الاصطناعي على الأدمغة البشرية وتجاوزها يمكن أن يؤدي إلى إنتاج أجهزة وآلات دقيقة حديثة لا تخطر على البال، سيصعب التحكم فيها وسيتوقف مصير البشرية على تصرفاتها. إن هذه الآراء والتحذيرات تقودنا إلى القول بأن العلم الذي يعد مظهراً لحضارة الإنسان ورقيّه وتطوره عندما يستغل بشكل إيجابي ونافع، قد يتحول إلى خطر محدق عندما يستغل بشكل سلبي وضار، أي بعيداً عن القيم الأخلاقية الإنسانية!

د. علي القحيص – كاتب سعودي
جريدة الاتحاد

 

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: أن الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

لطافتك تكلف الذكاء الاصطناعي الملايين!

في زمن تتسارع فيه علاقتنا بالتكنولوجيا، يبدو أن كلمات بسيطة مثل "من فضلك" و"شكرًا" قد تحمل ثمنًا غير متوقع. فقد أثار أحد مستخدمي منصة X  سؤالًا طريفًا لكنه عميق الدلالة، قال فيه:

كم أنفقت OpenAI على الكهرباء لأن الناس يقولون "من فضلك" و"شكرًا" لنماذج الذكاء الاصطناعي؟

وجاء الرد سريعًا من سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، مازحًا وبكل ثقة: "تلك الملايين كانت مُنفقة في مكانها الصحيح.. من يدري ما ستجلبه اللباقة!".

 

 

لكن خلف هذا التعليق، انطلقت تساؤلات جدّية: هل نُهدر الطاقة والموارد حين نخاطب الذكاء الاصطناعي بأدب؟ أم أن للّباقة مع الآلات قيمة تتجاوز الكلفة؟.



المجاملة ليست مجرد تكلفة… بل أسلوب تعامل



تشير تقديرات الخبراء إلى أن كل تفاعل مع روبوت دردشة يكلف الشركة مالًا وطاقة، وكل كلمة إضافية تُرسل كجزء من الطلب تستهلك المزيد من الموارد.

قال البروفيسور نيل جونسون من جامعة جورج واشنطن:"كل طلب موجه إلى روبوت مثل ChatGPT يتطلب حركة إلكترونات، وهذه الحركة تحتاج طاقة. والسؤال هو: من يدفع هذه الفاتورة؟".
ويشبّه جونسون الكلمات الإضافية بورق التغليف المستخدم لتغليف عطر، إذ تحتاج النماذج اللغوية إلى "اختراق" هذا التغليف للوصول إلى مضمون الطلب، مما يشكل عبئًا إضافيًا.

 

اقرأ أيضاً.. أول طالب ذكاء اصطناعي في مقاعد الدراسة الجامعية


لكن رغم هذا، يرى كثيرون أن اللطافة مع الذكاء الاصطناعي ليست فقط عادة بشرية أو مظهرًا من مظاهر "إضفاء الطابع الإنساني" على الآلة، بل إن لها تأثيرًا مباشرًا على جودة التفاعل.

أخبار ذات صلة الذكاء الاصطناعي يربك نقابة المحامين في كاليفورنيا حاسوب حراري جديد يفتح آفاقًا ثورية لتسريع الذكاء الاصطناعي

وأوضح كيرتيس بيفرز، مدير في فريق تصميم Microsoft Copilot، أن استخدام اللغة المهذبة يضبط نبرة الرد من قبل النموذج، فعندما يلتقط الذكاء الاصطناعي إشارات اللباقة، يكون أكثر ميلًا للرد بنفس الأسلوب.



هل المجاملة ضرورة ثقافية؟

حتى وإن لم تكن الآلة "تشعر"، فإن طريقة تعامل البشر معها قد تُشكّل انعكاسًا لطريقة تعاملهم مع بعضهم البعض لاحقًا.

 

وأشارت شيري توركل، أستاذة في معهد MIT، أن الذكاء الاصطناعي ليس "واعيًا" فعلًا، لكنه لا يزال "حيًا" ليبرّر إظهار المجاملة له.


وتشير إلى تجربة "تماغوتشي" في التسعينيات، حيث أصيب الأطفال بالحزن الحقيقي عند "وفاة" حيواناتهم الرقمية، مما يُظهر كيف يمكن للعلاقات بين البشر والكائنات غير الحية أن تؤثر نفسيًا.

 



اقرأ أيضاً.. حين يرى الذكاء الاصطناعي ما لا يراه الطبيب.. قفزة في تشخيص قصر النظر


اللباقة بدافع الخوف

أجريت دراسة في ديسمبر 2024 من قبل شركة Future أظهرت أن نسبة كبيرة من المستخدمين يتعاملون بلباقة مع الذكاء الاصطناعي:

67% من المستخدمين في الولايات المتحدة يستخدمون عبارات مجاملة،و71% من المستخدمين في المملكة المتحدة يفعلون الشيء ذاته.

لكن المفارقة أن 12% من المستخدمين يتحلون باللباقة بدافع الخوف من "العواقب المستقبلية" لسوء التعامل مع التكنولوجيا.



المجاملة... تكلفة مستحقة؟

بين التكاليف الكهربائية والبيئية، وبين الأبعاد الثقافية والإنسانية، يبدو أن المجاملة في التفاعل مع الذكاء الاصطناعي ليست مجرد تصرف عابر. بل إنها تحمل وزنًا أخلاقيًا وسلوكيًا، وقد تشكّل مستقبل العلاقة بين الإنسان والآلة.


إسلام العبادي(أبوظبي)

 

مقالات مشابهة

  • كريم أبو زيد لـ الفجر الفني: "أنا إنت.. إنت مش أنا" مش مجرد كوميديا.. بنحاكي مخاوف الإنسان من الذكاء الاصطناعي
  • المشاريع المشاركة في هاكاثون الذكاء الاصطناعي تقدم حلولاً لقطاعات استراتيجية
  • لطافتك تكلف الذكاء الاصطناعي الملايين!
  • بريطانيا تخاطر بفقدان 265 مليار دولار بسبب بطء تبني الذكاء الاصطناعي في العمل
  • بعض ميزات الذكاء الاصطناعي في نظارات ميتا متاحة لكل مستخدميها
  • يساعدك في اتخاذ القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن نفسه؟
  • «ساب».. ابتكارات كبيرة للحلول الدفاعية بمستوى عالمي
  • إطلاق النسخة الأولى من تقرير “حالة الذكاء الاصطناعي في دبي”
  • خبراء: الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للبشر
  • هل يمكن أن يطوّر الذكاءُ الاصطناعي خوارزمياته بمعزل عن البشر؟