تستمر في مصر المحادثات التي تهدف للتوصل إلى اتفاق للتهدئة في قطاع غزة برعاية مصرية - قطرية، بمشاركة وفد من حركة حماس، إذ تتركز المناقشات حول ترتيبات تبادل الأسرى ووقف العدوان على القطاع، وذلك بعد رد "حماس" بشأن الهدنة للوسطاء في الدوحة والقاهرة.

يأتي ذلك في ظل تصعيد للعدوان في جنوب قطاع غزة ورفح الحدودية مع مصر، وسط تحذيرات من أن التوغل البري في رفح إعدام للمساعدات الإنسانية وخطر على حياة  1.

4 مليون فلسطيني يسكنون هناك، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

ووصل إلى القاهرة، وفد من "حماس" برئاسة نائب رئيس الحركة في غزة، خليل الحية، للتباحث مع المسؤولين المصريين حول رد الحركة على إطار اقتراح باريس.

وتشمل موافقة الحركة على إطار اتفاق لتحقيق هدنة تامة ومستدامة في ثلاث مراحل، كل منها تستمر 45 يوما، وتتضمن تبادل الأسرى وجثامين الموتى، وإنهاء الحصار، وإعادة الإعمار.

رفض إسرائيلي أولي.. وهذه المطالب



في السياق، أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه لمطالب "حماس"، مكررا رواية عزمه على "القضاء الكامل على الحركة في غزة".

وأفاد الإعلام العبري، أن حكومة الاحتلال رفضت إرسال ممثلين للمشاركة في المفاوضات في القاهرة مع "حماس"، بعد أن طلبت مصر مشاركتهم.

وذكر موقع "واللا" العبري أن مسؤولا إسرائيليا كبيرا أبلغ مصر وقطر والولايات المتحدة برفض الاحتلال لمعظم مقترحات "حماس" بشأن الإفراج عن المحتجزين، وأن "تل أبيب" أعربت عن استعدادها للمشاركة في مفاوضات على أساس الاقتراح الأصلي الذي تم وضعه في اجتماع باريس قبل بضعة أسابيع.


من جانبها، قالت "القناة 12" الإسرائيلية، إن الاحتلال طالب بالعودة إلى تفاهمات باريس ورفع كل شروط "حماس" التي لا علاقة لها بالحرب.

وبيّنت أن عائلات الأسرى الإسرائيليين بـ"انتظار أي أخبار عن تقدم الصفقة للإفراج عن أحبائهم، في ظل الأخبار المدمرة للتحقيق في مقتل المختطف يوسي شرابي، الذي يعتقد أنه قتل نتيجة هجوم للجيش الإسرائيلي".
 
وأشارت إلى أن مجلس الحرب ناقش الرد الإسرائيلي لمصر في ضوء رد "حماس"، لكنهم توصلوا إلى أن موقف الحركة "غير مجد ومبالغ فيه"، ورأوا أن لا جدوى من الذهاب لمصر "طالما لم يكن هناك تضييق للفجوات في رد حركة حماس".


وذكرت القناة أن رئيس الموساد واللواء (المتقاعد) نيتسان ألون قام بمراجعة وثيقة رد "حماس" مع أعضاء حكومة الاحتلال، واتخذوا القرارات التالية: "العودة إلى إطار تفاهمات باريس – أي استبعاد جميع مطالب ’حماس" التي لا علاقة لها بالموضوع من الوثيقة، تلك المتعلقة بالحرم القدسي أو وضع السجناء في السجون الإسرائيلية، إصرار إسرائيلي على ’مفاتيح التحرير الإنساني’ في المرحلة الأولى، تأجيل إطلاق سراح السجناء الثقيلة إلى المراحل التالية من الصفقة - أي عندما تأتي المرحلة التي يتم فيها إعادة الجنود، سيكون من الممكن التحدث عن الأسرى الذين هم قتلة متعددون".

ولفتت القناة إلى أنه "سيكون هناك تأخير لعدة أيام" في الرد الإسرائيلي، عازية ذلك إلى "معرفة رؤية جميع الوزراء في الحكومة الكبرى بشأن الجواب الإسرائيلي - الذي سيضعه رئيس الموساد نيتسان ألون". 

انسحاب الاحتلال من مراكز المدن



ووفقا للمسؤول الإسرائيلي "الكبير"، فإن دولة الاحتلال ترفض إنهاء العدوان بعد الانتهاء من تنفيذ الصفقة.

وأوضح أن جيش الاحتلال يرفض الانسحاب من الممر الذي يقسم قطاع غزة في وقت مبكر من المرحلة الأولى، مع عدم القبول بعودة السكان للشمال.

في المقابل، أبدت "تل أبيب" استعدادها لدراسة انسحاب الجيش من مراكز المدن في قطاع غزة، دون الموافقة على رفع الحصار.

يأتي ذلك في وقت تتمسك فيه فصائل المقاومة في غزة بالبند الرئيسي لأي مفاوضات وهو وقف العدوان على القطاع مع انسحاب كامل لقوات الاحتلال ورفع الحصار عنه.

في غضون ذلك، نقلت "القناة 12" العبرية عن مصدر إسرائيلي قوله إنه قد "اندلع نوع من الجدل داخل مجلس الوزراء، حيث أراد الوزيران غانتس وآيزنكوت وضع الأمر كتابيا وإرسال الإجابة إلى الوسطاء في أسرع وقت ممكن".

وأضاف: "لكن بعد ذلك قال رئيس الوزراء نتنياهو (قبل أن نعطي موقفنا الرسمي كتابة، أريد تمريره مرة أخرى من خلال مجلس الوزراء الكبير)".

وتشير القناة إلى أن ذلك يعني أنه "سيكون هناك تأخير لعدة أيام في الرد الإسرائيلي، من أجل رؤية جميع الوزراء في الحكومة الكبرى للموافقة على هذا الجواب الإسرائيلي - الذي سيضعه رئيس الموساد نيتسان ألون".

رئيس المخابرات الأمريكي على الخط


في شأن ذي صلة، قال موقع أكسيوس الأمريكي، إن الرئيس جو بايدن وجه مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، بالسفر إلى مصر لعقد اجتماعات مع المسؤولين في القاهرة.

ومن المقرر أن يصل بيرنز إلى العاصمة المصرية يوم الثلاثاء المقبل، وفق ما نقله الموقع من مصادر أمريكية وإسرائيلية.

وكان الرئيس جو بايدن قال هذا الأسبوع إن رد إسرائيل "مبالغ فيه"، في حين ذكر البيت الأبيض أن بايدن وفريقه يسعيان إلى هدنة إنسانية تضمن إعادة الأسرى وإيصال المساعدات إلى غزة.


وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد أعرب عن أمله في أن يتم التوصل لاتفاق يقضي بوقف الحرب في غزة، والإفراج عن الأسرى، بعد محادثات باريس التي شاركت فيها أمريكا وقطر، ومسؤولون من مصر و"إسرائيل".

والأحد الماضي، عُقدت في باريس محادثات بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز ومسؤولين كبار من مصر وقطر و"اسرائيل" لبحث اتفاق هدنة في غزة.

والاثنين قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي شارك في محادثات باريس، إنه تم إحراز "تقدم جيد" خلال المحادثات، وإن الأطراف "يأملون في نقل هذا الاقتراح إلى حماس وإقناعها بالمشاركة في العملية بشكل إيجابي وبناء".

ويتمحور اتفاق باريس على  هدنة في غزة تبدأ لمدة 45 يوما، وتنتهي باتفاق إقليمي- دولي كبير قبل يونيو المقبل، موعد بدء انشغال المؤسسات الأمريكية بالانتخابات التي ستجرى في نوفمبر المقبل.

هذه المقترحات، تقوم على ثلاث مراحل: هدنة في غزة، ومسار سياسي يخص الإسرائيليين والفلسطينيين، ثم اتفاق إقليمي- دولي.

 

 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصر غزة حماس القطاع الهدنة الاحتلال مصر حماس غزة الاحتلال الهدنة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي: إعلان الانتصار على حماس "وهم خطير"

رأى الكاتب الإسرائيلي موشيه بوزيلوف، أنه على الرغم من الضربة التي تلقتها حركة حماس الفلسطينية، إلا أن إعلان النصر أمر سابق لأوانه وخطير، مؤكداً أنه لن يتم التوصل إلى قرار حقيقي إلا عندما تتوقف حماس عن أن تكون تهديداً استراتيجياً، وتطلق سراح الرهائن، وتفقد السيطرة.

 

وأضاف الكاتب في مقال بصحيفة "معاريف"، أن هناك أصواتاً إسرائيلية تُعلن هزيمة حماس، وهذا ادعاء سابق لأوانه، وفي الواقع هو ادعاء كاذب، لأن "الحسم الحقيقي" لا يتلخص في عدد ضحايا حماس، أو مدى الدمار في غزة، بل في قدرة إسرائيل على فرض إرادتها على حماس، بحيث تتوقف عن كونها تهديداً استراتيجياً، وتضطر إلى التنازل عن قبضتها على السلطة.
وأشار الكاتب تحت عنوان "صباح الخير يا إسرائيل.. هل هزمنا حماس؟ استيقظ من الوهم"، إلى أن من يفهم هذا الأمر المتعلق بحماس جيداً هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تحدث عن توزيع سكان غزة على أنحاء العالم.

ما هي توابع "زلزال" ترامب في غزة؟https://t.co/LxbZpQUARC pic.twitter.com/moCwKFvYCy

— 24.ae (@20fourMedia) February 5, 2025

 


وهم خطير

وقال بوزيلوف، وهو مسؤول سابق في جهاز الأمن العام الإسرائيلي، شاباك، أن هناك اختباران أساسيان لتحديد النصر، تحقيق الأهداف المُحددة للحملة بطريقة لا يمكن للعدو أن يغيرها، وخلق واقع استراتيجي جديد، لا يستطيع العدو أن يشكل تهديداً كبيراً فيه.
ويرى الكاتب الإسرائيلي أن هذا الفحص يكشف أن إعلان الانتصار على حماس في هذه المرحلة ليس أكثر من وهم خطير، وعلى الرغم من الضربة القاسية التي تلقتها حماس وقادتها، إلا أن الحركة تواصل احتجاز الرهائن، وتشغل الخلايا المسلحة، وتحافظ على قوتها السياسية والاجتماعية في قطاع غزة، وما دامت هذه الظروف لم تتغير، فلن تُهزم حماس.
وأضاف أن العمليات العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي، ألحقت أضراراً بالغة بالقدرات العسكرية لحماس، ولكن الاختبار الحقيقي يتلخص في ما إذا كانت الحركة قد تتوقف عن كونها عامل تهديد أم لا، فعملياً، لا تزال حماس قادرة على إطلاق الصواريخ، وتنفيذ هجمات مسلحة، والسيطرة على غزة.


تعاون أمريكي

ويقول الكاتب، إنه إذا كانت إسرائيل راغبة في الحسم الحقيقي، فلابد وأن تتعاون الولايات المتحدة الأمريكية في نشر تهديد عسكري حقيقي وجاد يجعل قيادة حماس تدرك أنها لا تملك خياراً سوى الاستسلام لشروط إسرائيل. ولا يتعلق الأمر هنا فقط بشن المزيد من التفجيرات أو الاغتيالات المستهدفة، بل  أيضاً بخلق واقع لا يطاق بالنسبة لحماس، وهو ما من شأنه أن يقوض قبضتها على السلطة، ويؤدي إلى انهيارها الداخلي.
ويرى الكاتب، أن إسرائيل في الوقت الحاضر قطعت نصف الطريق فقط، وأن أي شخص يدعي أن حماس قد هُزمت بالفعل ينشر وهماً خطيراً، ينبع من تصور منفصل عن الواقع، وهو التصور الذي يروج له قادة إسرائيل، الذين يغضون الطرف عن الواقع على الأرض، مؤكداً أن "الإصرار على إعلان النصر قبل أن تتحقق الشروط الموضوعية للتحالف، هو إنكار للواقع، بدلاً من إدارته استراتيجياً".

غانتس يرحب بتصريحات ترامب عن نقل سكان قطاع غزةhttps://t.co/EZXUooYLPc

— 24.ae (@20fourMedia) February 5, 2025

 


حماس لم تُهزم

وأشار الكاتب إلى أنه حتى تلحق إسرائيل هزيمة حقيقية بحماس، يتعين عليها تحقيق جميع أهداف الحرب في غزة، وتدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وخلق واقع لا تشكل فيه غزة تهديداً لإسرائيل الآن وإلى الأبد، مؤكداً أنه طالما أن هذه الشروط لم تتحقق، فإن حماس لم تُهزم، وأية محاولة للادعاء بخلاف ذلك تنبع من الأوهام، أو المصالح السياسية.

 

مقالات مشابهة

  • صحيفة: الجيش الإسرائيلي تلقى تعليمات بعدم إدخال أي مساعدات من تركيا إلى غزة
  • كاتب إسرائيلي: إعلان الانتصار على حماس "وهم خطير"
  • صحيفة عبرية: الجيش الإسرائيلي “أخطأ” في إعلان اغتيال قادة “حماس” دون التأكد
  • عميد إسرائيلي: حماس تزداد قوة وتعود إلى وضعها السابق
  • حماس: الاحتلال الإسرائيلي يعرقل تدفق المساعدات إلى غزة
  • مطالب بمنع فريق سلة إسرائيلي من دخول إسبانيا تضامنا مع غزة
  • خبير استراتيجي: التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية يدفع حماس والجهاد للرد
  • خروقات للهدنة واستمرار الانتهاكات على الحدود.. لبنان يقدم شكوى لمجلس الأمن ضد الاحتلال الإسرائيلي
  • تحليل إسرائيلي: حماس وقفت بشجاعة في وجه معركة طويلة وأملت شروطها
  • هذا ما قالته قطر عن تأخر مفاوضات المرحلة الثانية للهدنة في غزة