مهرجان مراكش للكتاب الإفريقي 2024: لقاء يسلط الضوء على دور الكاتب في المجتمعات الإفريقية
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
شكل دور الكاتب في المجتمعات الأفريقية وتأثير الأدب على الوعي الجمعي، محور لقاء انعقد في إطار الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الإفريقي التي تتواصل فعالياتها إلى غاية 11 فبراير الجاري.
وخلال هذا اللقاء، تبادل المتحدثون الرؤى حول الزنوجة والانتماء لإفريقيا، متناولين ما ترمز إليه الكتابة باعتبارها مرآة للمجتمعات تعكس الثقافة والقيم والانشغالات والتحديات.
وقالت الروائية الفرنسية-المغربية، ياسمين الشامي، في هذا الصدد، إن الكتابة تمثل تمرينا متطلبا، ذاتي منذ البداية ومتجذر بعمق على المستويات الثقافية والجغرافية والاجتماعية.
وأبرزت أن الكتابة تساعد في تهدئة التوترات والتقريب بين المجتمعات وتعزيز فهم أفضل، موضحة أن أدب دول الجنوب يبرز الانقسامات القائمة، ويتوقف عند تأثيرات النيوليبرالية والإرث الاستعماري.
من جانبها، أوضحت الكاتبة والأكاديمية والتشكيلية الإيفوارية، فيرونيك تادجو، أن الزنوجة التي تمثل مجموعة السمات الثقافية الخاصة بالشعوب السوداء، ساهمت في تعزيز الشعور بالانتماء لإفريقيا.
كما اشارت إلى أن أعمالها تعكس التحديات المشتركة التي تواجه بعض الدول الأفريقية وأهمية تبادل المعارف بينها، على الرغم من التباينات التي قد تفصل بينها.
من جهته، قال الصحفي والكاتب والناشر الأنغولي الناطق باللغة البرتغالية، جوزيه إدواردو أغوالوزا، إنه انخرط في فعل الكتابة “اضطرارا” بهدف فهم بلاده بشكل أفضل والدور الذي ينبغي عليه أن يضطلع به فيها.
وفي معرض حديثه عن تاريخ بلاده، أبرز الكاتب قيمة الأدب واللغة في عملية النضال من أجل تحرير الشعوب.
ويروم مهرجان مراكش للكتاب الإفريقي، الذي تنظمه جمعية “نحن فن إفريقيا” (We Art africains )، الاحتفاء بالأدب والثقافة الإفريقيين، حيث بإمكان الجمهور من مختلف الأعمار المشاركة في فعاليات المهرجان والولوج بالمجان إلى جميع المواقع المحتضنة لأنشطته، من أجل تقريب الثقافة والفن من المشاركين.
وتتخلل هذه التظاهرة، التي تتيح للكتاب والجمهور الفرصة للالتقاء في أشكال ولقاءات يومية مختلفة، عروض موسيقية وقراءات وشعر. كما تركز برمجة الدورة على المستجدات العلمية والأدبية لإفريقيا، وتخصص حيزا مهما لإعادة تنشيط وتعزيز الذاكرة والروابط التي توحد بين جميع الأفارقة أينما كانوا.
ويشهد المهرجان هذه السنة، حضور العديد من الأسماء الكبيرة في الأدب الإفريقي مثل خوسيه إدواردو أغوالوسا (أنغولا)، وليلى باحساين (المغرب)، وسليمان بشير دياني (السنغال)، وعلي بن مخلوف (المغرب)، وصوفي بيسيس (تونس)، وسهام بوهلال (المغرب)، وبوم هملي (الكاميرون)، وياسمين الشامي (المغرب)، وتحفة محتاري (جزر القمر)، وفانتا درامي (موريتانيا)، وويلفريد نسوندي (جمهورية الكونغو)، وسعد خياري (الجزائر)، وميا كوتو (موزمبيق).
المصدر: مراكش الان
إقرأ أيضاً:
خلال لقاءه الأسبوعي.. ملتقى الطفل بالأزهر يسلط الضوء على صفات الشخصية المعتدلة
عقد الجامع الأزهر الندوة الأسبوعية من ملتقى الطفل الخلوق الفصيح النظيف، تحت عنوان "صفات الشخصية المعتدلة" وحاضر في الملتقى الشيخ محمد مصطفى أبو جبل، الباحث بوحدة شئون الأروقة.
وبين الشيخ محمد مصطفى أبو جبل، أن صفات الشخصية المعتدلة تنبت جذورها وتورق ثمارها من خلال التأسي بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ،مصداقا لقول الله عز وجل (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).
واستعرض الباحث بإدارة شئون الأروقة بعضا من سمات الشخصية المعتدلة التي تأخذ من أخلاق وسيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم، وتتمثل في القدوة الحسنة في جعل حياة الانسان المسلم من أقوال وأفعال وحركات وسكنات وهيئات كلها مصدقة لقاعدة الخلق الصالح، وقال رسول الله ملخصا بعثته الشريفة "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاق" وفي روايةٍ (صالحَ) الأخلاق، ومنها التحلي بالصدق والأمانة وعدم الفجور في الخصومة، مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم" أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ"، وكذا النصح بطريق اللين وعدم الفضيحة والعلانية.
وأضاف: من الأساليب النبوية التربوية في النصيحة: التوجيه والنصح بطريق التعميم ـ دون ذكر اسم صاحب الخطأ ـ، فكان صلوات الله وسلامه عليه يُعْلِمُ بالخطأ ويذمُّه، وينصح المخطئ ولا يُشهِّر به أمام النَّاس، فكثيراً ما كان يقول صلى الله عليه وسلم: (ما بال أقوام؟)، وقال الشافعي: تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي وجنِّني النصيحةَ في الجماعة
واختتم الباحث حديثه، قائلا: إن اختيار الصحبة الصالحة أمر ضروري ؛ وذلك لأن الصاحب ذو الخلق الحسن هو مقياس الانسان وبه يوزن خلقه قال رسول الله: إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَالجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً.