ديفيد هيرست: غزة ستكبد بايدن وستارمر ثمنا باهظا كما فعلت العراق ببوش وبلير
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
يركز مقال مطول نشره الصحفي ديفيد هيرست، رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" البريطاني الضوء على ما يصفه بـ"الثمن الباهظ" الذي سيتعين على الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس حزب العمال البريطاني كير ستارمر دفعه، بسبب دعمهما اللامحدود للحرب الإسرائيلية على غزة، والتي تحولت إلى عدوان واسع وأبشع عملية إبادة جماعية وتدمير منذ الحرب العالمية الثانية.
ويقول هيرست إن التاريخ سيكون قاسيا بشدة على هؤلاء القادة السياسيين الذين برروا وتسامحوا مع التطهير العرقي الذي تمارسه إسرائيل في غزة، وتهدمها قطعة قطعة منذ 4 أشهر.
ويضيف: لقد تم تدمير الأحياء السكنية، وتفجير الجامعات، والمستشفيات، والمكتبات، وتم إبادة العائلات التي تشكل عماد المجتمع في بيوتها حيث تجمعوا بشكل جماعي.
ويردف: هلكت صفوف الطبقة الوسطى من أطباء وصحفيين وأكاديميين ورجال أعمال، وقُصفت قوافل المساعدات. يصطف الجوعى من أجل الحصول على حصة من الطعام، ويُقتل كل مَن يحاول الفرار سيراً على الأقدام على يد القناصة الإسرائيليين.
ويقول هيرست إن تلك المشاهد تذكرنا بأبشع جرائم الحرب العالمية الثانية.
اقرأ أيضاً
استطلاع في 16 دولة عربية: السياسة الأمريكية تجاه حرب غزة سيئة
ضرر انتخابيويبدي الكاتب تعجبه مما يصفه بعدم اكتراث بايدن وستارمر بالمخاطر التي قد تطالهما جراء دعمهما الحرب الإسرائيلية في غزة، لأنَّ كل سياسي يضع اعتبارات السلطة فوق المبادئ، لكن بايدن وستارمر يسيران عكس هذا الاتجاه بوقاحة، على حد قوله.
ويضيف: ربما توقّع المرء أن يكونا أكثر حذراً قبل المضي قدماً وراء إسرائيل في طريق الخزي والعار التاريخي، لأنَّ كل يوم تستمر فيه هذه الحرب يثبت أنَّ نتنياهو ليس الرجل الذي تراهن بمستقبلك على نجاحه.
وقد تحوَّلت الحرب الإسرائيلية في غزة إلى عبء انتخابي، لاسيما مع دخولها الآن شهرها الخامس دون ظهور أي علامة على انتهائها قريباً، بحسب هيرست.
اقرأ أيضاً
بسبب دعم إسرائيل.. تراجع شعبية حزب العمال البريطاني بين المسلمين
اللحظة الفاصلةويقول الكاتب إنه إذا كان "الملف المراوغ" الخاص بأسلحة الدمار الشامل غير الموجودة لدى صدام حسين هو اللحظة التي ضحى فيها بلير بثقة الشعب البريطاني، فإنَّ نهاية شعبية ستارمر بين المسلمين البريطانيين جاءت ممَّا كان ينبغي أن تكون مقابلة روتينية مع محطة "LBC" الإذاعية البريطانية.
سأل نيك فيراري ستارمر عمَّا إذا كان لإسرائيل الحق في قطع الكهرباء والمياه عن قطاع غزة. أجاب ستارمر: "أعتقد أنَّ إسرائيل لديها هذا الحق، بالتأكيد يجب تنفيذ كل شيء في إطار القانون الدولي، لكنني لا أريد الابتعاد عن المبادئ الأساسية التي تقضي بأنَّ إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها، وتتحمّل حركة حماس المسؤولية الكاملة عن كل ما يحدث".
سرعان ما تراجع ستارمر عن هذا الكلام، لكنها كانت اللحظة الفاصلة.
وبالمثل، جاءت اللحظة الفاصلة بالنسبة لبايدن عندما شكَّك في صحة عدد الضحايا الذي أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية.
وقال بايدن: "ليس لدي أدنى فكرة أنَّ الفلسطينيين يقولون الحقيقة بشأن عدد القتلى"، وهو ما يتناقض تناقضاً مباشراً مع تقييم منظمة الأمم المتحدة ووكالات حقوق الإنسان الدولية بأنَّ تلك البيانات المعلنة موثوق بها.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيان أرسله إلى وكالة "رويترز": "نواصل إدراج بياناتهم في تقاريرنا، ومن الواضح أنَّها تستند إلى مصادر موثوقة".
تسبَّب كلا التصريحين في قلب موازين الرأي العام، وأحدثا تأثيراً مدمراً على الناخبين المسلمين على جانبي المحيط الأطلسي.
اقرأ أيضاً
استطلاع: انخفاض شعبية بايدن إلى 37%
أصوات المسلمينويلفت هيرست إلى استطلاع رأي نُشر يوم الإثنين، 5 فبراير/شباط الجاري، يظهر تدهوراً كبيراً في شعبية حزب العمال بين المسلمين البريطانيين.
وأظهرت بيانات جمعتها مؤسسة "Survation"، بتكليف من المجموعة المسلمة في حزب العمال البريطاني، المعروفة باسم "شبكة العمال المسلمين" (LMN)، أنَّ 60% من المستطلعين المسلمين البريطانيين قالوا إنَّهم سيصوتون لحزب العمال عند سؤالهم عن الحزب الذي يفضلون التصويت لصالحه. تُمثّل هذه النتيجة تراجعاً بنسبة 26% في دعم مسلمي بريطانيا الذين استطلعت نفس المؤسسة آراءهم في عام 2019.
وفي الوقت نفسه أكَّد 43% فقط من المستطلعين أنَّ صوتهم سيذهب من جديد لصالح حزب العمال في حين لم يحسم 23% أمرهم بعد.
تراجع التأييد المطلق لحزب العمال من 72% في عام 2021 إلى 49% في عام 2024، حيث أفاد 38% من مسلمي بريطانيا أنَّ وجهة نظرهم تجاه الحزب أصبحت أكثر سلبية على مدى الـ12 شهراً الماضية.
انخفض الدعم لحزب العمال البريطاني بين المسلمين على نحوٍ مطرد منذ انتخابات عام 2019، لكن نقطة التحول في هذا التراجع السريع كانت في نوفمبر/تشرين الثاني، بعد شهر من الحرب في غزة.
وانخفضت نسب تأييد الحزب من 70% إلى 40% خلال 4 أشهر من الحرب.
ويقول الكاتب: اتَّضح جلياً أنَّ حدس ستارمر قاده إلى مزيد من العناد والتشبث بالرأي، فبعد وقتٍ قصير من كارثة تصريحاته في محطة "LBC" الإذاعية، حذر ستارمر جميع النواب المنتخبين من المشاركة باحتجاجات تطالب بوقف إطلاق النار.
اقرأ أيضاً
حرب غزة.. أول عمدة مسلم لنيوكاسل يستقيل من حزب العمال بسبب دعمه لإسرائيل
استقال العديد من أعضاء حكومة الظل التابعة له احتجاجاً على رفضه الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة.
ومنذ ذلك الحين، استقال أكثر من 70 عضواً من أعضاء المجالس المحلية التابعة لحزب العمال في مناطق مثل أكسفورد وبيرنلي وهاستينجز ونوريتش. يتضح الآن أنَّ استقالة واستبعاد التيار اليساري المناهض للصهيونية من الحزب أدّى إلى نتائج عكسية.
وباتت المقاعد الانتخابية الهامشية لاثنين من نواب حزب العمال البارزين – وزير الصحة ووزيرة الاستثمار في حكومة الظل، ويس ستريتنغ ورشنارا علي- مهددة، فضلاً عن مقعد النائب جون أشوورث، في مدينة ليستر، ومقعد النائب البرلماني الراحل طوني لويد، في دائرة روتشديل، حيث تجري انتخابات فرعية.
وقد يخسر حزب العمال جميع هذه المقاعد بأصوات المسلمين الحاسمة في وقتٍ لاحق من هذا الشهر.
قد يتحوّل 36 مقعداً آخر، من بينها مقعد نائبة حزب العمال، مارغريت هودج، التي اتهمت زعيم حزب العمال السابق، جيريمي كوربين، بمعاداة السامية والعنصرية، إلى مقاعد انتخابية هامشية.
تنتشر المجموعات الشعبية في كل مكان مع آلاف المتطوعين المستعدين لدعم المرشحين المستقلين.
وأعلنت مجموعة شعبية تُدعى "صوت المسلمين" (TMV) أنَّها ستدعم المرشحين المستقلين بالموارد والمتطوعين والتمويل في الدوائر الانتخابية التي تعتقد أنَّ لديها مؤيدين فيها.
وقد يقرر مرشح مستقل مواجهة كير ستارمر في دائرته الانتخابية.
وترشحت بالفعل ليان محمد، وهي بريطانية فلسطينية شابة، لمنافسة ويس ستريتنغ في دائرة "إلفورد نورث" الانتخابية.
وتعهدت منظمة "Redbridge Community Action Group" الشعبية بطرح مرشح يمتلك استراتيجية قوية بشأن "القضية الفلسطينية وهيئة الخدمات الصحية الوطنية ومناهضة العنصرية وكراهية الإسلام والتعامل مع أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة".
اقرأ أيضاً
استطلاع: 57% من الأمريكيين يعارضون سياسة بايدن تجاه الحرب في غزة
الأضرار على بايدنبدوره، يحظى الرئيس الأمريكي جو بايدن بأقل دعم في ولاية ميشيجان، عندما تواجه مع الغضب المتزايد من جانب كتلة سكانية مسلمة كبيرة من أصول عربية، بدت استجابة فريق حملته الانتخابية مشابهة جداً لاستجابة كير ستارمر، ألا وهي تجاهل تصويت الكتلة العربية في الولايات المتحدة والبحث عن طرق أخرى للفوز بهذه المناطق.
ونقلت صحيفة "Politico" الأمريكية عن اثنين من مستشاري الحملة الانتخابية لبايدن لم تفصح عن هويتهما، قولهما إنَّ "دعم بايدن لإسرائيل أضر حملته الانتخابية بشدة مع وجود كتلة تصويتية كبيرة من من السكان العرب الأمريكيين في ولاية ميشيجان، ويسعى فريق حملته جاهداً لإيجاد طرق أخرى للفوز بتلك الولاية المتأرجحة الحاسمة".
وتحتضن مدينة ديربورن في ولاية ميشيجان أكبر عدد من السكان العرب الأمريكيين.
وأصبحت هذه المدينة مركزاً لحملة وطنية ضد إعادة انتخاب بايدن.
ووصف مقال رأي نُشر في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية مدينة ديربورن بـ"عاصمة الجهاد في أمريكا"، نتيجة لذلك تعزز وجود الشرطة المحلية في المدينة.
ودشَّن نشطاء من ولايات ميشيجان ومينيسوتا وأريزونا وويسكونسن وفلوريدا وجورجيا ونيفادا وبنسلفانيا حملة بعنوان "التخلي عن بايدن".
تجدر الإشارة إلى أنَّ 6 ولايات منها ولايات متأرجحة قادرة على حسم نتيجة السباق الانتخابي.
وقال حسن عبدالسلام، أستاذ بجامعة منيسوتا وأحد أعضاء حملة "التخلي عن بايدن": "نبحث عن طرق لبناء آلية للتنسيق بين جميع الولايات المتأرجحة، بحيث نواصل العمل معاً لضمان ذهاب جميع الأمريكيين المسلمين للتصويت في كل هذه الولايات، وضمان أنَّ بايدن سيخسر كل ولاية منها".
اقرأ أيضاً
بسبب غزة.. حزب العمال البريطاني مهدد في الانتخابات المقبلة وزعيمه في مهب الريح
حتى لو كان البديل ترامب؟ويتساءل هيرست: لكن هل سيتواصل التخلي عن بايدن حتى لو كان المستفيد من تلك الحملة هو دونالد ترامب، عدو المسلمين؟
ويجيب: على ما يبدو، نعم، فثمة جيل جديد في طريقه لتغيير وجه الحزب الديمقراطي إلى الأبد.
وتقول جيلاني حسين، مدير فرع مجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية في ولاية منيسوتا، عندما سُئلت عن خيارات أخرى بخلاف بايدن: "لا يوجد خياران فقط، بل خيارات عديدة".
ولا يتوقع المسلمون الأمريكيون أن يتلقوا معاملة أفضل من الازدراء- أعتقد عدم الاحترام كلمة أفضل- الذي يتعرضون له في عهد بايدن.
لكن التصويت المقرر في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل على إعادة انتخاب بايدن هو فرصتهم الوحيدة لإعادة تشكيل السياسة الأمريكية.
اقرأ أيضاً
أكسيوس: بسبب غزة.. استطلاع يظهر انخفاضا كبيرا في شعبية بايدن داخل أمريكا
وفاز بايدن بولاية ميشيجان بنسبة 2.8%، حيث يُشكّل العرب نسبة 5% من هذه الأصوات.
وتحدث عبدالله حمود، أول عمدة من أصول عربية مسلمة يُنتخب لمدينة ديربورن، بوضوح شديد عما يريد من بايدن أن يفعله.
وقال حمود: "لم يشهد التاريخ حرباً حدث فيها تدمير 80% من الدولة تدميراً كاملاً ونزوح 100% من السكان ويُشكّل الأطفال 50% من إجمالي الوفيات. لم يحدث ذلك قط".
وأضاف: "بالنسبة لنا، نريد أفعالاً وليس عبارات جوفاء، يستطيع الرئيس بايدن البدء بتقييد المساعدات العسكرية لإسرائيل إذا أراد حقاً اتخاذ موقف حازم. يمكنه أيضاً الدعوة إلى وقف إطلاق النار، لأنَّ عدد القتلى من المدنيين الفلسطينيين حالياً وصل إلى 200 شخص يومياً".
ويختتم هيرست مقاله بالقول: سوف يترك رفض بايدن وستارمر الدعوة إلى وقف إطلاق النار جنباً إلى جنب مع رفضهما دعم حكم محكمة العدل الدولية، الذي يفرض على إسرائيل اتخاذ تدابير فورية تمنع انتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية، وصمة عار يتعذر محوها من المسيرة المهنية الخاصة بكلٍّ منهما.
وأردف: يعجز كلا الرجلين عن رؤية المخاطر الناجمة عن دعمهما حرب إسرائيل في غزة تماماً، كما فعل جورج بوش وتوني بلير عندما قرَّرا غزو العراق.
المصدر | ديفيد هيرست / ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: جو بايدن الرئيس الأمريكي كير ستارمر رئيس حزب العمال البريطاني غزة حرب غزة الانتخابات الامريكية حزب العمال البریطانی ولایة میشیجان بین المسلمین لحزب العمال إطلاق النار اقرأ أیضا فی ولایة فی غزة
إقرأ أيضاً:
فعلت يا حميدتي مالم يفعله عبدالله التعايشي وكتشنر مجتمعين
عصام الدين الصادق
إنتقلت قوات الدعم السريع من مربع محاربة الكيزان ودولة 56 إلي مربع محاربة كل ماهو يمت بصله إلي السودان وأهله حتي ولو كان حجراً علي قارعة الطريق
لقد تخطت هذه الحرب قحت وتقدم والكيزان والاحزاب مجتمعه وحتي الدعم السريع والحركات المسلحه أصبح الجميع لايتعدي دوره دور أحجار قطع الشطرنج التي لا حول لها ولا قوه تحركها أيادي في الهواء الطلق والبعض يري ويسمع ولكنهم يضعون اصبعهم في أذانهم من الصواعق ومن لايضع اصابعه علي أذنيه يسبَح في زهايمر السياسه او يتوكأ علي عصا شيخوختها
لم تعد تنطلي علي أحد تلك المسرحيات الصدئه القميئه علي هذا الجيل الذي دُفع علي ترك السلميه وحمل البندقيه التي كان يُقتل بها بالأمس واليوم يُقتل بها الأبرياء من بني جلدته في كل مكان لم يُترك لهذا الجيل إلا خيار الدفاع عن عرضه وشرفه لا يهم الان من هم الذين إندسو بين هذا الشباب لأن حرب التطهير أصبحت لا تفرق بين الشرق او الغرب او الشمال الإنتهاكات أصبحت في كل مكان لم يعد احداً آمناً في بيته
تؤخذ سيارتك وبيتك ومالك وينتهك عرضك وتحرق الحواشات بمحاصيلها إذا لم يكن هذا إستعماراً كيف يكون الاستعمار إذن
نتفائل ونتسائل لقد توقفت الحرب من سيحكم السودان عائلة بن زايد ؟
البرهان أم حمدتي ؟
أم سيحكمان سوياُ ؟
أم سيكون للمستنفرين ثوار الامس قول أخر؟
لا يوجد في جُراب الدعم السريع الكثير الذي ما يفاوض عليه فالتقف الحرب لنسمع ماذا يريد حمدتي وأولاد بنزايد بعد ما فعل جنودههم بالشعب السوداني
لا للحرب
alsadigasam1@gmail.com