"زيارة أضرحة الأولياء الصالحين وتلاوة القرآن الكريم"..ماذا تعرف عن مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في تونس؟
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
"زيارة أضرحة الأولياء الصالحين وتلاوة القرآن الكريم"..ماذا تعرف عن مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في تونس؟..تعتبر تونس واحدة من الدول العربية التي تحتفظ بتقاليدها وعاداتها الرمضانية الخاصة، ويعتبر شهر رمضان في تونس وقتًا للتواصل الاجتماعي والتعبد الديني، يتميز الشهر الفضيل هناك بالعديد من الطقوس والعادات التي تعكس الهوية الثقافية للبلاد.
تتواصل الأنشطة الاجتماعية والثقافية خلال شهر رمضان في تونس، وتقام المسابقات الدينية والثقافية في المساجد والمراكز الثقافية، كما يشهد الشهر الفضيل أيضًا تنظيم المحاضرات والندوات الدينية والثقافية، ويتم إقامة الأمسيات الخيرية والترفيهية، يتم تزيين المنازل والشوارع بالمصابيح والأضواء الزاهية، مما يعطي أجواء احتفالية ومميزة للشهر الكريم.
ماذا يفعل المسلمين في ليلة القدر خلال شهر رمضان في تونس؟علاوة على ذلك، تعتبر ليلة القدر من أهم الليالي في رمضان في تونس، يعتقد المسلمون أن ليلة القدر هي ليلة خاصة جدًا تحمل بالبركة والقبول، ويقومون بإحيائها بالعبادة والصلاة في المساجد، اتوجه الأسر في الليالي الأخيرة من رمضان إلى المقابر لزيارة أضرحة الأولياء الصالحين وتلاوة القرآن الكريم.
"زيارة أضرحة الأولياء الصالحين وتلاوة القرآن الكريم"..ماذا تعرف عن مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في تونس؟تُعَدُّ طقوس وعادات الاحتفال بشهر رمضان في تونس فرصة للتواصل الاجتماعي وتعزيز الروابط العائلية والاجتماعية، يجتمع الأهل والأصدقاء لتناول وجبات الإفطار والسحور، وتُعَدُّ هذه اللحظات فرصة لتبادل الأحاديث والضحكات والاستمتاع بالأجواء العائلية الدافئة.
لا يمكننا نسيان الطقس الرمضاني الخاص في تونس، حيث تعد الأجوانب الرحمة والتضامن الاجتماعي، حيث يعتبر الزكاة والصدقات من الخصائص الرئيسية لشهر رمضان في تونس، حيث يقوم الناس بتقديم التبرعات والمساعدات للفقراء والمحتاجين، يتشارك الأشخاص في توزيع الطعام والمأكولات على الأسر الفقيرة والمحتاجة خلال الشهر الكريم.
ماذا يفعل المسلمين في تونس خلال شهر رمضان؟
بعد صلاة التراويح في المساجد، يتوجه الناس في تونس إلى السوق الليلي المعروف بـ "المعارض" لشراء المواد الغذائية والحلويات الخاصة برمضان، تتوفر مجموعة واسعة من الحلويات المحلية مثل المكرونة والبقلاوة والزلابية والمعمول، يشتهر السوق الليلي بالحركة والحيوية، حيث يتجمع الناس لشراء الهدايا والملابس الجديدة للاحتفال بعيد الفطر.
أشهر وجبات الإفطار في تونس خلال شهر رمضان:
أحد الطقوس الهامة في تونس خلال رمضان هو تقديم وجبة الإفطار، والتي تعرف بـ "الإفطار" أو "الفطور"، يبدأ الإفطار عادةً بتناول حبة تمر وشربة ماء، ثم يتناول الناس وجبة رئيسية تتكون من مجموعة متنوعة من الأطباق المحلية الشهية، من بين أشهر الأطباق التي يتم تناولها خلال الإفطار في تونس هي البريك، وهو نوع من الفطائر المحشوة بالبيض والسبانخ أو اللحم المفروم والبصل، كما يتم تقديم الشوربة التونسية التقليدية "المرقة" والتمور والحلويات المحلية مثل المقروط والبسبوسة.
أشهر وجبات السحور في تونس خلال شهر رمضان:
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر السحور وجبة هامة في رمضان في تونس، يتناول الناس وجبة السحور قبل بدء صيام النهار، وتتكون من مجموعة متنوعة من الأطعمة الشهية والمغذية مثل البليتة (البطاطا المهروسة)، والمشرومة (المشروم المحمص مع البصل والتوابل)، والمكسرات والزبادي. تهدف وجبة السحور إلى تعزيز الطاقة وتحضير الجسم لصيام النهار.
بهذه الطقوس والعادات الثقافية، يحتفل الناس في تونس بشهر رمضان المبارك، يتميز هذا الشهر بروح التضامن والعبادة والتركيز على القيم الإنسانية، يعكس احتفال تونس بهذا الشهر الكريم تعدد ثقافاتها وتنوعها الاجتماعي والديني.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: خلال شهر رمضان فی تونس خلال
إقرأ أيضاً:
ماذا يكون بعد أن حكم القضاء في تونس؟
لن يكون شيء، فاذهب أيها القارئ العابر إلى مقال آخر قد تجد فائدة، فهذا الموقع غني بالأقلام الجادة. تونس لم تعد مصدرا لأي حدث جميل، عجبا أهذه تونس نبع الربيع العربي ومصدر الإلهام الديمقراطي؟ نعم، لقد وصلت تونس إلى حالة من عدم التأثير في ما حولها، بل هي تأكل نفسها مثل نار نفد حطبها. ذلك الحلم الجميل أغلق، لكن لماذا تطرح السؤال في العنوان؟ إن ذلك العنوان هو الجملة التي يطرحها على نفسه كل تونسي حمل ذلك الحلم ثم رآه يتلاشى، وقد يصل الأمر ببعض الناس إلى السير في الشوارع يكلمون أنفسهم كالزومبي. من أوصل البلد إلى هذه الحالة؟ وكيف يمكن أن يخرج مما هو فيه من بؤس سياسي؟
تحميل المسؤوليات
الجميع يبرئ نفسه ويتهم الآخرين، هذه رياضة وطنية في تونس.. الآخرون هم السبب. من هنا بدأت الأزمة التي توجتها الأحكام الجائرة في حق النخبة السياسية باختلاف الأسماء والتوجهات السياسية. انقسم الشارع الافتراضي الذي لا يزال مفتوحا؛ إلى مواقف متضادة يمكن تلخيصها في ما يلي:
- موقف الشامتين في المحكوم عليهم، يكتبه وينشره قوم من المعارضة يعيشون خيبة أمل كبيرة في النخب، ويرون أن المحكومين كانوا سببا في ما حصل وليسوا أبرياء مما أصابهم. فقد ساهموا بدرجات في ترذيل الوضع السياسي قبل الانقلاب ولم يبنوا عملهم السياسي ضمن مشروع ديمقراطي جامع، بل تحركوا بمنطق التكايد السياسي خاصة ضد حزب النهضة منذ الثورة، بل كان بعضهم مساندا ومبررا للانقلاب حتى انقلب على الجميع. وهذا الموقف ينتهي عند الشماتة المُرة ولا يبلغ مبلغ التفكير في ما بعدها، وغالبا يختم قوله بجملة محبطة "خليها تخرب على الجميع". هذا الموقف هو قمة اليأس السياسي وهو موقف واسع، ويضم كل مساكين حزب النهضة وكثير من الحالمين الذين أعادت لهم الثورة أرواحهم بعد موات وخيبت النخب آمالهم.
- موقف الحائرين الذين لا يختلفون في تحليل الوضع عن الشامتين، لكنهم يبحثون عن حل فيه ربع أمل في أن تتحول الأحكام الجائرة إلى محرض على اجتماع سياسي يمهد لوضع بديل. وهذا ما يُسمع في صفوف جبهة الخلاص أو ما تبقى منها يقف في الشارع وقفات خجولة ومترددة أو غير مؤمنة إيمانا كاملا بالمستقبل، ولكنها تقترب من رفع العتب ولا تنتج خطة فعالة للتجميع.
- موقف المتشفين من المحكوم عليهم، وهذا موقف أنصار النظام ويضم فصائل يسارية وقومية يرون في ما يجري فتح طريق لتملك السلطة زمنا طويلا ويرون في المرحلة مرحلة تنظيف. وهم غير مهتمين بالسؤال: ماذا بعد؟ فما يجري هو خطتهم، فهم السلطة. وتصدر عن هذا الموقف تهديدات بالسحل لمن يشكك في القضاء الشامخ.
وينتشر حول هذه المواقف خطاب التخلي الشامل عن كل طموح. ففئة واسعة من التونسيين ودّعت أحلامها وقالت ننتظر حكم الطبيعة، فالطبيعة لا تنسى مهماتها. ويعقبون حتى بعد حكم الطبيعة: سنجد أنفسنا في نفس الوضع القديم، فالنخب لم تقرأ درس الديمقراطية عند معلم جاد.
ألا يوجد حل؟
بلى يوجد لكنه حل روائي لنقل يوجد حل مثالي، يقوم على مراجعات جادة من قبل الجميع باستثناء المتشفين من أنصار السلطة، لكن هذه الرواية تقوم على شجاعة استثنائية لذلك فهي غير واقعية.
تحديد قائمة الأخطاء في حق المسار الديمقراطي الذي راكم تراثا لم يندثر من النفوس ومن الورق، فهناك دستور يمكن البدء منه. لم يكن "دستور الخوانجية" بل دستورا تونسيا بُذل فيه جهد واجتهاد كبير. هذه خطوة مؤسسة ومنها يستعاد العمل السياسي الجماعي بهدف واضح اسمه استعادة الديمقراطية.
هناك باب للعمل الفعلي (الميداني)، أن تؤجل الأسئلة المتعلقة بمن أخطأ أكثر من الآخرين في حق المسار، وهذا يعني أن يوقف نزيف الاتهامات بين فرقاء كثر. فكثير من الأخطاء سيردمها الفعل البنّاء إذا انطلق، وسيكون من العيب العودة إليها إذا فتح صندوق الانتخابات. فالمحاسبات تتم في وضع ديمقراطي، حينها يكون لها تأثير إيجابي، أما الآن فهي مواصلة لعملية التخريب التي تصب في مصلحة الانقلاب. من سيتجاوز أولا إلى مبدأ العمل الجماعي؟ بعد أسبوع من صدور الأحكام لم نسمع من يقول بالتجاوز وبدء العمل من الصفر.
هنا تظهر مهمة أخرى نضالية بامتياز، قطع الأمل من وصول نجدة خارجية متعاطفة مع الديمقراطية في تونس، هذه النجدة لن تأتي أبدا. "حك جلدك بظفرك"، هذا عنوان رئيسي في كل جهد قادم للخروج من الوضع البائس. لقد تخلى العالم (الديمقراطي) عن تونس، والحقيقة أنه لم يكن أبدا مع الديمقراطية في تونس أو في غيرها. فالتونسيون الذين لهم عقول يذكرون جيدا وزيرة خارجية فرنسا تعرض المساعدة العسكرية على نظام بن علي حتى الدقيقة الأخيرة قبل ركوبه الطائرة هاربا.
التونسيون عاشوا حرب الطوفان ورأوا الغرب (المُنْجِد) يدمر شعبا في غزة ويجد اللغة الكافية لتبرير فعله. وإذا صحت الأخبار عن بدء حملة دولية لتدمير الحواضن الشعبية العربية للمقاومة، فإن مرحلة جديدة من التدمير السياسي توشك أن تحل على الرؤوس. وعندنا علم بتونسيين تحسسوا الموقف الأمريكي من الانقلاب منذ عهد بايدن، فقيل لهم "حلوا مشاكلكم بأنفسكم، اللي فينا مكفينا".
لنختم بشيء من الفلسفة، فالرواية الرومانسية لن تكون غدا أو بعد عام. من الفلسفة أن نقول كان هذا الانقلاب ضروريا، فهو تمحيص وغربلة وقد صفى وغربل ونخل وقدم صورة شاملة عن النخبة السياسية التونسية، فأسقط أنصاف الزعماء وكل الأدعياء ووضح الطريق لمن يؤمن بالعمل الجماعي لبناء الديمقراطية، وقد صورناه ونواصل رؤيته على المدى البعيد حريق الغابة الذي سيمهد لنبت جديد. وهذا ليس من الشماتة ولا تشفيا في المساجين، ومن يدري فقد يولد منهم في سجونهم مؤمنون بالديمقراطية ويؤسسون من هناك لخطاب جامع.
لنغلق بمشهد تمثيلي؛ أن ينصب من تبقي معارضا للانقلاب خيمته أمام السجن ويقول "اسجنونا معهم أو نعود بهم نحو المستقبل"، ساعتها سيبدأ ربيع عربي ثان من تونس.