نظرية «البجعة السوداء» تنذر بوقوع حرب عالمية ثالثة.. تحذير خطير بسبب الصراعات
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
أحداث مشتعلة في عدة مناطق حول العالم، أهمها الحرب الإسرائيلية على غزة، وتبعاتها مع اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، وهو ما أثار الحديث عن نظرية البجعة السوداء «Black swan theory» التي قد تمهد للدخول في حرب عالمية جديدة، خاصة بعد التحذيرات المتعاقبة من قادة ومسؤولين صدرت مؤخرًا تشير إلى أنّنا على «شفا الحرب العالمية الثالثة».
وبحسب صحيفة «The Economic Times» الإنجليزية، يشير مصطلح البجعة السوداء إلى تلك الأحداث التي يصعب التنبؤ بها في سياق العمل العادي، وهي أحداث عشوائية وغير متوقعة، ولكنها ذات تأثير كبير، وتعتبر هذه الأحداث متطرفة، لأنه لا توجد بيانات سابقة يمكن أن تشير إلى حدوثها في المستقبل القريب.
وتشير نظرية البجعة السوداء إلى أحداث غير متوقعة ذات نطاق واسع يصعب التنبؤ بها، ولا يوجد نموذج علمي يمكنه التنبؤ بهذه الأحداث، ولا تحدث هذه الأحداث في مجال الأعمال والسياسة والطبيعة فحسب، بل في أسواق الأسهم أيضًا.
ويمكن تصنيف الأحداث ذات الحجم الكبير والمؤثر على أنّها أحداث البجعة السوداء الإيجابية أو السلبية، وسيكون حدث البجعة السوداء الإيجابي هو الحدث الذي له نتيجة إيجابية، فعلى سبيل المثال، ساعدنا الإنترنت في الاتصال بأي شخص تقريبًا في جميع أنحاء العالم، ولم يفكر أحد في ذلك، لكن الفوائد هائلة وتتزايد يومًا بعد يوم.
أما حدث البجعة السوداء السلبي هو الحدث الذي له نتيجة سلبية أو حجم كبير، مثل هجوم 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمي، أو إفلاس بنك ليمان براذرز، وأدى كلا الحدثين إلى انهيار الأسواق المالية في جميع أنحاء العالم، ومن الخصائص المهمة الأخرى لأحداث البجعة السوداء أنها لا تكرر نفسها، وبالتالي يصعب تصميمها.
وكان انهيار بنك ليمان براذرز في عام 2008 أحد هذه الأحداث التي فاجأت الأسواق المالية، وأحدث هذا تأثيرًا مضاعفًا ليس فقط في أسواق الولايات المتحدة، بل في الأسواق المالية في جميع أنحاء العالم.
مؤشرات تنذر بحرب عالمية ثالثةوبحسب موقع «سكاي نيوز»، فإنّ هناك عددًا من المؤشرات المُقلقة التي قد تنذر باندلاع حرب عالمية ثالثة، أهمها تصاعد القلق في الشرق الأوسط بعد الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية أميركية قبل أيام، بالإضافة إلى أحداث السابع من أكتوبر التي دفعت إلى التحذير من مخاطر التصعيد على جبهات أخرى في الشرق الأوسط.
وكان وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس حذر أنّ بلاده حاليًا تنتقل من عالم ما بعد الحرب إلى عالم ما قبل الحرب الجديدة، مشيرًا إلى أنّه من المتوقع خلال الخمس سنوات المقبلة أن تكون هناك حروب تشمل الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران، كما ذكرت صحيفة «ميرور» البريطانية شعور القلق الذي ينتاب بعض المسؤولين البريطانيين بشأن انجرار المملكة إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشرق الأوسط أحداث 7 أكتوبر حرب عالمية حرب عالمية ثالثة فی الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
على حافة الهاوية!!
عوامل كثيرة جعلت من الشرق الأوسط منطقة صراع دائم وحروب كثيرة على مدار قرون وعقود طويلة، بعضها كانت لأسباب دينية وعرقية، وأخرى كانت بهدف الاستعمار وفرض النفوذ وخلق كيان جديد فى المنطقة تحت مسمى - إسرائيل - وفى النصف الثانى من القرن الماضى كانت مصادر الطاقة والأهمية الجيوسياسية للمنطقة مدعاة لتدخلات القوى الكبرى للسيطرة على الإقليم وتأجيج الصراعات فيه، وذريعة لتواجد هذه القوى بشكل مستمر تحت مسميات مختلفة.. ومع أن هذه المنطقة قد شهدت حالة من الاستقرار النسبى عقب حرب 1973 وتوقيع اتفاقية إسلام بين مصر وإسرائيل فى ظل التوازنات العالمية بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى، إلا أن هذا الاستقرار سرعان ما تلاش بعد استئثار الولايات المتحدة بقيادة العالم، لتبدأ فى خلق الصراعات وتفجير المنطقة بداية من حرب العراق، ثم تشكيل ودعم تيارات الإسلام السياسى وأذرعتها الإرهابية المسلحة، بهدف إحداث فوضى خلاقة فى المجتمعات العربية، تسهم فى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة.
الآن بات الشرق الأوسط على حافة الهاوية، فى ظل الموجة الجديدة لنشاط ودعم تيارات الإسلام السياسى الذى ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال مشروعها الاستراتيجى الذى وضعه - برنالد لويس - عام 1980، واعتمده الكونجرس الأمريكى عام 1982، كهدف استراتيجى للولايات المتحدة الأمريكية تحت مسمى - الشرق الأوسط الجديد - الذى ظهرت ملامحه بجلاء فيما سمى بالربيع العربى لإسقاط الأنظمة العربية وإحداث الفوضى الخلاقة على يد تيارات الإسلام السياسى، ودعمها للوصول إلى الحكم وإقامة أنظمة سياسية على أساس دينى، تنتج عنه صراعات طائفية وعرقية تنتهى بتقسيم هذه الدول، وهو الأمر الذى أدركته مصر مبكرًا بمؤسساتها وشعبها العظيم الذى حطم المشروع على أرض الكنانة فى الثلاثين من يونيو عام 2013، باعتراف وزير الخارجية الأمريكى هيلارى كلينتون، عندما أكدت فى مذكراتها أن الإدارة الأمريكية عجزت عن مواجهة الأمر فى مصر.. ومن المؤكد أن الأحداث فى سوريا والمنطقة سوف تكشف عن مفاجآت كبيرة وبخاصة الصفقة التركية فى دعم تيار الإسلام السياسى لحساب أمريكا، وأيضًا التفاهمات الروسية الإيرانية الأمريكية وغيرها من المفاجآت التى ترتبط بقدرة الفصائل التى تحكم سوريا على بناء نظام سياسى يحافظ على وحدة سوريا وتنوعها السياسى والعرقى أو الانزلاق إلى الفوضى والتقسيم.
الأحداث المتسارعة فى الشرق الأوسط، تكشف عن تحديات ومخاطر هائلة تواجه الدولة المصرية بسبب نشر الفوضى الخلاقة فى الإقليم وعلى الحدود المصرية من شتى الاتجاهات، سواء فى السودان أو ليبيا وأيضًا العربدة الإسرائيلية فى غزة وعلى أكثر من اتجاه، تشكل جميعها مخاطر على الأمن القومى المصرى وتأثيرات اقتصادية كبيرة سواء فى دخل قناة السويس أو حركة التجارة والسياحة وجذب الاستثمارات وغيرها من التأثيرات السلبية نتيجة إصرار الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على إشعال المنطقة بشكل مستمر لتمرير وتحقيق أهدافهما الاستراتيجية.. لكن يبقى الأخطر والأهم هو قدرة مصر على الصمود فى مواجهة الموجات المتتالية من المخططات الأمريكية الإسرائيلية، خاصة بعد إعلان نتنياهو الصريح، بأن إسرائيل هى من ترسم خريطة الشرق الأوسط.. وهو أمر يدعو الشعب المصرى الذى صنع المعجزات، عندما سطر أعظم ثورة شعبية فى الثلاثين من يونيو، ثم استطاع دحر الإرهاب الممول والمدعوم، وفى ذات الوقت قاد أكبر عملية تحديث وتنمية شاملة غيرت وجه مصر وأعاد بناء وتحديث مؤسساته، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية الوطنية بأحدث تكنولوجيا السلاح حتى أصبحت الأولى فى الشرق الأوسط وافريقيا.. على هذا الشعب أن يفخر بما حققه فى عقد واحد فقط، وأنه الضامن الحقيقى لحماية وطنه، بل وأمته العربية.
حفظ الله مصر