تحذيرات من كارثة إنسانية ومجزرة في رفح حال اجتاحتها إسرائيل
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
توالت التحذيرات، من كارثة إنسانية هائلة، إذا اجتاحت إسرائيل مدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي تعد آخر ملاذ للنازحين في القطاع المحاصر، ويعيش فيها حاليا حوالي مليون و400 ألف فلسطيني، وذلك بعد تصديق جيش الاحتلال على عملية عسكرية فيها.
وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، من وقوع كارثة ومجزرة عالمية قد تخلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى، إذا بدأت قوات الاحتلال عملية برية في المدينة التي أمرت سكان قطاع غزة النزوح إليها منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وطالب مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار يضمن إلزام الاحتلال بوقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
كما حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من ارتكاب الاحتلال مجازر برفح المكتظة بالنازحين الذين يعيشون في ظروف إنسانية قاسية.
وقالت حركة "حماس"، إن موقف الإدارة الأمريكية بعدم دعمها الهجوم على رفح لا يعفيها من المسؤولية الكاملة عن تبعاته.
كما دعت جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس الأمن الدولي، إلى التحرك العاجل والجاد للحيلولة دون ارتكاب إبادة جماعية في مدينة رفح.
اقرأ أيضاً
إسرائيل تستعد لإجراء مليون فلسطيني من رفح.. وتحذيرات دولية
من جانبها، أشارت الرئاسة الفلسطينية، إلى أن الخطط الإسرائيلية باجتياح رفح يراد بها تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مؤكدة أن شن عملية عسكرية في المدينة المكتظة سيكون تجاوزا لكل الخطوط الحمراء، وفق تعبيرها.
وكانت الأمم المتحدة حذرت من أي عملية عسكرية في مدينة رفح، وقالت إن أي تهجير قسري جماعي يفرض على سكانها والنازحين فيها سيكون مخالفة للقانون الدولي.
ودعا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دينيس فرانسيس، إلى الاهتمام بوضع المدنيين في قطاع غزة باسم الإنسانية، وقال إنه يشعر بـ"الصدمة والقلق العميق" إزاء الأنباء المتعلقة بالعملية العسكرية المحتملة من قبل إسرائيل على رفح.
وأوضح أنه يضم صوته إلى صوت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في حماية جموع المدنيين الأبرياء الذين ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه.
وطالب رئيس الجمعية العامة الثامنة والسبعين للأمم المتحدة، "باسم الإنسانية" بأن يتم الاستماع إلى محنة هؤلاء الناس والاهتمام بهم.
وجدد مطالب الجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والامتثال لالتزامات القانون الدولي الإنساني من قبل جميع الأطراف، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن المتبقين.
اقرأ أيضاً
127 يوما من حرب غزة.. القصف يتواصل وجيش الاحتلال يصدق على اقتحام رفح
من جانبها، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن التهجير القسري المتكرر هو ما دفع سكان غزة إلى رفح، حيث أصبحوا محاصرين من دون خيارات، ويعيشون في خيام مؤقتة.
وحذرت كذلك وكالات غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)، من تبعات الهجوم الإسرائيلي على محافظة رفح، واعتبرت أن الهجوم العسكري في مثل هذه المنطقة المكتظة بالسكان قد يؤدي في النهاية إلى مقتل أعداد كبيرة من الأبرياء.
وقالت إنها لا تعرف المدة التي يمكن أن تستغرقها "مثل هذه العملية شديدة الخطورة".
وأوضح المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني: "هناك شعور متزايد بالقلق والذعر في رفح.. لأن الناس ليس لديهم أي فكرة على الإطلاق إلى أين يذهبون".
فيما دعت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار، المجتمع الدولي إلى التحرك لمنع الإبادة الجماعية في غزة، محذرة من احتمال شن القوات الإسرائيلية عملية برية على مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
وأضافت متسائلة: "الإخلاء؟ لكن أين؟ لا يوجد مكان يذهب إليه" الفلسطينيون، مشددة على أن "الفلسطينيين في غزة معرضون بشدة لخطر الإبادة الجماعية".
وقالت إن "المجتمع الدولي عليه التزام باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية".
اقرأ أيضاً
إعلام عبري: خلاف حاد بين نتنياهو وهاليفي حول هجوم رفح
وفي بيان نشرته منظمة "العفو الدولية"، عبر "إكس" (تويتر سابقا)، حذرت فيه من أن العملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة على رفح ستكون لها عواقب وخيمة على أكثر من مليون شخص غالبيتهم من النازحين.
ولفتت إلى أن صور الأقمار الصناعية تُظهر للمناطق الريفية في رفح أكواما من الخيام وغيرها من المباني المؤقتة المبنية منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وشددت "العفو الدولية"، على أنه في المناطق الحضرية في رفح، يمكن رؤية حشود من الناس والمباني المؤقتة الجديدة في الشوارع.
وأوضحت أن العديد من السكان واجهوا بالفعل موجات متتالية من النزوح، وإذا صدرت "أوامر الإخلاء" الجماعية هذه بالفعل، فإنها يمكن أن ترقى إلى مستوى "جريمة الإبعاد القسري".
وختمت المنظمة غير الحكومية، بالقول: "العملية البرية ضد رفح التي تتعرض لقصف مكثف، سيكون لها أيضا تأثير كارثي على نظام المساعدات الإنسانية بأكمله في غزة".
كما أعربت وزارة الخارجية السعودية عن قلقها من التهديد الإسرائيلي باجتياح رفح، وحذرت من تداعيات بالغة الخطورة.
اقرأ أيضاً
رويترز: مصر تعزز تواجدها الأمني على الحدود الفلسطينية مع التلويح بهجوم رفح
وطالبت الخارجية السعودية مجلس الأمن الدولي بالانعقاد عاجلا لمنع إسرائيل من اجتياح رفح والتسبب في بكارثة إنسانية يتحمل مسؤوليتها كل من يدعم الاحتلال.
وأكدت أن رفح "الملاذ الأخير لمئات الألوف من المدنيين الذين أجبرهم العدوان الإسرائيلي الوحشي على النزوح"، مشددة على "رفضها القاطع وإدانتها الشديدة لترحيلهم قسرياً".
وجددت السعودية، في البيان ذاته، "مطالبتها بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار".
وقالت إن "هذا الإمعان في انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي يؤكد ضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي عاجلاً لمنع إسرائيل من التسبب بكارثة إنسانية وشيكة يتحمل مسؤوليتها كل من يدعم العدوان".
كذلك، حذرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن، من خطورة إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والتي تأوي عدداً كبيراً من الأشقاء الفلسطينيين الذين نزحوا إليها كملاذ آمن من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وجدد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة رفض الأردن المطلق لتهجير الفلسطينيين داخل أرضهم أو إلى خارجها، مشدداً على ضرورة إنهاء الحرب على القطاع والتوصل لوقف فوري لإطلاق النار يضمن حماية المدنيين وعودتهم إلى أماكن سكناهم ووصول المساعدات إلى كافة أنحاء القطاع.
كما دعا القضاة المجتمع الدولي إلى ضرورة الاضطلاع بمسؤولياته والتحرك الفوري والفاعل لمنع تل أبيب من الاستمرار بحربها المستعرة، والتي تسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة، مشدداً على ضرورة اضطلاع مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته ودون إبطاء لمنع التدهور الخطير وفرض وقف فوري لإطلاق النار.
اقرأ أيضاً
مصادر: نتنياهو أوعز للجيش ووزارة الدفاع خطة لإجلاء المدنيين من رفح
والجمعة، ذكرت القناة "12" العبرية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن العملية البرية في رفح قد تبدأ "خلال أسبوعين".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش يعتزم إعادة آلاف الفلسطينيين إلى شمالي غزة ضمن خطة لبدء العملية البرية في رفح جنوبي القطاع.
والمحافظة هي آخر ملاذ للنازحين في القطاع وتضم أكثر من مليون و400 ألف فلسطيني بينهم مليون و300 ألف نازح من محافظات أخرى.
وتشير تقديرات دولية إلى وجود ما بين 1.2- 1.4 مليون فلسطيني في رفح بعد أن أجبر الجيش الإسرائيلي مئات آلاف الفلسطينيين شمالي قطاع غزة على النزوح إلى الجنوب.
ومنذ بداية العملية البرية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وهي تطلب من السكان التوجه من شمال ووسط القطاع إلى الجنوب بادعاء أنها مناطق آمنة لكنها لم تسلم من قصف المنازل والسيارات.
وحتى، الجمعة، وصلت العملية البرية إلى خانيونس ولم تمتد إلى رفح وإن كان الجيش الإسرائيلي نفذ غارات جوية وقصفا مدفعيا واسعا على مواقع في رفح منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي.
وإثر الفظائع المرتكبة بالقطاع، تواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية، لأول مرة بتاريخها، ما قوبل بترحيب إقليمي وعالمي لوضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب، فيما واجه ذلك معارضة أمريكية.
اقرأ أيضاً
مصر ترد على تصريحات بايدن حول إغلاق معبر رفح
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: رفح نزوح تهجير كارثة إنسانية حرب غزة إسرائيل الحرب في غزة السعودية حماس الأردن مجلس الأمن الدولی الإبادة الجماعیة عملیة عسکریة فی العملیة البریة للأمم المتحدة کارثة إنسانیة لإطلاق النار مدینة رفح اقرأ أیضا قطاع غزة وقالت إن فی غزة فی رفح
إقرأ أيضاً:
حصاد 2024.. حرب إسرائيل المدمرة في غزة بـالأرقام
يشهد قطاع غزة بعد أكثر من 14 شهرًا من العدوان الإسرائيلي، تدميراً واسع النطاق طال البنية التحتية والمرافق الحيوية، مما أسفر عن خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
أصبح القطاع يواجه وضعًا مأساويًا، حيث الجثث ملقاة في أماكن متفرقة دون دفن، وأخرى لا تزال تحت الأنقاض في ظل نقص حاد في المعدات اللازمة لانتشالها، وباتت الشوارع شبه خالية وتحولت إلى أودية من التراب، بينما تهيمن رائحة الموت والدماء على الأجواء.
القصف الجوي والمدفعي استهدف المنازل السكنية، المستشفيات، المدارس، والبنية التحتية الأساسية مثل شبكات الكهرباء والمياه، مما أدى إلى معاناة إنسانية كبيرة.
تسببت هذه الهجمات في تهجير آلاف العائلات وتدمير ممتلكات المدنيين بشكل كامل أو جزئي، بينما تمثل المستشفيات والمرافق الطبية المتضررة تحديات ضخمة أمام توفير الرعاية الصحية للجرحى والمصابين.
تعتبر آثار الدمار في غزة بمثابة انعكاس مؤلم للظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها السكان، حيث أصبح الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الطعام والماء والكهرباء شبه مستحيل.
أكثر من 45,000 شهيداوأدت الحرب الشاملة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة إلى استشهاد أكثر من 45,000 شخص، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
وفي أخر إحصائية أعلنت السلطات الطبية بقطاع غزة ارتفاع حصيلة الشهداء في إلى 45,259 شهيدا، معظمهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.
وأضافت السلطات، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 107,627 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
ووفقا للتقارير الدولية فأنه من المرجح أن يكون العدد الفعلي للشهداء المرتبطة بالحرب أكبر بكثير بسبب تأثيرات انهيار النظام الصحي، وانتشار الأمراض، والقيود الشديدة على الوصول إلى الغذاء والماء والمأوى.
وقد قدرت الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام أن أكثر من 10,000 جثة لا تزال مدفونة تحت الأنقاض.
كما منعت قوات الاحتلال الإسرائيلية في عدة مناسبات دخول المواد الأساسية مثل الغذاء والمياه والإمدادات الطبية إلى القطاع، بالإضافة إلى تأخير أو حرمان المساعدات الإنسانية.
وفي إبريل، قال فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، إن "كل عشر دقائق يقتل أو يُجرح طفل" في غزة. وأضاف أن الأطفال "يدفعون الثمن الباهظ في هذه الحرب بشكل غير متناسب".
واتهمت منظمات دولية وأممية قوات الاحتلال الإسرائيلية باستخدام القوة المميتة بشكل غير قانوني في عمليات إطلاق نار مميتة ضد فلسطينيين، بما في ذلك إعدام فلسطينيين عمداً على الرغم من أنهم لم يشكلوا أي تهديد أمني واضح.
تهجير حوالي 1.9 مليون شخصقدرت الأمم المتحدة أنه تم تهجير حوالي 1.9 مليون شخص، أي 90% من سكان غزة، قسرًا، واضطر العديد منهم إلى التنقل عدة مرات داخليا.
وأوضحت أن أقل من نصف مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى تعمل جزئيًا، والنظام الصحي في حالة انهيار، وذلك خلال الفترة التي يغطيها التقرير من أكتوبر 2023 إلى أكتوبر 2024.
انتشار الأمراضيعاني الكثيرون من الفلسطينيين في غزة جروح الحرب والأمراض المزمنة، والتي تتفاقم بسبب غياب الرعاية الصحية الأساسية والأدوية. كما دفع النزوح القسري الناس إلى ظروف معيشية غير صحية، مما يزيد من انتشار الأمراض بسرعة.
نتيجة لذلك، انتشرت أمراض جلدية وأوبئة، وأمراض الجهاز التنفسي، والإسهال، والتي من المتوقع أن تزداد مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء.
كما يعاني الأطفال في غزة من نقص في التحصينات الأساسية، مما يجعلهم عرضة لأمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال. وقد لوحظت زيادة كبيرة في حالات سوء التغذية، لكن من المستحيل إجراء فحص شامل بسبب انعدام الأمن والظروف الصعبة التي تمنع تطبيق تدابير فعالة لتخفيف آثار الصراع.
تدمير البنية التحتيةووفقا لآخر الإحصائيات الأمم المتحدة دمرت إسرائيل أكثر من نصف المباني في قطاع غزة، كما تضررت 360 ألف وحدة سكنية أخرى.
وقالت المنظمة الدولية إن صور الأقمار الصناعية أظهرت تدمير ما لا يقل عن 53 مدرسة منذ بدء الصراع .
مقتل الصحفيين وعمال الإغاثةقتل ما لا يقل عن 116 صحفيًا وعاملًا إعلاميًافي غزة، وفقًا للجنة حماية الصحفيين. واستهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلية بشكل مباشر ما لا يقل عن خمسة مراسلين فيما صنفته منظمة مراقبة وسائل الإعلام ومقرها نيويورك على أنه “جرائم حرب”، وهذا جعل حرب إسرائيل في غزة أعنف صراع على الإطلاق للصحفيين.
كما قتل عمال الإغاثة أثناء عملهم في الميدان. ووفقًا للأمم المتحدة ، فقد فقد أكثر من 250 عامل إغاثة حياتهم خلال الصراع.
الأزمة الإنسانية في غزةيواجه ما يقرب من كامل سكان قطاع غزة المجاعة بسبب النقص الشديد في الغذاء، وفقًا للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
وقالت هيومن رايتس ووتش في ديسمبر إن إسرائيل استخدمت تجويع المدنيين الفلسطينيين كسلاح حرب في قطاع غزة، وهو ما يعد جريمة حرب .