توالت التحذيرات، من كارثة إنسانية هائلة، إذا اجتاحت إسرائيل مدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي تعد آخر ملاذ للنازحين في القطاع المحاصر، ويعيش فيها حاليا حوالي مليون و400 ألف فلسطيني، وذلك بعد تصديق جيش الاحتلال على عملية عسكرية فيها.

وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، من وقوع كارثة ومجزرة عالمية قد تخلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى، إذا بدأت قوات الاحتلال عملية برية في المدينة التي أمرت سكان قطاع غزة النزوح إليها منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وطالب مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار يضمن إلزام الاحتلال بوقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني.

كما حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من ارتكاب الاحتلال مجازر برفح المكتظة بالنازحين الذين يعيشون في ظروف إنسانية قاسية.

وقالت حركة "حماس"، إن موقف الإدارة الأمريكية بعدم دعمها الهجوم على رفح لا يعفيها من المسؤولية الكاملة عن تبعاته.

كما دعت جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس الأمن الدولي، إلى التحرك العاجل والجاد للحيلولة دون ارتكاب إبادة جماعية في مدينة رفح.

اقرأ أيضاً

إسرائيل تستعد لإجراء مليون فلسطيني من رفح.. وتحذيرات دولية

من جانبها، أشارت الرئاسة الفلسطينية، إلى أن الخطط الإسرائيلية باجتياح رفح يراد بها تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مؤكدة أن شن عملية عسكرية في المدينة المكتظة سيكون تجاوزا لكل الخطوط الحمراء، وفق تعبيرها.

وكانت الأمم المتحدة حذرت من أي عملية عسكرية في مدينة رفح، وقالت إن أي تهجير قسري جماعي يفرض على سكانها والنازحين فيها سيكون مخالفة للقانون الدولي.

ودعا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دينيس فرانسيس، إلى الاهتمام بوضع المدنيين في قطاع غزة باسم الإنسانية، وقال إنه يشعر بـ"الصدمة والقلق العميق" إزاء الأنباء المتعلقة بالعملية العسكرية المحتملة من قبل إسرائيل على رفح.

وأوضح أنه يضم صوته إلى صوت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في حماية جموع المدنيين الأبرياء الذين ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه.

وطالب رئيس الجمعية العامة الثامنة والسبعين للأمم المتحدة، "باسم الإنسانية" بأن يتم الاستماع إلى محنة هؤلاء الناس والاهتمام بهم.

وجدد مطالب الجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والامتثال لالتزامات القانون الدولي الإنساني من قبل جميع الأطراف، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن المتبقين.

اقرأ أيضاً

127 يوما من حرب غزة.. القصف يتواصل وجيش الاحتلال يصدق على اقتحام رفح

من جانبها، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن التهجير القسري المتكرر هو ما دفع سكان غزة إلى رفح، حيث أصبحوا محاصرين من دون خيارات، ويعيشون في خيام مؤقتة.

وحذرت كذلك وكالات غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)، من تبعات الهجوم الإسرائيلي على محافظة رفح، واعتبرت أن الهجوم العسكري في مثل هذه المنطقة المكتظة بالسكان قد يؤدي في النهاية إلى مقتل أعداد كبيرة من الأبرياء.

وقالت إنها لا تعرف المدة التي يمكن أن تستغرقها "مثل هذه العملية شديدة الخطورة".

وأوضح المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني: "هناك شعور متزايد بالقلق والذعر في رفح.. لأن الناس ليس لديهم أي فكرة على الإطلاق إلى أين يذهبون".

فيما دعت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار، المجتمع الدولي إلى التحرك لمنع الإبادة الجماعية في غزة، محذرة من احتمال شن القوات الإسرائيلية عملية برية على مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.

وأضافت متسائلة: "الإخلاء؟ لكن أين؟ لا يوجد مكان يذهب إليه" الفلسطينيون، مشددة على أن "الفلسطينيين في غزة معرضون بشدة لخطر الإبادة الجماعية".

وقالت إن "المجتمع الدولي عليه التزام باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية".

اقرأ أيضاً

إعلام عبري: خلاف حاد بين نتنياهو وهاليفي حول هجوم رفح

وفي بيان نشرته منظمة "العفو الدولية"، عبر "إكس" (تويتر سابقا)، حذرت فيه من أن العملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة على رفح ستكون لها عواقب وخيمة على أكثر من مليون شخص غالبيتهم من النازحين.

ولفتت إلى أن صور الأقمار الصناعية تُظهر للمناطق الريفية في رفح أكواما من الخيام وغيرها من المباني المؤقتة المبنية منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وشددت "العفو الدولية"، على أنه في المناطق الحضرية في رفح، يمكن رؤية حشود من الناس والمباني المؤقتة الجديدة في الشوارع.

وأوضحت أن العديد من السكان واجهوا بالفعل موجات متتالية من النزوح، وإذا صدرت "أوامر الإخلاء" الجماعية هذه بالفعل، فإنها يمكن أن ترقى إلى مستوى "جريمة الإبعاد القسري".

وختمت المنظمة غير الحكومية، بالقول: "العملية البرية ضد رفح التي تتعرض لقصف مكثف، سيكون لها أيضا تأثير كارثي على نظام المساعدات الإنسانية بأكمله في غزة".

كما أعربت وزارة الخارجية السعودية عن قلقها من التهديد الإسرائيلي باجتياح رفح، وحذرت من تداعيات بالغة الخطورة.

اقرأ أيضاً

رويترز: مصر تعزز تواجدها الأمني على الحدود الفلسطينية مع التلويح بهجوم رفح

وطالبت الخارجية السعودية مجلس الأمن الدولي بالانعقاد عاجلا لمنع إسرائيل من اجتياح رفح والتسبب في بكارثة إنسانية يتحمل مسؤوليتها كل من يدعم الاحتلال.

وأكدت أن رفح "الملاذ الأخير لمئات الألوف من المدنيين الذين أجبرهم العدوان الإسرائيلي الوحشي على النزوح"، مشددة على "رفضها القاطع وإدانتها الشديدة لترحيلهم قسرياً".

وجددت السعودية، في البيان ذاته، "مطالبتها بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار".

وقالت إن "هذا الإمعان في انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي يؤكد ضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي عاجلاً لمنع إسرائيل من التسبب بكارثة إنسانية وشيكة يتحمل مسؤوليتها كل من يدعم العدوان".

كذلك، حذرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن، من خطورة إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والتي تأوي عدداً كبيراً من الأشقاء الفلسطينيين الذين نزحوا إليها كملاذ آمن من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

وجدد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة رفض الأردن المطلق لتهجير الفلسطينيين داخل أرضهم أو إلى خارجها، مشدداً على ضرورة إنهاء الحرب على القطاع والتوصل لوقف فوري لإطلاق النار يضمن حماية المدنيين وعودتهم إلى أماكن سكناهم ووصول المساعدات إلى كافة أنحاء القطاع.

كما دعا القضاة المجتمع الدولي إلى ضرورة الاضطلاع بمسؤولياته والتحرك الفوري والفاعل لمنع تل أبيب من الاستمرار بحربها المستعرة، والتي تسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة، مشدداً على ضرورة اضطلاع مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته ودون إبطاء لمنع التدهور الخطير وفرض وقف فوري لإطلاق النار.

اقرأ أيضاً

مصادر: نتنياهو أوعز للجيش ووزارة الدفاع خطة لإجلاء المدنيين من رفح

والجمعة، ذكرت القناة "12" العبرية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن العملية البرية في رفح قد تبدأ "خلال أسبوعين".

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش يعتزم إعادة آلاف الفلسطينيين إلى شمالي غزة ضمن خطة لبدء العملية البرية في رفح جنوبي القطاع.

والمحافظة هي آخر ملاذ للنازحين في القطاع وتضم أكثر من مليون و400 ألف فلسطيني بينهم مليون و300 ألف نازح من محافظات أخرى.

وتشير تقديرات دولية إلى وجود ما بين 1.2- 1.4 مليون فلسطيني في رفح بعد أن أجبر الجيش الإسرائيلي مئات آلاف الفلسطينيين شمالي قطاع غزة على النزوح إلى الجنوب.

ومنذ بداية العملية البرية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وهي تطلب من السكان التوجه من شمال ووسط القطاع إلى الجنوب بادعاء أنها مناطق آمنة لكنها لم تسلم من قصف المنازل والسيارات.

وحتى، الجمعة، وصلت العملية البرية إلى خانيونس ولم تمتد إلى رفح وإن كان الجيش الإسرائيلي نفذ غارات جوية وقصفا مدفعيا واسعا على مواقع في رفح منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي.

وإثر الفظائع المرتكبة بالقطاع، تواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية، لأول مرة بتاريخها، ما قوبل بترحيب إقليمي وعالمي لوضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب، فيما واجه ذلك معارضة أمريكية.

اقرأ أيضاً

مصر ترد على تصريحات بايدن حول إغلاق معبر رفح

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: رفح نزوح تهجير كارثة إنسانية حرب غزة إسرائيل الحرب في غزة السعودية حماس الأردن مجلس الأمن الدولی الإبادة الجماعیة عملیة عسکریة فی العملیة البریة للأمم المتحدة کارثة إنسانیة لإطلاق النار مدینة رفح اقرأ أیضا قطاع غزة وقالت إن فی غزة فی رفح

إقرأ أيضاً:

«الخارجية» تستنكر استغلال إسرائيل للحرب في غزة ومحاولة التوسع الاستيطاني غير القانوني

أدانت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية يوم السبت 29 يونيو، قرار الحكومة الإسرائيلية بالمصادقة على شرعنة خمس بؤر استيطانية في الضفة الغربية والتخطيط لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة، في استمرار وإمعان واضح فى سياسة انتهاك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وفى مقدمتها القرار رقم 2334.

واستنكرت مصر بشدة استغلال إسرائيل للحرب الدائرة في قطاع غزة في تكريس المزيد من التوسع الاستيطانى غير القانونى، ومحاولة تغيير الوضع القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، مشددة على أن استمرار إسرائيل في تلك الإجراءات غير الشرعية يستهدف تقويض فرص حل الدولتين، والذى يتأسس على احترام الحقوق الشرعية غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطينى، ويُعد الطريق الأوحد للسلام الشامل والدائم.

ودعت مصر، المجتمع الدولي للتدخل لوقف الإجراءات والممارسات غير القانونية الإسرائيلية، والانتهاكات المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني، وتكثيف الجهود من أجل الإنهاء الفورى للوضع الإنسانى الكارثي فى قطاع غزة.

عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة

ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي مستمرا في عدوانه على قطاع غزة حتى اليوم السبت 29 يونيو 2024، الذي يوافق اليوم ال267 منذ بداية عدوانه، الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، بعدما أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية، شارة البداية لمعركة طوفان الأقصى.

وارتفع عدد شهداء غزة جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 37834 شهيدا، حسبما أعلنت الصحة الفلسطينية، وأضافت أن عدد الإصابات ارتفع إلى 86858 مصابا.

وحثّ الرئيس الأمريكي، جو بايدن في وقت سابق، حركة حماس، والاحتلال الإسرائيلي على دعم مقترح يتضمن التالي:

- عودة الفلسطينيين في غزة إلى منازلهم، في المرحلة الأولى.

- وفي المرحلة الثانية يتم تبادل كل الأسرى الأحياء بما في ذلك الجنود الإسرائيليين.

- المرحلة الثالثة تشمل إعادة إعمار قطاع غزة.

ولكن الاحتلال الإسرائيلي، رفض المقترح المقدم من قِبل الولايات المتحدة لمجلس الأمن الدولي، بعدها.. زاعمًا أن أمريكا غيرت موقفها بشأن مصالح إسرائيل.

اقرأ أيضاًالخارجية المصرية تخصص فرق عمل ميدانية بمكة والمشاعر المقدسة بحثا عن المصريين المفقودين

رئيس جامعة قناة السويس يستقبل مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق

جمعة يشيد ببيان الخارجية المصرية حول إدانة العمليات الإسرائيلية في رفح الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • وزير فلسطيني: قطاع غزة يعيش كارثة غير مسبوقة ووصلنا لحد المجاعة (فيديو)
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: نطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولتنا وتطبيق قرارات الشرعية الدولية
  • أجندة التوسع الإسرائيلي.. حرب غزة والطاقة واحتياطات الغاز
  • تحذيرات من كارثة إنسانية في اليمن: تقرير دولي يُنذر بعواقب وخيمة للصراع والانقسام المالي
  • لماذا أعلنت إسرائيل استمرار العملية العسكرية في حي الشجاعية لعدة أسابيع؟
  • «وول ستريت» تكشف خطة إسرائيل لإدارة قطاع غزة بعد الحرب.. ما الفقاعات الجغرافية؟
  • الصحة الفلسطينية تحذر من كارثة جديدة خلال 48 ساعة.. ما القصة؟
  • «الخارجية» تستنكر استغلال إسرائيل للحرب في غزة ومحاولة التوسع الاستيطاني غير القانوني
  • مصر تدين قرار الاحتلال شرعنة خمس بؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية
  • كارثة جديدة.. 40 شهيدًا و224 مصابًا جراء ارتكاب 3 مجارز في قطاع غزة