البوابة نيوز:
2025-04-11@01:15:04 GMT

عن الجريمة الكبرى في حق الدين

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT

سألنى عن  الجريمة الكبرى وعن  الطامة الكبرى فقلت الجريمة الكبرى أنهم أقنعوه اتباع الرسالة المحمدية أن الرسالة خارج المصحف، أما الطامة الكبرى أن المؤمنين أقنعوا بذلك تماما وتم إلغاء الآية بالمروية، وانتصرت المروية المزورة والمنسوبة زورًا للنبى على الآية التى جاء بها الرسول وانتهى الأمر!

* تعالوا إلى الموضوع

 الدين مكوناته 3

عروته الوثقى وأركانه والصراط المستقيم 

إغفال العروة الوثقى تماما واستبدال الأركان وتغييب الصراط المستقيم من حياة الناس  نهائيا! 

الصراط نمشى عليه فى الدنيا ويحتوى 9 محرمات لكل أهل الأرض وهو غير موجود فى الآخرة 

الأركان وردت فى سورة البقرة 62

العروة الوثقى هى أساس العقد مع الله وتقوم على إسلام مقرون بإحسان (لقمان 22)

الإحسان مصطلح مركب فى كتاب الله يحتوى 3 أفعال، (آل عمران 134)

بعيدا عن الشريعة ومكوناتها الـ7 والتى هى ليست موضوع مقالنا اليوم، حيث إن مقالنا اليوم عن الدين فقط والجريمة التى حدثت له والحقيقة الصادمة التى يجب أن يعلمها القاصى والدانى.

ونقول الدين يتكون من 3 مكونات فقط وهى العروة الوثقى والأركان والصراط المستقيم، والحقيقة الصادمة أنهم أهملوا العروة الوثقى تماما وتجاهلوها ولم يتكلم عنها أحد طوال 14 قرنا، إهمال غريب، أما الأركان أركان الإسلام فقد استبدلوها بأخرى عن طريق مروية متضاربة مع كتاب الله ومنسوبة  للنبى، أما الصراط المستقيم الذى هو محرمات الدين الـ9 فقد غيبه الشافعى من الحياة تماما وقال للناس أنهم سيمشون عليه هناك يوم القيامة وأنه غير موجود بالدنيا أصلا، وبهذا الثلاثى العجيب فقد تم ضرب الدين فى مقتل وانتهى أمره تماما عبر ضرب مكوناته الثلاثة ولا حول ولا قوة إلا بالله، ومهمتنا اليوم أن نعيد الاعتبار لمكونات الدين الثلاثة فنحدث الناس عن العروة الوثقى التى هى العقد الأساسى مع الله للانتماء للدين، ونشرح بنودها وأن نخبر المؤمنين بالأركان الأصلية الحقيقية الثلاثة  للدين للإسلام وأن نعيد الصراط المستقيم الى الحياة كى يمشى الناس فى الدنيا عليه، قبل موتهم وقبل الساعة وقبل البعث وقبل الحساب.

أولًا: العروة الوثقى

هل تعرف أساس العقد مع الله أو ما يسميه الله فى كتابه (بالعروة الوثقى)، وكتاب الله به (عروتين وثقتين).

عقدين عقد لدخولك الإسلام وعقد لانتسابك للإيمان 

1- (عروة) أو عقد انتسابك للدين.                 

2- (عروة) أو عقد انتسابك للشريعة فى صورتها الأخيرة.

راجع عقد الدين   (لقمان 22).               

راجع عقد الشريعة (البقرة 256)

أولا: عقد انتسابك للدين (إسلام + إحسان)

والإسلام هو التوحيد

أما الإحسان فهو 3 فى المصحف طبعا (الإنفاق والعطاء فى مختلف الظروق) + (كظم غيظ) +( كفر بالانتقام) ولقد عرف الله المحسنين بثلاث صفات قال تعالى “الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)” آل عمران

نص العقد أو العروة

وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (22) لقمان

ثانيا: عقد انتسابك الشريعة

الكفر بكل أنواع وألوان الإكراه

(الكفر بالطاغوت  + الإيمان بالرسالة الخاتمة)

لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) البقرة

ثانيا: أركان الإسلام الدين العالمى الحصرى فى المصحف 3 فقط لكل أهل الأرض، وهى موجودة فى سورة البقرة الآية  62.

الركن الأول هو الإيمان بوجود الله.       

والركن الثانى هو الإيمان بوجود الحساب فى النهاية.

والركن الثالث هو  العمل الصالح الناتج عن الإيمان بوجود الله  والإيمان بأن هناك حساب قال تعالى:   (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)".

ولكن تم استبدالها بمروية بنى الإسلام على 5 الشهيرة المزورة المخالفة للمصحف وآياته، والناس للأسف لا تسير وفق كتاب الله نهائيا ولا تعرف أركان الإسلام الصحيحة وبالتالى  لا تسير وفقا لها وتلغى كلام الله بمرويات مخالفة لآياته منسوبة زورا للنبى  وعليه مثلا تم اهمال العمل الصالح مثلا وهو ركن الإسلام الركين واستبداله بالحرص على إقامة شعائر الشريعة شعائر الملة ال4، فصارت شعيرة الصلاة هى عماد الدين، رغم أن الجنة ندخلها بالعمل الصالح حصرا ولاندخلها اذا صلينا 50 مرة فى اليوم قال تعالى (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (72) الزخرف 

حيث تم إلغاء أركان الإسلام الثلاثة المذكورة بكتاب الله  تماما  لصالح مروية مؤلفة مخالفة للمصحف منسوبة ذورا للرسول، ومؤلفها لايعرف الفرق بين الدين والشريعة فجعل من شرائع وطقوس الشريعة  فى صورتها الأخيرة (الأربعة) (الصلاة والزكاة والصيام والحج) أركانا للدين العالمى لكل أصحاب الشرائع جميعا  وأضاف اليهم ما اطلقوا عليه الشهادتين، أى الايمان بالله والايمان بالرسول الخاتم فكفرهم جميعا وهذا مضحك ومثير للشفقة وعبثى وكاشف لجهل صاحبه وجعلنا نكفر كل غيرنا لأنهم لا يقومون بهم، بينما كل من هو مؤمن بالله ومؤمن بالحساب ويعمل صالحا هو مسلم حسب المصحف، اما من يؤمن بالشريعه الخاتمة فهو مؤمن حسب المصحف، والمصحف يضم كل أصحاب الشرائع الملل الذين هادوا والنصارى والذين آمنوا فى دين واحد ويسميهم المسلمين استنادا على الأركان الثلاثة لدين الله الواحد الذى اسمه الإسلام.

  ثالثا الصراط المستقيم

والصراط المستقيم الذى سنسير عليه فى الدنيا وطوال حياتنا موجود فى سورة الانعام 151 و152 و153 لكنهم لايقرأون المصحف، يستخدمونه فى الرقية وسرادقات العزاء وامة محمد تقرأ الفاتحة 17 مرة كل يوم  فى 17 ركعه تصليها يوميا وتسأل الله 17 مرة فى صلاتها  يوميا أن يهديها الله الى الصراط المستقيم، وتقول ضمن الفاتحة (اهدنا الصراط المستقيم)، لكن للأسف أمة محمد لا تعرف ما هو الصراط المستقيم التى تدعى الله أن يهديها إياه للأسف وهذا عجيب ومثير للشفقة فى آن معا. 

الصراط لمن لا يعرف عبارة عن 9 محرمات علينا أن نلتزم جميعا بهم فى حياتنا وتعاملاتنا وهم محرمات لكل أهل الأرض وهم محرمات الدين عموما لاتباع أى ملة يهودى  مسيحى مؤمن وبعيدا عن محرمات الشريعة الخاتمة الـ5 فإن محرمات الدين أو (الفرقان) لكل أهل الأرض، أو ما يسميه الله فى رسالته الخاتمة (الصراط المستقيم) 

1-الشرك بالله {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا —} (الأنعام 151)

2-عقوق الوالدين { وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (الأنعام 151)

3-قتل الأولاد من إملاق أو خشية إملاق {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} (الأنعام 151)

4-ممارسة  الفواحش {وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} (الأنعام 151)

5- قتل النفس {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ} (الأنعام 151)

6-أكل مال اليتيم {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} (الأنعام 152)

7- الغش بالكيل والميزان {َأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} (الأنعام 152)

8-شهادة الزور {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} (الأنعام 152)

9-نقض العهد {وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ } (الأنعام 152)

صدق الله العظيم

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: العروة الوثقى الصراط المستقيم الصراط المستقیم

إقرأ أيضاً:

يضع وشم كافر ولا يغسل يديه.. تعرف على وزير الدفاع الأميركي

في يناير/كانون الثاني الماضي 2025 وفي جلسة استماع له في مجلس الشيوخ الأميركي، قال بيت هيغسيث مدافعا عن اختيار دونالد ترامب له: "صحيح أنني لا أملك سيرة ذاتية مشابهة لسير وزراء الدفاع خلال العقود الثلاثة الماضية، لقد وضعنا مرارا وتكرارا أشخاصا على رأس البنتاغون بالمؤهلات الصحيحة المفترضة.. إلى أين أوصلنا هذا؟".

ورغم هذه الروح الساخرة التي أبداها للسائلين له، بل والسخرية من المسار التقليدي لتعيين وزراء الدفاع في تاريخ الولايات المتحدة، واعتراض أعضاء مجلس الشيوخ، فقد ثُبّت تعيين وزير الدفاع بيت هيغسيث أخيرا وسط جدل كبير حول مؤهلاته وتاريخه المثير.

وتحوّل الرجل من جندي في الجيش الأميركي في حروب العراق وأفغانستان إلى معلق سياسي بارز في قناة "فوكس نيوز" ومن ثم المذيع المفضل لترامب كما كان يوصف، ثم أخيرا إلى منصب وزير الدفاع الأميركي.

واللافت أن هيغسيث لم يكن مجرد صوت عابر في الساحة السياسية الأميركية أو مذيع موتور، إذ اتَّسمت تصريحاته بالجرأة والتطرف، الأمر الذي جعله رمزا لتيارٍ محافظ متشدِّد يرى العالم من خلال عدسة صراع حضاري لا هوادة فيه.

فمَن بيت هيغسيث؟ وما أبرز مواقفه وتصريحاته الغريبة تجاه الإسلام والقضية الفلسطينية؟

بيت هيغسيث (يسار) وصف بأنه المذيع المفضل لترامب قبل أن يعين في منصب وزير الدفاع الأميركي (الفرنسية) سيرة موجزة

وُلد بيت هيغسيث في عام 1980 في ولاية مينيسوتا الأميركية، ووفقا لتقرير نشرته الجزيرة نت فإنه تلقى تعليمه الثانوي في مدرسة "فورست ليك" في الولاية ذاتها، قبل أن يلتحق بجامعة برينستون حيث حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية عام 2003، ثم واصل بعدها دراسته العليا في كلية "جون إف. كينيدي" التابعة لجامعة هارفارد، ونال منها درجة الماجستير في السياسات العامة عام 2013.

إعلان

بدأت أفكاره السياسية بالبزوغ خلال فترة رئاسة جورج دبليو بوش، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001. في تلك الفترة، كان طالبًا جامعيًا، وقد عبّر عن تأييده للتدخل العسكري عبر مقال نشره في صحيفة الجامعة، دافع فيه عن خيار استخدام القوة.

ومن ثم كان هيغسيث من أبرز المؤيدين لغزو العراق عام 2003، ليس فقط من منطلق نظري، بل من خلال مشاركته الفعلية كجندي في صفوف الجيش الأميركي خلال تلك الحرب، إلا أن موقفه من هذا الملف تغيّر جذريًا بمرور الوقت، ليصرّح لاحقا بعد قرابة عقدين بأن الولايات المتحدة "ما كان ينبغي لها أبدًا أن تغزو العراق".

وفي أثناء خدمته في حروب العراق وأفغانستان حصل على ميداليتين برونزيتين لشجاعته، وعقب تركه الخدمة العسكرية اتجه إلى العمل السياسي والإعلامي، ليصبح وجها مألوفا في قناة "فوكس نيوز" منذ عام 2014.

كما ألف كتابًا بعنوان "في الميدان" (In the Arena) في 2016، وفيه عبّر عن آرائه حول القيادة الأميركية والصراعات العالمية.

وبحسب ما ورد في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، فإن ترشيحه لمنصب وزير الدفاع جاء كجزء من رؤية ترامب لتعيين شخصيات متشددة في إدارته الجديدة، مما يعكس ثقة الرئيس الأميركي في مواقف هيغسيث الجريئة، بل وصفت الصحيفة هذا التعيين بمثابة استعراض للقوة.

ومن بين هذه المواقف الجريئة التي أعلنها هيغسيث صراحة انتقاده لمفهوم "التنوع هو قوتنا" في الجيش الأميركي، ففي فبراير/شباط 2025، وصف هيغسيث عبارة "التنوع هو قوتنا" بأنها "أغبى عبارة في تاريخ الجيش"، معبرا عن رفضه لسياسات التنوع والشمولية والمساواة في القوات المسلحة.

وقد تساءل ذات مرة عن سبب اختيار الجنرال تشارلز كوينتون براون جونيور المعروف بـ"سي كيو براون"، كأول أميركي من أصل أفريقي يقود هيئة الأركان المشتركة في الفترة ما بين 2023 و2025، وقد أُقيل براون من منصبه مع مجيء هيغسيث، الأمر الذي أثار جدلا واسعا حول مواقفه من التنوع في الجيش.

الجنرال سي كيو براون أُقيل من منصبه رئيسا لهيئة الأركان المشتركةمع مجيء هيغسيث (رويترز) تصريحاته حول الإسلام.. رؤية صليبية أم خطاب كراهية؟

لكن ما يلفت النظر في هيغسيث ليس فقط خلفيته العسكرية اليمينية أو دوره الإعلامي، بل لغته الحادة التي لا تعرف المهادنة، وخاصة ما يتعلق بتصريحاته حول الإسلام والمسلمين في قضايا مختلفة.

إعلان

لم يُخفِ بيت هيغسيث يوما رؤيته المتشددة تجاه الإسلام، وهي رؤية يراها البعض امتدادًا لفكر "الحروب الصليبية" الحديثة، فيقول في كتابه "في الميدان": "الإسلام، وخاصة الإسلاموية، قائم على تقاليد دينية مُغلقة ومُتصلبة".

تبدو هذه النظرة المتشددة تجاه الإسلام بصورة جلية حين نفتش في كتابه السابق عن المؤثرات الفكرية التي اعتنقها وزير الدفاع الأميركي في هذه الرؤية التي تصف الإسلام والإسلاموية على حد وصفه بالانغلاق والتصلب، فسنجد مع النظرة الصليبية التاريخية التقليدية، تأثرا واضحا بأفكار فرانسيس فوكوياما حول نهاية التاريخ، وضرورة صدام الحضارات وخاصة الإسلام الذي يعد مهددا لعصر ما بعد الحداثة.

تظهر أفكار هيغسيث جلية في أثناء انتقاده تقليل عدد القوات الأميركية في العراق بعد 2011، ففي كتابه السابق يرى -وهو الشاهد في الوقت عينه- أن زيادة القوات عام 2007 في العراق وتغيير الإستراتيجية الأميركية كان التطبيق الفعال للقوة الأميركية اللازمة لتحقيق نتيجة جيدة.

يقول: "تُثبت دروس هذا الجهد -بالإضافة إلى فائدة الإدراك المتأخر- أن أميركا المنخرطة والعدائية والقوية أكثر فعالية من أميركا الخجولة والمعتذرة التي تقود من الخلف".

ويبدي هيغسيث موقفا متعصبا من الحركات الإسلامية كافة، ويحذر من خطرها وضرورة الوقوف أمامها، ففي كتابه "في الميدان" نراه يقول: "الإسلاموية الزاحفة -وهي حركة مكرّسة لفرض هيمنة الإسلام ونشره بوسائل سلمية وعنيفة على حد سواء- تتقدم، في حين تتراجع المساواة الأميركية. متى وأين ستتوقف؟ لن تتوقف إلا إذا نهض المواطنون الصالحون وواجهوها".

وهو يدرك أن كثيرا من أطروحاته وتصريحاته تتسم بالعدائية الشديدة والتطرف ويعترف بهذا حين يصفُ النقاد موقفه هذا بالتعصب، ولكن من وصفهم بالمواطنين الصالحين ممن يخوضون غمار الواقع يدركون أن الأمر لا علاقة له بالتعصب، "بل بكل ما يتعلق بالحفاظ على مبادئ جمهوريتنا الهشة وشريان حياتها. المسألة تتعلق بأميركا فقط".

هيغسيث يرى في كتابه "الحملة الصليبية الأميركية" أن الحل الشامل للفترة الحالية من التاريخ الأميركي تستدعي حملة أميركية صليبية (الجزيرة)

ومع هذه المواقف وفي عام 2020 أصدر بيت هيغسيث كتابه الآخر، والأكثر إثارة للجدل بعنوان "الحملة الصليبية الأميركية" (American Crusade)، وفيه نرى بوضوح لا ريبة فيه أن هيغسيث يصارع بلا هوادة كل من يخالف أفكاره السياسية والدينية التي تنحو منحى التطرف اليميني الجلي، ويرى أن معظم هذه التيارات الفكرية يسارية كانت أم إسلامية أشد خطرا على واقع ومستقبل الولايات المتحدة.

إعلان

ولهذا السبب يرى أن امتلاك الولايات المتحدة لأقوى اقتصاد وأقوى جيش في العالم لا يُعفي مؤسساتها الثقافية والتعليمية التي يصفها بـ "روح أميركا" من خضوعها "للفساد اليساري"، وأنه لا تكفي القوة العسكرية والثروة العالمية وحدهما للحفاظ على مبادئ أميركا التأسيسية، ومن ثم فإن الحل من وجهة نظره يكمن في "الهزيمة الحاسمة لليسار، لا يمكن، ولن تتمكن أميركا من البقاء على قيد الحياة بطريقة أخرى".

بل يذهب هيغسيث إلى أبعد من ذلك في كتابه هذا، ويعلن أن الحل الشامل للفترة الحالية من التاريخ الأميركي "تستدعي حملة أميركية صليبية. نعم، حرب مقدسة من أجل قضية الحرية الإنسانية العادلة".

وفي الكتاب ذاته يكشف وزير الدفاع الأميركي هيغسيث عن موقفه تجاه الإسلام صراحة، ونراه لا يختلف كثيرا عن كتابه السابق "في الميدان" فهو يرى أن "الإسلاموية المستمدة مباشرة من الإسلام والقرآن، هي النظرة العالمية الأكثر تماسكا وانتشارا، بل والأكثر عدوانية على كوكب الأرض اليوم".

ومن هذا المنطق فهو يرى أن ما وصفهم بالمسلمين المعتدلين "لا يحاربون الإسلاميين فحسب، بل يحاربون أيضًا الجزء الأعظم من العقيدة والتاريخ والتقاليد الإسلامية، وإن جوهر الإسلام الحقيقي أقرب إلى الإسلاميين منه إلى المعتدلين".

وكما دعا إلى إعمال الروح الصليبية الكامنة في المجتمع الأميركي للتخلص من لوثة اليسار المستولي على روح أميركا في مؤسساتها الثقافية والتعليمية والسياسية، فإن الأمر عينه يجب أن يحصل مع من وصفهم بالإسلاميين.

يقول في موضع آخر: "كما تصدى الصليبيون المسيحيون الأوائل جحافل المسلمين في القرن الثاني عشر، سيحتاج الصليبيون الأميركيون اليوم إلى استجماع الشجاعة نفسها ضد الإسلاميين… فإلى جانب الشيوعيين الصينيين وطموحاتهم العالمية، تُعدّ الإسلاموية الخطر الذي يتهدد الحرية في العالم".

إعلان

ولهذا السبب يرى هيغسيث أن المعركة صفرية "لا يمكن التفاوض معها (أي الإسلاموية) أو التعايش معها أو فهمها، بل يجب تهميشها وسحقها".

أما الأمر الذي أثار الجدل في أواخر مارس/آذار الماضي وسط هذه الغابة من التصريحات والأفكار، حين ظهر وزير الدفاع الأميركي في أثناء زيارته إلى قاعدة بيرل هاربر-هيكام الجوية والبحرية، وفيها شارك مع الجنود في تدريبات اللياقة البدنية، وقد أظهرت إحدى الصور وَشما على ذراع هيغسيث يحمل كلمة "كافر" مكتوبة باللغة العربية خلال مشاركته في التدريبات مع الجنود.

كما ظهرت أسفل كلمة "كافر" عبارة "Deus Vult" باللاتينية التي تعني "إرادة الإله"، وهي الكلمة التي كانت شعارا لعامة الناس من الأوروبيين المتحمسين حين أعلن البابا أوربان الثاني عام 1095 انطلاقة الحملات الصليبية على العالم الإسلامي في مجمع كليرمونت بوسط فرنسا، وهو الأمر الذي يؤكد أن هيغسيث متشبع بعصر الحروب الصليبية على الشرق الإسلامي بحمولاته الثقافية والعقدية إلى حد الثُّمالة.

هيغسيث ينشر على صفحته صورة يظهر فيها وعلى ذراعه وشم "كافر" (مواقع التواصل) دعم مطلق لإسرائيل وتصريحات نارية

وإذا كانت مواقف هيغسيث من الإسلام والإسلاميين والتاريخ الإسلامي متشددة إلى هذه الدرجة، فإن نظرته إلى الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي لا تقل حدة، إذ يعتبر هيغسيث إسرائيل "حليفا إستراتيجيا لا غنى عنه" للولايات المتحدة، ويدعم بقوة سياساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقد زار إسرائيل عدة مرات حيث رصدت الصحافة الإسرائيلية أهم تصريحاته، ففي الزيارة الأولى التي قام بها في يونيو/حزيران 2016 والتقى أثناءها بعدد من كبار الشخصيات الإسرائيلية في فندق الملك داود في القدس ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن معلق قناة فوكس نيوز الأميركي وقتئذ هيغسيث انتقد حينها السياسة الأميركية في الشرق الأوسط بزعامة باراك أوباما، ودعا إلى ضرورة الاقتداء بإسرائيل قائلا: "أميركا قادرة على التعلم من إسرائيل" وهو العنوان الذي وضعته الصحيفة في صدارة تقريرها.

إعلان

وقصد هيغسيث من وراء تصريحه ذلك بحسب جيروزاليم بوست إلى أن تدرك الولايات المتحدة الأميركية القيم التي تتمتع بها إسرائيل، مثل إدراك الحاجة إلى "الدفاع الجماعي"، أو ثقافة امتلاك الجميع للسلاح، وامتلاك ثقافة واقتصاد قويين، "هي شيء يمكن للولايات المتحدة أن تتعلم منه" بحسب وصفه.

هذا الإلهام الإسرائيلي الذي اقتنع به هيغسيث جعله في زيارته الثانية لها في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 وأثناء الفترة الرئاسية الأولى لزعيمه المفضل دونالد ترامب لأميركا يعلن صراحة أنه "لا يوجد سبب يمنع إعادة بناء الهيكل"، وأن لشعب إسرائيل الحق الكامل في "أرض إسرائيل والحرم القدسي".

أبدى هيغسيث في هذه الزيارة تبنيًا للرواية الصهيونية بحذافيرها، فقد وصف الأراضي الفلسطينية المحتلة بيهودا والسامرة، ورأى أن المعجزات التي تحققت في تاريخ إسرائيل الحديث في إبان النشأة والظهور والانتصارات العسكرية التي حققتها واردة التكرار.

يقول: "كان عام 1917 معجزة، وعام 1948 معجزة، وعام 1967 معجزة، وفي عام 2017، كان إعلان القدس عاصمة لإسرائيل معجزة، ولا يوجد سبب يمنع معجزة إعادة بناء الهيكل في الحرم القدسي الشريف. لا أعرف كيف سيحدث، وأنتم لا تعرفون كيف سيحدث، لكنني أعلم أنه ممكن، هذا كل ما أعرفه".

وختم هيغسيث حديثه قائلا: "إحدى خطوات هذه العملية هي الاعتراف بأهمية الحقائق والأنشطة على الأرض. لهذا السبب، فإن زيارة يهودا والسامرة، مع إدراك أن السيادة على الأراضي الإسرائيلية ومدنها ومواقعها، هي خطوة حاسمة لكي نثبت للعالم أن هذه الأرض هي أرض اليهود، وأرض إسرائيل".

وخلال جلسة استماع تأكيد ترشيحه لمنصب وزير الدفاع في 14 يناير/كانون الثاني 2025، أعرب هيغسيث عن دعمه القوي لإسرائيل في حربها ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، قائلا: "أدعم إسرائيل في تدمير وقتل كل عضو من حماس"​.

إعلان

وعندما سُئل عما إذا كان يعتبر نفسه "صهيونيًا مسيحيا"، أجاب هيغسيث: "أنا مسيحي وأدعم بقوة دولة إسرائيل ودفاعها الوجودي، والطريقة التي تقف بها أميركا بجانبها كحليف عظيم".

وفي مقابلة لاحقة مع قناة فوكس نيوز بتاريخ السادس من فبراير/شباط 2025، ناقش هيغسيث اقتراح الرئيس ترامب بإمكانية تدخل الولايات المتحدة في غزة لإعادة إعمارها، مشيرًا إلى أن "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة".

ورغم قصر عُمر هيغسيث في وزارة الدفاع الأميركية، ورؤيته اليمينية المتشددة في كتبه ومقابلاته كما مرّ بنا، فإن سلسلة من التصريحات والأفكار الصادمة واللافتة لا يكفيها حجم هذا التقرير، فهو يؤمن بأن "أميركا قوية من جديد" تعني أن مصالحها مقدمة على مصالح الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بل والمؤسسات الدولية كافة.

وهو يتشكك في قضايا المناخ واتفاقياته، ويرى أن المصالح الأميركية الاقتصادية مقدمة على هذا الأمر.

كما يؤمن بأمور أكثر غرابة من ذلك، ففي عام 2019 قال إنه لم يغسل يديه منذ 10 سنوات، بل ولا يعتقد بوجود الجراثيم، وهو ما أثار انتقادا واسعًا حينها، وجاء اعتراف هيغسيث خلال نقاش في برنامجه حول تناوله شريحة بيتزا بقيت خارج الثلاجة ليوم كامل، وهو أمر لم يرَ فيه أي مشكلة على الإطلاق.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى الشهيد الصدر
  • “لجان المقاومة”: الجريمة الصهيونية المروعة في حي الشجاعية إمعان في حرب الإبادة
  • يضع وشم كافر ولا يغسل يديه.. تعرف على وزير الدفاع الأميركي
  • الزعابي: المراقبة الإلكترونية تطور شرطي في مواجهة الجريمة
  • هل هناك إثم في عدم التصدق على المتسولين؟.. أمين الفتوى يرد
  • محمد أسد المُهتدي اليهودي الذي غيرته سورة التكاثر
  • عن الدين والدولة ملاحظات أوَّلية
  • سؤال لوزير الداخلية حول معاناة سكان في سلا من الجريمة و"الكريساج"
  • المواطنة العادلة في الإسلام.. تشريع إلهي يسبق مواثيق العصر الحديث
  • استمرار بيع تذاكر جائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا1 لعام 2025