أسبوع القدس العالمي يختتم فعالياته بحملة تبرعات لأهل غزة
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
إسطنبول- اختتم أسبوع القدس العالمي فعاليات نسخته الرابعة، مساء أمس الجمعة، بتقديم علماء وهيئات إسلامية مبالغ مالية لدعم وتعزيز صمود الفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
جاء ذلك خلال فعالية مهرجان "طوفان العطاء"، عبر منصة "زوم" الافتراضية، كختام لفعاليات الأسبوع الذي انطلق في الثاني من فبراير/شباط الجاري في عدة دول، أبرزها تركيا، قطر، ماليزيا، بنغلاديش، الجزائر، موريشيوس، إندونيسيا وباكستان.
وخلال المهرجان، ركز المتحدثون على حث الناس على التبرع لصالح أهالي قطاع غزة، حيث أكدوا أهمية جهاد المال ووجوبه في ظل المعاناة التي يعيشها الناس في القطاع، مشددين على الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه المساهمات المالية في التخفيف من حدة الأزمات الإنسانية التي تواجهها العائلات في غزة.
في ختام الفعالية، بلغت قيمة التبرعات 127 ألف دولار، بالإضافة إلى إعلان الداعية التركي، إحسان شان أوجاك، عن تبرعات بلغت قيمتها حوالي 1.5 مليون دولار، جُمعت يوم الخميس الماضي من قبل رجال الأعمال والتجار في مدينة قونيا التركية، في مبادرة سميت "يوم الإنفاق".
تهدف النسخة الرابعة من أسبوع القدس العالمي إلى تفعيل دور الأمة في معركة طوفان الأقصى (هيئة علماء المسلمين) أسمى أشكال التضامنولفت شان أوجاك إلى أن هذه الأموال جُمعت من خلال تخصيص سكان المدينة لأرباح يوم واحد لصالح أهل غزة، وأشار إلى استمرار الحملة لمدة أسبوع إضافي بهدف تعزيز الدعم المقدم.
وفي إطار مشاركته بمهرجان "طوفان العطاء"، أكد الداعية محمد الحسن بن الددو أهمية الانخراط الفعّال في "طوفان العطاء"، وأشار إلى أن تسمية هذه المبادرة بـ"الطوفان" لا تأتي إلا للدلالة على عظمتها وأهميتها البالغة.
كما دعا الددو المشاركين، إلى التبرع بسخاء في سبيل دعم أهل غزة، مؤكدا أن الإنفاق في سبيل الله يُعد من أسمى أشكال الدعم والتضامن. كما شدد على ضرورة العمل بكل الوسائل الممكنة لنصرة المسجد الأقصى وإنقاذه، معتبرا التبرع لهذا الغرض من أولويات الدعم الذي يجب أن يقدمه المسلمون لإخوانهم في فلسطين.
ومن غزة، نقل مدير مستشفى الكويت التخصصي في غزة صهيب الهمص صورة مؤلمة للواقع الذي يعيشه الفلسطينيون في القطاع، داعيا العالم العربي والإسلامي إلى اتخاذ خطوات جادة وفاعلة لدعم غزة، معربا عن أن خيبة أمل الشعب الفلسطيني شديدة في رد فعل الدول العربية والإسلامية تجاه المذابح المرتكبة بحقهم.
وأوضح الهمص أن المساعدات المقدمة، مهما كانت كبيرة، لا تكفي وحدها لدعم الشعب في غزة، مؤكدا ضرورة التحرك العملي والضغط من أجل وقف إطلاق النار وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين.
ومن جانبه، أكد عبد المجيد الزنداني، رئيس هيئة علماء اليمن، على شرعية المقاومة كوسيلة لاسترداد الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددا على الدور الأساسي الذي يلعبه الجهاد بالمال في هذه دعم استمرارية هذا الطريقة.
شان أوجاك قال إن تبرعات رجال الأعمال والتجار في مدينة قونيا التركية بلغت حوالي 1.5 مليون دولار (مواقع التواصل) تعزيز الوعيوشهد أسبوع القدس العالمي، العديد من الفعاليات التي أُقيمت بهدف دعم القضية الفلسطينية وتسليط الضوء على معاناة أهالي قطاع غزة والدفاع عن حقوقهم، كما برزت القدس والدفاع عن المسجد الأقصى كأحد أهم المواضيع التي سلط عليها الضوء لاسيما مع اقتراب شهر رمضان.
ومن أبرز هذه الفعاليات، كانت مهرجانات "طوفان الأمة"، "طوفان العلماء"، "طوفان العالمات"، و"طوفان الشباب"، و"طوفان العطاء"، التي جمعت أصواتا متعددة من شتى أنحاء العالم للتعبير عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني.
إلى جانب ذلك، تمت الدعوة لتنظيم مظاهرات سلمية تطالب بوقف إطلاق النار ورفع الحصار عن قطاع غزة، مؤكدة على أهمية الحفاظ على حياة المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية. كما وجهت هيئة العلماء المسلمين دعوات بتوحيد خطب الجمعة في مساجد العالم الإسلامي، لتعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية وتوجيه الدعاء لأهالي قطاع غزة.
لم تقتصر هذه الفعاليات على الدعم المعنوي فحسب، بل شملت جمع التبرعات والمساعدات الإنسانية، بهدف تخفيف الأعباء عن كاهل العائلات المتضررة وإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي في القطاع.
يستطيعُ ربُنا جلَّ وعلا أن ينصُر هذا المسجد وهذه العقيدة بكلمةِ كُن فيكون، لكنّهُ يريدُ أن يمنحنا هذه الهِبة وهذه الفرصة لنكونَ من أهلِ النصر.
﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذبكم عَذاباً أَليما وَيستبدل قَوماً غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئاً وَاللَّهُ عَلى كُل شَيءٍ قدير﴾.#أسبوع_القدس… pic.twitter.com/2kEpgs1F57
— أسبوع القدس العالمي Alquds Global Week (@WeekPAL) February 3, 2024
تفاعل غير مسبوقوفي حديثه للجزيرة نت، قال محمد خير موسى، عضو المكتب التنفيذي لهيئة علماء فلسطين، إن "أسبوع القدس العالمي" يمثل مبادرة عالمية مفتوحة بقيادة هيئات ومؤسسات عالمية، تهدف إلى تخصيص الأسبوع الأخير من شهر رجب من كل عام، والذي يصادف ذكرى الإسراء والمعراج، وذكرى تحرير صلاح الدين الأيوبي المسجد الأقصى، كأسبوع عالمي، عبر إحيائهما بمختلف البرامج والفعاليات في مختلف البلاد.
وأوضح أن "أسبوع القدس العالمي" لهذا العام حظي بانتشار واسع وتأثير كبير، مستمدا قوته من تضحيات أهالي قطاع غزة، وأن هذه النسخة من الفعالية شهدت تفاعلا غير مسبوق في تعبير عن تفاعل الأمة مع حرب الإبادة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، بجانب الجهد التراكمي الذي قدمه المشرفون على تنفيذ الفعالية على مدار السنوات الماضية.
وأشار إلى أن نضال غزة ومقاوميها تجاوز حماية حدود الأرض الفلسطينية ليشمل الدفاع عن القيم والمبادئ الإنسانية في كل أنحاء العالم، الأمر الذي يحتم على أفراد الأمة الإسلامية تخطي مرحلة التضامن السلبي والتعاطف العابر إلى الانخراط بفعالية وجدية في الأحداث الجارية.
وأوضح موسى أن الاعتياد على الظلم والتجاهل للمجازر يعد في حد ذاته مشاركة في الجريمة، مؤكدا على ضرورة أن تكون الأحداث الجارية في فلسطين وغزة بالتحديد، دافعا للأمة لتجديد الالتزام والعمل الدؤوب نصرة للقضية ودعما لأهل غزة في مواجهة التحديات الراهنة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
هل أصبح الصمت العالمي والعجز العربي شريكين في معاناة غزة؟
بعد أكثر من 15 شهرا من العدوان الهمجي على قطاع غزة، تتواصل حرب الإبادة والتطهير العرقي وتتعدّد الأهوال والأوضاع الكارثية لأهل غزة. هذا هو حال آلاف النازحين في خيام متهالكة ومراكز إيواء لا تناسب الاستخدام البشري، جراء جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة.
الواقع الإنساني للنازحين مأساوي ومثير للقلق، وسط انعدام وسائل التدفئة، والمحروقات، والملابس، والأغطية، وغياب أي حلول دائمة لتحسين أوضاعهم المعيشية كي يتيح لهم السعي من أجل البقاء على قيد الحياة.
إلى جانب ذلك، يواجه النازحون مأساة أخرى تتمثل بغرق خيامهم ومستلزماتهم القليلة المتوفرة لديهم بمياه الأمطار ما يضاعف من معاناتهم التي خلفتها حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
الواقع الإنساني للنازحين مأساوي ومثير للقلق، وسط انعدام وسائل التدفئة، والمحروقات، والملابس، والأغطية، وغياب أي حلول دائمة لتحسين أوضاعهم المعيشية كي يتيح لهم السعي من أجل البقاء على قيد الحياة
يتركز وجود هؤلاء النازحين في منطقة المواصي الممتدة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط من جنوب مدينة دير البلح وسط القطاع وحتى شمال مدينة رفح جنوب القطاع، هذه المنطقة المقدرة بخُمس مساحة قطاع غزة، لجأ إليها على مدار أشهر الإبادة أكثر من مليون و700 ألف نازح فلسطيني، وفق معطيات نشرتها منظمة المساعدة الإنسانية الدولية أوكسفام في يونيو الماضي.
يعاني النازحون في هذه المنطقة الرملية من ظروف معيشية صعبة للغاية وسط نقص إمدادات المياه والغذاء ومستلزمات الحياة الأساسية.
وبحسب تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن عدد النازحين في قطاع غزة بلغ نحو مليونين من أصل 2.4 مليون يقطنون في القطاع.
وقالت حكومة قطاع غزة إن الاحتلال تتسبب بأزمة إنسانية مأساوية تُهدد بموت آلاف النازحين بعد اهتراء 110 آلاف خيمة تزامنا مع موجات الصقيع الشديدة.
وأضاف المكتب الإعلامي من جديد يتسبب الاحتلال بأزمة إنسانية مأساوية جديدة تُهدد بموت آلاف النازحين بعد اهتراء 81 في المئة من خيامهم بالتزامن مع دخول فصل الشتاء وموجات الصقيع الشديدة.
وأوضح أن النازحين يعيشون ظروفا قاسية تسببت خلال الأيام الماضية بوفاة خمس حالات بسبب شدة البرد ونتيجة تدمير الاحتلال للقطاع الإسكاني.
وذكر أن نحو مليون نازح يعيشون منذ أكثر من سنة كاملة في خيام مصنوعة من القماش، والتي أصبحت الآن غير صالحة للاستخدام بفعل عوامل الزّمن والظّروف الجوية. وبيّن أن نحو 110 آلاف خيمة من أصل 135 ألفا أصبحت خارج الخدمة، أي ما نسبته 81 فيي المئة من الخيام تدهورت بشكل كامل.
وأرجع المكتب الحكومي الأوضاع الكارثية في القطاع لجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الذي دمر مئات آلاف المنازل لهؤلاء المواطنين بشكل كامل، ما دفعهم للجوء إلى العيش في خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة، وندّد باستمرار الأزمة الإنسانية في القطاع وتعمقها وسط عدم وجود خطوات عملية من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية لتجاوزها.
أيام ثقيلة وعصيبة تمر على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ومليئة بالأوجاع والآلام والخسران، بينما الاحتلال يتوغل في تنفيذ مخططه لطالما حلم بتنفيذه خطوة خطوة في قطاع غزة بتنفيذ خطة الجنرالات، حيث لم يتبق إلا القليل من السكان في شمال غزة واقتطع أكثر من 80 كيلومترا مربعا في شرق غزة
أيام ثقيلة وعصيبة تمر على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ومليئة بالأوجاع والآلام والخسران، بينما الاحتلال يتوغل في تنفيذ مخططه لطالما حلم بتنفيذه خطوة خطوة في قطاع غزة بتنفيذ خطة الجنرالات، حيث لم يتبق إلا القليل من السكان في شمال غزة واقتطع أكثر من 80 كيلومترا مربعا في شرق غزة.
تأتي هذه المعاناة وسط استمرار الهجمات الجوية التي تستهدف النازحين في خيامهم ما يتسبب بمقتل وإصابة العشرات منهم، وبدعم أمريكي يرتكب الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
العدوان على غزة كشف العالم وقرارات مجلس الامن والقانون الدولي وحقوق الانسان، حيث أن هذه المؤسسات ظهرت بأنها بالية ومهترئة وأصبحت عبئا ثقيلا على الشعوب الفقيرة والمضطهدة، ما يستوجب تغييرها، في ظل ممارسة ازدواجية المعايير فيما يتعلق بالشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، بسبب الدعم الأمريكي غير المحدود للكيان الصهيوني، والصمت العالمي والعجز العربي المريب.