إسطنبول- اختتم أسبوع القدس العالمي فعاليات نسخته الرابعة، مساء أمس الجمعة، بتقديم علماء وهيئات إسلامية مبالغ مالية لدعم وتعزيز صمود الفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

جاء ذلك خلال فعالية مهرجان "طوفان العطاء"، عبر منصة "زوم" الافتراضية، كختام لفعاليات الأسبوع الذي انطلق في الثاني من فبراير/شباط الجاري في عدة دول، أبرزها تركيا، قطر، ماليزيا، بنغلاديش، الجزائر، موريشيوس، إندونيسيا وباكستان.

وخلال المهرجان، ركز المتحدثون على حث الناس على التبرع لصالح أهالي قطاع غزة، حيث أكدوا أهمية جهاد المال ووجوبه في ظل المعاناة التي يعيشها الناس في القطاع، مشددين على الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه المساهمات المالية في التخفيف من حدة الأزمات الإنسانية التي تواجهها العائلات في غزة.

في ختام الفعالية، بلغت قيمة التبرعات 127 ألف دولار، بالإضافة إلى إعلان الداعية التركي، إحسان شان أوجاك، عن تبرعات بلغت قيمتها حوالي 1.5 مليون دولار، جُمعت يوم الخميس الماضي من قبل رجال الأعمال والتجار في مدينة قونيا التركية، في مبادرة سميت "يوم الإنفاق".

تهدف النسخة الرابعة من أسبوع القدس العالمي إلى تفعيل دور الأمة في معركة طوفان الأقصى (هيئة علماء المسلمين) أسمى أشكال التضامن

ولفت شان أوجاك إلى أن هذه الأموال جُمعت من خلال تخصيص سكان المدينة لأرباح يوم واحد لصالح أهل غزة، وأشار إلى استمرار الحملة لمدة أسبوع إضافي بهدف تعزيز الدعم المقدم.

وفي إطار مشاركته بمهرجان "طوفان العطاء"، أكد الداعية محمد الحسن بن الددو أهمية الانخراط الفعّال في "طوفان العطاء"، وأشار إلى أن تسمية هذه المبادرة بـ"الطوفان" لا تأتي إلا للدلالة على عظمتها وأهميتها البالغة.

كما دعا الددو المشاركين، إلى التبرع بسخاء في سبيل دعم أهل غزة، مؤكدا أن الإنفاق في سبيل الله يُعد من أسمى أشكال الدعم والتضامن. كما شدد على ضرورة العمل بكل الوسائل الممكنة لنصرة المسجد الأقصى وإنقاذه، معتبرا التبرع لهذا الغرض من أولويات الدعم الذي يجب أن يقدمه المسلمون لإخوانهم في فلسطين.

ومن غزة، نقل مدير مستشفى الكويت التخصصي في غزة صهيب الهمص صورة مؤلمة للواقع الذي يعيشه الفلسطينيون في القطاع، داعيا العالم العربي والإسلامي إلى اتخاذ خطوات جادة وفاعلة لدعم غزة، معربا عن أن خيبة أمل الشعب الفلسطيني شديدة في رد فعل الدول العربية والإسلامية تجاه المذابح المرتكبة بحقهم.

وأوضح الهمص أن المساعدات المقدمة، مهما كانت كبيرة، لا تكفي وحدها لدعم الشعب في غزة، مؤكدا ضرورة التحرك العملي والضغط من أجل وقف إطلاق النار وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين.

ومن جانبه، أكد عبد المجيد الزنداني، رئيس هيئة علماء اليمن، على شرعية المقاومة كوسيلة لاسترداد الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددا على الدور الأساسي الذي يلعبه الجهاد بالمال في هذه دعم استمرارية هذا الطريقة.

شان أوجاك قال إن تبرعات رجال الأعمال والتجار في مدينة قونيا التركية بلغت حوالي 1.5 مليون دولار (مواقع التواصل) تعزيز الوعي

وشهد أسبوع القدس العالمي، العديد من الفعاليات التي أُقيمت بهدف دعم القضية الفلسطينية وتسليط الضوء على معاناة أهالي قطاع غزة والدفاع عن حقوقهم، كما برزت القدس والدفاع عن المسجد الأقصى كأحد أهم المواضيع التي سلط عليها الضوء لاسيما مع اقتراب شهر رمضان.

ومن أبرز هذه الفعاليات، كانت مهرجانات "طوفان الأمة"، "طوفان العلماء"، "طوفان العالمات"، و"طوفان الشباب"، و"طوفان العطاء"، التي جمعت أصواتا متعددة من شتى أنحاء العالم للتعبير عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني.

إلى جانب ذلك، تمت الدعوة لتنظيم مظاهرات سلمية تطالب بوقف إطلاق النار ورفع الحصار عن قطاع غزة، مؤكدة على أهمية الحفاظ على حياة المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية. كما وجهت هيئة العلماء المسلمين دعوات بتوحيد خطب الجمعة في مساجد العالم الإسلامي، لتعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية وتوجيه الدعاء لأهالي قطاع غزة.

لم تقتصر هذه الفعاليات على الدعم المعنوي فحسب، بل شملت جمع التبرعات والمساعدات الإنسانية، بهدف تخفيف الأعباء عن كاهل العائلات المتضررة وإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي في القطاع.

يستطيعُ ربُنا جلَّ وعلا أن ينصُر هذا المسجد وهذه العقيدة بكلمةِ كُن فيكون، لكنّهُ يريدُ أن يمنحنا هذه الهِبة وهذه الفرصة لنكونَ من أهلِ النصر.

﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذبكم عَذاباً أَليما وَيستبدل قَوماً غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئاً وَاللَّهُ عَلى كُل شَيءٍ قدير﴾.#أسبوع_القدس… pic.twitter.com/2kEpgs1F57

— أسبوع القدس العالمي Alquds Global Week (@WeekPAL) February 3, 2024

تفاعل غير مسبوق

وفي حديثه للجزيرة نت، قال محمد خير موسى، عضو المكتب التنفيذي لهيئة علماء فلسطين، إن "أسبوع القدس العالمي" يمثل مبادرة عالمية مفتوحة بقيادة هيئات ومؤسسات عالمية، تهدف إلى تخصيص الأسبوع الأخير من شهر رجب من كل عام، والذي يصادف ذكرى الإسراء والمعراج، وذكرى تحرير صلاح الدين الأيوبي المسجد الأقصى، كأسبوع عالمي، عبر إحيائهما بمختلف البرامج والفعاليات في مختلف البلاد.

وأوضح أن "أسبوع القدس العالمي" لهذا العام حظي بانتشار واسع وتأثير كبير، مستمدا قوته من تضحيات أهالي قطاع غزة، وأن هذه النسخة من الفعالية شهدت تفاعلا غير مسبوق في تعبير عن تفاعل الأمة مع حرب الإبادة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، بجانب الجهد التراكمي الذي قدمه المشرفون على تنفيذ الفعالية على مدار السنوات الماضية.

وأشار إلى أن نضال غزة ومقاوميها تجاوز حماية حدود الأرض الفلسطينية ليشمل الدفاع عن القيم والمبادئ الإنسانية في كل أنحاء العالم، الأمر الذي يحتم على أفراد الأمة الإسلامية تخطي مرحلة التضامن السلبي والتعاطف العابر إلى الانخراط بفعالية وجدية في الأحداث الجارية.

وأوضح موسى أن الاعتياد على الظلم والتجاهل للمجازر يعد في حد ذاته مشاركة في الجريمة، مؤكدا على ضرورة أن تكون الأحداث الجارية في فلسطين وغزة بالتحديد، دافعا للأمة لتجديد الالتزام والعمل الدؤوب نصرة للقضية ودعما لأهل غزة في مواجهة التحديات الراهنة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تبرعات المحسنين عبر “إحسان” تتيح منحًا تعليمية للطلاب

يجسد المحسنون عبر المنصة الوطنية للعمل الخيري “إحسان” نموذجًا للعطاء التنموي في تمكين الطلاب من تحقيق تطلعاتهم الأكاديمية، من خلال تقديم منح تعليمية شاملة بتنفيذ من جمعية دعم التعليم “تعلّم”.

ويستفيد من هذا المشروع 4286 طالبًا وطالبة في 16 تخصصًا متنوعًا، بما يعكس التزامًا راسخًا بتعزيز دور التعليم في بناء جيل واعد ومؤهل.

ويرتكز المشروع على دعم الطلاب من أبناء الأسر المتعففة عبر إتاحة فرص تعليمية متكاملة، تشمل برامج تدريبية ودورات تأهيلية تسهم في تطوير مهاراتهم الأكاديمية والشخصية، وتأهيلهم لسوق العمل، مما يفتح أمامهم آفاقًا واسعة لتحقيق إنجازات متميزة في مسيرتهم التعليمية والمهنية.

أخبار قد تهمك براسانا فينكاتيش المدير المساعد لدى شركة “مانيج إنجن”: سوق تكنولوجيا المعلومات السعودي هو الأكبر والأهم لدينا علي مستوي أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا 3 فبراير 2025 - 11:37 مساءً منصة “إحسان” تواصل استقبال طلبات الأضاحي بالشراكة مع مشروع “أضاحي” لخدمة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج 15 يونيو 2024 - 7:15 مساءً

ويهدف المشروع إلى تحقيق أثر ملموس عبر توفير منح دراسية لطلاب وطالبات الأسر المستحقة، مما يمكنهم من متابعة دراساتهم الجامعية، ويسهم في تحسين جودة حياتهم وحياة عائلاتهم، من خلال تعزيز استقرارهم الاجتماعي والاقتصادي بالاستثمار في تعليمهم. كما يدعم المشروع رفع مستوى التعليم وزيادة نسبة الكوادر الوطنية المؤهلة القادرة على قيادة التنمية في مختلف القطاعات.

كما يسهم في تعزيز معدلات التوظيف، ودعم الاقتصاد الوطني من خلال تطوير الكفاءات وزيادة الإنتاجية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تضع التعليم وتنمية القدرات البشرية في صدارة أولوياتها.

وأسهم مشروع توفير المنح التعليمية عبر “إحسان” في دعم 4286 طالبًا وطالبة، بمشاركة 27 مؤسسة، وشمل 13 منطقة في المملكة، وغطى تخصصات متنوعة تشمل الصحية، والإدارية، والهندسية، مما يعكس التزام المنصة بتعزيز فرص التعليم وتمكين الطلاب أكاديميًا ومهنيًا، كما يبرز التزام “إحسان” بتوسيع نطاق العمل الخيري ليشمل التعليم كونه ركيزة أساسية للتنمية.

ومن خلال هذه المنح التعليمية، يوفر المحسنون عبر منصة إحسان للطلاب فرصة حقيقية لبناء مستقبلهم، بما يعزز مكانة المملكة في بناء اقتصاد معرفي ومجتمع مزدهر، تماشيًا مع تطلعات رؤية 2030.

مقالات مشابهة

  • الحكومة: شركة النصر للسيارات تنتج 5 أتوبيسات كل أسبوع
  • معرض القاهرة الدولي للكتاب يختتم فعالياته اليوم.. وضيوف عرب: حدث يليق بعظمة مصر
  • بعد وكالة المساعدات.. وزارة أميركية "مهددة" بحملة ماسك
  • تبرعات المحسنين عبر “إحسان” تتيح منحًا تعليمية للطلاب
  • «الشارقة لريادة الأعمال» يختتم فعالياته بـ 14 ألف زائر
  • «جواهر الإمارات» يختتم فعالياته بحضور 7 آلاف زائر
  • وصية أبو حمزة الشاري لأهل غزة
  • بنك التنمية الاجتماعية يختتم معسكر “المراعي شيفز” التدريبي بتمكين 43 مشروعًا رياديًا في قطاع الطهي
  • رئيس مركز القدس للدراسات: زيارة نتنياهو لواشنطن تسعى إلى محاصرة إيران ومعاقبتها
  • بعد عودتهم للشمال.. ما الذي يواجه العائدين إلى منازهم المدمرة في غزة؟