بينما تتكشف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ليراها العالم أجمع في الوقت الحقيقي، لم يتمكن زعماء العالم إلا من مناقشة "وقفات التوقف" الإنسانية، بدلاً من وقف إطلاق النار.

وحتى سياق "وقف إطلاق النار" المؤقت هذا في غير محله إلى حد كبير، حيث ينصب التركيز فقط على الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس لديه أي مخاوف من أن ينتهي بهم الأمر إلى أضرار جانبية، بينما يسعى إلى الإبادة الكاملة ليس لـ"حماس" فقط، ولكن أيضًا لجميع السكان الفلسطينيين في غزة.

هكذا تتحدث رومانا وادي، في مقال لموقع "ميدل إيست مونيتور"، وترجمه "الخليج الجديد"، تعليقا على رفض نتنياهو اقتراح "حماس" بوقف القتال لمدة 135 يوما يتم خلالها إطلاق سراح جميع الأسرى تدريجيا، مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ووقف الحرب.

ورغم أن رفض نتنياهو كان متوقعا، إلا أنه لا يزال مدعوما إلى حد كبير بالخطاب الأمريكي، الذي يركز فقط على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، ويحمل "حماس" المسؤولية عن جميع الوفيات بين المدنيين في غزة، على الرغم من حقيقة أن إسرائيل هي التي تقصف القطاع بشكل كامل.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الخميس، في القدس، فيما يتعلق باقتراح "حماس": "نحن ننظر إليه بشكل مكثف، كما أعرف، حكومة إسرائيل".

وأضاف: "نحن نركز بشدة على القيام بهذا العمل، ونأمل أن نتمكن من استئناف إطلاق سراح الأسرى الذي توقف منذ عدة أشهر."

اقرأ أيضاً

خطاب الإبادة الجماعية الإسرائيلي.. الازدواجية الغربية تجرم صراخ الضحية

وبطبيعة الحال، لم يرد أي ذكر لحقيقة مفادها أن إسرائيل كانت متلهفة إلى استئناف قصف غزة، حتى أنها لم توافق حتى الآن على هدنة إنسانية هزيلة أخرى، ولا حتى لإنقاذ مستوطنيها.

ولكن على الرغم من رفض نتنياهو مجرد النظر في سلامة الأسرى الإسرائيليين، فإن أي صفقة لا تزال قيد المناقشة في سياق تأمين إطلاق سراحهم.

وهكذا، تظل الرواية تحت سيطرة إسرائيل، وكل ما تبقى للمجتمع الدولي أن يفعله، هو التظاهر بأي قلق والحديث عن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.

ووفق رومانا، فإن ما يحدث للفلسطينيين في غزة لم يكن قط مصدر قلق لزعماء العالم، الذين يتظاهرون بحل المجاعة الجماعية بشاحنات المساعدات الإنسانية التي يستهدفها الجيش الإسرائيلي، والذين أوقفوا تمويل "أونروا"، مع علمهم التام بأنهم الآن متواطئون بشكل علني، في الإبادة الجماعية.

وتتساءل: "هل الأولويات في غير محلها إلى الحد الذي يجعل زعماء العالم غير قادرين على التعبير عن ضرورة وقف إطلاق النار الدائم، كوسيلة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني؟".

قبل أن تضيف: "إن وقف إطلاق النار يجب أن يفيد الفلسطينيين أولاً وقبل كل شيء، إنهم سكان على وشك الإبادة أو التهجير الدائم، ويواجهون مجاعة جماعية كجزء من أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل".

اقرأ أيضاً

بن جاسم: "رمي الإسرائيليين بالبحر" و"رمي سكان غزة خارجها" تكشف ازدواجية المعايير الدولية 

وتنتقد الكاتبة التركيز الدولي على الأسرى الإسرائيليين الذين تبقيهم الحكومة الإسرائيلية معرضين للخطر لتحقيق "النصر الكامل" على "حماس".

وتتابع: "يجب على نتنياهو ووزرائه القتلة أن يعلموا أن الأفكار لا يمكن قتلها، وأن المقاومة ضد الاستعمار هي مفهوم بقدر ما هي عمل مشروع".

وتخلص رومانا، إلى أنه "إذا كان العالم راغباً في وقف الإبادة الجماعية، وهو متردد بشكل واضح حتى الآن في القيام بذلك، فإن الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار لابد وأن تتم مع وضع احتياجات الفلسطينيين الملحة في المقام الأول في أذهان الجميع".

وتضيف: "ليست هناك حاجة لمناقشة كيفية وقف الإبادة الجماعية، أو ما إذا كان ينبغي وقفها، لأنها تشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي".

وتزيد: "مع ذلك، فإن الحديث عن الأسرى الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم كجزء من صفقة يرفض نتنياهو قبولها، يظل هو السرد الدافع".

وتختتم: "ما هو مفقود بوضوح من الخطاب، ومع ذلك يظل مرئيًا على مرأى من الجميع، هو أن نتنياهو قد وسّع معايير ما يشكل انتهاكًا مقبولاً للقانون الدولي، وهو في حد ذاته انحراف، إلى نقطة اللاعودة، مع الإفلات التام من العقاب.. وهذا يجب أن يتوقف".

اقرأ أيضاً

الملكة رانيا تستنكر قصف غزة وازدواجية الغرب.. كيف أحرجت مذيعة CNN؟ (فيديو)

المصدر | ميدل إيست مونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة إسرائيل الاسرى الأسرى الإسرائیلیین الإبادة الجماعیة وقف إطلاق النار إطلاق سراح

إقرأ أيضاً:

عائلات أسرى الاحتلال: نتنياهو قام بخطوة مروعة.. الحل بإنهاء الحرب وإعادة الجميع

وصفت عائلات أسرى الاحتلال، خرق حكومة بنيامين نتنياهو، لاتفاق وقف إطلاق النار، واستئناف العدوان على غزة بأنه "خطومة مروعة".

ودعت عائلات الأسرى، في مؤتمر صحفي عقدته اليوم الثلاثاء، إلى "وقف الحرب فورا والتفاوض لإعادة أحبائنا جميعا".

وأضافوا: "نسأل حكومتنا ماذا يمكنكم أن تفعلوا باستئناف القتال الآن ولم تفعلوه خلال 15 شهرا؟" وتابعوا: "‏59 مختطفا ما زال يمكننا إنقاذهم وعلينا فعل كل شيء لإعادتهم ولا سبيل لذلك إلا بصفقة".

وقالت العائلات: "دفعنا أثمانا باهظة وهذه الحرب ستزهق أرواح مزيد من المخطوفين، ونطالب فورا بإتمام التفاوض على إعادة جميع المختطفين الباقين".



وأشاروا إلى أن 41 من الأسرى، "قتلوا جاء نتيجة مباشرة للتدخل العسكري في غزة، حماس لا تموت من جراء عملياتنا العسكرية بل أحباؤنا هم من يموتون" وفق قولهم.

ووجهوا رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقالوا: "رجاء تدخل فالوقت ليس في صالح الرهائن الباقين".

من جانبها نقلت القناة 12 العبرية، عن عن شقيقة الأسير القتيل إلعاد كاتسير، قولها: "القتال يزيد من فرصة ظهور المزيد من الأسرى القتلى".

وأضافت بأنه "يجب أن نعود فورا إلى المفاوضات، جميع الأسرى مقابل إنهاء الحرب، إن لم تفعلوا ذلك، فستكون أيديكم ملطخة بدماء الأسير التالي أيضا".

من جانبه قال الأسير المفرج عنه من غزة، يردين بيباس: "لقد تم أسر زوجتي وأطفالي أحياء وقتلوا في الأسر، وأخشى أن يقتل أعز أصدقائي ديفيد وأرييل كونيو اللذين ما زالا أسرى هناك".

مقالات مشابهة

  • هآرتس: إسرائيل تُعرقل وقف إطلاق النار بغزة وليس حماس
  • نتنياهو يتعهد باستمرار الحرب حتى تحقيق الأهداف.. ما حدث ليس إلا البداية
  • عائلات أسرى الاحتلال: نتنياهو قام بخطوة مروعة.. الحل بإنهاء الحرب وإعادة الجميع
  • الأورومتوسطي يحذر من تفويض دولي للاحتلال لتصعيد الإبادة الجماعية في غزة
  • “لن نوقف الحرب في غزة”.. تل أبيب تشترط إطلاق كافة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس مقابل وقف النار
  • الخارجية التركية: إسرائيل دخلت مرحلة جديدة في سياسة الإبادة الجماعية
  • عائلات أسرى إسرائيل بغزة: الحكومة اختارت التخلي عن الرهائن
  • حماس تحمّل إسرائيل مسؤولية التصعيد بغزة: نتنياهو يعرض الأسرى لمصير مجهول
  • حماس: إسرائيل تنقلب على وقف إطلاق النار وتستأنف الإبادة الجماعية بغزة
  • حماس: نتنياهو ينقلب على الاتفاق في قطاع غزة ويستأنف حرب الإبادة