صحيفة صدى:
2024-12-27@13:03:32 GMT

الخيرة فيما اختاره الله

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT

الخيرة فيما اختاره الله

أيها المتقاعد ، القناعة الأولى التي يجب أن تُؤمن بها و ترسخها في عقلك ويترجمها سلوكك ، أن مرحلة التقاعد أو فكرة الإقدام عليها هي خيرة من الله لك ، وأنها النهاية المحتومة التي يجب أن يصل إليها غالبية البشر ..

فإن كنت من الذين لا يتقبلون فكرة التقاعد ويشعرون بمشاعر مختلطة مثل :

( الرهبة والخوف والهلع والحزن والغضب والانهزامية والعصبية والكآبة والسوداوية والوحدة .

.) وغيرها من المشاعر السلبية ، وترى أن فكرة وجودك داخل المنزل بشكل دائم ما هو إلا ابتلاء ، فعليك أن تتذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه قال: “إن عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ ، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رَضِيَ فله الرِضا ، ومن سَخِطَ فله السُّخْطُ”. [صحيح] – [رواه الترمذي وابن ماجه]

فما عليك غير التسليم والرضا بقناعة تامة بمرحلة التقاعد والتعايش معها بفكر ناضج وسلوك سليم ، وهذا واجب عليك ليعظم لك الجزاء من الله سبحانه وتعالى..

أمّا إن كنت ممن سعى و أراد هذا الباب وطرقه اختياراً كان أو إجباراً لاستيفاء السن المُحدد للتقاعد ، فاعلم كل العلم بأنك في نعمة عظيمة ، قد تكون محسودًا من شريحة كبيرة من البشر العاملين والذين يطمحون إنهاء معاناتهم المهنيّة ، وأنك مُقبل على خير كبير ، فقد انتهت مراحل كثيرة و طويلة من التعب والجهد لتحقيق الذات والطموح والبحث عن الإنجازات وكسب النجاحات ، كما انتهت مراحل المنافسة الشريفة وغير الشريفة على المراكز والمناصب والكراسي الجاذبة ، وانتهت مرحلة التوتر والقلق والأرق والاحتراق الوظيفي ، انتهت مرحلة الصراع مع الذات والوقت والآخرين ..

كُن من الشاكرين الحامدين بخروجك بأقل الهزائم المرضية الجسدية والنفسية ، فمرحلة العمل ما أن تنتهي حتى نجد الجسد شبه متهالك والروح معتلّة ، فمنهم المصاب بضغط الدم أو السكري أو بعض أمراض القلب ، أو ضعف الذاكرة ، ومن كانت خسارته قليلة هو من نجده يعاني من هشاشة العظام وبعض الأمراض الباطنية ، والبعض اكتسب مع ضغط العمل القلق والتوتر والاكتئاب ونوبات الهلع ، وجميعها خيرة من الله..

مرحلة التقاعد نصل إليها بعد الكثير من المكاسب والنجاحات و الخسائر والهزائم..

ومن وجهة نظري تُعد مرحلة التقاعد مرحلة كسب الذات ، وفهمها الفهم الصحيح لإرضائها بشكل أعمق وتعويض عمّا فاتها أثناء مرحلة العمل وتدليلها الدلال التي تستحقه..

وتيقن أنك قد قضيت معظم عمرك تستمع لمن حولك وتُنفذ ما يُطلب منك طوعاً أو كراهية ، وحان الوقت الذي تستمتع فيه بنفسك ، نفسك فقط ..

يقول الكاتب جويس ماير:

” لا يوجد شيء مأساوي مثل البقاء على قيد الحياة وعدم التمتع بالحياة ، يجب الاحتفال بالحياة “..

ولا تنسَ أن ترفع دائماً شعار
(متقاعد ، لا تكلمني)..

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

بخبخي: ليبيا اليوم مجرد فكرة دولة متنازع عليها

قال يوسف بخبخي، المحلل السياسي، إن ليبيا اليوم مجرد فكرة دولة متنازع عليها، وفق تدوينة على حسابه بموقع فيسبوك.

كتب قائلًا “في الدستور: النص لا يصنع دولة،
بل الدولة تصنع نصها، وليبيا اليوم هي مشروع دولة، بل فكرة دولة متنازع عليها” وفق تعبيره.

مقالات مشابهة

  • “أرحومة” يجتمع بمدراء بعض الشركات التي قدمت خدماتها للجنة الطوارئ لمدينة سبها ومدن الجنوب الغربي
  • القناة 12 العبرية: القنبلة التي استهدفت هنية كانت في وسادته
  • فيما ”تل أبيب” تصحو وتنام على أصوات صفارات الإنذار.. صنعاء توجه صفعة أمنية قوية للـ“موساد” والـ”CIA”
  • بخبخي: ليبيا اليوم مجرد فكرة دولة متنازع عليها
  • القانونية النيابية:جعل سن التقاعد 63 عاما متوقف على موافقة الحكومة
  • الذات الدقيقة في مواجهة التهميش.. قراءة في مجموعة نافذة للصمت لهشام ازكيض
  • (أطباء القطاع الخاص) تستهجن التعليمات الجديدة لنقابتهم
  • كيف يقوّض شات جي بي تي الحافز على الكتابة والتفكير من خلال الذات؟
  • خاص| توقعات عبير فؤاد لبرج الحمل 2025.. عام السعي لتحقيق الذات
  • وزير العدل يستعرض أهم مستجدات مدونة الأسرة بعد جلسة العمل التي ترأسها جلالة الملك