رسم الناطق الرسمي باسم النازحين واللاجئين آدم رجال صورة سوداوية للأوضاع الإنسانية لمخيمات النزوح في إقليم دارفور غربي البلاد جراء توقف المساعدات الإنسانية لأكثر من عشرة أشهر.

وقال رجال في حوار مع “التغيير” إذا لم تصل المساعدات الإنسانية بصورة عاجلة سنفقد جيلا كاملا في ظل تردي الأوضاع الإنسانية داخل المعسكرات ونقص الغذاء والدواء والمياه الصالح للشرب، مضيفا: في معسكر زمزم فقط يموت 13 شخصا في اليوم.

وحمل رجال طرفي النزاع تفاقم الأوضاع بمعسكرات النازحين وقال إن الطرفين ضمائرهم ميتة ولا يحسون بمعاناة المواطنون. وطالب بضرورة تقديم الجناة إلى العدالة على ألا يفلتوا من العقاب كما حدث في عهد النظام السابق.

حوار: علاء الدين موسى

بداية ما هي الأوضاع داخل معسكرات النزوح واللجوء بإقليم دارفور؟

الأوضاع في إقليم دارفور ومخيمات النازحين ترتقي لدرجة الكارثة الإنسانية، التي تتطلب وصول المساعدات الإنسانية الطارئة (الأكل، والأدوية المنقذة للحياة، ومياه الشرب، والمأوى)، لذلك أطلقنا نداء استغاثة للمجتمع الدولي والإقليمي والمحلي بضرورة تدارك الموقف حتى لا تحدث المجاعة والموت الجماعي، خاصة بعد توقف صرف الحصص الغذائية المخصصة للنازحين من برنامج الغذاء العالمي (WFP  ) لعشرة أشهر، مما أدى إلى حدوث ندرة في المواد الرئيسية للغذاء، وعدم تمكن المجتمعات المستضيفة من زراعة المحاصيل في الخريف الماضي بسبب الحرب، وتحول الأغلبية الساحقة من المواطنين إلى غير منتجين.

* الأوضاع الإنسانية في مخيمات النزوح كارثية

 

وهل وجدتم استجابة من المنظمات العاملة في حقوق الإنسان بتقديم مساعدات عاجلة لإنقاذ الوضع؟

حتى اللحظة لم نجد استجابة، لكننا ننتظر وصول المساعدات الإنسانية، وتواصلنا مع جهات كثيرة من أجل إيقاف الكارثة الإنسانية المتوقعة في ظل نقص حاد في الغذاء بمخيمات النزوح بإقليم دارفور، بعد إهمال المجتمع الدولي لضحايا الحرب والنزوح، الأمر الذي خلق أزمة مجاعة حقيقية وتفشي الأمراض وسوء التغذية للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات بسبب عدم توفر الطعام الكافي، وهنالك عشرات الأطفال والنساء وكبار السن يموتون يوميا بسبب نقص الغذاء.

وهل لديكم إحصائية للأطفال والنساء وكبار السن الذين توفوا في المخيمات بسبب الجوع؟

ليس لدينا إحصائيات لموت الأطفال والنساء بسبب الجوع، ولكن وفي معسكر زمزم فقط يموت 13 طفلا في اليوم بمعدل موت طفلين كل ساعتين، بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء، وهذا يحدث في معسكر واحد، وإذا تم إرجاع خدمة الاتصال لإقليم دارفور سيتم الكشف عن أرقام شيب لها الوالدان، وإذا استمرت الحرب يمكن أن نفقد جيلا كاملا بسبب رفض طرفي النزاع فتح ممرات آمنة للمنظمات لإيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين بصورة عاجلة.

* الحرب الحالية ليس فيها منتصر أو مهزوم سوى المواطن

 

ولماذا لم تقوموا بتقديم طلب لطرفي النزاع لفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية لتخفيف المعاناة عن المواطنين؟

طالبنا طرفي الصراع عشرات المرات بضرورة فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين في إقليم دارفور، ولكن ضمائر وأخلاق هؤلاء ميتة ولا تساعدهم في الشعور بالمحن والظروف القاسية التي يمر بها النازحون واللاجئون في المخيمات، والحرب الحالية لن يكون فيها منتصر أو مهزوم سواء المواطن الذي فقد أرواح عزيزة.

 

نعيش في عزلة تامة عن العالم بنسب انقطاع شبكات الاتصال

 

وهل تم حصر النساء والأطفال المحتاجين للمساعدات الإنسانية العاجلة في حال تمت الاستجابة في الأيام القادمة؟

لم نعمل على حصر النساء والأطفال المحتاجين للمساعدة في الوقت الحالي، لأن كما ذكرت في الوقت الراهن يصعب التواصل في ظل انعدام شبكات الاتصال ونعيش في عزلة تامة عن العالم لأكثر من عشرة أشهر، وعندما تم قطع النت عن بورتسودان قامت الدنيا ولم تقعد، ولكن نحن في دارفور هذا الوضع أصبح طبيعيا بالنسبة لنا، وتكيفنا على العيش بلا شبكة اتصال أو كهرباء، الجميع هنا همه الأكل والشراب والعلاج، ومراكز الإيواء تعاني من أبسط مقومات الحياة وتفشت فيها الأمراض بسبب عدم توفر الدواء والغذاء والمياه الصالحة للشرب، إضافة إلى الصرف الصحي الذي أدى إلى انتشار الإسهالات المائية، وهذا الموضوع ينذر بوقوع كارثة إنسانية.

وماذا عن الانتهاكات التي مارسها طرفا النزاع في إقليم دارفور؟

مسلسل الانتهاكات في دارفور ما زال مستمرا، والمؤسف أن هذه الانتهاكات ترتكب ضد المواطنين العزل من قتل واغتصاب وتعذيب على أساس اللون والعرق الذي يمارسه طرفا النزاع في الحرب الحالية خاصة قوات الدعم السريع التي تسيطر على أجزاء واسعة من إقليم دارفور، ويجب على طرفي الصراع أن يكفوا عن هذه الانتهاكات ويعطوا التعليمات لمنسوبيهم بضرورة عدم ارتكاب هذه الجرائم، التي ترتقي للإبادة الجماعية والتطهير العرقي، ونتطلع بعد إيقاف الحرب إلى تسليم الجناة إلى العدالة بعد إعادة مؤسسات الدولة، وعلي رأسهم المطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية، باعتبار أن ذلك يعد أساس العدالة، حتى لا يتم الافلات من العقاب كما كان في السابق، ويتم في القريب العاجل محاكمة الجناة أمام القضاء العالمي والإقليمي والمحلي.

تقدمنا بعشرات الطلبات لفتح ممرات آمنة لكن ضمائر هؤلاء ميتة

 

وكيف تنظر للانتهاكات التي وقعت ضد مواطني الجنينة؟

ما حدث في الجنينة مؤسف ولا يمت للإنسانية بصلة، لأن القتل تم بطريقة عرقية، وتم حرق معسكرات النازحين تماما، وتم دفن بعض المواطنين أحياء في مقابر جماعية، وما حدث في الجنينة جريمة حرب وإبادة جماعية وتطهير العرقي، وأيضا في مدينة زالنجي تم حرق معسكر حصحيصا، وقتل الأطفال واغتصبت النساء، مما أدى إلى فرار المواطنين إلى معسكرات اللجوء بشرق تشاد، وفي زالنجي قتل أكثر من سبعة أطفال في مكان واحد بسبب الاشتباكات بين طرفي النزاع.

وهل لديكم إحصائية لعدد النازحين واللاجئين في المخيمات الموجودة في الإقليم وشرق تشاد؟

ليس لدينا إحصائية محددة في ظل عدم وجود وسائل اتصال في إقليم دارفور منذ بداية الحرب، ولكن تقدر إحصائيات النازحين واللاجئين بالملايين، وجميع هؤلاء يحتاجون للمساعدات الإنسانية العاجلة.

 

الوسومآدم رجال الأطفال المجاعة تشاد دارفور معسكرات النازحين

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأطفال المجاعة تشاد دارفور معسكرات النازحين

إقرأ أيضاً:

وهبي: لا يمكن توفير طبيب شرعي لكل إقليم بسبب ضعف أجور التشريح التي لا تتجاوز 100 درهم

كشف وزير العدل عبد اللطيف وهبي، الاثنين، عن التحديات التي تواجه توفير أطباء شرعيين في جميع أقاليم المغرب، مؤكدا أنه لا يمكن توفير طبيب شرعي لكل إقليم.

وأوضح الوزير، ردا على الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أن وزارة العدل تشتغل على هذا الموضوع عبر مرسوم لتكوين سريع لأطباء عموميين للمساعدة في هذا المجال، إلا أن ذلك يصادف قلة الإقبال على تخصص الطب الشرعي من قبل الطلاب، ويعزى ذلك جزئيا إلى ضعف أجور التشريح التي لا تتجاوز 100 درهم، قائلا: « كدير التشريح والدولة كتعطيك 100 درهم ».

وأشار وهبي إلى أن الوزارة تعمل حاليا على مراجعة المرسوم بهدف رفع التعويضات لجعل التخصص أكثر جاذبية. وكشف أن العدد الإجمالي لطلبة الطب الشرعي في المغرب يبلغ حاليا 158 طبيبا، مؤكدا على وجود خطط لفتح دورات تكوينية إضافية لزيادة هذا العدد.

وردا على انتقادات نائبة برلمانية بشأن محدودية أعداد الأطباء الشرعيين، قال المسؤول الحكومي: « ما يمكنش نولدهم هاد شي لي عطا الله… لا يوجد أطباء شرعيون، علينا الانتظار أربع سنوات من التكوين ».

كلمات دلالية أطباء شرعين التشريح عبد اللطيف وهبي

مقالات مشابهة

  • مثلث الموت والجوع والمرض يهدد حياة سكان القطاع وحماس تدعو إلى حراك عمّالي عالمي
  • الناطق الرسمي للقوات المسلحة ..الإمارات هي من تمارس السلوك الاجرامي بتزويد مليشيا آل دقلو المتمردة والارهابية بكل أنواع العتاد من الطلقة وحتى المسيرات الاستراتيجية
  • الأمم المتحدة تدعو لمنع “الكارثة الإنسانية” في قطاع غزة
  • «أونروا»: تجويع ممنهج في غزة يهدد حياة مليون طفل
  • الأمم المتحدة تجدد الدعوة لحماية المدنيين مع استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في شمال دارفور
  • “راديو فرنسا الدولي”: ​​هدف القضاء على الملاريا بحلول 2030 بعيد المنال بسبب تجميد المساعدات
  • وهبي: لا يمكن توفير طبيب شرعي لكل إقليم بسبب ضعف أجور التشريح التي لا تتجاوز 100 درهم
  • نقص التمويل يهدد بخفض نشاط مفوضية اللاجئين في العالم
  • رئيس الوزراء يطالب الأمم المتحدة بضرورة توزيع التدخلات الإنسانية على النازحين من بطش الحوثي وفي مقدمتهم النازحين في مأرب وسيئون
  • عودة النازحين السودانيين-مناورة سياسية فوق أنقاض وطن ممزق