وقائع مروعة.. موظف يروي جرائم الاحتلال الإسرائيلي خلال محاصرة مستشفى الأمل بغزة
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
يورد موقع "ذا إنترسبت" الأمريكي شهادة عامل إغاثة فلسطيني للحصار المروع الذي فرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي على أحد أبرز مستشفيات خان يونس، جنوبي قطاع غزة، وهو مستشفى الأمل، الذي قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن جيش الاحتلال اقتحمه، الجمعة 9 فبراير/شباط الجاري.
وفرض جيش الاحتلال حصارا على مستشفى الأمل لأكثر من أسبوعين، مما أدى إلى إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى المستشفى وتعميق الأزمة الإنسانية الصعبة بالفعل.
وتحدث "ذا إنترسبت" مع سليم أبو راس، منسق الإغاثة في قسم إدارة المخاطر والكوارث في الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي كان محاصرا داخل مجمع مستشفى الأمل منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي.
اقرأ أيضاً
الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مستشفى الأمل في خان يونس بغزة.. وانقطاع الاتصال مع طواقمه
كابوس لا ينتهيوقال أبوراس إن "الحصار الذي نعانيه داخل المستشفى يبدو وكأنه كابوس لا ينتهي، ورغم وجود جرحى ومتوفين خارج المستشفى، إلا أننا مشلولون وغير قادرين على مساعدتهم، حيث يستهدف قناصة الاحتلال والطائرات الإسرائيلية كل من يخرج من مبنى المستشفى".
وقد تدهورت قدرة المستشفى على رعاية المرضى وسط الحصار ونقص الإمدادات الطبية الأساسية، وهو وضع أصبح أكثر خطورة بسبب نقص مياه الشرب والغذاء.
وقال أبوراس، البالغ من العمر 30 عامًا، والذي انضم إلى الهلال الأحمر كمتطوع في عام 2011: "نواجه تحديات هائلة في تقديم خدمات الرعاية الصحية الكافية للجرحى، تعرقلها القيود التي يفرضها الاحتلال على دخول الإمدادات الطبية إلى المستشفى".
وبالنسبة لأولئك الموجودين داخل المستشفى، تم قطع الاتصالات مع العالم الخارجي إلى حد كبير.
اقرأ أيضاً
صحة غزة: إسرائيل تقصف مستشفى ناصر في خان يونس بالدبابات
نيران القناصةوللاتصال بالإنترنت باستخدام SIM CARD ، يجب على أبوراس الصعود إلى سطح المستشفى والمخاطرة بالتعرض إلى نيران القناصة.
وقال: "كان انقطاع الاتصالات مصدرًا آخر للرعب، وكل شخص محاصر في المستشفى لا يعرف شيئًا عن عائلته وأحبائه خارج المستشفى. كل ما نعرفه هو أن القصف الإسرائيلي مستمر في جميع أنحاء قطاع غزة".
وأضاف أن الحرب الحالية لا تشبه أي شيء رآه في غزة.
وتابع: "على الرغم من أنني عشت ستة اعتداءات إسرائيلية والعديد من التصعيدات، إلا أن طبيعة الإصابات التي شاهدناها خلال هذا الإبادة الإسرائيلية لقطاع غزة غير مسبوقة، لدرجة أن الطواقم الطبية غير قادرة على التعامل مع مثل هذه الحالات الحرجة بسبب تدهورها".
وفي بعض الأحيان أصدر الجنود الإسرائيليون إعلانات عبر مكبرات الصوت ليطلبوا من الناس البقاء داخل المستشفى.
اقرأ أيضاً
شهادات مروعة من جرائم إسرائيل في مستشفى كمال عدوان بغزة
قنص المدنيين بدم باردوقال أبوراس إنهم استهدفوا أيضًا المدنيين في محيط المستشفى.
ففي 28 يناير/كانون الثاني، أطلق قناص النار على رجل يبلغ من العمر 40 عاماً يُدعى عمر أبو حطب فقتله، ثم أطلق النار على رجل يبلغ من العمر 21 عاماً حاول إنقاذه، ويُدعى أحمد محارب. وتم دفن الاثنين في المستشفى.
وأوضح أبوراس: "لقد قتل الاحتلال هذين الشخصين، وهما مدنيان، بدم بارد".
اليوم الأكثر عنفاوقال إن يوم 30 يناير/كانون الثاني كان الأكثر عنفاً خلال الحصار، فالقصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي لم يتوقف أبداً، مما ألحق أضراراً بمستشفى الأمل، حيث تطايرت النوافذ والشظايا والحطام داخل المستشفى نتيجة القصف".
ويتذكر أبو راس أنه في ذلك المساء، اقتحم الجنود الإسرائيليون أرض المستشفى، وأشعلوا النيران في منطقة مليئة بالخيام وأمروا النازحين المتجمعين هناك بالمغادرة.
ومضى بالقول: "لقد أمرهم الاحتلال بإخلاء الحديقة، لكن لم يكن هناك مكان يذهبون إليه، حيث تم استهداف كل مكان في غزة".
اقرأ أيضاً
آخر المؤسسات الاستشفائية شمال غزة.. جيش الاحتلال الإ سرائيلي يقتحم مستشفى المعمداني
قتل "هداية"وفي 2 فبراير/شباط الجاري، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي هداية حمد، وهي موظفة الهلال الأحمر البالغة من العمر 42 عاما، والتي دُفنت هي الأخرى في أرض المستشفى.
وقال أبوراس إن هداية كانت أحد العاملين الثلاثة في الهلال الأحمر الذين قتلوا في مستشفى الأمل، والحادي عشر الذي قُتل منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول، بحسب الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
والخميس الماضي، أفاد الهلال الأحمر بمقتل عضو آخر في فريقه، ليصل عدد القتلى إلى 12.
وقال أبوراس إن مقتل هداية "حطم قلوبنا، كان لها حضور ملائكي، تساعد الجميع وتعمل جاهدة لضمان حصول طواقم العمل على نصيبها من الإمدادات الغذائية الضئيلة. بالنسبة لنا، كانت بمثابة الأم الحاضنة".
ومع دخول الحصار أسبوعه الثالث، قال أبوراس إن المستشفى معرض لخطر نفاد الوقود الذي يزود المولدات الاحتياطية وإمدادات الأكسجين بالطاقة.
اقرأ أيضاً
عشرات الشهداء والجرحى بقصف إسرائيلي على محيط مستشفى كمال عدوان شمالي غزة
وقال: "الأربعاء الماضي، توفيت امرأة مسنة بسبب نقص الأكسجين".
وتشمل التحديات الأخرى خطر الإصابة بالعدوى بسبب الاكتظاظ ونقص الإمدادات، وندرة الغذاء والحليب للأطفال.
وتم إجلاء بعض الطواقم الطبية إلى جانب آلاف النازحين الذين غادروا المستشفى في وقت سابق من هذا الأسبوع، مما أدى إلى ترك عدد أقل من العاملين في مجال الرعاية الصحية لرعاية الجرحى.
المصدر | ذا إنترسبت - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي غزة خان يونس مستشفى الأمل الاحتلال الإسرائیلی داخل المستشفى الهلال الأحمر مستشفى الأمل جیش الاحتلال اقرأ أیضا من العمر
إقرأ أيضاً:
جريمة "إعدام المسعفين".. جيش الاحتلال ينسج "رواية كاذبة" لتبرير "الإعدام الميداني"
◄ استشهاد 15 من المسعفين وموظفي الإغاثة بعد رميهم بالرصاص في 23 مارس
◄ الجيش الإسرائيلي أكد في البداية إطلاق نار على سيارات دون علامات
◄ مقطع مُصوَّر يُظهر تعرض عمال طوارئ لإطلاق نار بسيارات واضحة العلامات
◄ مطالبات من الأمم المتحدة والصليب الأحمر بإجراء تحقيق مستقل
القدس المحتلة- الوكالات
زوَّر جيش الاحتلال الإسرائيلي تفاصيل جديدة غيرت روايته المبدئية عن ملابسات الإعدام الميداني لنحو 15 من المسعفين وموظفي الإغاثة قرب رفح جنوب قطاع غزة الشهر الماضي لكنه قال إن المحققين لا يزالون يفحصون الأدلة.
واستُشهد 15 من المسعفين ورجال الطوارئ بالرصاص في 23 مارس ودُفنوا في مقبرة جماعية ضحلة؛ حيث عثر مسؤولون من الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني بعدها بأسبوع على جثثهم بينما لا يزال رجل في عداد المفقودين.
وقال الجيش في البداية إنه فتح النار على مركبات اقتربت على نحو "مريب" من موقعه في الظلام دون أنوار أو علامات. ووزعم أنه قتل 9 مسلحين من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي كانوا يتنقلون في مركبات تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني. ولا يزال رجل آخر مفقودًا.
لكن الهلال الأحمر الفلسطيني نشر تسجيلًا مصورًا مصدره الهاتف المحمول لأحد الشهداء يظهر أن المسعفين كانوا يرتدون زيهم المميز في سيارات إسعاف وشاحنات إطفاء تحمل شعارات واضحة وأنوارها مُضاءة وهم يتعرضون لإطلاق النار من الجنود.
كما قال مسعف في الهلال الأحمر الفلسطيني يدعى منذر عابد هو الناجي الوحيد من الواقعة إنه رأى جنودا يفتحون النار على مركبات طوارئ تحمل علامات واضحة.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي في وقت متأخر من مساء السبت إن المحققين يفحصون التسجيل المصور، ومن المتوقع تقديم ما خلصوا إليه لقيادات الجيش اليوم الأحد.
وأضاف أن التقرير الأوَّلي الوارد من الميدان لم يصف الأضواء، لكن المحققين يدرسون "معلومات عملياتية" ويحاولون فهم ما إذا كان ذلك ناتجًا عن خطأ من الشخص الذي أعد التقرير الأولي. وأردف "ما نفهمه حاليا هو أن الشخص الذي قدم التقرير الأولي مُخطئ. ونحاول فهم السبب".
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية نقلا عن إفادات من الجيش إن القوات تزعم أن 6 على الأقل من الشهداء ينتمون لجماعات مسلحة. لكن المسؤول رفض تقديم أي أدلة أو تفاصيل على كيفية تحديد ذلك قائلا إنه لا يرغب في نشر معلومات سرية.
وقال لصحفيين في إفادة في وقت متأخر من مساء أمس السبت "وفقا لمعلوماتنا كان هناك إرهابيون لكن هذا التحقيق لم ينته بعد".
وطالبت الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني بإجراء تحقيق مستقل في هذه الواقعة.
وقال مسؤولون من الهلال الأحمر إن 17 مسعفا وعاملا بالطوارئ من الهلال الأحمر والدفاع المدني والأمم المتحدة أُرسلوا للموقع بناءً على تقارير بوجود مصابين بعد ضربات جوية إسرائيلية.
وبخلاف عابد الذي احتُجز لعدة ساعات قبل الإفراج عنه لا يزال أحدهم مفقودًا.
وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن المعلومات المتاحة تشير إلى أن القوات الإسرائيلية قتلت أحد أفراد الفريق، كما قُتل أفراد آخرون من فرق الطوارئ والمساعدات واحدا تلو الآخر على مدى عدة ساعات في أثناء بحثهم عن زملائهم المفقودين.
وصرح المسؤول العسكري بأن النتائج الأولية للتحقيق أظهرت أن القوات أطلقت النار على مركبة الساعة الرابعة صباحًا تقريبًا، مما تسبب في مقتل عنصرين من قوات الأمن الداخلي التابعة لحماس واعتقال آخر، وقال المسؤول إن المعتقل اعترف في أثناء التحقيق معه بانتمائه لحماس.
وأضاف أنه مع مرور الوقت مرت عدة مركبات على الطريق حتى الساعة السادسة صباحا تقريبا حين تلقت القوات إشارة من المراقبة الجوية باقتراب مجموعة سيارات مثيرة للريبة.
وقال المسؤول "اعتقدوا أن هذا حادث آخر مشابه لما حدث الساعة الرابعة صباحا، ففتحوا النار".
وأضاف أن لقطات المراقبة الجوية أظهرت أن القوات أطلقت النار من مسافة بعيدة، ونفى التقارير التي تفيد بأن القوات صفدت بعض المسعفين على الأقل وأطلقت النار عليهم من مسافة قريبة.
وقال "لم يكن إطلاق النار من مسافة قريبة. لقد أطلقوا النار من بعيد. لا يوجد أي سوء معاملة للناس هناك".
وأضاف أن الجنود اقتربوا من المجموعة التي أطلقوا النار عليها، وحددوا هوية بعضهم على الأقل على أنهم مسلحون. ومع ذلك، لم يوضح الدليل وراء هذا التقييم. وقال "من وجهة نظرهم، فقد واجهوا إرهابيين، وأنها مواجهة ناجحة معهم".
وأشار إلى أن القوات أبلغت الأمم المتحدة بالحادث في اليوم نفسه، وغطت الجثث في البداية بشباك تمويه إلى أن يتم نقلها.
وقال "لم تحدث أي واقعة حاول فيها جيش الدفاع الإسرائيلي التستر؛ بل على العكس، اتصلوا بالأمم المتحدة فورا".
ولم يرد مسؤولون في الأمم المتحدة حتى الآن على طلب من رويترز للتعليق.
وأضاف أنه بعد ذلك، مع عدم حضور الأمم المتحدة فورا لنقل الجثث، غطاها الجنود بالرمل لمنع الحيوانات من الاقتراب منها.
وقال إن مركبة ثقيلة تستخدم في الأعمال الهندسية دفعت السيارات بعيدا لإخلاء الطريق، لكنه لم يقدم تفسيرا لسحق السيارات ثم دفنها.
وأكدت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أنها أُبلغت بمكان الجثث، لكن إسرائيل منعت الدخول إلى المنطقة لعدة أيام. وأضافت أن الجثث دُفنت بجوار المركبات المحطمة، وهي سيارات إسعاف تحمل علامات واضحة وشاحنة إطفاء وسيارة تابعة للأمم المتحدة.