يورد موقع "ذا إنترسبت" الأمريكي شهادة عامل إغاثة فلسطيني للحصار المروع الذي فرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي على أحد أبرز مستشفيات خان يونس، جنوبي قطاع غزة، وهو مستشفى الأمل، الذي قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن جيش الاحتلال اقتحمه، الجمعة 9 فبراير/شباط الجاري.

وفرض جيش الاحتلال حصارا على مستشفى الأمل لأكثر من أسبوعين، مما أدى إلى إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى المستشفى وتعميق الأزمة الإنسانية الصعبة بالفعل.

وتحدث "ذا إنترسبت" مع سليم أبو راس، منسق الإغاثة في قسم إدارة المخاطر والكوارث في الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي كان محاصرا داخل مجمع مستشفى الأمل منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي.

اقرأ أيضاً

الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مستشفى الأمل في خان يونس بغزة.. وانقطاع الاتصال مع طواقمه

كابوس لا ينتهي

وقال أبوراس إن "الحصار الذي نعانيه داخل المستشفى يبدو وكأنه كابوس لا ينتهي، ورغم وجود جرحى ومتوفين خارج المستشفى، إلا أننا مشلولون وغير قادرين على مساعدتهم، حيث يستهدف قناصة الاحتلال والطائرات الإسرائيلية كل من يخرج من مبنى المستشفى".

وقد تدهورت قدرة المستشفى على رعاية المرضى وسط الحصار ونقص الإمدادات الطبية الأساسية، وهو وضع أصبح أكثر خطورة بسبب نقص مياه الشرب والغذاء.

وقال أبوراس، البالغ من العمر 30 عامًا، والذي انضم إلى الهلال الأحمر كمتطوع في عام 2011: "نواجه تحديات هائلة في تقديم خدمات الرعاية الصحية الكافية للجرحى، تعرقلها القيود التي يفرضها الاحتلال على دخول الإمدادات الطبية إلى المستشفى".

وبالنسبة لأولئك الموجودين داخل المستشفى، تم قطع الاتصالات مع العالم الخارجي إلى حد كبير.

اقرأ أيضاً

صحة غزة: إسرائيل تقصف مستشفى ناصر في خان يونس بالدبابات

نيران القناصة

وللاتصال بالإنترنت باستخدام SIM CARD ، يجب على أبوراس الصعود إلى سطح المستشفى والمخاطرة بالتعرض إلى نيران القناصة.

وقال: "كان انقطاع الاتصالات مصدرًا آخر للرعب، وكل شخص محاصر في المستشفى لا يعرف شيئًا عن عائلته وأحبائه خارج المستشفى. كل ما نعرفه هو أن القصف الإسرائيلي مستمر في جميع أنحاء قطاع غزة".

وأضاف أن الحرب الحالية لا تشبه أي شيء رآه في غزة.

وتابع: "على الرغم من أنني عشت ستة اعتداءات إسرائيلية والعديد من التصعيدات، إلا أن طبيعة الإصابات التي شاهدناها خلال هذا الإبادة الإسرائيلية لقطاع غزة غير مسبوقة، لدرجة أن الطواقم الطبية غير قادرة على التعامل مع مثل هذه الحالات الحرجة بسبب تدهورها".

وفي بعض الأحيان أصدر الجنود الإسرائيليون إعلانات عبر مكبرات الصوت ليطلبوا من الناس البقاء داخل المستشفى.

اقرأ أيضاً

شهادات مروعة من جرائم إسرائيل في مستشفى كمال عدوان بغزة

قنص المدنيين بدم بارد

وقال أبوراس إنهم استهدفوا أيضًا المدنيين في محيط المستشفى.

ففي 28 يناير/كانون الثاني، أطلق قناص النار على رجل يبلغ من العمر 40 عاماً يُدعى عمر أبو حطب فقتله، ثم أطلق النار على رجل يبلغ من العمر 21 عاماً حاول إنقاذه، ويُدعى أحمد محارب. وتم دفن الاثنين في المستشفى.

وأوضح أبوراس: "لقد قتل الاحتلال هذين الشخصين، وهما مدنيان، بدم بارد".

اليوم الأكثر عنفا

وقال إن يوم 30 يناير/كانون الثاني كان الأكثر عنفاً خلال الحصار، فالقصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي لم يتوقف أبداً، مما ألحق أضراراً بمستشفى الأمل، حيث تطايرت النوافذ والشظايا والحطام داخل المستشفى نتيجة القصف".

ويتذكر أبو راس أنه في ذلك المساء، اقتحم الجنود الإسرائيليون أرض المستشفى، وأشعلوا النيران في منطقة مليئة بالخيام وأمروا النازحين المتجمعين هناك بالمغادرة.

ومضى بالقول: "لقد أمرهم الاحتلال بإخلاء الحديقة، لكن لم يكن هناك مكان يذهبون إليه، حيث تم استهداف كل مكان في غزة".

اقرأ أيضاً

آخر المؤسسات الاستشفائية شمال غزة.. جيش الاحتلال الإ سرائيلي يقتحم مستشفى المعمداني

قتل "هداية"

وفي 2 فبراير/شباط الجاري، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي هداية حمد، وهي موظفة الهلال الأحمر البالغة من العمر 42 عاما، والتي دُفنت هي الأخرى في أرض المستشفى.

وقال أبوراس إن هداية كانت أحد العاملين الثلاثة في الهلال الأحمر الذين قتلوا في مستشفى الأمل، والحادي عشر الذي قُتل منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول، بحسب الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر.

والخميس الماضي، أفاد الهلال الأحمر بمقتل عضو آخر في فريقه، ليصل عدد القتلى إلى 12.

وقال أبوراس إن مقتل هداية "حطم قلوبنا، كان لها حضور ملائكي، تساعد الجميع وتعمل جاهدة لضمان حصول طواقم العمل على نصيبها من الإمدادات الغذائية الضئيلة. بالنسبة لنا، كانت بمثابة الأم الحاضنة".

ومع دخول الحصار أسبوعه الثالث، قال أبوراس إن المستشفى معرض لخطر نفاد الوقود الذي يزود المولدات الاحتياطية وإمدادات الأكسجين بالطاقة.

اقرأ أيضاً

عشرات الشهداء والجرحى بقصف إسرائيلي على محيط مستشفى كمال عدوان شمالي غزة

وقال: "الأربعاء الماضي، توفيت امرأة مسنة بسبب نقص الأكسجين".

وتشمل التحديات الأخرى خطر الإصابة بالعدوى بسبب الاكتظاظ ونقص الإمدادات، وندرة الغذاء والحليب للأطفال.

وتم إجلاء بعض الطواقم الطبية إلى جانب آلاف النازحين الذين غادروا المستشفى في وقت سابق من هذا الأسبوع، مما أدى إلى ترك عدد أقل من العاملين في مجال الرعاية الصحية لرعاية الجرحى.

المصدر | ذا إنترسبت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي غزة خان يونس مستشفى الأمل الاحتلال الإسرائیلی داخل المستشفى الهلال الأحمر مستشفى الأمل جیش الاحتلال اقرأ أیضا من العمر

إقرأ أيضاً:

قطر تدين بأشد العبارات حرق الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان بغزة

أدانت قطر اليوم، الجمعة، بأشد العبارات، حرق قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، وإجبار المرضى والكوادر الطبية على إخلائه، واعتبرته جريمة حرب وانتهاكا سافرا لأحكام القانون الإنساني الدولي، وتصعيدا خطيرا في مسار المواجهات ينذر بعواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة.

وشددت قطر - في بيان لوزارة خارجيتها أذاعته وكالة الأنباء القطرية - على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته من خلال التصدي بحزم للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأعيان المدنية بما فيها المستشفيات، والعمل عاجلا على توفير الحماية لمئات المرضى والجرحى والكوادر الطبية بمستشفى كمال عدوان، وإلزام سلطات الاحتلال بوقف مخططها الهادف لإخلائه بالقوة، كما أكدت رفض دولة قطر القاطع لمحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني الشقيق من قطاع غزة.

وجددت الوزارة، موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلى يحتجز 350 شخصا داخل مستشفى كمال عدوان بغزة بينهم 75 مريضا
  • الاحتلال الإسرائيلي يحرق مستشفى بغزة ويختطف الأطباء والمرضى
  • قطر تدين بأشد العبارات حرق الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان بغزة
  • الجيش الإسرائيلي يُحرق مستشفى كمال عدوان بغزة
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: الاحتلال الإسرائيلي دمر آخر القلاع الصحية بشمال غزة
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مذابح مروعة في غزة
  • مجازر مروعة في غزة وكمائن المقاومة تلاحق جنود الاحتلال بجباليا
  • ماذا يجري بمستشفى كمال عدوان؟.. أبو صفية يروي تفاصيل مروعة من جرائم الاحتلال
  • شهداء بغزة والاحتلال يفخخ محيط مستشفى كمال عدوان