"لا بتودي ولا بتجيب".. ما مدى مصداقية تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا بشأن تنفيذ مطالب مصر حول سد النهضة؟ (خبراء يجيبون)
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
علق عددا من خبراء الموارد المائية، على تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، التي قال فيها ردًا على استفسارات من مجلس النواب الأثيوبي: إن ملء سد النهضة لن يكون محل نقاش بعد الآن، لكنه أبدى استعداد بلاده للتفاوض حول السد، وتلبية مطالب مصر بأقصى ما في وسعها، بالمقابل تأكيده أيضًا على ضرورة إظهار مصر استعدادها لتلبية مطالب أديس أبابا.
الدكتور عباس شراقي: تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي تتعارض مع موقف إثيوبيا الرافض للحلول الوسطالدكتور عباس شراقي
في هذا السياق قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن بعض وسائل الإعلام تناقلت هذه التصريحات بعناوين غير صحيحية حيث ذكرت أن سد النهضة لن يكون محل نقاش بعد الآن، ولكن الحقيقة أن الملء وهنا المقصود الملء الأول هو الذى تم، ولن يكون محل نقاش، والدليل على ذلك أن باقى التصريح يقول استعداد إثيوبيا للتفاوض حول السد وتلبية المطالب المصرية بأقصى ما في وسعها.
وأضاف "شراقي" في تصريح خاص لـ "الفجر" أن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي تتعارض مع موقف إثيوبيا الرافض للحلول الوسط، مشيرًا إلى تغيب البلاد عن توقيع مسودة اتفاق واشنطن 2020، ورفض وجود خبراء دوليين أو وسطاء في المفاوضات.
وبالنسبة لملء سد النهضة، أكد أنه لن يكون محل نقاش بعد الآن، فهذا صحيح بالنسبة للملء الأول الذى سوف ينتهى الصيف القادم، حيث دارت المفاوضات حوله فى السنوات السابقة على كيفية إتمامه وسنوات الملء ولكنه أصبح واقعا الآن والتين القادم هو المتمم للملء الأول، ولكن يتبقى بعد ذلك الملء المتكرر خلال السنوات القادمة خاصة التى يسود فيه الجفاف، ثم طريق التشغيل للتوربينات الثلاثة عشر، وبوابتى التصريف وبوابات المفيض الست.
وتابع: ادعاء بأن التخزين فى سد النهضة لا يؤثر على مخزون السد العالى غير صحيح، كيف يحجز الصيف الماضى 24 مليار متر مكعب ولايتأثر السد العالى؟ بالفعل انخفض منسوب السد العالى واعتمد الرى فى الصيف الماضى على مخزون السد العالى من السنوات السابقة، واستطاعت مصر الحفاظ على جزء لتعويض الاحتياطى ف السد العالى عن طريق إعادة استخدان مياه الصرف الزراعى مرتين وثلاثة بعد إنشاء محطات معالجة عملاقة تكلفت أكثر من 50 مليار جنيه بأسعار 2021.
واستكمل حجز 23 مليار م3 الصيف القادم سوف يكرر سيناريو التخزين الرابع العام الماضى ولن يصل إلا جزء من مياه النيل الأزرق فى نهاية سبتمبر القادم، ولولا السد العالى لتوقفت الزراعة فى معظم أراضى الوادى والدلتا فى الجزء الثانى من العام الماضى، وأيضا من العام الحالى بعد التخزين الخامس.
وتطرق خبير الموارد المائية، إلى إنتهاء إثيوبيا من التخزين الرابع الصيف الماضى 2023 باجمالى 41 مليار متر مكعب، وبدأت الأعمال التحضيرية لتعلية الممر الأوسط منذ فتح بوابتى التصريف نهاية أكتوبر و8 نوفمبر 2023، وتصريف حوالى 70 مليون متر مكعب/يوم حتى غلقهما فى 27 يناير 2024 باجمالى 5 مليار متر مكعب ليصبح المخزون الحالى فى بحيرة سد النهضة 36 مليار متر مكعب.
واختتم: جف الممر الأوسط فى منتصف نوفمبر ثم بدأت باقى الأعمال الهندسية للوصول إلى المستوى النهائى للممر 640 م فوق سطح البحر والتخزين الخامس والأخير بحوالى 23 مليار متر مكعب الصيف القادم بدء من أول يوليو إلى نهاية الأسبوع الأول من سبتمبر 2024، وبذلك يكون مراحل الملء الأول قد انتهت وهى التى كانت موضوعًا أساسيًا فى المفاوضات السابقة، ولكن يظل الاتفاق على الملء المتكرر فيما بعد والتشغيل خاصة فى سنوات الجفاف.
تصريحات رئيس الوزراء الاثيوبي «لا بتودي ولا بتجيب»الدكتور ضياء الدين القوصى
من جانبه قال الدكتور ضياء الدين القوصي، خبير الموارد المائية، إن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي «لا بتودي ولا بتجيب»، مشيرًا إلى أن تصريحات وزير الخارجية المصري بشأن انتهاء مفاوضات سد النهضة، هي التصريحات الصحيحة وما سنسير عليها.
وقال "القوصي" في تصريح خاص لـ "الفجر" إن نهاية المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة تعني أن مصر تبحث عن حلول بديلة، فيما أشار إلى تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي حول استعداد أديس أبابا للاستماع لمطالب الشعب المصري، تأتي نتيجة تنبأ رئيس الوزراء الاثيوبي بأنه علم بأن مصر ستتجه نحو صرفات قاسية تجاه سد النهضة.
وأكد أنه إذا لم تعد إثيوبيا بسرعة كبيرة عن تصريحاتها حول انتهاء المفاوضات، ستتخذ مصر إجراءات مختلفة، مشددًا على أن اعتقاد إثيوبيا بفرض أمر واقع على مصر والسودان غير صحيح تمامًا، قائلًا: مصر مش هتعطش شعبها علشان كام لمبه تنور في إديس أبابا، فهذا كلام لا يرضى أحد في العالم.»
وأوضح خبير الموارد المائية، أنه لا توجد مفاوضات تستمر لمدة 14 عامًا، وأن الأمور انتهت بشكل كبير، مشددًا على أن إثيوبيا تظن أن هناك عوامل تمنع استخدام مصر والسودان للقوة، مؤكدًا أن لا يمكن لأي دولة في العالم أن تمنع مصر من الحصول على حصتها الكاملة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: انتهاء مفاوضات سد النهضة موقف إثيوبيا مفاوضات سد النهضة الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا خبراء يجيبون تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد سد النهضة الموارد المائیة ملیار متر مکعب السد العالى سد النهضة
إقرأ أيضاً:
تحذيرات متزايدة.. زلزال جديد يهز إثيوبيا وخبير يكشف تأثيره على سد النهضة
قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، إن عام 2024 يعد أعلى نشاط زلزالى فى إثيوبيا خلال 10 سنوات.
ووقع زلزال مساء يوم أمس 26 ديسمبر 2024 في تمام الساعة 6:28 م بتوقيت القاهرة بقوة 4.5 درجة وعمق 10 كم في الأخدود الإثيوبى على بعد 150 كم شرق أديس أبابا، و600 كم من سد النهضة.
عدد الزلازل هذا العام فى إثيوبياويعد زلازال أمس الثالث خلال الأسبوع الجاري، فقد سبقه زلزالان فى 21، و23 ديسمبر 2024 فى نفس المكان بقوة 4.4 ، و4.6 درجة، على الترتيب وبذلك يصل عدد الزلازل هذا العام فى إثيوبيا ومحيطها 41 زلزال أقوى من 4 درجة أشدها 5.2 درجة فى 6 أكتوبر الماضى، مسجلا بذلك أعلى رقم خلال العشر سنوات الأخيرة، وكان المتوسط قبل بدء التخزين فى سد النهضة 2020 نحو 5 زلازل في السنة، وبلغ 38 زلزالا فى 2023.
عودة النشاط الزلزالي في إثيوبيا.. وخبير يوضح تأثيره على أمان سد النهضةلغز التوربينات المستمر يحير المتابعين .. خبير يكشف جديد سد النهضةعلاقة سد النهضة بانقطاع الكهرباء الكلى فى إثيوبيا.. خبير يكشف التفاصيلوزير الري: سد النهضة بدأ إنشاؤه دون تشاور أو دراسات كافية تتعلق بالسلامة
وأضاف الدكتور عباس شراقي أن سد النهضة به حاليا 60 مليار متر مكعب، يعادل 60 مليار طن وهذا يشكل وزنا كبيرًا على القشرة الأرضية الهشة جيولوجيا فى إثيوبيا نتيجة وجود الأخدود الإفريقى الذى يقسم إثيوبيا نصفين، وهى أكثر المناطق الإفريقية تعرضاً للزلازل والبراكين.
تحذير من تكرار الزلازل بقوة أكبر وأقرب من سد النهضةوتابع الدكتور عباس شراقي أن الزلازل الحالية ضعيفة إلى متوسطة وتأثيرها أقل على سد النهضة نظرا للمسافة 600 كم أو القوة الضعيفة، إلا أنه قد يحدث ما هو أشد وأقرب، ففى مايو 2023 وقع زلزال على بعد 100 كم فقط من سد النهضة ولكنه كان ضعيفا بقوة 4.4 درجة، تكرار الزلازل بقوة أكبر وأقرب من سد النهضة يمكن أن يؤثر على عليه خاصة بعد أن اكتمل الملء وأصبح قنبلة مائية قابلة للانفجار، ليس بالضرورة أن تنفجر الآن، وقد تمتد لسنوات ولكن الخطر أصبح دائما طوال الوقت يزداد فى موسم الفيضان (يوليو – سبتمبر).
تشغيل متقطع لتوربينات سد النهضة:
وقال الدكتور عباس شرقي إن توقف التوربينات عن العمل لمدة 100 يوم متصلة ظلت فيها مياه النيل الأزرق تتدفق من خلال بوابات المفيض العلوى. وعادت للعمل لساعات فى 14 ، و24 ديسمبر الجارى، مع غلق بوابات المفيض العلوية.
واشار إلى أن إيراد النيل الأزرق عند سد النهضة حاليا حوالى 40 مليون م3/يوم يكفى لتشغيل توربينين فقط أقل من 10 ساعة لكل منها، وفى حالة تشغيل أحد التوربينين الآخرين فسوف يسحب من المخزون الأصلى للبحيرة الذى ظل ثابتا فى الأشهر الماضية 60 مليار م3 عند مستوى 638 متر فوق سطح البحر منذ 5 سبتمبر الماضى.