شهدت فعاليات مهرجان السينما والصحراء الدولي الأول المقام بولاية بدية بمحافظة شمال الشرقية بـ عمان، الذي تنظمه الجمعية العمانية للسينما ضمن فعاليات شتاء شمال الشرقية 2024، العديد من الأنشطة، حيث تواصل فعاليات المهرجان لليوم الثالث على التوالي بندوات سينمائية وعروض للافلام وجولات سياحية ، حيث تضمن برنامج اليومين الماضيين سلسلة من الفعاليات اشتملت على زيارات سياحية للبرك المائية بولاية وادي بني خالد، والقيام بجولة تصوير وتوثيق بالقرية البدوية بحديقة بدية العامة، وعرض لأهم الأفلام المشاركة وجولة استكشافية للصحراء العمانية الجميلة ومشاهدة العروض اليومية للأفلام المشاركة، إضافة إلى عقد جلسات حوارية مع ضيوف المهرجان.

 

وشاركت الوفود في ندوات عن تطور السينما في الخليج وأهم التحديات والحلول لتفعيل مجالات الفن السابع بإدارة د حميد العامري ، حيث تحدثوا عن السينما والصحراء حيث تحدث كل من المخرج د. حسين ابراهيم والمخرج د. ناصر الظاهري من دولة الامارات عن سينما الامارات.. الافاق والتحديات،

 

كما قدم المخرج الاردني خميس مجدلاوية ورقة حول اهمية  صناعة السينما والصحراء، وقال ان الصحراء من الفضاءات التي تسحر المبدعين وتبهر الفنانين، نظرًا لما تتمتع به من مميزات تجذب الناظرين وتمتعهم بمقوماتها الطبيعية وعوالمها الجغرافية وخصائصها التضاريسية، وكل هذه العناصر لها دور في تشكيل فضاء جمالي مساهم في الخلق الفني والإبداع السينمائي والتشكيل البصري. فإنها تمثل رؤية فنيًة رائعًا، وقطاعًا جغرافيًا ماتعًا، يمنح المبدع السينمائي اختيارات جمالية متعددة في تعامله مع هذا الفضاء الذي يمزج مختلف العناصر الطبيعية والديكورات البصرية والمؤثرات الفيزيائية المغرية لكل عشاق الإبداع والتصوير،

 

كما شارك ضيوف المهرجان في فعالية «اكتشف صحراء سلطنة عمان واصنع فيلمك»، بهدف اكتشاف مقومات رمال بدية الذهبية والاستفادة منها في إعداد السيناريو والتصوير في البيئة الصحراوية، واختتم برنامج اليوم الثالث بمشاهدة تحدي الرمال للسيارات، والتي تحظى بمتابعة السياح والزوار من داخل سلطنة عُمان وخارجها إذ تقام أسبوعيا وسط الرمال.

 

وبحضور لجان التحكيم تم تقديم عدد من العروض المرئية، وعرض فيلم بعنوان «التنمية في محافظة شمال الشرقية»، وعرض أخر حول «الأفلام المتأهلة بالمهرجان» أبرزها في مجال الأفلام الوثائقية فيلم «تحت الرمال» للمخرج جان البلوشي من مملكة البحرين، وفيلم «ساوه» للمخرج هادي ماهود من العراق، وفي مجال الأفلام الروائية فيلم «الشجرة المعمرة» للمخرج عبدالله البطاشي من سلطنة عُمان، وفيلم «ديجور» للمخرج معتصم سميرات من الأردن، بالإضافة إلى عدد من الأفلام الوثائقية والروائية من كل من العراق، وإيران، والجزائر، المغرب، وتونس، والبحرين، والأردن، إلى جانب عدد من الأفلام الوثائقية من سلطنة عُمان.

 

وواصلت لجان تقييم الأعمال المتأهلة أعمال العرض والتقييم للمشاركات المحلية والدولية في هذا المهرجان.

واستضاف المهرجان ممثلين لشركات الإنتاج العالمية للقيام بتعاون مستدام لبيع الإنتاج السينمائي العماني، حيث يعمل المهرجان على تطوير الموروث الثقافي وإيجاد بيئة للسينمائيين تحفّز على الاستمرار في الإنتاج السينمائي بجودة عالية، وقد جاءت هويته لتعبّر عن الصحراء والإنسان، من خلال استثمار النجاحات المتحققة للمهرجانات السينمائية السابقة، مع تفعيل استمرارية المهرجانات في المحافظات لاستقطاب صنّاع السينما في سلطنة عُمان من الشباب، من أجل زيادة الإنتاج الفني ودخول هؤلاء الشباب والشركات الناشئة هذا المجال، ناهيك عن حصول مخرجات هذه الأفلام على جوائز عربية وعالمية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مهرجان السينما والصحراء الدولي الأول شمال الشرقية بـ عمان الجمعية العمانية للسينما

إقرأ أيضاً:

السينما الكورية: من البدايات المتواضعة إلى الريادة العالمية

وليد السبيعي

شهدت السينما الكورية رحلة رائعة من بداياتها المتواضعة في صناعة الأفلام إلى أن أصبحت قوة ثقافية وسينمائية عالمية بفضل قصصها الفريدة، ورؤاها العميقة في المجتمع، وجمالياتها الجريئة، تركت الأفلام الكورية أثراً كبيراً على الجماهير والنقاد في مختلف أنحاء العالم.

بدأت السينما الكورية رحلتها في أوائل القرن العشرين خلال فترة الاحتلال الياباني (1910-1945). يعتبر فيلم Uirijeok Gutu عام 1919، الذي جمع بين المسرح والفيلم، علامة بارزة في التعبير الثقافي الكوري. ومع ذلك، كانت القيود السياسية والرقابة خلال الحكم الياباني تحد من إبداع المخرجين الكوريين.

بوستر تخيلي لفيلم Uirijeok Gutu من العام (1919) حين كانت كوريا تحت الاحتلال الياباني

بعد الحرب الكورية (1950-1953)، دخلت السينما الكورية فترة “العصر الذهبي” في الخمسينيات والستينيات، حيث شهدت زيادة في إنتاج الأفلام. كان من بين المخرجين البارزين في هذه الفترة كيم كي-يونغ، الذي قدم فيلمه الكلاسيكي الخادمة عام 1960، وهو فيلم محلي ودولي حاز على شهرة واسعة بسبب تصويره المظلم لانهيار أسرة وما يتضمنه من تعليق معقد على الهياكل الاجتماعية.

المخرج كيم كي يونغ Kim Ki-young الذي اشتهر بأفلام الرعب والتلاعب بالأعصاب بوستر لفيلم The Housemaid الذي أنتج عام (1960) للمخرج كيم كي يونغ

واجهت السينما الكورية فترة من التحديات والتراجع في السبعينيات والثمانينيات بسبب الأنظمة العسكرية التي فرضت قوانين صارمة للرقابة، ما أدى إلى كبت الإبداع الفني. خلال هذه الفترة، كانت الصناعة تعاني من المنافسة مع الأفلام الهوليوودية. ومع ذلك، شهدت التسعينيات انتعاشًا تدريجيًا بعد الإصلاحات الديمقراطية التي سمحت بمزيد من الحرية الإبداعية.

مع الحرية الجديدة، بدأ المخرجون في استكشاف أنواع مختلفة من الأفلام وطرح قصص جريئة. برز مخرجون موهوبون مثل إيم كوان-تيك، الذي حاز على الإشادة من خلال فيلم سوبونجي (1993) الذي استكشف موسيقى تقليدية كورية بعمق شعري، مما أظهر الجانب الفني والعاطفي للسينما الكورية.

المخرج إيم كوون تايك Im Kwon-taek الحائز على العديد من الجوائز العالمية والذي ساهم بجذب الانتباه العالمي للسينما الكورية فيلم Sopyonje الذي أنتج عام (1993)


شهدت السينما الكورية مع بداية الألفية الجديدة قفزة وذروة سينمائية بدأت تجذب انتباه العالم، خلال هذه الفترة، برز مخرجون مؤثرون مثل كيم جي-وون، وبارك تشان-ووك، الذين استخدموا أساليب سرد قصصي مبتكرة، مما جعل الأفلام الكورية دعامة أساسية في المهرجانات السينمائية العالمية.

المخرج كيم جي وون Kim Jee-woon فيلم I saw the devil (2010) للمخرج
Kim Jee-woon فيلم A bittersweet life (2005) للمخرج
Kim Jee-woon فيلم A tale of two sisters (2003) للمخرج
Kim Jee-woon

برز المخرج بارك تشان-ووك بشكل خاص كرمز للسينما الكورية. عُرف بأفلامه ذات الطابع البصري المميز والمواضيع المكثفة، وساهم بشكل كبير في دفع حدود السينما. يُعتبر فيلمه Oldboy عام 2003، وهو الثاني في “ثلاثية الانتقام”، مثالًا رائعًا على أسلوبه الفريد الذي يجمع بين الجماليات البصرية والقصص المثيرة للانتقام والنقد الاجتماعي، فاز الفيلم بجائزة الجراند بري في مهرجان كان السينمائي، مما رسخ مكانة بارك كمخرج عالمي.

المخرج بارك تشان ووك Park Chan-wook

من بين أعمال بارك البارزة سلسلة أفلام “ثلاثية الانتقام”

من بين أعمال بارك البارزة سلسلة أفلام “ثلاثية الانتقام” التي ابتدأت مع فيلم Sympathy for Mr. Vengeance (2002) مسلطا الضوء على قصة عامل تم فصله من عمله فيختطف ابنة مديره ويطلب تعويضا مقابل إعادتها لكي يتمكن من علاج أخيه المريض، فيتلاعب عبر هذه القصة بمفاهيم الخير والشر والقضايا الأخلاقية، وتلا هذا الفيلم الجزء الثاني من الثلاثية بعد عام واحد عبر فيلم Oldboy (2003) الذي يتحدث عن رجل مخطوف دون سبب واضح لسنوات طويلة يتم إطلاق سراحه فجأة ومكافأته بالأموال والجاه على أن يستمر صراعه مع خاطفه المجهول، فيثير المخرج عبر هذا الفيلم أسئلة الجزاء والعقاب وغيرها من القضايا الأخلاقية والفلسفية، أما خاتمة الثلاثية فكانت مع فيلم Lady Vengeance (2005) والذي أكمل عبره المخرج تناوله لمثل هذه الموضوعات والأسئلة الأخلاقية، وتميزت الثلاثية بتغطيتها مواضيع الانتقام والعدالة والغضب البشري بطريقة فنية عميقة ومظلمة، مع التركيز على الآثار النفسية والأخلاقية للانتقام على الضحايا والجناة على حد سواء، أما فيلم Thirst (2009) فيقدم رؤية إنسانية فريدة وغير معتادة لنوع أفلام مصاصي الدماء.

فيلم Sympathy for Mr. Vengeance (2002) للمخرج Park chan-Wook فيلم Oldboy (2003) للمخرج Park chan-Wook فيلم Lady Vengeance(2005) للمخرج Park chan-Wook فيلم Thirst (2009) للمخرج Park chan-Wook

تتبوأ السينما الكورية اليوم مكانة متقدمة في الثقافة السينمائية العالمية، وقد برهنت على نجاحها من خلال فوز المخرج “بونغ جون-هو” التاريخي بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم عام 2020 عن فيلم Parasite ، وهو أول فيلم غير ناطق بالإنجليزية يفوز بهذه الجائزة. أظهر هذا الإنجاز تقدير العالم المتزايد للأفلام الكورية وكرس مكانتها في السينما السائدة، ومن افلام المخرج “بونغ جون-هو” المميزة أيضاً فيلم Memories of Murder (2003) وفيلم Mother (2009)

المخرج بونغ جون هو Bong Joon-ho فيلم Parasite (2019) للمخرج Bong Joon-Ho فيلم Memories of Murder (2003) للمخرج Bong Joon-Ho فيلم Mother (2009) للمخرج Bong Joon-Ho

في السنوات الأخيرة، واصل المخرجون الكوريون تحدي الحدود السينمائية، واستكشاف موضوعات مثل الفجوة الاقتصادية، والهوية، والتكنولوجيا، وحافظ مخرجون مثل لي تشانغ-دونغ وهونغ سانغ-سو على وجود قوي في المهرجانات العالمية من خلال أفلامهم التي تتميز بالسرد القصصي العميق والأساليب الفنية البسيطة.

كما توسعت الصناعة الكورية على المستوى العالمي، حيث عرَّفت المنصات الرقمية الجمهور الأوسع بالأعمال الكورية. أفلام مثل Train to Busan (2016)، وهو فيلم إثارة زومبي أخرجه يون سانغ-هو، وفيلم Minari (2020)، الذي يروي قصة عائلة كورية أمريكية تكافح لتحقيق حلمها، أكدت على قوة الرواية الكورية.

فيلم Train to Busan (2016) للمخرج
Yeon Sang-ho فيلم Minari (2020) للمخرج Lee Isaac Chung

من بداياتها المتواضعة التي اتسمت بالرقابة والاضطرابات السياسية إلى صعودها المذهل على الساحة العالمية، تجسد السينما الكورية مثالًا على المرونة والعبقرية الفنية، وفي قلب هذه الرحلة يقف بارك تشان-ووك، الذي تواصل أعماله إلهام وتحدي الجماهير في جميع أنحاء العالم، ومع استمرار صناع الأفلام الكوريين في دفع حدود السرد القصصي، يبدو مستقبل الصناعة مشرقًا، واعدًا بمزيد من الإسهامات المتميزة للسينما العالمية.

الوسومأفلام ثقافة سينما كوريا

مقالات مشابهة

  • مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يعلن جوائز دورته التاسعة.. بث مباشر
  • مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يعلن جوائز دورته التاسعة |تفاصيل
  • الأنصاري يناقش الاستعدادات النهائية لمهرجان الفيوم السينمائي الدولي الأول
  • الفيوم تناقش استعدادات المهرجان السينمائي الدولي الأول لأفلام البيئة والفنون المعاصرة
  • السينما الكورية: من البدايات المتواضعة إلى الريادة العالمية
  • 55 فيلمًا من 15 دولة.. مهرجان الفيوم السينمائي يكشف عن أفلام الدورة الأولى
  • ماذا نعرف عن فيلم "سلمى" للمخرج جود سعيد والمنافس في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟
  • مهرجان الفيوم السينمائي للبيئة والفنون المعاصرة يكشف عن الأفلام المشاركة
  • تفاصيل أفلام وعروض النسخة الأولى من مهرجان الفيوم السينمائي
  • مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يستضيف ندوة حول "صورة أفريقيا في السينما".. غدًا