أفادت منسقة المفوضية الأوروبية لمكافحة الكراهية ضد المسلمين، ماريون لاليس، بأن المشاعر المعادية للمسلمين في أوروبا زادت بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مؤكدة ضرورة توثيق حالات الكراهية ورفع مستوى الوعي من أجل مكافحتها.

وأشارت لاليس، التي تسلمت منصبها في فبراير/شباط 2023، بعد شغوره لمدة 18 شهراً، إلى أنهم يواجهون تحدي عدم الإبلاغ عن حوادث الكراهية ضد المسلمين في أوروبا.

وأوضحت المسؤولة لوكالة الأناضول أن التعامل مع البيانات والوعي الكامل لأبعاد الكراهية ضد المسلمين، يمثلان تحديا كبيرا في أوروبا. وأضافت أنه يتوجب عليهم التأكد من أن المواطنين المسلمين في القارة لديهم ثقة في سلطات إنفاذ القانون.

ولفتت لاليس إلى ضرورة إنشاء شبكة بين دول الاتحاد الأوروبي لجمع البيانات حول حوادث الكراهية ومشاركة النماذج الجيدة لمكافحتها.

كما أكدت أنه مع نهاية عامها الأول في المنصب، تم إحراز تقدم في الوصول إلى المجتمع المسلم بأكمله، وتعزيز المشاركة بين دول الاتحاد الأوروبي لتوفير الحماية والدعم المناسب لهم وللتصدي للتمييز الذي يواجهونه.

كراهية المسلمين في قوانين الاتحاد الأوروبي

في حديثها عن القرار الإطاري للاتحاد الأوروبي لعام 2008 لمكافحة العنصرية وكراهية الأجانب، أوضحت لاليس أن القرار أعطى الدول الأعضاء سلطة متابعة القضايا المتعلقة بمثل تلك المسائل.

وأكدت أن الأحداث التي بدأت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 زادت من معاداة السامية وكراهية المسلمين في أوروبا، لافتة إلى أن الاتحاد الأوروبي يضع أهمية متساوية لهذين التهديدين.

وأوضحت أنه من وجهة نظرهم لا يوجد تفريق تسلسلي بين أشكال العنصرية والتمييز، وقد تم التعامل مع معاداة السامية وكراهية المسلمين معا في إطار خطة عمل مفوضية الاتحاد الأوروبي للفترة من 2020 إلى 2025 ضد العنصرية.

التوجيهات لمحاربة كراهية المسلمين

وبالنسبة لكيفية التعامل مع حالات التعرض للكراهية الجسدية أو اللفظية المعادية للمسلمين، أوضحت لاليس أنه يمكن للشخص المتعرض للاعتداء أن يقدم شكوى قانونية في دول الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن أول جهة يجب التواصل معها بشأن هذه القضايا هي وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية.

ونوهت إلى أنه يمكن للأفراد الاطلاع على معلومات المؤسسات التي يمكن الاتصال بها وطلب المساعدة في كل دولة عبر موقع الوكالة على الإنترنت، بالإضافة إلى توفير الإرشادات التي يمكن اتباعها في مثل هذه الحالات.

وأوضحت المسؤولة الأوروبية أن هناك وسيلة أخرى يمكن اللجوء إليها لمكافحة كراهية المسلمين من خلال "مؤسسات المساواة" في دول الاتحاد. وأكدت أن مؤسسات المساواة في كل دولة عضو (بالاتحاد الأوروبي) مطالبة بدعم المواطنين الذين يتعرضون للتمييز أو جرائم الكراهية.

الاعتداءات على القرآن

وتطرقت لاليس في حديثها إلى الاعتداءات التي طالت القرآن الكريم في بعض دول الاتحاد الأوروبي العام الماضي. وشددت على أن مثل تلك الهجمات تمثل أفعالا فردية وغير مقبولة، مشيرة إلى أنها تتعارض مع قيم الاتحاد الأوروبي ولا تدعمها أي دولة عضو في الاتحاد.

وبالنسبة لرسائل التهديد التي تلقتها بعض المساجد في ألمانيا، أكدت لاليس أن تلك التهديدات تمثل أعمالا لا يمكن قبولها. وأضافت: "ندرك وجود التطرف في مجتمعنا، ونعمل على مواجهته، حيث قامت الشرطة وقوات إنفاذ القانون بالقبض على بعض العصابات".

وأشارت إلى أن تلك الأفعال تظهر استفزازا وعدوانية وعدم احترام تجاه المسلمين في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أن التطرف مشكلة في المجتمع ويجب مواجهته، وأن الشرطة تعمل على ضبط العصابات.

وأضافت أنه ينبغي زيادة الوعي لمنع استهداف المسلمين من قبل مواطنين آخرين، حيث تمثل الكراهية خطرا على المجتمع والديمقراطية، وأوصت بضرورة التوعية كحل لهذه المشكلة.

حظر ارتداء الحجاب

وبخصوص قرار محكمة العدل الأوروبية في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بشأن إمكانية حظر ارتداء الحجاب لموظفي المكاتب الحكومية في الاتحاد الأوروبي، أوضحت لاليس أن هذا الحظر ينطبق على جميع الرموز الدينية.

وأشارت إلى أنه إذا تم تطبيق هذا الحظر على جميع الموظفين الإداريين دون تمييز، فيمكن تبريره ضمن سياق سياسة الحياد.

وقضى قرار المحكمة الأوروبية بأن السلطات العامة في الاتحاد الأوروبي لديها صلاحية تحديد قواعد الحياد التي يجب أن تُطبق في الوظائف العامة، مع الحرص على أن تكون السياسة المتبَعة متوازنة ما بين حق الفرد في التعبير عن عقيدته الدينية وحق السلطات في ضمان حياد البيئة العامة.

وتجدر الإشارة إلى أن مسألة الحجاب وارتدائه أصبحت في السنوات الأخيرة محورا للتمييز ضد المسلمين في أوروبا، وذلك بوتيرة متزايدة بالتزامن مع  تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في دول القارة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دول الاتحاد الأوروبی ضد المسلمین المسلمین فی فی أوروبا إلى أنه إلى أن

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي وبريطانيا يؤكدان ضرورة استقلالية ديوان المحاسبة من التدخلات

قال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا نيكولا أورلاندو إنه ناقش مع رئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك، الدور المحوري للديوان في ضمان المساءلة في إدارة الموارد العامة.

وأوضح أولاندوا في تغريدة له على منصة إكس، أنه أكد مع شكشك هاتفيا اليوم الاثنين اهتمام الاتحاد الأوروبي بالتطورات الحالية بالتنسيق الوثيق مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

وشدد أورلاندو على أن الشفافية والرقابة وحماية استقلالية الديوان من التدخلات تعتبر من الأولويات الأساسية.

وفي السياق ذاته، أكد نائب السفير البريطاني في ليبيا توماس فيبس دعم بلاده لديوان المحاسبة بالكامل؛ للدور المهم الذي يلعبه في حماية الشفافية والمساءلة في ليبيا، وفق قوله.

وأشار فيبس في تغريدة على إكس، إلى لقائه برئيس ديوان المحاسبة، مشددا على ضرورة أن يبقى الديوان خاليًا من التدخل السياسي ودعم استقلاليته التشغيلية، على حسب وصفه.

المصدر: رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا + نائب السفير البريطاني في ليبيا

بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • لماذا عرقل مشرّعو صرب البوسنة اندماج الدولة في الاتحاد الأوروبي؟
  • وثيقة مسربة تكشف علم مسؤولي الاتحاد الأوروبي بجرائم الحرب الإسرائيلية في غزة
  • شكشك يبحث مع بريطانيا والاتحاد الأوروبي دعم الرقابة واستقلالية ديوان المحاسبة
  • مصر والاتحاد الأوروبي 2024.. شراكة استراتيجية ومصالح مشتركة ونقلة نوعية غير مسبوقة
  • هل يمكن إعفاء الحاصل على الدعم النقدي دون وجه حق من رد المبالغ التي صرفها؟.. الضمان الاجتماعي يوضح
  • مصر والاتحاد الأوروبي 2024.. شراكة استراتيجية ونقلة نوعية غير مسبوقة
  • ألمانيا وأربع دول تحصل على مساعدات من الاتحاد الأوروبي
  • الاتحاد الأوروبي وبريطانيا يؤكدان ضرورة استقلالية ديوان المحاسبة من التدخلات
  • قطر تهدد بوقف صادرات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي بسبب قانون العمل والبيئة
  • محمد كركوتي يكتب: النمو الأوروبي.. هَمٌّ مستمر