آخر تحديث: 10 فبراير 2024 - 2:09 مبغداد/ شبكة أخبار العراق- كشف عضو برلمان إقليم كردستان عن الدورة السابقة كاوة عبد القادر، اليوم السبت (10 شباط 2024)، أسباب نشاط الحركة التجارية بين الإقليم وإيران رغم التشنج السياسي والأمني الذي حصل مؤخرا.وقال عبد القادر في حديث صحفي، إن “أسبابًا عديدة تؤدي لازدهار ونشاط الحركة التجارية بين طهران والإقليم، أولها أن إيران دولة جارة للإقليم وهناك منافذ حدودية مشتركة مع أربيل والسليمانية”.

وأضاف أن “السبب الآخر يتمثل بكون البضائع الإيرانية هي الأرخص من بين البضائع التي تدخل للسوق في كردستان، لذلك وبسبب الأزمة الاقتصادية للمواطن الكردي فهو يفضل شراء منتوجات إيرانية على غيرها من البضائع”.وأشار عبد القادر إلى أن “الإقليم مازال بيئة غير مصدرة ولا ينتج موادا ضرورية يحتاجها المواطن، وبالتالي الاعتماد مازال على إيران بالدرجة الأولى وتركيا فيما بعد”.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

عشنا وشفنا دكاترة موية

في مطلع عام 2009، كنت ضمن فريق بحثي مكوّن من طبيبين متخصصين؛ أحدهما في طب المجتمع والآخر في الصحة العامة، وكلاهما أستاذان في كلية الطب بجامعة الخرطوم. كُلِّفنا من قِبل احدي المنظمات العالمية بتقييم أثر مشروع المياه والصحة العامة والصرف الصحي، الذي نفذته المنظمة في قرى محلية الدويم بولاية النيل الأبيض. وكعادة الأطباء، لم يقتصر دور زملائي على التقييم البحثي فحسب، بل كانوا يقدمون الخدمات العلاجية والاستشارات الطبية لسكان القرى التي نزورها. كانوا يحملون معهم أدواتهم الطبية، من سماعات وأدوية إسعافية، كجزء من التزامهم الإنساني والأخلاقي تجاه المجتمع. ونتيجة
لذلك، تحوّل مقر إقامتنا إلى عيادة ميدانية مؤقتة، يقصدها المواطنون طلبًا للعلاج أو المشورة الصحية. بمرور الوقت، بدأ البعض يظن أنني طبيب أيضًا، خاصة عندما يسمعونني أنادي بـ “الدكتور حامد” بين الحين والآخر، رغم أن تخصصي بعيد كل البعد عن الطب. كان هذا اللبس يضعني في مواقف محرجة، خصوصًا عندما يأتي البعض شاكيًا من أعراض وأمراض يتوقعون مني علاجها! . وذات يوم، بينما كنت مستغرقًا في عملي، دخل عليَّ رجلان دون مقدمات، وشرعا في الحديث عن حالتهما الصحية، وكأنني الطبيب ! . شعرت بشيء من الضيق، وبنبرة حادة بعض الشيء، قلت لهما: " أنا لست طبيبًا… أنا دكتور موية!” . توقف الرجلان للحظة، وتبادلا النظرات بدهشة، قبل أن يعلّق أحدهما بسخرية:
“والله عِشنا وشُفنا… دكاترة موية كمان!”. ورغم أن الحديث كان بينه وبين زميله، إلا أنني شعرت بأنه يقصدني تحديدًا . ابتسم الآخر وردّ على صاحبه بنفس النبرة الساخرة: " وليه؟ هي بقت على الموية؟ حتى الغنا بقى فيه دكاترة! ما سمعت عبد القادر سالم عمل دكتوراه في الغناء؟ والله لو عشت، تشوف أكتر!”. ضحكت من تعليقهم العفوي، لكنه دفعني إلى التأمل في مفهوم التخصصات، وكيف أصبحت درجات الدكتوراه تُمنح في كل المجالات، حتى كادت ان تصبح سلعة تُباع وتُشترى في سوق الله أكبر!. كم مرة سمعنا عن مكاتب تعرض خدماتها لمن يريدون الحصول على لقب “دكتور” فقط للمكانة الاجتماعية أو “البرستيج”؟ ليصبح مجرد لقب يسبق الاسم، دون أن يكون له أي علاقة بالمعرفة أو التحصيل الأكاديمي! بل وصل الأمر إلى حد أن بعض هذه المكاتب - كما يقال - انها تكتب الأبحاث بالكامل لمن يرغب في الحصول على الدرجة مقابل مبلغ متفق عليه، في ظاهرة تعكس وجود شبكة متكاملة قد تمتد حتى إلى بعض الجامعات التي تمنح هذه الدرجة الأكاديمية “الرفيعة”. هذا العبث الأكاديمي أفقد درجة الدكتوراه معناها الحقيقي، حتى كادت أن تصبح سُبّة لمن يحملها، باستثناء من نالوها بجدارة واستحقاق عبر بحوثهم المتميزة. لذلك، لم يكن مستغربًا أن تتخذ بعض الدول العربية قرارات بعدم الاعتراف بشهادات الدكتوراه الصادرة عن بعض الجامعات السودانية. لذلك، لم يكن غريبًا أن يُدهش الرجلان عندما سمعا عن “دكتوراه في الموية”… بل في الإبداع ( الغناء) علي حد قولهما!
ورغم نبرة السخرية التي حملها تعليق الرجلين، حين علما أنني أحمل “دكتوراه في المياه”، وأن هناك من نال “دكتوراه في الغناء” كالفنان عبد القادر سالم، فإنني لم أجد في كلامهما إلا مدخلًا للتأمل في اتساع دائرة المعرفة، وامتدادها لتشمل مجالات قد تبدو متباعدة ظاهريًا، لكنها تلتقي في جوهرها حين تُخدم بصدق وتُمارس بإخلاص. عندها، استحضرت سيرة الدكتور عبد القادر سالم، هذا الفنان الفذ الذي لم يكتفِ بموهبته، بل جعل من الفن علمًا، ومن الغناء أطروحة أكاديمية. فقد نال درجة الدكتوراه في الفنون (الموسيقى) من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا عام 2005، عن أطروحته: “الأنماط الغنائية بإقليم كردفان ودور المؤثرات البيئية في تشكيلها”، وكان قد سبقتها أطروحته للماجستير عام 2002 عن: “الغناء والموسيقى لدى قبيلة الهبانية بشمال كردفان”. لم يكن مغنيًا عاديًا، بل باحثًا نحت من التراث السوداني مادةً علمية، فعرّف العالم بجماليات الموسيقى السودانية، خاصة تلك القادمة من غرب السودان، حيث امتزج الإيقاع التقليدي بالموسيقى الحديثة، في أعمال خالدة تجاوزت حدود الزمان والمكان.
كثيرًا ما أجدني أستعيد تلك اللحظة البسيطة، التي علّق فيها رجلان — بدهشة لا تخلو من الطرافة ، ومن مفارقة عابرة إلى تساؤلات عميقة — وهي أن نظرة كثير من أبناء الريف — تنحصر في أن “الدكتور” لا يكون إلا طبيبًا يصف الدواء ويضمد الجراح. لذلك بدا غريبًا أن يُطلق اللقب على شخص “يتحدث عن الموية”، لا عن العلاج. وما لم يدركاه — وهما في ذلك معذوران — أن “الموية” وحدها، إن لم تكن نظيفة وآمنة، تتسبب في مآسٍ تفوق ما تسببه بعض الأمراض المعروفة. فقد أشارت منظمتا الصحة العالمية واليونيسف إلى أن الأمراض الناتجة عن شرب المياه الملوثة او نقصها ، وسوء الصرف الصحي ، تتسبب في وفاة نحو 1.4 مليون شخص سنويًا حول العالم، خاصة في البلدان النامية، وتحديدًا بين الأطفال دون سن الخامسة. أرقام صادمة تُبرز أن تحسين الوصول إلى المياه النقية وخدمات الصرف الصحي، لا يقل أهمية عن الدواء والمستشفيات، بل قد يكون الوقاية الأولى. وقد تضاعف استغراب الرجلان حين اكتشفا أن الدكتوراه لا تُمنح في “الموية” فحسب، بل حتى في “الغناء”! . لكن خلف هذه الدهشة البسيطة تكمن أسئلة جوهرية عن قيمة كل علم، وجدوى كل تخصص، حين يُسخّر لخدمة الناس. وقد علّمني هذا الموقف — كما علّمتني تجارب كثيرة - أن قيمة الدكتوراه لا تُقاس بشهرة التخصص، ولا بمدى فهم الناس له، بل بعمق أثره في الواقع، وصدق نفعه للمجتمع. في زمن كثرت فيه الألقاب وقلّت فيه المعاني، تبقى القيم الأصيلة: أن يخدم الإنسان مجتمعه بما يعرف، وأن يؤمن بأن المعرفة — أيًّا كان مجالها — يمكن أن تكون بابًا للإبداع، وموردًا للعطاء، ومصدر إلهام. أدركت، وأنا أبتسم لتعليق الرجلين، أن الدكتوراه ليست ترفًا ولا امتيازًا نفاخر به، بل مسؤولية ننهض بها، وأن الفن، مثل العلم، قد يكون وسيلة لتغيير الوعي، إذا خرج من الأرض ولامس الوجدان… كما فعل عبد القادر سالم و فنانون اخرون ، الذين جعلوا من الغناء علمًا، ومن التراث رسالة. فليغنِّ الدكتور عبد القادر سالم “جيناكي”، ما دام في الغناء إبداعٌ يلامس الوجدان، ولأحمل أنا وغيري لقب “دكتور موية”، ما دام في الماء نماء، وحياةٌ تزدهر، وأثرٌ يُخلِّد. فالصدق وحده هو ما يبقى، وما ينفع الناس يمكث في الأرض، أما الزبد فيذهب جفاء.
د. حامد عمر
25 مارس 2024

hamidomer122@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • محافظ المنوفية يعتمد الجدول الزمني لامتحانات الفصل الدراسي الثاني 2025/2024
  • بهدف زيادة الحركة التجارية بالسواحل السورية.. تخفيض سعر طن الوقود للسفن التي تؤمها
  • نائب:حكومة الإقليم مستمرة في تهريب النفط بمعدل (450) ألف برميل يومياً بعلم السوداني
  • عشنا وشفنا دكاترة موية
  • بلغت قيمتها 87.6 مليار ريال.. نمو التبادلات التجارية بين المملكة ودول الجامعة العربية 6.2 % بالربع الرابع من 2024
  • أخصائي: قلة الحركة من أبرز أسباب ضعف العضلات وآلام الظهر المستمرة .. فيديو
  • وكيل تشريعية النواب: الحكومة لم تتأخر في دعم الطبقات الأولى بالرعاية رغم التحديات
  • رئيس الغرفة التجارية بغزة: إسرائيل تُغذي الفوضى والفساد وتحاربنا اقتصاديا
  • بعد لقاء الشرع وبارزاني.. توافق كردي سوري على خارطة طريق للاستقرار
  • نائب التنسيقية يعلق على بعض ملاحظات الحساب الختامي للموازنة