حذرت رئيسة مجموعة الأزمات الدولية كومفورت ايرو، من تزايد خطر حصول “سوء تقدير كبير” يوما بعد يوم في الشرق الأوسط، بعد أربعة أشهر من الحرب على قطاع غزة.

وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس نشرتها اليوم، عبرت  رئيسة المجموعة عن أسفها لتوسع النزاعات وامتدادها، موضحة أن أوكرانيا أصبحت “تحديا سياسيا” في الولايات المتحدة ولا توجد آفاق لإجراء مفاوضات سلام في أوج سنة انتخابية أميركية.

وردا على سؤال حول الحرب في غزة وتداعياتها، وما هي الآفاق على المدى القصير والمتوسط ومخاطر التصعيد، لا سيما احتمال النزاع المباشر مع إيران، بينت ايرو أن  “هناك محادثات جارية حول هدنة من 40 يوما. هذا هو الأساس. الحصول على الاربعين يوما هذه وثم البناء على هذه القاعدة”

وأضافت أن “الوصول الى نوع من حكم انتقالي يتيح إعادة تشغيل البنى التحتية وإيصال المياه والغذاء ومن ثم تلبية الاحتياجات على المدى الطويل، يشكل هدفا  من الجانب الفلسطيني، الذي يتطلع لإقامة دولة،  وبالنسبة لإسرائيل، يتعلق الأمر بالحصول على ضمانات أمنية. ولهذا السبب كنا واضحين جدا داخل مجموعة الأزمات بأن الطريقة الوحيدة للوصول الى ذلك هي عبر وقف اطلاق نار فوري”.

وأشارت إيرو إلى أن “الأمر الوحيد الذي يبدو حقيقيا هو أن أيا من الأطراف لا يريد تصعيدا إقليميا أو حربا، وهذا يعني اللاعبين الثلاثة الكبار: إسرائيل وإيران والولايات المتحدة” محذرة من أن العالم يقترب مع ذلك “من سوء تقدير كبير، وهنا   يصبح تجنب كارثة أمرا مهما جدا”.

وبالنسبة لأوكرانيا أعتبرت ايرو ان المفاوضات مع روسيا تبدو  “أمرا صعبا جدا مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، حيث يراهن بوتين على أن الوحدة التي كانت قائمة بين الولايات المتحدة وأوروبا يمكن أن تنهار لأنه، مرة اخرى، باتت اوكرانيا قضية في السياسة الداخلية في الولايات المتحدة”.

ولفتت رئيسة مجموعة الأزمات الدولية إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تعتبر على المستوى الدولي جهة مؤثرة، سواء ايجابيا او سلبيا، معربة عن اعتقادها انه هناك تزايد في القلق وعدم اليقين والاستقطاب والانقسام.

وتابعت ايرو القول ان “الدبلوماسية قيد الاختبار. هناك أماكن لا تعمل فيها حيث ان دينامية ميدان المعركة تتحرك في اتجاه آخر، في الاتجاه الخاطئ، مثل السودان، هو حالة كلاسيكية وغالبا ما يتم وضع الدبلوماسية جانبا وهناك تفضيل للحربن كما  شهدنا السنة الماضية إعادة احتلال ناغورني قره باغ من قبل اذربيجان، وذلك يتكرر في بورما.

ولفتت ايرو إلى ان  ليس هناك أي منطقة بمنأى عن الانقسامات، ومع ذلك، يمكننا القيام بالكثير من خلال الدبلوماسية الوقائية، لكن عندما ينهار النظام، وحين يتعرض مركز الثقل ذاته، تحديدا الأمم المتحدة، لضغوط وتوتر وحين تفقد التعددية جاذبيتها، يصبح العالم أكثر قتامة.

وختمت رئيسة مجموعة الأزمات الدولية بالقول “إنها سنة أزمة للحفاظ على السلام،  لكن في وقت يقال إن التعددية تنهار، لا يزال هناك بصيص أمل، والسؤال هو معرفة ما إذا كان القادة على استعداد لاقتناص الفرصة، ما اذا كانوا قادرين على صياغة وتشكيل الفرص للسماح للدبلوماسية بالازدهار أيضا”.

والمجموعة هي منظمة دولية غير ربحية وغير حكومية، تتمثل مهمتها في منع حدوث وتسوية النزاعات الدموية حول العالم من خلال تحليلات ميدانية وإسداء المشورة، تأسست عام 1995 وتعد من المصادر العالمية الأولى للتحليلات والمشورة، التي تقدمها للحكومات  والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والبنك الدولي.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أوروبا أوكرانيا إسرائيل إيران السودان الولايات المتحدة بوتين قطاع غزة مجموعة الأزمات الدولية مجموعة الأزمات الدولیة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

هكذا يخطط ترامب لاستعادة السيطرة على الشرق الأوسط.. التطبيع والعقوبات والتهديدات

سلط مقال في صحيفة "معاريف" للدكتور شاي هار تسفي رئيس قسم السياسة الدولية والشرق الأوسط في معهد السياسة والاستراتيجية بجامعة رايخمان، عودة ترامب وتأثيراتها على الشرق الأوسط.

وقال تسفي، إن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ستؤدي بطبيعة الحال إلى تغييرات جوهرية في سياسة الإدارة الأمريكية على الصعيدين الدولي والإقليمي".

وأضاف، "على عكس فترة ولايته الأولى، يبدو أن ترامب هذه المرة أكثر نضجًا واستعدادا، يعرف النظام الحكومي بشكل أفضل، ويدرك أن هذه ربما تكون فرصته الأخيرة لترك بصمة تاريخية في الشرق الأوسط، استكمالًا لاتفاقات أبراهام، وقضائه على سليماني، وصفقة القرن التي لم تحقق النتائج المرجوة حتى الآن".



وأوضح تسفي، أنه "في المقام الأول، سيسعى ترامب لتحقيق وعده الانتخابي - تحسين الوضع الاقتصادي للولايات المتحدة، خفض تكاليف المعيشة، ومكافحة ظاهرة المهاجرين غير الشرعيين، وذلك من خلال استخدام قوة الولايات المتحدة على الساحة الدولية لتحقيق هذه الأهداف".

وأشار تسفي إلى أن التهديدات بإعادة قناة بنما إلى سيطرة الولايات المتحدة، والسيطرة على غرينلاند؛ الرسائل المهينة لترودو كما لو أن كندا هي الولاية الـ51 للولايات المتحدة؛ الرغبة في تغيير اسم خليج المكسيك؛ مطالبة دول الناتو بزيادة نفقاتها الدفاعية - كل هذه هي أدوات الضغط التي يمتلكها رئيس الولايات المتحدة للتفاوض من موقع قوة.

ويعتقد ترامب بحسب الكاتب، أن هذه الضغوط ستساعده على تحقيق نتائج اقتصادية، وتقليص الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الأمريكية، والسيطرة على مسارات الشحن والموارد الطبيعية، وتقليل استثمارات الولايات المتحدة في المساعدات الأمنية والعسكرية للدول حول العالم.

ويرى تسفي، أن طموحه في إنهاء الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط ينبع من الفهم بأن هذه الحروب تجذب الولايات المتحدة لاستثمار موارد سياسية واقتصادية كبيرة، وكلما طالت، قد تؤدي إلى تورط أكبر للولايات المتحدة وتؤثر على قدرتها على التركيز على القضايا الرئيسية بالنسبة لها.

وبحسب تسفي، فإن الهدف الرئيسي لترامب في الشرق الأوسط سيكون تحقيق الاستقرار. ومن هنا، فإن الأهداف الثلاثة الرئيسية بالنسبة له ستكون إنهاء الحرب في غزة، وإعادة المختطفين والمختطفات، اتفاق تطبيع تاريخي بين إسرائيل والسعودية، ومنع إيران من الحصول على سلاح نووي.

وفي هذه القضية، يبدو أن الخيار المفضل لترامب في الوقت الحالي سيكون اتفاق نووي (2)، يضمن أن إيران لن تحافظ على وضعها كدولة على عتبة القدرة النووية ولن تتمكن من الوصول إلى السلاح النووي، لتحقيق ذلك، سيعود ترامب لدفع تصور الضغط الأقصى، مع التهديد بفرض عقوبات اقتصادية مؤلمة، وربما حتى إشارات إلى الاستعداد للعمل العسكري و/أو تقديم مساعدات لإسرائيل بالوسائل اللازمة لذلك. وذلك لتوضيح لإيران الثمن الباهظ الذي قد تدفعه إذا رفضت الصفقة الجديدة، بحسب تسفي.



أما بالنسبة لاتفاق التطبيع، يرى ترامب أن ذلك هو "الجوهر" الذي يحمل في طياته إمكانات لتحقيق مكاسب استراتيجية واقتصادية للولايات المتحدة، وحتى مكاسب شخصية له مثل جائزة نوبل للسلام، ومن أجل تحقيق هذا الهدف المنشود، لن يتردد ترامب في ممارسة ضغوط على نتنياهو للتساهل في موقفه من السلطة الفلسطينية، بفهم أن هذه قد تكون عقبة في طريق التطبيع من جانب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كما قال الكاتب.

وقال الكاتب، إن السياسة المتوقعة لترامب تعيد خلط الأوراق في المنطقة. بالفعل، يترك ترامب بصمته على العمليات في المنطقة، كما يتضح من التقارير عن تقدم كبير في المفاوضات بين إسرائيل وحماس. بالنسبة لإسرائيل، هذه فرصة لتشكيل واقع أمني وسياسي محسن، يتمحور حول ضرب قدرات إيران بشكل قاسي، وضمان أنها لن تتمكن من الحصول على سلاح نووي.

وأضاف، أنها اللحظة التي يجب على رئيس الوزراء اتخاذ قرارات استراتيجية شجاعة وحاسمة لمستقبل دولة إسرائيل، وفي مقدمتها إنهاء الحرب في غزة وإعادة جميع المختطفين والمختطفات.

مقالات مشابهة

  • بجانب مهام غزة.. سيغريد كاغ مبعوثة جديدة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط
  • نيبينزيا: موسكو ترى أن الولايات المتحدة وبريطانيا هما وراء الهجوم على “السيل التركي”
  • بلينكن: هناك آفاق مبشرة لمنطقة الشرق الأوسط بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار
  • بعد تحقيقه للمركز الأول في منافسة “فنلندا”| راكان الراشد يُنافس في بطولة الشرق الأوسط للراليات
  • “فورين بولسي”: الولايات المتّحدة الأمريكية فشلت في معركتها ضد اليمنيين
  • “روسكونغرس”: الولايات المتحدة ستبدأ حربا تجارية جديدة واسعة النطاق عام 2025
  • أشرف سنجر: نجاح الاتفاق بين إسرائيل وحماس إنجاز كبير للإرادة المصرية
  • جي إف كوريس ‏ تعزز محفظة حلول الصرف الصحي بطرح نظام “جي اف الترا فلو” المبتكر والمصمم خصيصاً للمنطقة
  • هكذا يخطط ترامب لاستعادة السيطرة على الشرق الأوسط.. التطبيع والعقوبات والتهديدات
  • التطبيع والعقوبات والتهديدات.. هكذا يخطط ترامب للهيمنة على الشرق الأوسط