القديس لونجينوس رئيس ديرالزجاج.. شخصية مؤثر في تاريخ المسيحية
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
تُعيد الكنيسة الأرثوذكسية، اليوم السبت الموافق 2 أمشير حسب التقويم القبطي، ذكرى رحيل القديس الانبا لونجينوس رئيس ديرالزجاج، أحد أبرز الأعلام المحفورة في التاريخ المسيحي بأحرف من الذهب تاركة خلفها ارثًا عظيمًا لا تزال تفتخر الكنيسة بإمتلاكة حتى الأن.
القس أبادير إبراهيم يترأس طقس عشية عيد "القديس بولا" الليلة كنيسة القديس أثناسيوس بمدينة نصر تشهد "عشية أول السواح" الليلة
القديس لأنبا لُونجينوس
يرجع أصل القديس لونجينوس إلى اليونان وهو من مواليد كيليكية، وذكر في الكتاب التراثي المسيحي "السنكسار" أنه قائد مائه وواحد من الجنود الرومان اللى قاموا بصلب السيد المسيح كان مرافق لبيلاطس البنطى اللى عينه القيصر تيبيريوس حاكما لليهودية.
ويروي هذا التاريخ أنه تغيرت مجريات حياته بعدما توفت والدته فترهبن بأحد الأديرة هو ووالدة لوقيانوس، الذي اجتمع على محبته عدد ليس بالقليل من الرهبان الذين أرادوا أن يتولى رئاسة الدير خلفًا لما كان آنذاك، لكنه لم يقبل، وهرب من الدير هو وابنه وذهبا إلى الشام، وأقاما في إحدى الكنائس.
قصة انتقاله من الشام لمصر
لم يتمكنا من إخفاء فضائلهما في عدة معجزات بل اشتهرا بإمكانيتهما على العديد من القدرات التي ساعدت الناس، أراد "لُنجيوس" ان يختلي بقلبه منفردًا فطلب أن يذهب إلى مصر، وقصد دير الزجاج غربي الإسكندرية واشتهر هناك بصفات حميده وتردد عنه معاني الفضيلة والتقوى والنسك، فأقامه الرهبان رئيسا على الدير رغما عنه.
وكما ورد في التاريخ المسيحي أنه بعد فترة من الزمان أتى والده لوقيانوس وكانا حينها يعملان في صناعة قلاع المراكب ويأكلان من عملهما، ومر الدهر عليهما حتى رحل الأب ثم لحقه ابنه في تاريخ مخلد وهو الثاني من أمشير، وأصبحا رمزًا محفوظًا للتراث القبطي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التقويم القبطي
إقرأ أيضاً:
بين سويسرا وتركيا.. وداع حزين وتأبين مؤثر ليوسف ندا (شاهد)
أقامت جماعة الإخوان المسلمين مجلس عزاء وتأبين في مدينة إسطنبول التركية لمفوض العلاقات الخارجية السابق للجماعة، يوسف ندا، الذي وافته المنية الاثنين الماضي عن عمر ناهز 93 عامًا.
وحضر المجلس عدد من قيادات بارزة من الجماعة، وعدد من الشخصيات الإسلامية من مختلف الدول، إلى جانب جموع من محبيه الذين استذكروا مسيرته التي جمعت بين العمل السياسي والدعوي، فضلًا عن دوره البارز في المجال الاقتصادي.
وشهدت المراسم كلمات مؤثرة من قيادات الإخوان المسلمين والحاضرين، الذين أشادوا بحكمة ندا وحنكته السياسية التي جعلته واحدًا من أبرز قادة الجماعة.
وأكد المتحدثون أن مسيرته كانت نموذجًا للإصرار على المبادئ والالتزام بالقيم الإسلامية في كل المجالات التي خاضها، سواء في العلاقات الدولية أو النشاط الاقتصادي.
دفن في سويسرا ومسيرة مليئة بالعطاء
ودفن يوسف ندا، الثلاثاء في سويسرا حيث أمضى هناك معظم سنوات حياته.
وُلد في الإسكندرية عام 1931، وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين في شبابه، وبرز سريعًا كأحد الأسماء القيادية فيها، ليصبح مفوض العلاقات الخارجية للجماعة.
وشغل هذا المنصب لعقود، حيث عمل على تعزيز حضور الجماعة على الساحة الدولية، من خلال بناء علاقات وثيقة مع حكومات ومنظمات وشخصيات مؤثرة حول العالم.
في المنفى، خصوصًا في أوروبا، لعب ندا دورًا حاسمًا في تمثيل الجماعة والعمل على تحسين صورتها الدولية، خاصة في وجه الحملات التي سعت لتشويهها.
ورغم الصعوبات السياسية والقضائية التي واجهها، بما في ذلك اتهامات تتعلق بالإرهاب وتجميد أمواله، تمكن ندا من إثبات براءته في النهاية، ما عزز من مكانته كرجل مبادئ يدافع عن قناعاته بحزم.
إسهامات اقتصادية وفكرية
بعيدًا عن السياسة، لمع اسم يوسف ندا كرائد في الاقتصاد الإسلامي، حيث أسس العديد من المشاريع الاقتصادية التي ساهمت في تطوير منظومة المصرفية الإسلامية، وعُرف عنه الالتزام بقيم الشفافية والعدالة في عمله، وحرصه على تقديم نموذج اقتصادي يستند إلى المبادئ الإسلامية.
دور إقليمي
وكان ليوسف ندا دور مهم في حل النزاعات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في فترات التوتر بين الدول الكبرى في المنطقة.
وكان من أبرز محطاته دوره في الوساطة خلال أزمة الخليج الثانية في عام 1990، بعد غزو العراق للكويت، خلال تلك الفترة، سعى ندا لإيجاد حلول سلمية لتخفيف حدة التوترات بين السعودية ودول الخليج من جهة، والعراق من جهة أخرى، في محاولة للحفاظ على استقرار المنطقة.
كما كان له دور في بناء علاقات بين المملكة العربية السعودية وبعض الدول الغربية والإسلامية، حيث سعى دائمًا لتحقيق المصالحة بين الأطراف المتنازعة وتهدئة الأوضاع السياسية المتوترة في المنطقة، وكذلك دعم اليمن خلال أزمتها مع إريتريا، وأزمة الجزائر.
كان يوسف ندا أحد المدافعين عن ضرورة الحلول السلمية عبر الحوار السياسي بدلاً من المواجهات العسكرية، وكان يراهن على الدبلوماسية في تجاوز الخلافات بين الدول الكبرى في العالم العربي والإسلامي.
التنكيل وسرقة أمواله
تعرض يوسف ندا لعدة محاولات تنكيل وتشويه على مدار سنوات، بينها حملة شنها ضده الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الابن.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2001، اتهم الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الابن، يوسف ندا بضلوع شركاته في دعم الإرهاب وتمويل هجمات 11 سبتمبر، ونتيجة لهذه الاتهامات، جمدت الولايات المتحدة أموال ندا وفرضت عليه إقامة جبرية، حيث خضع لتحقيقات من قبل جهات استخباراتية متعددة. ورغم هذه الضغوط، ثبتت براءته في النهاية من هذه التهم.
في عام 2008، أحالت السلطات المصرية يوسف ندا إلى المحاكمة العسكرية بتهمة "تمويل الإرهاب"، وحُكم عليه غيابيًا بالسجن لمدة 10 سنوات.
لكن في تموز/ يوليو 2012، صدر قرار بالعفو عنه بعد تولي جماعة الإخوان المسلمين السلطة في مصر.
ورغم تبرئته من التهم الموجهة إليه، إلا أن هذه المحاكمات كانت جزءًا من حملات إعلامية وسياسية تهدف إلى تشويه سمعته وتقويض مكانته في المجتمع الدولي.
تعرض يوسف ندا لعدة محاولات لسرقة أمواله وممتلكاته، حيث تم تجميد أصوله المالية في العديد من الدول، مما أثر بشكل كبير على استثماراته ومشاريعه الاقتصادية، هذه الإجراءات كانت جزءًا من محاولات الضغط عليه لتقويض دوره في دعم قضايا الشرق الأوسط والإسلام، ورغم هذه التحديات، ظل يوسف ندا ثابتًا في مواقفه، وواصل دعمه لقضايا الشرق الأوسط والإسلام، مما جعله أحد الأسماء البارزة في الدبلوماسية على الصعيدين الإقليمي والدولي.