الذكاء الاصطناعي يرفد اقتصاد الإمارات بـ 352 مليار درهم 2030
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
تمضي دولة الإمارات قدماً في تحقيق “استراتيجية الذكاء الاصطناعي”، الأولى من نوعها إقليمياً وعالمياً، بهدف الاعتماد على التقنيات الحديثة في تطوير الخدمات الحكومية وتحليل البيانات بنسبة 100% في 2031، فيما يتوقع أن يرفد الذكاء الاصطناعي ناتج الدولة الإجمالي بـ 352 مليار درهم العام 2030 ، بنحو 14% من الناتج، وفقاً لمركز “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” في أبوظبي.
وأكد “إنترريجونال” أن دولة الإمارات تمتلك التي تستضيف “القمة العالمية للحكومات 2024 “تحت شعار “استشراف حكومات المستقبل”، رؤى استراتيجية واضحة، وخريطة طريق مُحددة لتحقيق إنجازات نوعية شاملة في شتى القطاعات ومن بين هذه الرؤى توظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز ازدهار الدولة ضمن مسيرتها لتحقيق أهداف “مئوية الإمارات 2071”.
وأضاف “المركز” أن إستراتيجية الامارات للذكاء الاصطناعي وضعت الدولة في صدارة دول العالم على مستوى البنية التحتية الرقمية، فيما يلعب مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد دوراً مهماً بهذا المجال بما يضمن اقتصاداً رقمياً مزدهراً وتنافسياً للدولة وتحقيق أقصى استفادة من التكنولوجيا وتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة.
إنفاق ضخم
وأوضح “المركز” أن مواصلة الإمارات قيادتها الإقليمية وريادتها العالمية في الاستثمار وتبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي يأتي في سياق توقعات بوصول حجم الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة إلى 238 مليار دولار في 2024، بنمو 4.5% مقارنة بـ 2023 وأن يتجاوز حجم الإنفاق على الذكاء الاصطناعي بالمنطقة 3 مليارات دولار بنمو 32% عن 2023، بحسب مؤسسة البيانات الدولية (IDC) .
وفي السياق ذاته، توقّعت شركة “جارتنر” العالمية للأبحاث أن يصل إجمالي إنفاق المنطقة وشمال إفريقيا على تقنية المعلومات إلى نحو 183.8 مليار دولار 2024، حيث يسعى قادة الأعمال وتقنية المعلومات إلى توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي لإحداث تطورات كبيرة لصالح الاقتصاد والحياة.
فوائد
وشدد تحليل “إنترريجونال” أنه وعلى مدار العقود الأخيرة، ساهم التقدم السريع في الذكاء الاصطناعي في نمو القدرة الإنتاجية في كثير من دول العالم، والدفع نحو أنماط جديدة من الإنتاج لم يكن متعارفاً عليها من قبل؛ فيما برزت اتجاهات جديدة تشير إلى توقعات إيجابية بقدرة التكنولوجيا على تحسين الكفاءة في مختلف القطاعات والصناعات.
إمكانات
وقال “إنترريجونال” : يتمتع الذكاء الاصطناعي التوليدي، على وجه الخصوص، بإمكانات “هائلة”؛ وذلك على عدة مستويات أهمها تعزيز إنتاجية العمل وإحداث ثأثيرات إيجابية كبيرة على قطاعات الصناعة والخدمات الحكومية والمصرفية والتكنولوجيا المتقدمة وعلوم الحياة وعلى تغيير هيكل العمل و إنتاج البيانات ودعم الابتكار والقدرة التنافسية وتحسين التنبؤ فضلاً عن توفير فرص عمل جديدة.
فرص
وتوقع “إنترريجونال” وصول الاستثمارات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي إلى 200 مليار دولار العام 2025 ، في إطار التوقعات بقدرة الذكاء الاصطناعي على المساهمة بنحو 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي 2023.
وتوقع “المركز” أن تجني دول الخليج العربي عوائد مالية من الذكاء الاصطناعي تصل إلى نحو 23.5 مليار دولار العام 2030، في ظل استمرار نمو الاستثمارات في هذا المجال، فيما يُتوقع أن يصل حجم صناعة الذكاء الاصطناعي في المنطقة إلى 320 مليار دولار بحلول نفس العام؛ حسب تقديرات شركة “برايس ووترهاوس كوبرز”، ومن المرجح أن تنمو الإيرادات العالمية المرتبطة ببرامج الذكاء الاصطناعي والأجهزة والخدمات والمبيعات بنسبة 19% سنوياً، لتصل إلى 900 مليار دولار بحلول 2026، مقارنةً بـ 318 مليار دولار 2020.
تحديات
وقال “انترريجونال” إن عدداً من التحديات قد تعيق الذكاء الاصطناعي عن تحقيق آثار اقتصادية أكثر شمولاً، منها الوظائف ومدى تسريع الأتمتة في العديد من القطاعات وتوافر المهارات وهو ما يفرض إحداث ترقيات كبيرة للبنية التحتية في العديد من القطاعات والصناعات، بما في ذلك الاهتمام بتطوير البرمجيات وصناعة أشباه الموصلات ومراكز البيانات والأمن السيبراني وغيرها من عناصر البنية الرقمية.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
سباق الذكاء الاصطناعي يشعل الطلب على الرقائق الإلكترونية و مراكز البيانات
أصبح السباق نحو تطوير الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل كبير على رقائق إلكترونية صغيرة تعرف بوحدات معالجة الرسوميات (GPUs)، التي صُممت في الأصل لألعاب الفيديو.
صراع الذكاء الاصطناعيلكن اليوم، تستخدمها شركات التكنولوجيا لتشغيل الحسابات المعقدة التي تُغذي أنظمة الذكاء الاصطناعي.
كانت النتيجة ظهور نوع جديد من الحواسيب المتطورة، مكوّنة من ما يصل إلى 100 ألف شريحة مترابطة داخل مبانٍ تعرف بمراكز البيانات، مخصصة لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي القوية.
لكن هذه القوة الحاسوبية تأتي بتكلفة باهظة؛ إذ تخطط شركة OpenAI، المطورة لتطبيق ChatGPT، لإنشاء نحو خمسة منشآت تستهلك كهرباء تفوق ما تستهلكه ثلاثة ملايين منزل في ولاية ماساتشوستس الأمريكية.
رسم خريطة التكنولوجيامع سعي الشركات التكنولوجية وراء حلم الذكاء الاصطناعي، تنتشر مراكز البيانات في مختلف أنحاء العالم، ما يدفع عمالقة التكنولوجيا للبحث عن مصادر طاقة لتشغيلها، ومياه لتبريد الأنظمة ومنع ارتفاع حرارتها.
يعيد هذا التحول رسم خريطة التكنولوجيا من الأساس، تمامًا كما حدث في التسعينيات عندما أعادت الشركات بناء أنظمتها الحاسوبية لمواكبة العصر الرقمي والإنترنت، فمراكز البيانات الحالية أكبر بكثير مما سبق.
على سبيل المثال، أنفقت جوجل في عام 2006 حوالي 600 مليون دولار لبناء أول مركز بيانات لها في ولاية أوريغون، بينما أعلنت OpenAI وشركاؤها في يناير عن خطط لإنفاق نحو 100 مليار دولار على مراكز بيانات جديدة، تبدأ بمنشأة في ولاية تكساس.
أموالًا ضخمة في شركات مراكز البياناتلا يقتصر هذا التغير على التكنولوجيا فقط؛ بل يؤثر أيضًا على مجالات المال والطاقة والمجتمعات المحلية.
فقد ضخت شركات الاستثمار المباشر أموالًا ضخمة في شركات مراكز البيانات، فيما يتدفق الكهربائيون إلى المناطق التي تُبنى فيها هذه المنشآت.
في الوقت نفسه، يعبر بعض السكان عن قلقهم من التأثيرات السلبية لهذه المشاريع.
ومع ذلك، لا تزال الشركات الأمريكية الكبرى ماضية في استثماراتها الضخمة، حيث تطمح لتحقيق الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهو نظام ذكاء اصطناعي قادر على أداء أي مهمة عقلية يمكن للإنسان القيام بها، ما يتطلب قوة حاسوبية هائلة.
320 مليار دولار انفاقاتتشير التقارير إلى أن الإنفاق الرأسمالي لشركة Alphabet، الشركة الأم لجوجل، قد يتجاوز 320 مليار دولار هذا العام، وهو أكثر من ضعف ما أنفقته قبل عامين.
يأتي هذا الاستثمار الضخم في إطار سعيها لتطوير تقنيات تعلم الآلة، التي تتطلب تحليل كميات هائلة من البيانات لتدريب النماذج الذكية.
أعتاب حقبة جديدةويبدو أن العالم على أعتاب حقبة جديدة؛ فالتكنولوجيا التي استمرت 50 عامًا في السابق، وفقًا للمهندس نورم جوبّي من جوجل، يتم استبدالها الآن بأسلوب مختلف تمامًا.
ليس الأمر متعلقًا بالرقائق فقط، بل بكيفية تسريع تدفق البيانات بين هذه الشرائح لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من قوتها الحاسوبية.