ألحقت حرب إسرائيل في غزة - ودعم واشنطن لها - أضرارًا جسيمة بمكانة الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم العربي، وفقًا لاستطلاع تمثيلي لـ16 دولة عربية، نشره المركز العربي في واشنطن.

ووفق الاستطلاع الذي نشر نتائجه موقع "ريسبونسبل ستيتكرافت"، وترجمه "الخليج الجديد"، فقد وصف ما معدله 82% من المشاركين في جميع أنحاء المنطقة رد فعل الولايات المتحدة على الحرب بأنه "سيء للغاية"، بينما وصفه 12% آخرون بأنه "سيء".

وقال ما مجموعه 72% من المستطلعين إن سياسة الولايات المتحدة تجاه الحرب في غزة "ستضر بصورة واشنطن" في المنطقة، إما "إلى حد ما" (22%) أو "كثيرًا" (50%).

وقال الاستطلاع، إن نسب مماثلة لفتت إلى أن ذلك سيضر "بمصالح" الولايات المتحدة في المنطقة أيضًا".

قال ما مجموعه 76%، أن وجهات نظرهم بشأن السياسة الأمريكية في العالم العربي "أصبحت أكثر سلبية" منذ بدء الحرب.

كما لفت متوسط إجمالي لأكثر من نصف المشاركين (51%)، إلى أنهم يعتبرون الولايات المتحدة تشكل "أكبر تهديد للسلام والاستقرار في المنطقة"، مقارنة بـ39% الذين وصفوا الولايات المتحدة بأنها "التهديد الأكبر" في المنطقة.

اقرأ أيضاً

استطلاع: انخفاض شعبية بايدن إلى 37%

الاستطلاع الذي شمل 8 آلاف مشارك في 16 دولة، تمثل مجتمعة 95% من إجمالي سكان المنطقة العربية، عبر الهاتف في الفترة ما بين 12 ديسمبر/كانون الأول و5 يناير/كانون الثاني الماضيين، أي خلال الشهر الثالث من الحرب الإسرائيلية على غزة.

وشمل الاستطلاع بلدان السعودية وعمان والكويت واليمن وقطر في منطقة الخليج العربي، ولبنان والأردن والعراق والضفة الغربية الفلسطينية عبر بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين، وموريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان في شمال أفريقيا.

ولم يتم تضمين البحرين والإمارات وسوريا.

ووفق التحليل، فإنه من شأن نتائج الاستطلاع، الذي أجري بالتعاون مع "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة بقطر، أن تثير بعض القلق في واشنطن.

ويقول الأكاديمي في جامعة ميريلاند شبلي تلحمي، في حفل عرض نتائج الاستطلاع: "إنها لحظة تاريخية في بعض النواحي المهمة للغاية".

ويضيف: "حجم ما رأيناه والدور الذي لعبته الولايات المتحدة في هذه الأزمة المؤلمة للغاية كان كبيرًا جدًا، ويُنظر إليه على أنه كبير جدًا، لدرجة أنه سيترك بصمة على وعي جيل في المنطقة يتجه نحو الأمام".

اقرأ أيضاً

سي إن إن تكشف عن شروط دول عربية لإعادة إعمار غزة.. هل يقبل الاحتلال؟

ويعتقد المشاركون أن واشنطن هي العنصر الرئيسي الذي يمكن إسرائيل من تنفيذ حربها على غزة، والتي استشهد فيها حتى الآن أكثر من 27 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.

ويحمل نصف الجمهور العربي الولايات المتحدة مسؤولية تصاعد الحرب عبر الدعم العسكري والسياسي، باعتباره العامل الأكثر أهمية.

أما "عدم التحرك الحاسم" من جانب الحكومات العربية تجاه إسرائيل، والذي كان الخيار الشعبي الثاني، فقد اعتبره 14% من المستطلعين العامل الأكثر أهمية، و23% باعتباره العامل الثاني الأكثر أهمية.

وأظهر الاستطلاع أيضا زيادة ملحوظة في المعارضة في العالم العربي للاعتراف بإسرائيل في بعض الدول.

وقال ما مجموعه 89% من المستطلعين إنهم يعارضون الاعتراف بإسرائيل، في حين يؤيد ذلك 4% فقط، وهي أدنى نسبة منذ طرح السؤال لأول مرة في عام 2011.

وتجدر الإشارة بشكل خاص في هذا الصدد إلى ردود المشاركين من السعودية.

اقرأ أيضاً

ستريت جورنال يكشف تفاصيل خطة عربية لإنهاء حرب غزة وتمهيد حل الدولتين

وكان تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل هدفا رئيسيا لإدارة بايدن، التي انخرطت في مفاوضات مكثفة مع الرياض حول شروط التطبيع، بما في ذلك المطالب السعودية بوقف إطلاق النار في غزة.

ووجد الاستطلاع أن نسبة المشاركين السعوديين الذين يعارضون الاعتراف بإسرائيل قفزت من 38% في المرة الأخيرة التي طرح فيها السؤال (عام 2022) إلى 68%، وهي زيادة تعزى إلى حد كبير على ما يبدو إلى حرب غزة.

كما ارتفعت معارضة التطبيع بنحو 10% على مدار العام، في المغرب والسودان، وكلاهما قاما بتطبيع العلاقات مع إسرائيل عام 2020 فيما يعرف بـ"اتفاقيات إبراهام" إلى 78% و81% على التوالي.

وفي ضربة أخرى لسياسة بايدن، التي شددت مرارا وتكرارا على التزامها بإنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل منذ بدء حرب غزة، قالت أغلبية كبيرة من المشاركين في كل دولة إنهم لا يعتبرون واشنطن جادة في المتابعة.

وقال 68% من المشاركين في الاستطلاع إن واشنطن "ليست جادة على الإطلاق" بشأن التزامها، في حين قال 13% آخرون إن واشنطن "غير جادة إلى حد ما".

وكانت الشكوك مرتفعة بشكل خاص في الأردن ولبنان والضفة الغربية التي تؤوي أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين في العالم العربي، لكن 77% من السعوديين الذين شملهم الاستطلاع قالوا إن واشنطن "ليست جادة على الإطلاق".

اقرأ أيضاً

بلينكن: العرب يشترطون إقامة دولة فلسطين قبيل الانخراط في مستقبل غزة

كما وجد الاستطلاع، أن القضية الفلسطينية استعادت مكانتها كأولوية قصوى لدى الجمهور العربي ككل.

وعندما سُئلوا عما إذا كانوا يعتبرون القضية الفلسطينية "قضية لكل العرب وليست للشعب الفلسطيني وحده"، اختار ما متوسطه 92% من المشاركين الخيار الأول، أي أعلى بنسبة 16% عما كان عليه عندما تم طرح السؤال نفسه في عام 2022.

وفي السعودية، قفزت نسبة الموافقة على هذا الرأي من 69% إلى 95%.

وتم الكشف عن زيادات كبيرة مماثلة في العراق ومصر والمغرب.

أما بالنسبة لوجهات النظر حول مواقف الدول العربية الرئيسية تجاه حرب غزة، فقد كان المشاركون أكثر انتقادًا لدور الإمارات، حيث صنف متوسط إجمالي قدره 67% موقف أبوظبي إما "سيئ جدًا" (49%) أو "سيئ" (18%).

ولم يكن أداء السعودية أفضل بكثير، إذ وصف 64% من المشاركين وضعها بأنه "سيئ للغاية" (44%) أو "سيئ" (20%).

كما رفضت الأغلبية موقفي مصر والسلطة الفلسطينية.

اقرأ أيضاً

استطلاع: 57% من الأمريكيين يعارضون سياسة بايدن تجاه الحرب في غزة 

وقللت الحرب من الأمل في إمكانية تحقيق السلام بين إسرائيل وفلسطين، حيث قال ما يقرب من 60% من المستطلعين إنهم خلال الحرب "أصبحوا متأكدين من أنه لن يكون هناك إمكانية للسلام مع إسرائيل"، في حين أن 13% فقط ما زالوا يؤمنون بإمكانية السلام.

ويعلق تلحمي على الاستطلاع قائلا: "ستكون النتائج بمثابة اختبار لاستجابة الحكومات في العالم العربي، لردود فعل الجمهور على الحرب".

ويضيف: "الدليل الأول سيكون ما إذا كانت السعودية تصر على إنشاء دولة فلسطينية كجزء من أي اتفاق تطبيع مع إسرائيل أم لا، ولا تقبل بوعد الدولة في وقت ما في المستقبل".

ويتابع: "سيكون هذا هو الاختبار الحقيقي لمعرفة ما إذا كانت هذه الأزمة الرهيبة قد أدت إلى شعور عام نشط للغاية في العالم العربي، بما في ذلك السعودية، بأن الحكومات لن تفعل أشياء تتعارض مع مشاعرها".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء نحو 27 ألفا و947 شهيدا، وإصابة 67 ألفا و459 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85% (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.

اقرأ أيضاً

أكسيوس: بسبب غزة.. استطلاع يظهر انخفاضا كبيرا في شعبية بايدن داخل أمريكا

المصدر | ريسبونسبل ستيتكرافت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة بايدن إسرائيل العرب استطلاع دول عربية الولایات المتحدة فی العالم العربی من المستطلعین من المشارکین فی المنطقة اقرأ أیضا حرب غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

خطر هائل.. أخبار سيئة لبوتين من السعودية

تواجه روسيا خطر الحرمان من الأموال اللازمة لتشغيل اقتصادها الحربي في حال نفذت السعودية خططها الرامية لزيادة إنتاجها من النفط وحماية مكانتها باعتبارها أكبر مصدر للخام في العالم، وفقا لصحيفة "بوليتيكو" الأميركية.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت في وقت سابق أن الرياض تشعر بالإحباط من فشل الدول المنتجة الأخرى في التنسيق بشأن خفض الإمدادات لرفع أسعار النفط إلى حوالي 100 دولار للبرميل، مقارنة بالسعر الحالي البالغ 70 دولارا.

ويقول تجار النفط إن السعودية تستعد الآن للرد من خلال استعراض عضلاتها وقلب الطاولة على المنتجين الأصغر، حيث ستصدر المزيد من النفط لانتزاع حصة في السوق وزيادة الأرباح، حتى مع انخفاض الأسعار.

ومن شأن هذه الاستراتيجية أن تؤدي لانهيار أسعار النفط، وهي "أخبار سيئة" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تعتمد بلاده بشكل رئيسي على النفط والغاز في تمويل ميزانيتها.

يقول محلل الطاقة الروسي المقيم في النرويج ميخائيل كروتيخين إن التحرك المحتمل للسعودية يشكل "خطرا هائلا" على ميزانية الدولة الروسية بسبب اعتمادها الكبير على إيرادات النفط، مضيفا "يجب علينا الآن أن ننتظر ونراقب".

تحرك سعودي يوجه "ضربة" لبوتين ذكرت مجلة "نيوزويك" أن السعودية تستعد لزيادة إنتاج النفط في ضربة لآلة الحرب للرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، وغزوه لأوكرانيا.

وأشار كروتيخين إلى أن السعودية "تدرك تماما أن الشركات الروسية لا تلتزم بمطلب خفض الإنتاج، لذلك تقوم بوضع خططها الخاصة".

وترى الباحثة في مركز كارنيغي ألكسندرا بروكوبينكو أن المخاطر كبيرة بالنسبة للكرملين.

وقالت بروكوبينكو إنه في ظل "الأسعار الحالية، فإن أي انخفاض في أسعار النفط بمقدار 20 دولارا سيؤدي إلى انخفاض في الإيرادات الروسية بمقدار 1.8 تريليون روبل (20 مليار دولار)، وهذا يعادل حوالي 1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لروسيا".

وأضافت بروكوبينكو: "ستواجه الحكومة خيارا بين تقليص الإنفاق، وهو أمر غير مرجح خلال الحرب، أو مواجهة ضغط حصول تضخم وارتفاع في أسعار الفائدة بشكل خانق".

وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" ذكرت الأسبوع الماضي أن السعودية قد تتخلى عن طموحاتها طويلة الأمد لتقييد إمدادات النفط من أجل دفع الأسعار إلى حوالي 100 دولار للبرميل.

ويؤكد خبراء سوق النفط أن السعودية لديها القدرة الهائلة على الإنتاج والتصدير لتغيير استراتيجيتها والسعي إلى الهيمنة على السوق من خلال زيادة حجم الإنتاج بدلا من التركيز على الأسعار.

ويشير مدير تحليلات أسواق النفط في شركة "آي سي آي إس" أجاي بارمار إلى أن "الاقتصاد العالمي بطيء نوعا ما، والطلب على النفط ليس بالقدر الذي تريده السعودية".

ويضيف بارمار أن "بعض المنتجين، بما في ذلك روسيا، يتجاوزون حصصهم باستمرار، والسعوديون يفقدون صبرهم".

ويتابع أن "الرسالة التي تريد السعودية إيصالها مفادها بأن على منتجي النفط أن يعملوا بجد أو سيكسبون إيرادات أقل".

ومع ذلك، حتى إذا اتخذت السعودية هذه الخطوة، فمن غير المرجح أن تتراجع روسيا المنهكة ماليا عن حربها ضد أوكرانيا.

ويقول الخبير الاقتصادي هيلي سيمولا إن "روسيا ستظل قادرة على تمويل الحرب لبعض الوقت.. لن تنتهي الحرب لأن روسيا لا تمتلك المال".

وجرى اتهام روسيا، إلى جانب دول مثل كازاخستان والعراق، بتصدير نفط أكثر مما تم الاتفاق عليه مع أوبك، وفقا لما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال".

كذلك تجاوزت موسكو باستمرار حصتها الطوعية، التي تبلغ حاليا 8.98 مليون برميل يوميا، على الرغم من تعهداتها المتكررة بالالتزام.

وانخفضت الأسعار بنحو 6 في المئة حتى الآن هذا العام وسط زيادة الإمدادات من منتجين آخرين، وخاصة الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ضعف نمو الطلب في الصين، بحسب وكالة "رويترز".

وكذّبت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، الأربعاء، ما ورد في تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" ووصفته بأنه غير دقيق ومضلل تماما حيث ورد فيه أن وزير الطاقة السعودي حذر من انخفاض أسعار النفط إلى 50 دولارا للبرميل إذا لم يلتزم أعضاء أوبك+ بقيود الإنتاج المتفق عليها.

مقالات مشابهة

  • باحثة سياسية: الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تسير الأمور في الشرق الأوسط
  • لافروف: أكرانيا تُدرب الإرهابيين في سوريا بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية
  • لافروف: الولايات المتحدة لم تبد أدنى إدانة للغزو البري الإسرائيلي للبنان
  • سفير روسيا لدى واشنطن: الولايات المتحدة تمهد الطريق أمام صراع نووي
  • تحالف مضاد.. سياسة واشنطن الخاطئة تدفع موسكو وبيونغ يانغ إلى التعاون
  • خطر هائل.. أخبار سيئة لبوتين من السعودية
  • السلطات الأمريكية: الخطر الإرهابي في الولايات المتحدة سيبقى عاليا في العام القادم
  • استطلاع: هاريس تتقدم على ترامب في 7 ولايات متأرجحة
  • الولايات المتحدة الأمريكية تصفع الجزائر والبوليساريو وتشيد بالملك محمد السادس
  • وزير الري يلتقي سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة لبحث سُبل تعزيز التعاون