اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بإطالة أمد الحرب على غزة بدون داع، وعرقلة الطريق إلى السلام، بينما يُترك الرهائن المختطفون ليموتوا.

وفي إدانة لاذعة قال أولمرت في تصريحات خاصة لصحيفة ذي إندبندنت البريطانية إن غطرسة نتنياهو و"تلاعبه" هما السبب بحدوث إخفاقات أمنية كارثية، وهذا ما سمح بهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي أدى إلى اندلاع الصراع الحالي.

وحذر أيضا من أن القوميين المسيحانيين والمتطرفين" اليمينيين الذين جلبهم رئيس الوزراء إلى الائتلاف الحاكم في إسرائيل، يعرقلون الحاجة الماسة للتسوية، ولديهم خطط لتطهير الفلسطينيين من رؤيتهم لـ"إسرائيل الكبرى".

انتقادات حادة

وذكرت الصحيفة أن انتقادات أولمرت الحادة جاءت في وقت رفض فيه نتنياهو المحاولة الدولية الأخيرة لوقف إطلاق النار، معلنا أن الحرب ستستمر حتى النصر الكامل.

وقال أولمرت للصحيفة البريطانية إن "إسرائيل تلقت دعما هائلا من قادة الغرب، من ريشي سوناك في بريطانيا ومن أولاف شولتز في ألمانيا ومن إيمانويل ماكرون في فرنسا، وبالطبع من جو بايدن، الذي أعرفه جيدا".

وأضاف: "لقد واجهوا معارضة لهذا الدعم من بعض الناس في الداخل. إلى متى سيتمكنون من مواصلة هذا الدعم إذا لم تفتح هذه الحكومة الإسرائيلية حتى نافذة ضيقة لما قد يصبح في نهاية المطاف اتفاق سلام ينهي هذه الحرب؟".

ويقول أولمرت إنه يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار تتبعه كل الجهود الممكنة لإنقاذ الرهائن الذين ما زالوا محتجزين. واعتبر أن الإخقاق في فعل ذلك ومواصلة "الحملة العسكرية" التي لم يعد من الممكن الدفاع عنها أثناء بقاء الرهائن (الأسرى) في الأسر؛ سيكون "أمرا لا يغتفر على الإطلاق" وأمرا لن تنساه إسرائيل أبدا.

إخفاء فشل الحكومة

وأشار أولمرت إلى أن نتنياهو يحاول إخفاء فشل حكومته في منع هجوم حماس من خلال الاستمرار في العمل العسكري الذي من الواضح أنه لا يحقق أهدافه.

وأضاف أن نتنياهو يحاول التظاهر بأن هذا لم يحدث قط. ويتحدث عن تدمير حماس وإزالتها من الوجود، وهذا أمر غير ممكن بشريا، ولا يمكن تحقيقه. ومن المستحيل تدمير منظمة تختبئ تحت الأرض في أكثر المراكز الحضرية ازدحاما في العالم محاطة بالمدنيين.

وحتى عندما تنتهي الحرب، يبدو أن نتنياهو مصمم على اتباع سياسات ستلحق أضرارا جسيمة بإسرائيل، وفقا أولمرت.

وقال أولمرت: "لا ينبغي لإسرائيل أن تحتفظ بجيش احتلال في غزة، فهذا سيكون خطأ فادحا للغاية. وما يجب أن يحدث هو وجود قوة دولية بحضور غربي قوي هناك. وهناك خطط لأشخاص في هذه الحكومة للسيطرة على الضفة الغربية أيضا. فهل نريد حقا فرض الاحتلال على 5 ملايين فلسطيني وحرمانهم من حقوق الإنسان الأساسية؟ وحرية التعبير؟ وحرية الحركة؟".

وتابع أولمرت: "أعلم أن تيار الرأي العام تحول ضد فكرة الدولة الفلسطينية بعد هجوم حماس. ولكنني أعتقد أن الناس سوف يتصالحون في وقت قصير نسبيا مع الحاجة إلى دولة فلسطينية؛ لا يوجد بديل لهذا يمكن أن ينجح." ولفت إلى أن نتنياهو، الذي ينتقد الآن الانسحاب من غزة، كان قد صوّت لصالحه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أن نتنیاهو

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال يقدر نجاح حماس بإدخال أموال إلى غزة

اعتبر المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" آفي أشكنازي، أن الضائقة الاقتصادية التي عانت منها حركة حماس في غزة أثناء الحرب دفعتها إلى البحث عن "حلول إبداعية"، قائلا: إن الجيش أصبح مقتنعا بشكل متزايد بأنها نجحت أيضا في تهريب الأموال إلى قطاع غزة من خلال شحنات إنسانية.

وزعم أشكنازي أنه من "خلال إدخال المساعدات الإنسانية، عملت حماس على بيع المنتجات بأسعار باهظة للمواطنين في غزة، وحصلت على مبالغ كبيرة من المال، ولكن الجيش مقتنع بشكل متزايد بأن حماس لم تكتف ببيع البضائع، بل نجحت أيضا في تهريب شحنات نقدية داخل المنتجات".


ونقل عن مصادر من الجيش تقول إن "الشاحنات خضعت لتفتيش شامل ولم يتم العثور على أي عمليات تهريب أموال، وفي الأسابيع الأخيرة، وبعد توقف المساعدات الإنسانية، وجدت حماس نفسها في ضائقة مالية وتواجه صعوبات في دفع الرواتب لأعضائها، وإحدى الطرق التي تحاول بها حماس ملء خزائنها النقدية الفارغة هي تهريب الأموال والمخدرات باستخدام الطائرات بدون طيار".

وأضاف أنه "في الآونة الأخيرة، رصد الجيش زيادة في محاولات التهريب على طول المحور "H"، ما يعني أن التهريب يخرج من الحدود المصرية إلى داخل إسرائيل باستخدام طائرات بدون طيار".

وزعم أن "الذين جمعوا الطائرات بدون طيار مع الشحنات هم من البدو من الشتات في النقب الغربي، ويتم نقل الشحنة إلى منطقة كرم أبو سالم، ومن هناك، باستخدام طائرات بدون طيار، تصل الشحنات إلى القطاع".

وأكد أنه "في فرقة غزة، وفي الفرقة الحمراء على الحدود المصرية، وفي سلاح الجو، تجري عمليات كثيرة لإحباط تهريب الطائرات بدون طيار بالأموال والمخدرات التي تتاجر بها حماس وتجلبها نقداً، لمواصلة عملياتها الاقتصادية في غزة"، على حد زعمه.

ومنذ 2 آذار/ مارس الماضي، أغلقت "إسرائيل" معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.


وترتكب "إسرائيل" بدعم أمريكي مطلق منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

ومطلع الشهر الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل بدأ سريانه في 19 كانون الثاني/ يناير 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي.

وبينما التزمت حماس ببنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال يقدر نجاح حماس بإدخال أموال إلى غزة
  • زيلينسكي يتهم روسيا باستخدام صاروخ كوري شمالي في هجوم على كييف
  • “حماس”: تصريحات نتنياهو تكريس لنهج “الإبادة الجماعية”
  • محللون: نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب لكن قد يحل مشكلة المساعدات
  • صحيفة إسرائيلية: وفد من الحكومة يبحث دفع صفقة تبادل الأسرى مع حماس
  • ترامب يهاجم زيلينسكي ويتهمه بإطالة أمد الحرب
  • ترامب يتهم زيلينسكي بإطالة أمد الحرب
  • بـ"قرار الفرصة الأخيرة".. إسرائيل تحدد موقفها من مفاوضات غزة
  • فضيحة أمنية تهز إسرائيل.. رئيس الشاباك يتهم نتنياهو بالتجسس على المتظاهرين وطلب الولاء الشخصي
  • حكومة نتنياهو تبحث مستقبل حرب غزة ودعوات إسرائيلية للقبول بصفقة