سودانايل:
2024-10-02@03:41:05 GMT

رسالة في بريد “تقدم”: اليوم أنسب من غدٍ!

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT

لا شك لديَّ بأن "تقدّم" تمثل أوسع جبهة أنشئت في تاريخ السودان المعروف تحت مظلة قوى الانتقال المدني الديمقراطي؛ حيث وصلت درجة الرحابة بها حد أن تضم إلى صفوفها المؤتمر الشعبي وحزب الميرغني، وكلاهما كان لديه ممثلين في نظام الإنقاذ حتى لحظة انهياره. لا يعني هذا، بالضرورة أنها تمثل كل الشعب السوداني، أو كل قوى الثورة، وهو أمر صعب المنال إن لم يكن مستحيلاً.

هذا هو الواقع، وعلينا وعلى "تقدم" التعامل معه، إلى أن ينبثق حكم مدني تعقبه ديمقراطية تسمح بتحديد وزن ومكانة كل جهة أو شخص. إنه نفس الواقع الذي فرض علينا التعامل مع قوى، تفتقد لأي وازع وطني أو أخلاقي، فرضت نفسها على بلادنا بالحديد والنار سواء في الجيش أو الدعم السريع أو غيرهما من التشكيلات.
و لاشك لدينا أيضاً بأن القوى المتصارعة ومن ورائها مشعلي الحرب المعروفين، أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك، بأنها ماضية في طريقها لهدم ما تبقى من البلاد وروابط شعبها، وأنها وفي حال انتصار أحدها، أو توافقها في مرحلة ما (وهو أمر محتمل)، لن تدع مجالاً لإمكانية قيام حكم مدني ديمقراطي يحقق شعار الثورة المعلوم: حرية، سلام، وعدالة. كما أثبتت تلك القوى، وبما لا يدع مجالاً للشك، أيضاً، أنها غير حريصة على احترام أي جهة، محلية أو إقليمية أو دولية. يكفي ما مارسوه من ألاعيب مخجلة في التعامل مع كل المنابر: جدة، الأمم المتحدة، الإيغاد، الاتحاد الأفريقي، المبعوثين الدوليين، دول الجوار، وكل من حاول مد يد العون لإيقاف الحرب اللعينة. آخر مثال على ذلك، البيان الذي أصدره الجيش يوم أمس، 9 فبراير، مكذباً فيه (كالعادة) ما أعلنته الأمم المتحدة رسمياً عن اجتماع سيعقد برعايتها بسويسرا، وأن طرفي الحرب قد وافقا على المشاركة! وبالأمس أيضاً صرح الأمين العام للأمم المتحدة بأن الأمم المتحدة تعمل مع الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية من أجل وقف النزاع في السودان وأعرب عن أمله في أن تتاح له الفرصة للقاء الأطراف المتحاربة خلال قمة الاتحاد الأفريقي الأسبوع المقبل، والجميع يعرف الرأي المسبق لأحد الطرفين بأن باب الوساطات الدولية والإقليمية تم إغلاقه، بل وضع العراقيل حتى أمام الوساطة المحلية التي بادرت بها "تقدم". عند هؤلاء البشر، فإن الأمم المتحدة كاذبة، والإيغاد مرتشية، و "تقدم" أصبحت ذراعاً سياسياً للدعم السريع رغم أنفها وانف العالم، وأخيراً، وفي استهتار بالغ بأمن البلاد، أصبحت إيران دولة صديقة للسودان!
ما العمل:
من المعلوم أن قوى الثورة غير مسنودة بذراع عسكري، مما يجعل إمكانية أن تنجح في تحقيق برنامج الثورة، وفي مقدمته إعادة بناء المنظومة الأمنية، في حكم المستحيل. تلزمنا الواقعية أيضاً الإقرار بأنه لم يعد من الممكن استعادة زخم الشارع بذات القوة التي كان عليها، قبل الحرب الملعونة لاعتبارات جمة، من ضمنها النزوح الكثيف لملايين الناس بمن فيهم عشرات الألوف من شباب المقاومة وغيرهم، الذي يعلم الله وحده ما ستؤول إليه مصائرهم؛ كما من ضمنها وجود متغيرات خطيرة فرضها بلطجية الاسلامويين، ومن أهمها توزيع السلاح لأيادي مناصريهم بالعشوائية التي رأيناها جميعاً.
لقد بحَّ صوت صاحب هذا القلم وهو ينادي، من خلال مجموعة من المقالات المبذولة، بأن تختط قوى الثورة، التي يراها ممثلة الآن في "تقدم"؛ تختط استراتيجية مختلفة، عمادها اللجوء لخيار التدخل الدولي بدون تردد أو تأخير.
هل هذا أمر سهل؟ الإجابة طبعاً لا. فالقوى المعنية محكومة بمصالح وبرامج سياسية تحدد لها أجندتها، ومتى وكيف تتدخل؛ كما أن لها أولويات ومشاغل أكثر إلحاحاً في الوضع الراهن، كمسألة حرب غزة وأوكرانيا. لكن، وبرغم هذا، فإن أمر السودان يعنيها كثيراً، باعتبار تأثيره على الأمن الإقليمي والدولي؛ وقد تدخلت بالفعل من قبل ذلك في مشكلة دارفور أواخر 2007، رغم تأخرها ورغم عدم رضائنا على أدائها، وذلك استجابة لنداءات الضمير العالمي، وضغوط منظمات المجتمع المدني بمختلف أطيافها.
نرى أن هناك خطوات عملية يجب على "تقدم" الشروع العاجل فيها لإنجاح هذا المسعى إن قبلت به:
* تحضير الحيثيات اللازمة بشكل موثق لطلب التدخل الدولي لإنقاذ البلاد وفرض السلام والاستقرار بالقوة إن لزم الأمر، باعتبار أن القوى المتحاربة والمسيطرة على الدولة غير راغبة في السلام.
* على "تقدم" إدراك أنها باتت تمثل شعب السودان لدى معظم القوى المؤثرة في الشأن السوداني، لذا يتوجب عليها التحرك المكثف والاتصال بالحكومات والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني في كل البلدان ذات الارتباط ببلادنا أو ذات التأثير على مجريات ما يدور ببلادنا بغرض إقناعها برؤيتها وكسب المناصرين لها. كما نرى أن على "تقدم" تحريك منظمات المجتمع المدني السوداني في الداخل أو في المهاجر لتخاطب الحكومات والمنظمات الدولية ذات التأثير المحتمل على الحالة السودانية في اتجاه كسب تأييدها للدعوة المقترحة.
* تحضير الحيثيات اللازمة وبشكل موثق (والوثائق المرئية والمسموعة والمكتوبة على قفا من يشيل في الواقع) التي توضح ما ارتكبته جماعة الاسلامويين جناح المؤتمر الوطني من جرائم، والطلب من المجتمع الدولي والإقليمي تصنيفها باعتبارها جماعة إرهابية يتوجب عليهما العمل على مصادرة أصولها، حيثما وجدت، وملاحقة ناشطيها مثلما أُتخذ من قبل تجاه النازية.
* المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية لحصر الجرائم التي ارتكبها طرفا الحرب.
* المطالبة بإنشاء لجنة دولية تعنى بوضع ترتيبات ما بعد الحرب عبر التنسيق بين كل أصحاب المصلحة، محلياً وإقليمياً، ودولياً.
في رأينا، أنه وحتى إن لم تثمر مجهودات "تقدم" في تحقيق ما طرحناه، فإنها ستفيد كثيراً في لفت انتباه العالم لمأساة بلادنا، وتؤدي لتكثيف القوى الإقليمية والدولية لضغوطها الناعمة في اتجاه إعادة ضبط توازن القوى لترجيح كفة القوى المدنية، والحل التفاوضي.
فيما يلي 5 مقالات أصدرناها من قبل تحتوي على رصد مكثف للحيثيات التي تدعم وجهة نظرنا في سبيل الدعوة للتدخل الأممي (يمكن قوقلتها بالطبع).
1- رسالة في بريد "تقدم": دعوة للتفكير خارج الصندوق
2- على "تقدم" أن تطالب المجتمع الدولي بإنقاذ السودان اليوم وليس غداً
3- نعم للوصاية الدولية، وبدون علامة تعجب، يا أستاذ عثمان ميرغني
4- نعم للتدخل الدولي ووصاية الأمم المتحدة كخيار لا بد منه (مقال من جزأين)
5- مستقبل السودان بين خياري الحوار الوطني والتدويل (مقال من جزأين)

gamal.a.salih@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

“الأحوال المدنية المتنقلة” تقدم خدماتها في 36 موقعًا بالمملكة

ضمن مبادرة “نأتي إليك” التي تنفذها وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية للجهات الحكومية والخاصة، ومبادرة “موجودين” الموجهة لخدمة المحافظات والمراكز والقرى البعيدة عن مكاتب الأحوال المدنية، تقدم الوحدات المتنقلة للأحوال المدنية خدماتها للرجال والنساء في “36” موقعًا بالمملكة.
وبدأت الوحدات المتنقلة للأحوال المدنية بمنطقة القصيم بتقديم خدماتها اليوم للنساء في الثانوية الرابعة والمتوسطة السابعة، ويوم الاثنين في المتوسطة الحادية عشرة بمحافظة الرس، ومدرسة الثانوية الأولى بالخبراء، وللرجال في ابتدائية علي بن أبي طالب، ومتوسطة النسائي ببريدة، ويوم الثلاثاء في ابتدائية عمر بن سليم ومتوسطة عبدالله بن مسعود ببريدة، وللنساء في المتوسطة الثالثة بمحافظة البكيرية والثانوية الأولى بمحافظة الرس، فيما تقدم الخدمة يوم الأربعاء في متوسطة وثانوية المناهل بمحافظة البكيرية ومدارس الفكر التربوية بمحافظة الرس، وللرجال في ابتدائية العلاء بن زياد ومتوسطة بلاط الشهداء ببريدة، ويوم الخميس في ابتدائية عقبة بن عامر ومتوسطة البصر ببريدة وللنساء في المتوسطة الرابعة في البكيرية لمدة يوم واحد لكل موقع.
وتقدم الوحدات المتنقلة بمنطقة الرياض خدماتها اليوم للرجال والنساء في مقر بنك التنمية الاجتماعية، ويوم الاثنين في هيئة الملكية الفكرية، وفي برنامج تطوير وزارة الداخلية لمدة يوم واحد لكل موقع، فيما تقدم الخدمة يوم الثلاثاء في هيئة الزكاة والضريبة والجمارك لمدة ثلاثة أيام.
وتقدم الوحدات المتنقلة بمنطقة مكة المكرمة خدماتها اليوم للنساء في محافظة الكامل لمدة أسبوع، وفي مركز شقصان التابع لمحافظة الطائف لمدة ثلاثة أيام، وفي جامعة الملك عبدالعزيز برابغ لمدة يومين، وللرجال في مركز قيا لمدة يوم واحد، فيما تقدم الخدمة يوم الاثنين في مركز أبو راكة لمدة يوم واحد، ويوم الثلاثاء في جامعة الملك عبدالعزيز لمدة ثلاثة أيام.
وفي منطقة الجوف تقدم الوحدات المتنقلة خدماتها يوم الاثنين للرجال في متوسطة أبو جعفر المنصور بمركز الرديفة، وللنساء في الابتدائية الخامسة للبنات بمحافظة دومة الجندل، فيما تقدم الخدمة يوم الأربعاء للرجال في متوسطة مركز أصفان، وللنساء في الابتدائية السادسة للبنات بمحافظة دومة الجندل لمدة يومين لكل موقع.
وتقدم الوحدات المتنقلة في منطقة حائل خدماتها اليوم للرجال والنساء في مركز جبة لمدة ثلاثة أيام، ويوم الثلاثاء تقدم الخدمة للرجال في متوسطة مركز الشيحية بمحافظة بقعاء لمدة يوم واحد.
وتقدم الوحدات المتنقلة للأحوال المدنية خدماتها اليوم للرجال والنساء في مركز بئر الروحاء بمحافظ بدر بمنطقة المدينة المنورة لمدة أسبوع، والشؤون الصحية في منطقة نجران لمدة يومين، وفي المنطقة الشرقية تقدم الخدمة للنساء في جامعة الملك فيصل بالأحساء لمدة ثلاثة أيام، وللرجال في بلدية رفحاء بمنطقة الحدود الشمالية لمدة يوم واحد.
وتوفر الوحدات المتنقلة للمستفيدين والمستفيدات خدمات السجل المدني كإصدار بطاقة الهوية الوطنية وتجديدها وبدل تالف عنها. وتعد الخدمات المتنقلة من أبرز وسائل تقديم الخدمة الميدانية في الأحوال المدنية، لما تقدمه من تسهيلات لعموم المستفيدين من الرجال والنساء، وإسهامها في اختصار الوقت وتقليل الجهد على المستفيدين.

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة يستقبل المشاركين في ورشة “أداء شرطة الأمم المتحدة” الـ3 التي تستضيفها وزارة الداخلية
  • تصريح صحفي من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”حول قتل مدنيين خارج القانون في الحلفايا
  • عبدالله آل حامد: “اليوم الإماراتي للتعليم” يجسد المكانة التي يحظى بها العلم في فكر محمد بن زايد
  • الجارديان: المجتمع الدولى غائب عن إنهاء حرب السودان
  • “الأحوال المتنقلة” تُقدم خدماتها في (36) موقعًا حول المملكة
  • جامعة حجة تدشن المرحلة الخامسة للدورات العسكرية المفتوحة “طوفان الأقصى”
  • أثر الحرب في السودان على النساء والأطفال: العنف ضد النوع واستغلال الأطفال
  • “الأحوال المدنية المتنقلة” تقدم خدماتها في 36 موقعًا بالمملكة
  • أهداف وحصاد التدخل الدولي في السودان
  • وزير خارجية الروسي يحذر الغرب من محاربة “القوة النووية” في خطابه بالأمم المتحدة