الى رافضي التمويل: بريطاني يتبرع بمائة ألف إسترليني لمحاربة الفقر
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
صديق الزيلعي
أثارت قضية التمويل الأجنبي نقاشا واسعا، لم يتوقف بعد. طرحت البعض، خلال النقاش، اطروحات ناقدة لتقدم تميزت بالموضوعية، اتسمت اطروحات أخرى بالحدة والتخوين، بينما أيدت مجموعة ثالثة حق تقدم في طلب التمويل للظرف الذي تمر به بلادنا. هاجمني البعض بأنني أقدم تبريرات لعمالة تقدم. ذكرت في المقالات السابقة انني لا ادافع عن تقدم، وانما أساهم، مع الآخرين، في تنقية الجو العام.
مواطن بريطاني اسمه ديفيد كلارك، يبلغ من العمر 34 عاما، يعيش في مدينة ليفربول في شمال إنجلترا. يعمل باحثا ومهموم بالتفاوت الاجتماعي الكبير في مدينته ليفربول. فرغم ثراء بريطانيا، والتي يعتبر اقتصادها من الاقتصاديات المتقدمة في العالم، الا ان هناك الالاف الذين يعانون في توفير الاحتياجات الأساسية، بسبب السياسات التقشفية التي نفذتها الحكومة في السنوات الماضية. وكالعادة وقع عبء تلك السياسات الجائرة على الفقراء.
ورث ديفيد كلارك مبلغ 100 ألف جنيه إسترليني من والدته. فكر كثيرا حول أفضل السبل لاستخدام المبلغ لحل جزء من معاناة الآخرين. توصل لفكرة مفادها ارسال دعوة لمواطني أفقر الاحياء للتداول حول المسألة. قام بإرسال 600 خطاب للمواطنين يطلب منهم تحديد كيفية صرف المبلغ. اعتبر الغالبية العظمى الدعوة غير حقيقية لذلك تجاهلوا الرسالة. استجاب 38 مواطنا، وحضر منهم 12 لاجتماع مكرس لنقاش المقترح. وضع ديفيد كلارك شرطا للحضور الا ينال أي منهم فائدة شخصية من الاقتراحات الي يتقدمون بها. استغرق التداول زمنا ما بين اتفاق واختلاف، ليستقر الامر، في النهاية، ان تقوم أربعة من منظمات المجتمع المدني العاملة في المنطقة، والمهمومة بقضايا التفاوت الاجتماعي وما ينتج مه، ان تقوم بصرف الأموال في مشاريعها الإنسانية.
أنشأ ديفيد كلارك موقعا لجذب آخرين للقيام بمساهمات مماثل لمشاريع اجتماعية. وكتب ان انجاز المشروع كان من لحظات السعادة النادرة التي مر بها في حياته. عندما سئل بانه شاب ويمكنه الاستفادة من المبلغ لنفسه، أجاب بأنه يعمل وينال اجرا يكفيه.
مثال آخر وشهير هو منظمة بيل وزوجته مالندا قيت الخيرية. فقد دفعا للمنظمة 36 مليار دولار في عام 2018، لتبلغ في عام 2023 69 مليار دولار. وتعمل المنظمة في تحسين الخدمات الصحية ومحاربة الفقر حول العالم. وكلنا يذكر جهودها لاستئصال الملاريا في افريقيا.
هذا المثال، وغيره من الاف الأمثلة المشابهة، توضح انه من غير المقبول تعميم الاتهام ووصف كل المنظمات بأسوأ الصفات. نعرف، هنا في بلادنا، وقف البغدادي الذي دعم جامعة الخرطوم دعما كبيرا، وكذلك العديد من الخيرين الآخرين في وطننا.
جون قرنق مفكر وشخصية كاريزمية له القدرة على تبسيط أعقد القضايا بلغة بسيطة يفهما المواطن العادي. تحدث عن التدخل الأجنبي فقال إذا عندك ناموسية فوق سريرك، وقبل النوم لم تهتم بإغلاق الناموسية بإحكام. جاء البعوض واصابك بالملاريا. هل نلوم البعوض ام نلومك انت لإنك لم تحم نفسك. ومهما حاول الأجنبي التدخل لن ينجح الا بسبب تساهلك، كما فعلت مع البعوض.
siddigelzailaee@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
المسرح القومي يحتفل بمائة ليلة عرض لمسرحية «مش روميو وجولييت» في رأس السنة
يحتفل فريق عمل المسرحية الناجحة "مش روميو وجولييت" بتحقيق إنجاز استثنائي بعد اكتمال مائة ليلة عرض على خشبة المسرح القومي، ليؤكد العمل مكانته كواحد من أبرز العروض المسرحية التي لاقت استحسان الجمهور والنقاد على حد سواء.
وبهذه المناسبة، تقرر إقامة ليلة استثنائية يوم الثلاثاء الموافق 31 ديسمبر 2024، تزامنًا مع احتفالات رأس السنة الميلادية.
سيشهد هذا اليوم عرضًا خاصًا لمسرحية مش روميو وجوليت ، يعقبه احتفال مميز يشارك فيه فريق العمل الجمهور في أجواء مليئة بالبهجة والفن.
ومن المقرر أن يتضمن الاحتفال فقرات فنية متنوعة، تُقدم بعد انتهاء العرض، لتضيف طابعًا احتفاليًا خاصًا على هذه الليلة التي تجمع بين الإبداع المسرحي والاحتفال بالسنة الجديدة.
المسرحية تم إنتاجها في المسرح القومي بقيادة الدكتور أيمن الشيوي، وقد حققت نجاحًا كبيرًا عند عرضها، بفضل فريق عمل مميز ضم نجومًا مثل الفنان علي الحجار، رانيا فريد شوقي، ميدو عادل، عزت زين، والمطربة أميرة أحمد، إلى جانب دنيا النشار، طه خليفة، آسر علي، طارق راغب، ومايكل سيدهم.
"مش روميو وجولييت" هي تجربة فنية فريدة قام بإعدادها محمد السوري وعصام السيد، و صاغها شعرا الشاعر أمين حداد، ومن إخراج المخرج الكبير عصام السيد.
ساهم في نجاح العرض فريق مبدع في جميع التفاصيل الفنية، حيث جاءت الموسيقى والألحان بتوقيع أحمد شعتوت، والاستعراضات من تصميم شيرين حجازي، والديكور من إبداع محمد الغرباوي. أما الإضاءة فقد صممها ياسر شعلان، وظهرت الأزياء بتصميم علا جودة ومي كمال، فيما تولى الجرافيك محمد عبد الرازق، والدعاية محمد فاضل القباني.