الجيش: الفرقة السادسة مشاة تكبد العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد بمدينة الفاشر
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
كبدت القوات المسلحة بالفرقة السادسة متمردي مليشيا آل دقلو الإرهابية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد إثر محاولة تسلل فاشلة في الإتجاه الشمالي الشرقي لمدينة الفاشر حيث نصبت لهم قواتكم المسلحة كمينا محكما فتمكنت من دحر العدو المرتزق وتكبيده عددا كبيرا من القتلى والجرحى ودمرت عددا من المركبات القتالية واستلمت أخرى بكامل تسليحها وذخائرها.
وقال الجيش في بيان له: “تمت مطاردة المليشيا المدحورة إلى خارج المدينة ورفع القائد الميداني تمام النصر إلى السيد قائد الفرقة اللواء الركن محمد أحمد الخضر الذي هنأ قواته بالنصر مشيدا بالروح المعنوية العالية ووجه بتحفيز كل القوة التي نفذت المهمة بنجاح كبير مؤكدا اصطفاف كل حركات سلام جوبا مع القوات المسلحة لدحر مليشيا آل دقلو الإرهابية”.
متابعات: السوداني
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
خسائر فادحة يتكبدها المزارعون.. هل الإنتاج الزراعي مُهدد؟
لم ترحم الحرب قطاعات لبنان، بل كانت عاصفة هوجاء اجتاحت كل مفاصل الحياة، تاركة وراءها آلامًا وجروحًا يصعب تضميدها. لم تكتفِ بتدمير البنية التحتية، بل فرضت على الناس عبئًا ثقيلًا من التحديات اليومية التي لا تُطاق. في قلب هذا الخراب، كان المزارع اللبناني هو الأشد تأثرًا، فهو الذي يعاني ليس فقط من ويلات الحرب، بل أيضًا من أزمة اقتصادية خانقة. ورغم كل ما مر به من ظروف قاسية، يبقى المزارع اللبناني صامدًا، عنوانًا للصبر والمثابرة، ولا يزال يواصل شقاءه بكل ما أوتي من قوة، عازمًا على العناية بأرضه بكل ما يملك من عزم وإرادة. فما هي الأضرار التي تكبدها المزارع جراء الحرب؟ وهل من تخوف على الإنتاج الزراعي؟
قدّر البنك الدولي أضرار القطاع الزراعي في لبنان بـ 124 مليون دولار بين 27 أيلول الماضي حتى الأسبوع الثالث من تشرين الأول 2024. وأشار إلى أن تراكم الخسائر منذ بداية العمليات العسكرية انطلاقاً من لبنان في تشرين الأول 2023، بلغت 1.1 مليار دولار ناتجة من تراكم الأضرار على الأراضي والمزارعين، ولا سيّما التدمير الذي أصاب المنشآت الزراعية كالبيوت البلاستيكية، والمزارع.
خسائر ضخمة، توقف في الصادرات وتكاليف باهظة
بالطبع حجم الضرر الذي شهدته الأراضي الزراعية ضخم، لكن رئيس تجمع المزارعين والفلاحين، إبراهيم الترشيشي يوضح
لـ"لبنان 24"، أنّه "من الصعب في الوقت الراهن تحديد أو تقدير حجم الأضرار التي لحقت بالأراضي الزراعية نتيجة الحرب، وذلك لأنّ الأضرار تتفاوت وتتفاقم يومًا بعد يوم، ومن المبكر للغاية تحديد حجمها النهائي قبل أن تنتهي الحرب. لكنّ ما يمكن الجزم به هو أن منطقتي البقاع الأوسط والشمالي هما من أكثر المناطق تضررًا بعد الجنوب، حيث تعرّضتا للحرق نتيجة القنابل الفسفورية."
وأشار إلى أن "المزارعين هم الخاسرون الأكبر من هذه الحرب، إذ يواجهون تحديات كبيرة في العناية بأراضيهم. فالعديد منهم يشاهد محاصيله تذبل أمام عينيه دون أن يتمكن من الوصول إليها لريّها أو حصادها أو توفير المياه اللازمة لها. وفي حال تمكن من الوصول إلى أرضه، يواجه صعوبة في تأمين العمال الذين يحتاجهم للعمل، وعندما يوافق بعضهم على المجيء، تكون أجورهم مرتفعة جدًا، تصل إلى ثلاثة أضعاف ما يمكن أن يحققه المزارع من محصوله."
والقطاع الزراعي يحتاج إلى رعاية يومية دقيقة، وإذا غاب المزارع عن أرضه لمدة أسبوع أو عشرة أيام، فإن الإنتاج يتأثر بشكل كبير نتيجة غياب العناية المستمرة به، مما يؤدي إلى تدهور جودة المحصول بسبب نقص المياه والأسمدة والعلاج اللازم. كما أنّ تكاليف الإنتاج ارتفعت بشكل ملحوظ، حيث تضاعفت أسعار الأسمدة والبذور. والطقس "زاد الطين بلة"، إذ شهدت المنطقة درجات حرارة منخفضة جداً، مما أدى إلى تدمير جزء كبير من المزروعات في منطقة البقاع.
وعن المشاكل التي يعاني منها المزارع جراء الحرب، أكد الترشيشي لـ "لبنان 24" أنّها "متعددة ومعقدة. أولاً، أسعار المزروعات وصلت إلى أدنى مستوياتها، مما جعلها لا تغطي حتى نصف تكلفة الإنتاج. ثانيًا، توقفت صادرات العديد من المحاصيل التي كانت تُرسل إلى سوريا، نتيجة للضربات الإسرائيلية على المعابر الحدودية مثل معبر المصنع، مما يعني أنه لم يتم تصدير أي كمية من الإنتاج حتى الآن. ثالثًا، الشحنات التي تمكنت من التصدير، تكبدت تكاليف نقل مرتفعة جداً، حيث ارتفعت تكلفة النقل بنحو 2000 دولار لكل شحنة. والأمر الأكثر تعقيدًا هو أن الشحنات التي كانت تستغرق ثلاث ساعات للوصول من شتورة إلى دمشق، أصبحت الآن تحتاج إلى حوالي 48 ساعة، رابعًأ، حالة الحيرة والتساؤلات التي يواجهها المزارع حول مستقبل الزراعة في منطقة البقاع".
أمّا بالنسبة للحل، فإعتبر الترشيشي أنّه "يكمن في بذل جهود لفتح المعابر وتسهيل حركة الترانزيت عبره، مما سيمكن لبنان من الوصول إلى كافة الدول العربية بسهولة"، متمنياً على "الدول العربية تسهيل إجراءات تصدير المنتجات اللبنانية، خصوصًا في ظل عدم توفر الطرق البحرية كما كانت سابقًا، حيث أصبحت الرحلات البحرية متقطعة وغير منتظمة."
وفي رده على سؤال عن إمكانية حدوث نقص في الأسواق إذا استمرت الحرب، أوضح الترشيشي أن "الوضع الحالي لا يشير إلى أزمة في الإنتاج، حيث إن موسم البقاع يقترب من نهايته، ويتجه القطاع الزراعي بشكل كبير نحو منطقة عكار، التي تلعب دوراً مهماً في تلبية احتياجات المواطنين من المنتجات الزراعية".
سهل عكار يمد لبنان بالغذاء وخطة طوارئ لرفع الإنتاج
بدوره، شرح رئيس نقابة مزارعي الخضر في عكار خضر الميدا لـ "لبنان 24"، أنّ " سهل عكار يمتلك القدرة على تأمين حوالي 70% من احتياجات الشعب اللبناني من الغذاء، وفي بعض الأصناف يمكن أن يصل إلى 100%، وذلك حسب كمية المحاصيل المزروعة من تلك الأصناف. ومع ذلك، يعتمد السوق على مبدأ العرض والطلب، لأن هناك نقصًا في التنظيم عند زراعة الأصناف المختلفة".
وعن الخطة المتبعة للفترة المقبلة، كشف الميدا أنّه " قبل أقل من شهر، تم عقد اجتماع مع وزير الزراعة في غرفة التجارة بطرابلس، حيث تمّ تشكيل لجنة طوارئ لمتابعة وضع الزراعة والمزارعين". موضحًا أنّ "الهدف من هذه اللجنة هو دعم وتشجيع المزارعين وزيادة الإنتاج الزراعي من مختلف الأصناف، بما يساهم في تلبية احتياجات أكبر عدد من المواطنين. ونحن الآن بدأنا تنفيذ هذه الخطة، وقد تم توجيه جميع المزارعين للتركيز على تكثيف وزيادة زراعة الأصناف المطلوبة لتلبية احتياجات السوق المحلية".
ويبقى السؤال، بين الخسائر الفادحة وتكلفة الإنتاج المرتفعة، هل سيتمكن المزارع من الاستمرار؟
المصدر: خاص "لبنان 24"