تحليل بالجارديان: إسرائيل تنتهك قرارات محكمة العدل الدولية بشأن الحرب في غزة
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
أكد مقال تحليلي بصحيفة "الجارديان" البريطانية أنه بات من الواضح، طبقا لتقارير الأمم المتحدة، أن إسرائيل تنتهك قرارات محكمة العدل الدولية التي أصدرتها الشهر الماضي بشأن الحرب الضروس التي تشنها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأشار كاتب المقال باتريك وينتور في هذا السياق إلى تصريحات المقررة الخاصة للأمم المتحدة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز التي تقول فيها أنها رصدت عجزا كبيرا في توفير المستلزمات الطبية والأغذية والمياه الصالحة للاستعمال بينما تواصل القوات الإسرائيلية تدمير البنية التحتية في قطاع غزة.
وتوضح المسئولة الأممية أن قرارات محكمة العدل الدولية تلزم إسرائيل باتخاذ كافة الإجراءات الفورية التي تضمن حقوق الفلسطينيين والتوقف الفوري عن جميع الممارسات التي قد تشكل إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وأوضح المقال أن المحكمة منحت الجانب الإسرائيلي مهلة حتى الثالث والعشرين من فبراير الجاري لتقديم تقرير للمحكمة حول مدى التزام القوات الإسرائيلية بالقرارات الستة التي أصدرتها المحكمة والتي تشمل كذلك إلزام الجانب الإسرائيلي بالتوقف عن أي تحريض لارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين واتخاذ كافة التدابير لتوفير المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.
ولفتت المقررة الأممية إلى أنه على الرغم من قرارات المحكمة الدولية إلا أن القوات الإسرائيلية مازالت مستمرة في هدم البنية التحتية المدنية مما يفاقم من مأساة ومعاناة سكان غزة، موضحة أن ارتفاع أعداد القتلى من الفلسطينيين ليس فقط بسبب القصف الإسرائيلي ولكن أيضا بسبب النقص الحاد في المستلزمات الطبية وعدم قدرة الفرق الطبية على تقديم العلاج اللازم للجرحى والمصابين والأسوء من ذلك نقص الغذاء والماء مما يدفع سكان القطاع إلى استخدام مياه ملوثة للشرب.
ويضيف المقال أن القصف الإسرائيلي تسبب في مقتل 1، 755 فلسطيني على الأقل منذ صدور قرار محكمة العدل الدولية، لافتا إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي التي يؤكد فيها عزم حكومته على الاستمرار في الحرب.
ويشير المقال في الختام إلى أن الموقف الإسرائيلي دفع العديد من دول العالم إلى اتخاذ خطوات تعرب عن رفضها لتلك الممارسات حيث قامت بلجيكا بفرض حظر على مبيعات الأسلحة لإسرائيل بينما أبلغت إحدى شركات الطيران اليابانية الشريك الإسرائيلي بتوقف التعاون بين الجانبين بنهاية فبراير الجاري في الوقت الذي سوف تصدر فيه محكمة الاستئناف في هولندا قرارا الأسبوع المقبل بشأن صلاحية الحكومة الهولندية لبيع طائرات "F-16" لإسرائيل.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل القصف الإسرائيلي محكمة الاستئناف محكمة العدل الدولية الموقف الإسرائيلي محکمة العدل الدولیة القوات الإسرائیلیة
إقرأ أيضاً:
بعد زيارة نتنياهو الفاشلة للبيت الأبيض.. ذعر في إسرائيل من قرارات ترامب
كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو تشهد حالة من الترقب والقلق ومخاوف كبرى، في ضوء التحركات السياسية والدبلوماسية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإبرام اتفاق مع إيران.
وتابعت أنه من المتوقع ألا يراعي الاتفاق الأمريكي الإيراني النووي مصالح إسرائيل أو يعالج مخاوفها بينما لا تزال المفاوضات جارية، لا تملك إسرائيل في الوقت الراهن إلا الانتظار، في ظل أمل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أن تفشل هذه المحادثات.
رجل المهام المتعددة
وأضافت الصحيفة أن نصف مشكلات العالم تتركز الآن على عاتق رجل واحد هو ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، الذي يجد نفسه مكلفًا في الوقت نفسه بمحاولة التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، واتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس إلى جانب سعيه لوضع حد للحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.
وأشارت إلى أن ويتكوف، الذي كان يعمل سابقًا في مجال العقارات والمحاماة قبل أن يتحول فجأة إلى دبلوماسي يتعامل مع أكثر الملفات تعقيدًا في العالم، يجد نفسه يقاتل على جبهات متعددة، في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الأمريكي تقويض الاقتصاد الأمريكي، والتفاخر بانتصاراته في رياضة الغولف، إلى جانب اتخاذ قرارات متخبطة لا يمكن التنبؤ بها.
فراغ إداري داخل الإدارة الأمريكية
وأشارت الصحيفة إلى أن واحدة من أكبر المشكلات التي يواجهها ويتكوف، أن التغيير الأخير في الإدارة الأمريكية في يناير، وما تبعه من موجات إقالات واسعة، أديا إلى ترك الإدارة الجديدة بدون ما يكفي من الخبراء في الملفات المعقدة التي تحتاج إلى معرفة مهنية عميقة وذاكرة تنظيمية متراكمة.
وأوضحت أنه بسبب رغبة ترامب الجامحة في التخلص من الجنرالات والدبلوماسيين بمجرد عودته إلى البيت الأبيض، بات محاطًا بعدد محدود من المسؤولين رفيعي المستوى، في وقت بقيت فيه عشرات المناصب الحساسة شاغرة، وهو ما يثير قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشكل خاص، في ظل المحادثات الجارية بشأن الملفين الإيراني والغزي.
زيارة فاشلة لنتنياهو وقلق إسرائيلي متصاعد
وتابعت الصحيفة أنه بعد مرور أسبوع على الزيارة العاجلة التي أجراها نتنياهو من بودابست إلى واشنطن، بات واضحًا أن الزيارة لم تحقق أهدافها. فقد استدعى ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي في ظل سياسة الرسوم الجمركية الجديدة التي يطبقها، وحاجته لإظهار قادة الدول الحليفة لواشنطن وهم يتذللون أمامه.
وأمام عدسات الصحفيين، أعلن ترامب وبحضور نتنياهو قراره بفتح مفاوضات مباشرة، أو شبه مباشرة، مع الإيرانيين في سلطنة عمان.
وبعد عودته إلى إسرائيل، لم يجد نتنياهو سوى محاولة تلميع الأمور من خلال التأكيد على أن العلاقات بين البلدين لا تزال جيدة كما كانت، والادعاء بأن ترامب في طريقه لإجبار إيران على توقيع اتفاق نووي سيؤدي إلى تفكيك برنامجها النووي بالكامل، كما فعلت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش مع ليبيا في عام 2003، في ظل الغزو الأمريكي للعراق.
وأكدت الصحيفة أن الواقع مخالف تمامًا لما قاله نتنياهو، حيث يتطلع ترامب إلى إبرام اتفاق مع إيران، وأعطى التعليمات لويتكوف ببذل الجهد من أجل تحقيق هذا الهدف، ويبدو أن التطورات المقبلة ستتوقف بدرجة كبيرة على قدرة واشنطن وطهران على التوصل إلى تفاهمات، وليس على اعتراضات الحكومة الإسرائيلية.