فلسطيني بغزة يرفض تجنيد المخابرات البريطانية له مقابل مساعدته
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني محاولة جهاز المخابرات الداخلية البريطاني "إم آي 5" (MI5) تجنيد رجل بريطاني فلسطيني مقابل مساعدة أسرته على الخروج من قطاع غزة.
وقال الرجل الذي تقطعت به السبل في رفح مع عائلته، إن جهاز المخابرات عرض عليهم المساعدة، شرط أن يوافق الرجل على العمل في وكالة التجسس.
وأوضح الرجل، الذي رفض قبول العرض، أنه يخشى الآن على عائلته النازحة -التي تشمل ابنة تبلغ من العمر سنة واحدة، تعاني من حالة طبية خطيرة، وطفلين صغيرين آخرين- من هجوم إسرائيلي متوقع وأزمة إنسانية تزداد سوءا يوما بعد يوم.
وسجّلت العائلة، التي لم تحددها مجلة ميدل إيست إي بسبب حساسية القضية؛ في مكتب الخارجية والكومنولث والتنمية (FCDO)، في محاولة للمغادرة عبر معبر رفح إلى مصر.
ورغم تسجيلها، فإن العائلة لا تزال تنتظر منذ أسابيع بدون جدوى.
كابوس إنساني
وفي تصريحات لأحد أفراد العائلة، أكد أنهم تركوا منزلهم في مخيم نصيرات للاجئين بغزة بعد إجبارهم على الفرار في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وذلك بسبب الحرب التي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أول أمس الخميس بأنها "كابوس إنساني".
ويعيش أفراد العائلة في خيمة مع مئات الآلاف من النازحين الآخرين من المناطق المدمرة في غزة، ولكن لم يتم تحديد مصيرهم حتى الآن.
ويشير أحد أفراد العائلة إلى أن العديد من أفراد عائلة زوجته الفلسطينية استشهدوا بالقصف الإسرائيلي، وتعرض منزلهم للدمار بفعل صاروخ إسرائيلي.
واعتقد الرجل أن الأمر لن يستغرق سوى بضعة أيام أو أسبوع على الأكثر، حيث إن مكتب الخارجية قد ساعد عشرات المواطنين البريطانيين على مغادرة غزة عبر معبر رفح إلى مصر.
ولكنه لا يزال ينتظر هو وأسرته منذ أكثر من شهرين قرار إجلائهم من هذه الحرب.
وفي السياق ذاته، أفاد الرجل أن العديد من أفراد عائلة زوجته الفلسطينية، بما في ذلك والدتها وشقيقها وعدد من أطفالهم، قد استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي، وتم تدمير منزلهم لاحقا بواسطة صاروخ إسرائيلي.
إصدار الإذن للأطفال بدون أهلهمويذكر أنه يجب أن توافق السلطات الإسرائيلية والمصرية على أسماء الأشخاص الذين يعبرون من غزة إلى مصر. وأمس الجمعة، أخبر الرجل موقع ميدل إيست آي أن أطفاله، الذين يبلغ أحدهم عاما واحد والثاني 6 والثالث 4 أعوام، تمت إضافتهم إلى قائمة أولئك الذين يسمح لهم بالمغادرة، ولكن لم يتم منحه وزوجته الإذن بعد.
وقال الرجل إن الحالة الطبية لابنته الصغيرة تتطلب أدوية وعلاجات منتظمة لم يتمكنوا من الوصول إليها منذ بداية الحرب. وأضاف أنه أرسل تقارير طبية إلى مكتب الخارجية، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تسريع إجلاء الأسرة، ولكن بدون جدوى.
وأضاف أن إصدار الإذن لأطفاله بدون صدور إذن له ولأمهم هو أمر سخيف، حيث لا يزال الأطفال صغارا ويعتمدون إلى حد كبير على رعاية والدتهم. وطالب الرجل على الأقل أن يؤذن لوالدتهم بالذهاب معهم، حيث إن ذلك هو أبسط حقوق أطفاله.
كما كان أقارب الرجل في المملكة المتحدة، بمن فيهم والدته وأخته، على اتصال منتظم مع مكتب الخارجية للمطالبة بتقديم المساعدة العاجلة للأسرة.
واقترح أفراد الأسرة السفر إلى مصر لرعاية الأطفال إذا كان من الممكن وضع خطط لنقلهم عبر الحدود. ومع ذلك، أفادوا بأن مكتب الخارجية البريطانية أخبرهم أنه لا يمكن أن يساعد على الحدود أو في مسألة سفر الأطفال إلى القاهرة.
وفي تصريح لميدل إيست آي، أوضحت شقيقة الرجل أنهم يتوقعون أن تسقط عليهم أسوأ الأخبار في أي وقت، وأنهم لم يتلقوا أي مساعدة من الحكومة البريطانية حتى الآن.
ومنذ عملية "طوفان الأقصى" تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، أسفرت حتى أمس الجمعة عن استشهاد 27 ألفا و947 فلسطينيا، وإصابة 67 ألفا و459 آخرين، معظمهم أطفال ونساء. كما تسببت هذه الحرب في تدمير هائل للبنية التحتية، مخلفة "كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقا لتقارير فلسطينية ودولية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مکتب الخارجیة إلى مصر
إقرأ أيضاً:
من تصنيع الصواريخ إلى تجنيد عناصر داخل المملكة.. الأردن يقرر حظر أنشطة جماعة الإخوان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت دائرة المخابرات العامة في المملكة إحباط مخطط إرهابي كبير كان يستهدف تقويض الأمن الوطني وإثارة الفوضى داخل البلاد، عبر خلايا منظمة تضم 16 عنصرًا، وتمت العملية بعد متابعة استخباراتية دقيقة استمرت منذ عام 2021.
وعرضت قناة "القاهرة الإخبارية"، في تغطية خاصة قدمتها الإعلامية داليا نجاتي، تقريرا بعنوان "من تصنيع الصواريخ إلى تجنيد عناصر داخل المملكة.. الأردن يقرر حظر أنشطة جماعة الإخوان".
ووفقًا لما كشفته السلطات الأردنية، فإن أعضاء الخلية تورطوا في مخططات متعددة شملت تصنيع طائرات مسيرة "درونز"، وصواريخ، وعبوات متفجرة، إضافة إلى محاولات لتجنيد وتدريب عناصر داخل الأردن وخارجه.
اعترف عدد من المتهمين خلال التحقيقات
واعترف عدد من المتهمين خلال التحقيقات بتفاصيل دقيقة حول دور كل منهم، حيث تبين أن أحدهم درس هندسة الطيران وكان مسؤولًا عن تصميم هياكل الدرونز، بينما أوكلت البرمجة والتقنيات الإلكترونية لعنصر آخر.
التحقيقات أظهرت أن المتهمين تلقوا تدريبات متقدمة في الخارج شملت تشغيل ماكينات "CNC" وآلات الخراطة الدقيقة، بهدف تصنيع مكونات تستخدم في تصنيع الصواريخ.
وقد استأجر المتورطون مستودعًا داخل المملكة لتجميع المعدات، واستيراد أجهزة متطورة من الخارج، خاصة من الصين، لتنفيذ مشاريعهم التخريبية.
كما كشفت الاعترافات عن محاولات لربط هذا المخطط بتنظيم الإخوان المسلمين، حيث أشار بعض المتهمين إلى خلفياتهم الفكرية والتنظيمية داخل الجماعة.
وتحدث أحدهم عن التحاقه بها بعد إنهاء المرحلة الثانوية، وترقيه في المناصب التنظيمية وصولًا إلى عضوية مجلس الشورى، ما يعكس استغلال التنظيم للعناصر الشابة في تنفيذ أجندات إرهابية تحت غطاء فكري ودعوي.
ويُعد المخطط الذي تم إحباطه دليلًا على حجم التهديدات التي تواجهها المملكة الأردنية، ويؤكد أن الجماعات المتطرفة ما زالت تسعى لتقويض استقرار الدول من خلال غسل العقول، وتوظيف المعرفة الهندسية والتقنية في خدمة أهدافها التخريبية.
وتؤكد السلطات الأردنية أن التحقيقات لا تزال جارية، وأنها ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لحماية الأمن الوطني.