هل تحويل القبلة في ليلة النصف من شعبان؟.. 3 مواعيد من الشيخ عطية صقر
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
تزامناً مع ترقب استطلاع هلال شهر شعبان مساء اليوم السبت، اختلفت آراء العلماء حول موعد تحويل القبلة وهو الحدث الذي يعتقد كثيرون أنّ ليلة النصف من شعبان استمدت قدسيته بسببه بالإضافة إلى أنّ تلك الليلة ترفع فيها الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، إلاّ أنّ العلماء قد اختلفوا في موعد تحويل القبلة.
مواعيد تحويل القبلة إلى الكعبةقال الشيخ الراحل عطية صقر، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف إن هناك 3 أقوال في تعيين الشهر واليوم الذي حولت فيه القبلة إلى الكعبة المشرفة: «فقيل إنه تم تحويل القبلة في منتصف شهر رجب من السنة الثانية من الهجرة، وكان ذلك في يوم الاثنين»، رواه أحمد بإسناد صحيح عن ابن عباس وجزم به الجمهور.
وفيما يتعلق بالرأي الثاني، فقد قيل إن تحويل القبلة كان في شهر جمادى الآخرى، أما الرأي الثالث فإنه في النصف من شعبان وكان يوافق حينها يوم الثلاثاء: «وجاء تحويل القبلة في أثناء صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للظهر، فاتجه إلى القبلة وهو يصليها في بني سلمة، ولما علم الناس بالتحويل وهم في صلاة العصر، تحولوا وأتموا الصلاة"، كما رواه البخاري ومسلم.
وقد ورد في صحيح البخاري حديث رواه البراء بن عازب قال فيه: كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، سِتَّةَ عَشَرَ أوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ أنْ يُوَجَّهَ إلى الكَعْبَةِ، فأنْزَلَ اللَّهُ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وجْهِكَ في السَّمَاءِ} [البقرة: 144]، فَتَوَجَّهَ نَحْوَ الكَعْبَةِ، وقالَ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ، وهُمُ اليَهُودُ: {ما ولَّاهُمْ عن قِبْلَتِهِمُ الَّتي كَانُوا عَلَيْهَا، قُلْ لِلَّهِ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [البقرة: 142] فَصَلَّى مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَما صَلَّى، فَمَرَّ علَى قَوْمٍ مِنَ الأنْصَارِ في صَلَاةِ العَصْرِ نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، فَقالَ: هو يَشْهَدُ: أنَّه صَلَّى مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنَّهُ تَوَجَّهَ نَحْوَ الكَعْبَةِ، فَتَحَرَّفَ القَوْمُ، حتَّى تَوَجَّهُوا نَحْوَ الكَعْبَةِ.
وفي صحيح مسلم حديث عن البراء بن عازب أيضا قال: صَلَّيْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إلى بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا حتَّى نَزَلَتِ الآيَةُ الَّتي في البَقَرَةِ: {وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة:144] فَنَزَلَتْ بَعْدَ ما صَلَّى النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ فَمَرَّ بنَاسٍ مِنَ الأنْصَارِ وهُمْ يُصَلُّونَ، فَحَدَّثَهُمْ، فَوَلُّوا وُجُوهَهُمْ قِبَلَ البَيْتِ.
وفي حديث يَقولُ فيه عبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما: صرف رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من الشَّامِ إلى القِبلةِ، فصَلَّى إلى الكعبةِ في رجَبٍ على رأسِ سَبعةَ عَشَرَ شَهرًا مِن مَقْدَمِه المدينةَ.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: شهر شعبان فضل شهر شعبان هلال شهر شعبان النصف من شعبان الک ع ب ة علیه وسل إلى الک ى الله
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى: الرحمة هي الأساس الذي يُبنى عليه أي مجتمع إنساني سوي
أكد د.عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على أن الرحمة ليست مجرد قيمة أخلاقية، بل هي الأساس الذي يُبنى عليه أي مجتمع إنساني سوي.
وأوضح الورداني خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة «الناس»، أن المجتمع الذي يغيب عنه التراحم لا يمكن وصفه بالمجتمع الرباني، لأنه فقد أحد أهم المعاني التي أرادها الله في خلقه.
وقال الورداني، إن بداية تكوين الإنسان نفسه تنطلق من الرحمة، مستشهدًا بأن كلمة «الرحم» التي يولد منها الإنسان مشتقة من «الرحمة»، وهو ما يجعل الرحمة جزءًا أصيلًا من تكوين المجتمع من لحظة الميلاد، مضيفا، أنه كما يبدأ القرآن الكريم بـ(بسم الله الرحمن الرحيم)، ينبغي أن يبدأ المجتمع أيضًا بالرحمة كمنهج وسلوك.
وأكد أمين الفتوى، أن القرآن الكريم هو كتاب من كتب الرحمة، والمجتمع يجب أن يكون كتابًا آخر تتجلى فيه معاني الرحمة والمودة، مستشهدًا بقول الله تعالى: «إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب»، مشيرًا إلى أن المجتمع الذي يسير في طريق الله لا يقوم إلا على المحبة والتآلف.
وتطرق الورداني، إلى التحديات التي تواجه العالم المعاصر، من تدهور في القيم إلى قسوة في العلاقات الإنسانية، معتبرًا أن هذه المظاهر علامات على سقوط حضارات لم تجعل الرحمة ضمن بنيانها.
وقال إن الحضارات التي تنسى البعد الإنساني مصيرها الزوال، مهما بلغت من تقدم مادي، لافتا إلى أن التحديات الكبرى مثل الأزمات البيئية والصراعات لا ينبغي أن تفصل الإنسان عن رحمته، بل هي فرص لإعادة اكتشاف معنى الرحمة في السلوك اليومي والمواقف الجماعية، مضيفا أن الكون ليس ملكًا لنا وحدنا، بل هو لله، ونحن لسنا بمفردنا فيه، الله معنا، وسبقت رحمته كل شيء.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن ما يدفع الإنسان للخير والدعاء والمساندة ليس إلا شعورًا داخليًا نقيًا بالرحمة، وهي التي تمنحه الكرامة، وتربطه بخالقه، وتمنعه من الانجرار خلف القسوة، قائلًا: "بدأنا من عند الله، وبدأنا بالرحمة، فهي التي تُبقي على إنسانيتنا حيّة.
اقرأ أيضاًأمين الفتوى: إساءة معاملة السياح إضرار بالمال العام وهذا محرم فى الإسلام
أمين الفتوى: العمل هو السبيل للتغلب على الصعوبات.. والتسول أصبح مهنة
أمين الفتوى: محبة النبي لأمته حقيقة ممتدة عبر الزمان