موقع النيلين:
2024-07-07@01:43:50 GMT

حكايا المهمشين

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT


ها هو معرض مسقط الدولي يطرق الأبواب، وقد تبقى على افتتاحه أقل من أسبوعين، وفي الحقيقة جال بخاطري أن أكتب عن شيئين لمقالة اليوم؛ الأول عن العنوان الذي وضعته للمقالة، والثاني عن جرائم الناشرين بحق المؤلفين. ولكن الإنسان يكتب عما يثيره ويعتمل في صدره تأثيرًا أو هما أو أملًا وتطلعًا، ولعل الأحاديث التي يخوضها المرء مع أقرانه وخاصته مما يثير كوامن النفس، وكما في مجمع الأمثال للميداني «لاَ بُدَّ لِلْمَصْدُورِ أَنْ يَنْفُثَ» وهي عبارة منسوبة إلى أحد الفقهاء السبعة -كما وجدتها- وهو عبيد الله بن عبد الله.

إذا ما تتبعنا المقولة التي قالها عبيدالله، نجدها مذكورة في معرض حديثه عن الشعر، وكما هو معلوم أن الشعر ظل -حتى فترة قريبة- سيد المشهد الثقافي عند العرب، حتى خفت بريقه وانكمش في الركن الميت من الثقافة ؛ فلا القراء يقربونه، ولا المكتبة تتسع له، في وقت اقتحمت فيه الرواية السور العالي للثقافة وتركت باب الحديقة مفتوحًا يعبث بها العابثون. احتلت الرواية مكانتها ومنزلتها إذن، وتراجع الشعر، ولكن هل في الرواية شيء مختلف عن الشعر في موضوعه؟ ربما هو الإغراق في التفاصيل والعيش مع الشخصيات عن قرب حتى لتكاد تلك الشخصيات تخرج لنا من الرواية بلحمها ودمها! ومع أن الشعر في كثير من الأحيان يشبه الحكاية في تسلسله إلا أنه سريع القراءة وبالتالي سريع التأثير، فقد لا نتذكر الكلمات الواردة فيه، لكننا نتذكر العِبرة منه. والرواية على النقيض، فنحن نتذكر شخوصها بالاسم والصفات، وكأنهم أناس حقيقيون عشنا معهم وقابلناهم!

يأسرنا الأدب ويؤثر فينا بقدر مقاربته للهموم الإنسانية العامة، فالإنسان هو الإنسان منذ عصر هوميروس حتى أبي العلاء المعري وصولًا إلى البردوني وعصرنا الحالي.

فنحب الشجاعة والمروءة والكرم والصفات الخيِّرة في الإنسان، ونمقت ونكره اللؤم والصفات الدنية فيه. وقد اخترت أدباء فقدوا البصر -هناك خلاف حول هوميروس- لأن التطور الذي يعايشه الإنسان لا يخترق روحه؛ إنما هي أدوات يستعملها، أما المشاعر الإنسانية والقصص الحقيقية لمعاناة الإنسان فهي ما تؤثر في روح المرء اليوم وقبل ألف عام، لذلك نجد همومهم واحدة رغم ما بينهم من الفجوة الزمنية الهائلة!

حسنا، يختار الكثير من الناس أن يقرؤوا الرواية، وتكون جسرًا موصلًا إلى معانٍ مفقودة أو متخيلة لهم. فالثري الذي يفكر في بناء عمارة أخرى إلى عمارته القائمة، لا يتخيل وجود إنسان يبحث في القمامة عن ما يسد رمقه ويكفيه مؤونة التذلل إلى الناس. والموظف الذي لا يعمل إلا بالقدر الذي يؤدي به مهامه الموكلة إليه، لن يدرك مأساة الباحث عن العمل النفسية والاجتماعية والاقتصادية، وهذان المثالان بالنسبة إلى المترف يشبهان الحُلُم لا الحقيقة، ومن الأمثلة الكثير والكثير. وفي العموم فإن الرواية تؤثر في قارئها كما يفعل أي نتاج أدبي فكري آخر؛ ولكن هلَّا توقفنا قليلا في حياتنا لننظر حولنا؟

إن البحث عن البطولة المولودة من رحم المأساة حافز جيد للمرء؛ كي يبذل أكثر ويواصل كفاحه ليكون معينًا وناصرًا للضعفاء والمساكين؛ لكن الأبطال الحقيقيين ليسوا من يسكن بطون الروايات والقصص الخيالية، إنهم أناس يعيشون بيننا. فالأم التي تعمل في المستشفى أو المدرسة لتنظف القمامة والممرات ليست إنسانًا محبًا للقاذورات ولا تشعر بشيء تجاه عملها ومعاملة الناس لها! والأب الذي يتحمل نقل البضائع على ظهره نظير مبلغ لا يتعدى الريال ليس محبًا لهذا العمل شغوفًا به؛ إنما يفعلان ذلك لأجل أبنائهم وكثيرة هي الأمثلة.

وأحب أن أذكر امرأة أعرفها منذ الصغر، كانت وظيفتها «عاملة نظافة» في إحدى المستشفيات، وعملت هذه المرأة طوال هذه السنين لتكوين أبناء متعلمين وبعضهم في وظائف جيدة الآن، كل هذا في غياب كامل وفاعل لدور الأب؛ وبالنسبة إلي فإن هذه المرأة المكافحة أعلى شأنًا وأحب إليَّ من كل أبطال الروايات والأبطال المزيفين في الحياة. كما أن هذه المرأة وأشباهها من الأبطال يدفعونني للتساؤل بصدق؛ أيهما أحق باليأس ومحاولات الانتحار الساذجة، من عاش عيشة صعبة تكالبت فيها عليه الظروف؟ أم من يدفعه ترفه للالتذاذ بالألم؟ في وقت تعدو موجة العدمية فيه عدوًا يستلزم أن يلجمه كل من لديه ضمير قبل أن يستحيل وحشا لا قِبَلَ لنا به. ولا أقصد باللجام هنا بمعناه الشرس، إنما هو لجام فكري تأملي ثم تفكيكي في بذور وجذور المسألة. وقد تحدثت عن هذه المسألة سابقا في مقالة في جريدة عمان بعنوان «رمنسة البؤس».

علاء الدين الدغيشي – جريدة عمان

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

زيت النعناع الأساسي بديل فعال لعلاج الصداع

اقترح الدكتور يوهانس جوتفريد ماير من معهد تاريخ الطب بجامعة فورتسبورغ (ألمانيا) استخدام زيوت النعناع الأساسية في علاج الصداع ووفقا للخبير، تم تأكيد الخصائص العلاجية لهذه المواد في ظل الغياب التام للآثار الجانبية في عدد من الدراسات الصغيرة.

 

يستشهد يوهانس جوتفريد ماير باستخدام أنواع مختلفة من النعناع لعلاج الصداع منذ آلاف السنين، يحتوي عصير هذه النباتات على كمية كبيرة من المنثول، وهي مادة طبيعية ذات خصائص تبريد ومضادة للتشنج ومسكن ومع ذلك، النعناع يحتوي على أعلى محتوى المنثول.

 

 

كوسيلة للاستخدام لعلاج الصداع، ينصح الخبير بفرك زيت النعناع العطري على جلد الصدغين أو الجبهة أو مؤخرة الرأس تتيح لك هذه الطريقة تقريب التأثير من تأثير الباراسيتامول ومسكنات الألم المماثلة الأخرى. 

 

ومع ذلك، لا ينبغي إعطاء زيت النعناع للأطفال دون سن 6 سنوات، حيث غالبًا ما يسبب لهم تشنجات في الجهاز التنفسي.

 

فوائد زيت النعناع للجسم

ويتم الترويج لزيت النعناع للاستخدام الموضعي (يوضع على الجلد) لمشاكل مثل الصداع وآلام العضلات وآلام المفاصل والحكة في العلاج بالروائح، ويتم الترويج لزيت النعناع لعلاج السعال ونزلات البرد ، وتقليل الألم ، وتحسين الوظيفة العقلية ، وتقليل التوتر.

 

قد يساعد زيت النعناع في تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي والحالات الأخرى التي تؤثر على الجهاز الهضمي قد تساعد الأشكال المختلفة أيضًا في تخفيف الألم وإفادة بشرتك.

 

بخلاف أنه يعمل بنفس وظائف فوائد حساء الطماطم لنمو الشعر ، فإن زيت النعناع مفيد بالتأكيد لتحسين الدورة الدموية.

 

يعمل محتوى المنثول في النعناع أيضًا كعنصر موسع للأوعية الدموية ، والذي له تأثير على الدورة الدموية وفي بعض حالات الصلع ، يكون الخسارة التي تحدث نتيجة ضعف تدفق الدم إلى بصيلات الشعر.

مقالات مشابهة

  • تهاني العابد: أطمح في تطوير السرد الروائي
  • من غير هيشان أو تقصف.. 5 خطوات لترطيب الشعر الكيرلي
  • حول رواية أشلاء.. تأملات عابرة
  • زياد العناني.. شمس كبيرة في سماء قصيدة النثر
  • زياد العناني.. شمس كثيرة في سماء قصيدة النثر
  • زيت النعناع الأساسي بديل فعال لعلاج الصداع
  • للنساء.. هل من الآمن صبغ شعرك أثناء الحمل؟
  • حرية الإنسان بين هداية الرحمن وضلالة الشيطان.. في فهم سر الوجود
  • الشاعرة زوات حمدو: الشعر موهبة لها أسس ومقومات
  • كيف للإنسان أن يشعر بالاستحقاق وتقدير الذات؟