تستعد إسرائيل لإجلاء أكثر من مليون فلسطيني من مدينة رفح، للشروع في تنفيذ هجوم بري على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في المدينة الواقعة بجنوب قطاع غزة.

ويعيش هؤلاء الفلسطينيون في ظروف بائسة بعد أن نزحوا من الشمال بسبب القصف الإسرائيلي.

وحذرت وكالات الإغاثة من أن الهجوم العسكري في مثل هذه المنطقة المكتظة بالسكان قد يؤدي في النهاية إلى مقتل أعداد كبيرة من الأبرياء.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "أونروا"، إنها لا تعرف المدة التي يمكن أن تستغرقها "مثل هذه العملية شديدة الخطورة".

وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني: "هناك شعور متزايد بالقلق والذعر في رفح.. لأن الناس ليس لديهم أي فكرة على الإطلاق إلى أين يذهبون".

وأعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الجمعة، أنه طُلب من الجيش وضع خطة "لإجلاء السكان وتدمير" 4 كتائب تابعة لـ"حماس"، قال إنها منتشرة في رفح.

اقرأ أيضاً

127 يوما من حرب غزة.. القصف يتواصل وجيش الاحتلال يصدق على اقتحام رفح

وأضاف في بيان، أن إسرائيل لن تستطيع تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على مسلحي "حماس"، ما دامت تلك الوحدات باقية.

ولم يذكر البيان أي تفاصيل أخرى.

ويأتي صدور البيان بعد يومين من رفض نتنياهو اقتراح "حماس" لوقف إطلاق النار، والذي يتضمن إطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم الحركة.

وقالت واشنطن، الداعم الرئيسي لتل أبيب، إنها لن تؤيد أي عملية عسكرية لا توفر الحماية للمدنيين، وأطلعت إسرائيل على مذكرة جديدة للأمن القومي الأمريكي تذكّر الدول التي تتلقى أسلحة أمريكية بالالتزام بالقانون الدولي.

وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، للصحفيين: "لا توجد معايير جديدة في هذه المذكرة. نحن لا نفرض معايير جديدة للمساعدات العسكرية".

وأضافت: "لقد أكدوا (الإسرائيليون) استعدادهم لتقديم هذا النوع من الضمانات".

اقرأ أيضاً

إعلام عبري: خلاف حاد بين نتنياهو وهاليفي حول هجوم رفح

ويتكدس أكثر من مليون شخص، نزحوا جنوبا بعد 4 أشهر من القصف الإسرائيلي، في رفح والمناطق المحيطة بها على حدود القطاع الساحلي مع مصر التي عززت الإجراءات الأمنية مخافة حدوث نزوح جماعي.

ويواجه الأطباء وموظفو الإغاثة صعوبات بالغة من أجل توفير المساعدات الأساسية للفلسطينيين الذين يحتمون بالقرب من رفح.

والكثيرون محاصرون عند السياج الحدودي مع مصر ويعيشون في خيام مؤقتة.

وحولت القوات الإسرائيلية هجومها جنوبا نحو رفح، بعد أن اقتحمت في البداية شمال غزة، ردا على الهجوم الذي شنه مسلحون من "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وقالت الأمم المتحدة الجمعة، إنه يتعين حماية المدنيين في رفح، لكن يجب ألا يكون هناك أي تهجير قسري جماعي، وهو ما وصفته بأنه مخالف للقانون الدولي.

وقال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيجلاند: "لا يمكن السماح بأي حرب في مخيم ضخم للاجئين"، محذرا من "حمام دم" إذا امتدت العمليات الإسرائيلية إلى هناك.

اقرأ أيضاً

رويترز: مصر تعزز تواجدها الأمني على الحدود الفلسطينية مع التلويح بهجوم رفح

وقالت الرئاسة الفلسطينية، إن ما وصفته بخطط نتنياهو للتصعيد العسكري في رفح يراد بها تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.

وقال مكتب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إن "إقدام الاحتلال على هذه الخطوة يهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم، وإن ذلك تجاوز لكل الخطوط الحمراء".

وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم نشر اسمه، إن إسرائيل ستحاول تنظيم انتقال النازحين في رفح إلى الشمال الذي فروا منه سابقا قبل أي عملية عسكرية هناك.

وقالت وزارة الصحة في غزة إنه تأكد استشهاد ما لا يقل عن 27 ألفا و947 فلسطينيا منذ بدء الحرب وإصابة 67 ألفا و459 آخرين.

وتقول إن كثيرين آخرين ربما ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض التي خلفها الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ بعد أن قتل مسلحون من "حماس" 1200 شخص، واحتجزوا 253 رهينة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.

وفي علامة أخرى على تأثير الحرب، يعاني واحد من بين كل 10 أطفال في غزة دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، وفقا لبيانات أولية من الأمم المتحدة من خلال قياسات الذراع التي تظهر مستويات الهزال لدى الأطفال.

اقرأ أيضاً

مصادر: نتنياهو أوعز للجيش ووزارة الدفاع خطة لإجلاء المدنيين من رفح

وقالت مؤسسة "أكشن إيد" الخيرية، إن بعض الناس يلجأون إلى أكل العشب.

وأضافت: أن "الجميع في غزة يعانون الآن من الجوع ولا يحصل الناس إلا على لتر ونصف أو لترين من المياه غير الصالحة للشرب يوميا لتلبية جميع احتياجاتهم".

وبعد ساعات من بيان نتنياهو، نفذت إسرائيل غارة جوية على منزل في رفح مما أدى إلى مقتل 11 فلسطينيا على الأقل.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن غارات جوية إسرائيلية قتلت في وقت سابق ما لا يقل عن 15 شخصا، منهم 8 في منطقة رفح.

وقال محمد النحال وهو مسن فلسطيني، كان يقف بجوار أنقاض مبنى استهدفه القصف: "كنا نايمين جوا ولما انضرب طلعنا برا، طلعنا من الشقة برا، بعد شوية انضرب كمان صاروخ تاني دمر الدار كلها بحالنا بمالنا".

وأضاف: "بنتي وجوزها وابنها دول كلهم استشهدوا، باقيين اتنين في المستشفى".

اقرأ أيضاً

مصر ترد على تصريحات بايدن حول إغلاق معبر رفح

وقال الجيش الإسرائيلي، إن قواته تنفذ عمليات في منطقة خان يونس وشمال ووسط غزة للقضاء على خلايا المسلحين وتدمير البنية التحتية لهم.

وتقول إسرائيل إنها تتخذ إجراءات لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، وتتهم مسلحي "حماس" بالاندساس بين المدنيين، بما في ذلك في مدارس مستخدمة كملاجئ ومستشفيات.

ونفت حركة "حماس" هذه الاتهامات.

واقترحت "حماس" هذا الأسبوع وقفا لإطلاق النار لمدة 4 أشهر ونصف الشهر، يتم خلالها إطلاق سراح جميع الأسرى، المتبقين وانسحاب القوات الإسرائيلية والتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.

وكان هذا العرض رد "حماس" على اقتراح صاغه الأسبوع الماضي رئيسا المخابرات الأمريكية والإسرائيلية ونقلته مصر وقطر للحركة.

ورفض نتنياهو شروط "حماس"، ووصفها بأنها "مضللة" وتعهد بمواصلة القتال.

اقرأ أيضاً

بايدن: إسرائيل تجاوزت الحد في غزة.. وأقنعت السيسي بفتح معبر رفح

المصدر | رويترز

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل رفح غزة حرب غزة تهجير الأمم المتحدة اقرأ أیضا فی رفح

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يتحدث عن ملامح أي صفقة مع حماس

اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، اليوم الأحد،7 تموز 2024 ، أن إصراره على شن عملية عسكرية على رفح، جنوبي قطاع غزة ، دفع حركة حماس إلى طاولة المفاوضات، مشددا على أن مقترح الصفقة الذي تم الاتفاق عليه مع إسرائيل والذي حظي بمباركة الرئيس الأميركي، جو بايدن، "سيسمح لإسرائيل بإعادة الرهائن دون الإضرار بأهداف الحرب" المتواصلة منذ 275 يوما.

جاء ذلك في بيان صدر عن مكتب نتنياهو في ظل تعالي الأصوات من جهات أمنية وسياسية في إسرائيل وكذلك من قبل عائلات أسرى محتجزين في قطاع غزة، تتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بالعمل على تقويض فرص التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس لتبادل الأسرى، والعمل على عرقلة الصفقة المحتملة لأسباب سياسية تتمحور حول بقائه في السلطة.

إقرأ/ أيضا: إسرائيل وحماس تستأنفان المفاوضات اليوم - ترقّب وتفاؤل حذر

وقال نتنياهو إنه "يواصل تمسكه الثابت بالمبادئ التي اتفقت عليها إسرائيل" والتي تتمثل بأن "أي صفقة ستسمح لإسرائيل بالعودة للقتال حتى تتحقق جميع أهداف الحرب؛ لن يُسمح بتهريب الأسلحة إلى حماس عبر حدود غزة مع مصر؛ لن يُسمح بعودة آلاف الإرهابيين المسلحين إلى شمال قطاع غزة؛ إسرائيل ستعمل على زيادة عدد الرهائن الأحياء الذين سيتم إعادتهم من أسر حماس".

وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أنه خلال المداولات التي عقدها قبل أيام، أضاف نتنياهو شرطا إسرائيليا جديدا في إطار المفاوضات عبر الوسطاء مع حركة حماس، يتمثل بـ"تفتيش المواطنين الغزيين العائدين إلى شمال القطاع"، ونقلت القناة عن مسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية تقديراتهم بأن "حماس لن تكون جاهزة للموافقة على هذا الطلب".

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • الحرب الإسرائيلية على غزة تدخل شهرها العاشر
  • نتنياهو يتحدث عن ملامح أي صفقة مع حماس
  • نتنياهو يعلن شروطه قبل محادثات الصفقة الجديدة مع حماس
  • حماس تنتظر الرد الإسرائيلي على اقتراح وقف إطلاق النار
  • يوم الشلل الكبير .. مظاهرات حاشدة وإغلاق طرق في تل أبيب لإسقاط حكومة نتنياهو
  • حماس: ننتظر الرد الإسرائيلي على اقتراح وقف إطلاق النار
  • جنرال إسرائيلي يهاجم نتنياهو ويدعو للخروج من رفح
  • مصدر مصري: اتصالات مصرية مع حماس للتوصل إلى اتفاق
  • حماس تعلن موقفها النهائي من مقترح أميركي لإجراء محادثات إطلاق الرهائن الإسرائيليين
  • محلل فلسطيني: إسرائيل تعمل بشكل ممنهج لإطالة زمن الحرب على غزة (فيديو)