بقلم: إسماعيل الحلوتي

بات واضحا لدى الجميع أنه ليس هناك من نظام يكره المغرب والمغاربة أكثر من النظام العسكري الجزائري، الذي أسس المدعو بوخروبة (هواري بودين) عقيدته على لكل ما هو مغربي منذ أزيد من نصف قرن. حيث يحاول هذا النظام البائس والمفلس صناعة تاريخ أمة جزائرية عبر زرع الكره في أذهان الجزائريين ضد أشقائهم المغاربة، والسعي نحو تقسيم المملكة المغربية التي تشكل حسب تفكيره الأهوج، تهديدا استراتيجيا لبناء أمته.

فبعد أن فشل في جر المغرب إلى حرب مباشرة وتعطيل مساره التنموي الناجح، وعجز عن مجاراته إن على المستوى الدبلوماسي أو السياسي أو الرياضي وغيره، واتضح له جليا أن شراء ذمم بعض ضعاف النفوس داخل إفريقيا وخارجها، ودعم ميليشيات البوليساريو الانفصالية والإرهابية بالمال والعتاد، لم يؤتيا أكلهما في تحقيق أطماعه التوسعية، أبى إلا أن يزج بالشعب الجزائري في معركته الخاسرة ضد الشعب المغربي، حتى يتسنى له ضرب عصفورين بحجر واحد: إلهاء الجزائريين عن مشاكلهم وأزماتهم الداخلية الحقيقية، والتشويش على المغاربة.

إذ يمكن أن نتفهم بعث عبد المجيد تبون، الواجهة المدنية للنظام العسكري، بالتهنئة لرئيس جنوب إفريقيا "سيريل رامافوزا" بمناسبة فوز منتخب بلاده على المنتخب المغربي بهدفين نظيفين في دور الثمن من بطولة كأس الأمم الإفريقية 2023 بالكوت ديفوار في نسختها ال"34"، ونتفهم أيضا أن يسارع التلفزيون الجزائري إلى قطع البث والإعلان عن هزيمة "أسود الأطلس"، وأن تستنفر استوديوهات "التخليل" الرياضي بالجزائر كل أطقمها لتحويل هذه النتيجة إلى مادة دسمة للسخرية والتشفي.

 لكن ما لا يمكن تفهمه هو أنه بدل خروج الجزائريين لمناصرة "غزة" التي يعيش أهلها تحت قصف الاحتلال الإسرائيلي منذ عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر 2023، ولاسيما أن الرئيس المعين "تبون" لا يكاد يتوقف عن الادعاء بأن بلاده تقف مع فلسطين "ظالمة أو مظلومة"، غصت شوارع عديد المدن الجزائرية بالمواطنين الجزائريين فور نهاية المباراة مساء الثلاثاء 30 يناير 2024، احتفالا بإقصاء منتخب "المروك" من دور الثمن على يد المنتخب الجنوب إفريقي من بطولة أمم إفريقيا لكرة القدم. حيث تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق لذلك. مما يؤكد نجاح خطة "الكابرانات" في تكريس قيم الكراهية ضد المغرب، باعتباره عدوا تقليديا يسعى إلى زعزعة أمن واستقرار الجزائر.

فحكام قصر المرادية لم ينجحوا في شيء أكثر من نجاحهم في زرع بذور الكره في أوساط الجزائريين، بل حتى في صفوف بعض المغاربة الذين يرفضون أن تستمر بلادهم مستهدفة من قبل شرذمة من العجزة المعتوهين، حيث أن هناك جزءا معزولا من المغاربة فرحوا قبل ذلك لخروج المنتخب الجزائري من ذات المنافسة الكروية القارية منذ الدورة الأول بعد احتلاله الرتبة الأخيرة، لكن ليس بنفس العدد ولا بنفس المستوى من التشفي...

ولنا أن نتساءل حول الأسباب التي أوصلت الشعبين الشقيقين الجزائري والمغربي خلال السنوات الأخيرة إلى هذا المستوى من الكره والتنابز بالألقاب؟ فالذي حدث هو أن آلة السياسة العدائية ضد المملكة المغربية وأبنائها اشتغلت بشكل جنوني في عهد الرئيس المزور عبد المجيد تبون ومعه كبير العسكر السعيد شنقريحة الحاكم الفعلي للبلاد؟ وإلا كيف يمكن تفسير خروج المغاربة عن بكرة أبيهم صغارا وكبارا، إناثا وذكورا مساء يوم 19 يوليوز 2019 بشكل اهتزت له مشاعر الأخوة والدم المشترك، رافعين علامات النصر والأعلام الجزائرية بجوار الأعلام المغربية، لمشاركة أشقائهم الجزائريين الأفراح والاحتفالات بمناسبة نيل منتخب بلادهم لقب كأس أمم إفريقيا إثر تغلبه على المنتخب السنغالي بهدف لصفر؟

فاللوم على "الكابرانات" الذين يجهلون أن الرياضة منبر للقيم والأخلاق، حين يتمادون في شحن العقول بالحقد والتحريض على بلد جار، جاعلين من استعدائه والتآمر عليه عقيدة عسكرية ومدنية، ولا يتوانون عن تسخير أبواقهم الإعلامية وكل إمكانيات الدولة في اتجاه إلهاء الشعب الجزائري عن أهم قضاياه المصيرية ومعاكسة المغرب في وحدته الترابية. ولعل خير مثال على ما وصل إليه هؤلاء "الحكام" من بغض ضد المغرب، هو ما حدث من اعتداء على منتخبه في نهائي كأس العرب تحت 17 سنة 2022 التي أقيمت في الجزائر ما بين 23 غشت و8 شتنبر 2022 وعاد فيها اللقب للمنتخب الجزائري بركلات الترجيح. ثم تجاهل الإعلام الجزائري الرسمي لذلك الإنجاز التاريخي الكبير الذي حققه المنتخب المغربي، إثر تغلبه على أعتى المنتخبات الأوروبية وبلوغه دور نصف نهاية كأس العالم في مونديال قطر 2022، حيث كان يصر بتعليمات عسكرية على عدم الإشارة إلى اسمه وذكر نتائجه الإيجابية.

إننا واثقون من أنه مهما طالت غطرسة وافتراءات "الكابرانات"، سيأتي يوم ينجلي فيه الظلام، ينبلج فجر الحقيقة وينتهي هذا المسلسل من الكره بين الشعبين الجزائري والمغربي. وسيظل المغاربة يفخرون بوطنهم ويعتزون بالانتماء إليه، دون أن يستطيع أي كان بث الفرقة بينهم وبين أشقائهم الجزائريين، ويكفي استحضار ما قال قائدهم الملهم الملك محمد السادس، بمناسبة افتتاح السنة التشريعية بالبرلمان عام 2014: "إن هذا الاعتزاز بالانتماء للمغرب هو شعور وطني صادق، ينبغي أن يحس به جميع المغاربة. إنه شعور لا يباع ولا يشترى، ولا يسقط من السماء، بل هو إحساس نبيل، نابع من القلب، عماده حسن التربية على حب الوطن وعلى مكارم الأخلاق، إنه إحساس يكبر مع المواطن ويعمق إيمانه وارتباطه بوطنه".

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

رئيس الجمهورية “هذه هي الجزائر التي نحبها ويحبها جميع الجزائريين.. جزائر رفع التحديات”

أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أن الجزائر وبفضل إرادة وتحدي أبناءها المخلصين الأكفاء ستكسب رهان الالتحاق بركب الدول الناشئة.

وخلال إشرافه على مراسم تدشينه مصنع “فوكة-2″ لتحلية مياه البحر حيا رئيس الجمهورية السواعد الجزائرية الشابة التي رفعت تحدي السيطرة على ظاهرة ندرة المياه في الجزائر.

وأثنى رئيس الجمهورية على جهود جميع من ساهم في إنجاز هذه المنشأة الحيوية. وقال بهذا الخصوص: ” أشكر العمال، المسيرين، الإطارات وقطاعي الطاقة والري وسوناطراك على هذا الإنجاز “.

وأضاف رئيس الجمهورية “هذه هي الجزائر التي نحبها ويحبها جميع الجزائريين، جزائر رفع التحديات”.. “هذا الانجاز العظيم تفتخر به الجزائر المنتصرة.

وأشار رئيس الجمهورية إلى أن  المصنع الذي أنجز وفق معايير تقنية عالية من شأنه الإسهام في تزويد المواطنين بالمياه الشروب دون المساس بالموارد المائية الموجهة للفلاحة.

كما قال رئيس الجمهورية بالمناسبة أن “مصانع ومحطات تحلية المياه حلٌ صائب وسنجد الحلول المناسبة لباقي مواطنينا في المناطق الداخلية”.

وتابع رئيس الجمهورية أنه “بإتمامنا هذه السلسلة نكون قد وصلنا إلى تلبية جزء كبير من حاجيات مياه الشرب للمواطن”.

مقالات مشابهة

  • حريق مروع في تمارة يقتل 5 أطفال ويهزّ قلوب المغاربة.. ما السبب؟ (شاهد)
  • رئيس الجمهورية “هذه هي الجزائر التي نحبها ويحبها جميع الجزائريين.. جزائر رفع التحديات”
  • إعلان تشكيل منتخب مصر للناشئين في ودية السنغال
  • كواليس المواجهة المغربية الجزائرية في القمة الإفريقية (حوار مع الموساوي العجلاوي)
  • الركراكي: المغرب أصعب منتخب يمكن تدريبه
  • أوجار يدعو إلى ترافع حزبي يعزز النجاحات الدبلوماسية للمملكة في قضية الصحراء المغربية
  • فيديو.. أول ظهور للفنانة المغربية دنيا بطمة بعد السجن
  • منتخب الكرة النسائية يهزم رواندا بتصفيات أمم إفريقيا «صور»
  • منتخب مصر لكرة السلة يفوز على إفريقيا الوسطى في تصفيات «أفروباسكت»
  • المغرب يسجل تراجعًا في مؤشر اللوجستيات 2024 ويحتفظ بموقعه الثاني في شمال إفريقيا