الخليل - صفا

بالتزامن مع عدوان الاحتلال على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، فرض الاحتلال حظراً للتجول على أهالي البلدة القديمة في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

وبحسب معهد الأبحاث التطبيقية "أريج"، فإن عدد الحواجز العسكرية في البلدة القديمة ومحيط المسجد الإبراهيمي بعد السابع من أكتوبر، بلغ نحو 78 حاجزاً، موزعة بين أبراج عسكرية، وبوابات حديدية، وقواطع اسمنتية، ونقاط تفتيش، وبوابات إلكترونية وأسلاك شائكة.

وقال منسق لجنة المدافعين عن حقوق الإنسان عماد أبو شمسية، في حديثٍ لوكالة "صفا"، إن الاحتلال فرض حظراً كاملاً للتجول على أهالي المناطق المغلقة في مدينة الخليل، في الأيام العشر الأولى بعد الحرب.

وأضاف أن حظر التجول استمر بعدها 45 يوماً، مع السماح للمواطنين بالحركة والتنقل عبر حاجز واحد فقط خلال ساعتين في الصباح وأخريين في المساء، قبل أن يتحول حظر التجول من الساعة السابعة مساءً حتى السابعة صباحاً في خمسة أيام من الأسبوع، فيما يفرض حظر كامل يومي الجمعة والسبت.

وأشار إلى أن حظر التجول رافقه العديد من الإجراءات الأمنية المشددة، إذا يسمح الاحتلال بتنقل أهالي المناطق المغلقة عبر حاجز واحد فقط، ويعرضهم بشكل يومي للتفتيش المهين الذي يستمر لساعات.

وذكر أبو شمسية أنه كان يحاول الوصول إلى منزله في منطقة تل الرميدة، وأمامه على الحاجز خمسة أشخاص فقط، استغرق تفتيشهم نحو ساعتين.

وبيّن أن قوات الاحتلال استولت على سطح منزله، وأقامت عليه نقطة عسكرية جديدة، لرصد حركة المواطنين ومراقبتهم.

وأفاد بأن أعداد الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش، زادت بشكل ملحوظ بعد عدوان الاحتلال على غزة، في إطار تشديد التضييق على أهالي البلدة القديمة ومحيط المسجد الإبراهيمي.

ولفت إلى أن الاحتلال نصب ثلاثة حواجز على مسافة 40 متراً فقط في شارع منزله، باستثناء النقطة العسكرية الجديدة على سطح المنزل.

وقال "الأوضاع صعبة للغاية، وأهالي المنطقة في حبس كبير، لا يسمح لأي فلسطيني في المنطقة بالصعود إلى سطح منزله أو الوقوف على النافذة، أو حتى فتح باب المنزل خلال فترة الحظر".

وأضاف أن نظرة من الشرفة قد يتبعها استهداف بالرصاص، أو مداهمة للمنزل وتدمير محتوياته أو سرقتها.

مستوطنون بزيّ عسكري

وقال الناشط عارف جابر إن المستوطنين الذين اعتادوا التنكيل بأهالي المنطقة، أصبحوا يتجولون بزي الجيش ويتواجدون على الحواجز العسكرية لمواصلة تضييقاتهم بتغطية من جيش الاحتلال.

وأضاف أن مجموعة من المستوطنين المعروفين لدى أهالي المنطقة، يتنقلون بين المنازل وهم يرتدون الزي العسكري، بحثاً عن أي فلسطيني للتنكيل به.

وأشار إلى أن النشطاء وثّقوا العديد من حالات الاعتداء على نساء وأطفال، اضطروا للخروج من منازلهم لقضاء حاجات ملحة، بإطلاق النار، والضرب المبرح والاحتجاز لساعات.

وقال جابر إن العديد من النساء الحوامل تعرضن للإجهاض، بسبب تضييقات الاحتلال على الحواجز وحرمانهن من الوصول إلى المراكز الصحية.

وأشار إلى أن الأهالي يعيشون في حالة رعب وترقب مستمر، خشية اعتداءات جيش الاحتلال ومستوطنيه، خاصة أن المستوطنين الذين يسكنون المنطقة هم الأكثر تطرفاً وعداءً.

وقسّمت المدينة وفق بروتوكول الخليل عام 1997، إلى قسمين: H1 وتشكل 80% من المدينة خاضعة للسيطرة الفلسطينية، و H2 الخاضعة لسيطرة الاحتلال.

ومنذ الثامن من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، فرض الاحتلال إغلاقاً شاملاً على كافة محافظات الضفة الغربية المحتلة، ومداخل معظم القرى والبلدات الفلسطينية، وما زالت غالبية الإغلاقات قائمة حتى اليوم.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: البلدة القدیمة حظر التجول إلى أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تلجأ للعمليات القذرة للتغطية على الهزيمة العسكرية والاستراتيجية

 

 

الاحتلال يحاول استعادة قوة الردع التي فقدها في السابع من أكتوبر

مرور اغتيال العاروري وشُكر وهنية دون رد منح إسرائيل الفرصة لمواصلة مسلسل الاغتيالات

الاحتلال بدأ مرحلة جديدة من الردع في 17 سبتمبر

"سبتمبر الأسود".. الشهر الذي فقد فيه حزب الله الصف الأول من قادته

إسرائيل قصفت غزة ولبنان واليمن وسوريا في وقت متزامن

نتنياهو: نعيش حربا في 7 جبهات وسنقضي على أعدائنا

إيران تدرس "الرد المناسب" على اغتيال نصر الله

الرؤية- غرفة الأخبار

يُحاول كيان الاحتلال الإسرائيلي استعادة قوة الردع التي فقدها في السابع من أكتوبر بعد تلقيه هزيمة عسكرية واستراتيجية كبيرة، وذلك بمزيد من القصف والتدمير في قطاع غزة ولبنان واليمن وسوريا، واغتيال الصف الأول من قيادات حزب الله اللبناني.

وبالأمس، طال القصف الإسرائيلي الغاشم 4 دول عربية في وقت مُتزامن، وذلك بقصف مناطق مختلفة في قطاع غزة، وأيضًا في لبنان، وقصف ميناء ومطار الحديدة في اليمن، كما سمع دوي انفجارات في العاصمة السورية دمشق.

وقال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو: "كما هو مكتوب في التوراة سألاحق أعدائي وسأقضي عليهم، نحن نعيش حربا في 7 جبهات وحطمنا حماس في غزة وضربنا حزب الله، وضربنا الحوثيين في اليمن".

ومنذ اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وقائد الحركة بالضفة الغربية، في لبنان مطلع يناير الماضي، توقع المجتمع الدولي أن يكون رد حزب الله على هذه العملية قويا لاستعادة قوة الردع ضد إسرائيل، إلا أن العملية مرّت دون تصعيد، إذ التزم الحزب بقواعد الاشتباك لتجنب الدخول في حرب شاملة.

لكن هذه القواعد لم تمنع إسرائيل من اغتيال فؤاد شكر في غارة شنتها طائراته على مبنى بحارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو الشخصية العسكرية الأبرز في حزب الله.

وفي اليوم التالي تم اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب طهران، لتؤكد إيران بعد هذه العملية أنها ستنتقم من إسرائيل في الوقت والمكان المناسب، وهو ما لم يحدث رغم مرور شهرين.

وبعد هذه الأحداث الضخمة، فرض الاحتلال معادلة جديدة للردع سعى من خلالها تسجيل انتصار عسكري ينسي المجتمع الإسرائيلي ما حدث في السابع من أكتوبر.

ففي يوم الثلاثاء 17 سبتمبر، شهد لبنان شكلاً جديداً من أشكال المواجهة، حيث انفجرت مئات أجهزة الاستدعاء "البيجر" التي يحملها أعضاء حزب الله في وقت متزامن، راح ضحيتها عشرات الأشخاص بينهم قياديون من الحزب، وإصابة أكثر من 2800 شخص بينهم أطفال وكبار سن في مناطق مختلفة من لبنان.

وفي اليوم التالي 18 سبتمبر، وأثناء تشييع حزب الله جثامين ضحايا البيجر، حدثت عدة انفجارات، ولكن هذه المرة كانت لأجهزة الاتصال اللاسلكي، وراج ضحية هذه العملية أيضا ما لا يقل عن 25 شخصا وإصابة أكثر من 450 في مناطق مختلفة.

وفي يوم 20 سبتمبر، نفذ جيش الاحتلال ضربة في العاصمة اللبنانية بيروت استهدفت إبراهيم عقيل القيادي البارز بحزب الله وعضو المجلس الجهادي بالحزب، إلى جانب عدد آخر من قادة حزب الله.

وبعد 4 أيام، قال جيش الاحتلال: "تم قتل إبراهيم محمد قبيسي قائد منظومة الصواريخ والقذائف في حزب الله"، وبعد ذلك بيومين أعلن الاحتلال مقتل محمد حسين سرور قائد الوحدة الجوية بحزب الله في ضربة جوية استهدفت الضاحية الجنوبية ببيروت أيضا.

وجاءت ذروة هذه الاستهدافات يوم الجمعة 27 سبتمبر بقصف الضاحية الجنوبية لبيروت واستهداف مركز قيادة حزب الله، حيث راح ضحية هذا القصف الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله وعدد آخر من القيادات أبرزهم علي الكركي قائد جبهة الجنوب وقائد الوحدة الصاروخية محمد علي إسماعيل ونائبه حسين أحمد إسماعيل.

وفي ظل هذه التطورات الخطيرة وغير المسبوقة، بزت التساؤلات حول السياسة التي سينتهجها حزب الله بعد اغتيال قادته، بالإضافة إلى موقف إيران من هذه التطورات، خاصة بعد تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي قال: "يجب على الدول الإسلامية عقد اجتماع من أجل صياغة رد فعل على ما يحدث".

واستكمالا لمسلسل التصعيدات، ذكرت صحيفة يسرائيل هيوم أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وافقا الأسبوع الماضي على قبول خطوات تشمل إدخال قوات إلى لبنان.

وأضافت الصحيفة أن هناك إجماعا داخل النظام السياسي في إسرائيل على شن تحرك بري محدود في لبنان، موضحة: "استعداد إسرائيل لتحرك بري سيترك مجالا للتفاوض على إخراج مقاتلي حزب الله من الحدود باتفاق مكتوب".

وحول موقف إيران، قال محمد جواد ظريف نائب الرئيس الإيراني: "إيران ستختار الوقت المناسب للرد على جرائم النظام الصهيوني".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تلجأ للعمليات القذرة للتغطية على الهزيمة العسكرية والاستراتيجية
  • الاحتلال يعتقل متضامنين أجانب ويعتدي على عائلة جنوب الخليل
  • نتنياهو بين أصداء البلطجة العسكرية وحق مقاومة الاحتلال
  • عدوان متواصل في الضفة.. إصابات وعشرات المعتقلين ومصادرة أراض
  • 358 يوما من العدوان| غارات متواصلة في غزة توقع شهداء وجرحى
  • انقطاع كارثي للكهرباء في حي الهاشمي بالشيخ عثمان.. أهالي المنطقة يناشدون المسؤولين
  • إقبال كبير من أهالي قنا على مسرح «المواجهة والتجوال»
  • «القاهرة الإخبارية»: إصابة عدد من الفلسطينيين في مواجهات مع قوات الاحتلال بجبل صبيح
  • عملية إسرائيلية في مخيم بلاطة تبوء بالفشل واستمرار حصار بلدة إذنا بالخليل
  • غلق شارع الروضة بمصر القديمة 30 يوما لتنفيذ المرحلة الرابعة للمترو